لماذا  تستعجل الاقلية جدولة زمنية للانسحاب والعرب واعلامهم يدعمونهم ؟!

اسعد راشد

سؤال لم يزل يفتقد الى الجواب الصريح والشفاف .. السنة العرب ومن خلفهم الارهابيون والقتلة وابواقهم  "العربية" و"الجزيرة" وكل الاعلام  "المقاوم" يطالبون بجدولة  "زمنية" سريعة  لانسحاب قوات متعدة الجنسيات دون ان يضعوا ضمانات لما بعد الجدولة والانسحاب..

 الا ان الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين يعتبرون  "خطاب" الجدولة  "مكيدة" ارهابية وسنية وعربية رسمية من اجل عودة نظام القتلة والارهابيين وافشال العملية السياسية في العراق وبالتالي اجهاض المشروع الامريكي للتغيير والاصلاح في الشرق الاوسط ..

والواضح ان  هناك  "خطاب" للجدولة تتبنى الترويج له فضائيتين رئيسيتين عربيتين لهما صلة وثيقة باجندة  المخابرات العربية وهي بالدرجة الاولى طائفية  تخدم مصالح الجماعات الارهابية والتكفيرية وتتحرك تحت غطاء  "المقاومة"  ‘ هذا الخطاب بلا شك يمثل  "استراتيجية" مرحلية ما ان تتحقق  اهدافها على الارض يتبدل الخطاب بآخر اكثر خطورة  واكثر جرأة في التدخل في الشأن العراقي  يعرض ليس فقط التجربة الجديدة للديمقراطية للانهيار بل يفتح ابواب جهنم على كل الذين وقفوا مع التغيير الديمقراطي في العراق و يدخل العراق  اما في حرب طائفية شرسة اكثر مما نشاهدها اليوم من طرف واحد واما في اتون حرب ابادة يشنها الارهابيون السلفيون والبعثيون الفاشيون ضد مكونات الشعب العراقي المختلفة ..

والواضح ايضا  ان هناك محاولات تجري من اجل وضع الشيعة على  "فوهة" المدفع في قضية  "الجدولة" من خلال توريط بعض المحسوبين عليهم في تبني  "خطاب" الجدولة الزمنية ودفعهم للتصعيد في هذا الامر يكون المستفاد منه هو الطرف الذي يقوم بذبحهم وتفجير مساجدهم وحسينياتهم ..ومن هنا نرى هناك تفهم من قبل الواعين من الشيعة  وشبه اجماع شيعي على رفض اي جدولة للانسحاب لانها تصب لصالح الارهابيين والقتلة من البعثيين والسلفيين ..

اما لماذا لم يفصح السنة العرب  عن نواياهم الحقيقية حول ما يرفعونه من خطاب الجدولة الذي بدأ الاعلام العربي يروج له ويرفعه  عنوانا رئيسيا في كل محطاته الخبرية والسياسية ؟

والجواب يتلخص في ان الجدولة تعني ان الارهابيين العرب وكل الذين يراهنون على فشل التجربة الديمقراطية في العراق سوف تزداد عزيمتهم   في التصعيد في الوضع الامني والاستعداد لما يملكونه من امكانيات هائلة مادية وعسكرية وشبكات قتل واجرام منظمة للاستيلاء على السلطة دون ان يفوا حتى بواحد باالمائة من والوعود التي تطلقها  واجهات الارهابيين والتكفيريين السياسية  مثل  "هيئة الخطف والشر" وغيرها بانها سوف تأمر بوقف (المقاومة) وهي التي تمتنع اليوم حتى من اصدار امر بوقف قتل المدنيين واستهداف الشيعة ..

ان اي جدولة للانسحاب يواقف عليها اي من الاطراف الشيعية في هذا الظرف العصيب يعني ان الشيعة قد وافقوا على نهاية كارثية لهم في العراق وهذا ما تتمناه الجماعات الطائفية التكفيرية وكل الشبكات الارهابية البعثسلفية التي تمارس عمليات القتل والابادة الجماعية لحد هذه الساعة ضد الشيعة ..

ونعتقد ان الامريكيين انفسهم واعون لمدى خطورة اي جدولة للانسحاب وتداعيات ذلك على الامن الاقليمي والعالمي خاصة  وان الارهابيين العرب مازالوا يتدفقون من السعودية وسوريا والاردن وبكثافة على العراق وان اعمال القتل والتفجير العشوائية  الارهابية التي تستهدف المدنيين وخاصة الشيعة مازالت مستمرة وببشاعة وهي تتوعد باالمزيد ‘ وقد اشار الى هذا الامر وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد عندما ربط امر الجدولة بمدى قوة  "التمرد" والارهاب والتي تتمركز في مناطق معينة معروفة  ماتزال تعيش اوهام الماضي وتوالي النظام الاجرامي الطائفي البائد...

وحتى المفاوضات التي تجريها الاطراف الامريكية مع ما يسمونهم بـ"المسلحين" وهم ليسوا كذلك بل ارهابيين وقتلة وزمر ملطخة ايديها بدماء  الالاف من الابرياء يجب ان لا تمر هكذا بسهولة ولا بد من الالتفات اليها  خاصة ان هناك ما يتردد بان  "المسلحين" يطالبون العودة الى الحكم وتسليمهم  "مفاصل" رئيسية في الحكومة العراقية كوزارة الدفاع والداخلية  لانها لاتعني الا تهميش الشيعة  وعلى حساب الامن الشيعي المستهدف اليوم من قبل الاقلية السنية اكثر من اي يوم اخر في ظل التفجيرات والابادة الجماعية التي تطالهم بشكل مستمر .. تلك المفاوضات يجب ان لا يدعها الشيعة ان تمر على حساب حقوقهم كاكثرية  وعلى حساب تضحياتهم والدماء التي قدموها من اجل الخلاص من الحكم الطائفي ومن اجل عدم العودة الى قمقم القمع والمقابر الجماعية ..

لذلك فاننا نرى في الوقت الذي يجب على الشيعة ان لايقبلوا باي جدولة زمنية للانسحاب بل وان تطلب منهم الامر ان يكونوا هم الطليعة في عقد تحالفات استراتيجية للامريكان تمنحهم حتى قواعد عسكرية ثابتة في العراق حالهم حال القطريين والكويتيين وسائر البلدان المجاورة والعربية التي تتواجد فيها القوات الامريكية ‘ والعراق اولى واهم بذلك التواجد كون الارهاب المتواجد على ارضه اخطر ارهاب عرفه التاريخ يستهدف الحرث والنسل ‘ فانهم  كذلك مدعوين الى الحذر من تلك المفاوضات التي تجري من خلف ظهرانيهم لانها لا طائل من ورائها وهدفها ـ كما يتمناه السنة  ـ  الابتزاز و اعادة السلطة الى الاقلية الظالمة او الاستمرار في الارهاب وعمليات التفجير والقتل ‘ وعلى الشيعة عدم التنازل عن حقوقهم قيد انملة بل يجب عليهم ان يستعدوا للاسوء من خلال الانضمام الى قوات الجيش والشرطة  والتسلح العشائري بكل انواع السلاح لمواجهة الارهاب العربي السلفي البعثي  بموازاة المشاركة الفعالة في العملية السياسية  السلمية والمضي في مشروع فيدرالية الجنوب واقليم الجنوب الشيعي على غرار الاقليم الكردي والاتفاق باليات المحافظات الشيعية على انتخاب رئيس لذلك الاقليم المؤمل قيامه سريعا دون تأخير ..

شبكة النبأ المعلوماتية - الاربعاء  29/ حزيران/2005 - 22/ جمادى الأولى/1426