[newsday.htm] 
 
 
 

 

هل هو تلويح من قبل الضاري بشرعية الاتصال باسرائيل ؟!

اسعد راشد

لحد هذه اللحظة لم ينفي ولم يؤكد الرفيق "مثنّى" الضاري ابن رئيس "الهيئة" في العراق لقاءه بالمسئولين الإسرائيليين في الدوحة ولا عن زيارته الى تلآبيب والتي اشارت اليها تقارير خبرية في وقت سابق ‘ الا ان هناك ثمة اشارات اطلقتها "هيئة" علماء الخطف من خلال موقعها الالكتروني المخصص لصوت (المقاومة) حول شرعية الاتصال مع الاسرائيليين وكانها تريد القول "اياك اعني واسمعي ياجارة" ! والجارة هنا قد تكون العربان في الجوار وقد تكون ابناء (المقاومة) التي تقاتل بشراسة ابناء العراق وتذبحهم من الوريد الى الوريد بتهمة "التعامل مع الاحتلال"! ‘ ولعل الخبر الذي احتل الصفحة الاولى على موقع "الهيئة" الارهابية "اسرائيل توافق على اجراء اتصالات مع حماس" والذي تصدر مع صورة بارزة لقادة حماس ذلك الموقع هو احد تلك الاشارات الذكية من قبل تلك الهيئة التي رفضت لحد هذه الساعة التعليق على الاتصالات التي أجراها مثنى مع الإسرائيليين ‘ وبغض النظر حول "شرعية" امر الاتصال مع اسرائيل وعدم شرعيتها والتي لا نتصور ان هناك ثمة "نصوص" تحرم ذلك او حتى تجيزها في اطار البروتوكولات السياسية الا ان المأخذ على تلك الهيئة القانلة في هذا الخصوص ليس على الشرعية في الاتصال بقدر ما ان الامر يتعلق بدور ها في رفض العملية السياسية ومحاربتها وبالتالي اضطرارها للجوء الى اسرائيل من اجل ان تساعدها في الدخول الى العملية السياسية وهي التي كانت تحاربها ومازالت تنظر اليها بعين

الشك الريبة لكون انها تسير تحت قيادة عراقية خالصة وان الذين يقودونها ليسوا من سنخ "البعث" ولم ينحدرو من رحم "الاقلية الطائفية" ..

بلا شك الخبر لو كان يتعلق بجهة عراقية رسمية من غير فصيلة الضاري واضرابه اقامت اتصالات مع الدولة العبرية لواجه استنكارا على الصعيد الاسلاموي والعروبي ولشقت "الجزيرة" و"المنار" و"العالم" على هذا الاتصال ولاصبحت الحكومة العراقية مدانة ورئيسها "اسوء من صدام"! .. اما ولان الامر يتعلق بـ"قادة المقاومة" فلهم كامل الحق والجواز في الاتصال باي طرف وان كانا شيطانا رجيما او اسرائيليا غويا ! ..

فماذا يقول الخبر الذي اورده موقع تلك الهيئة المزيفة حول موافقة اسرائيل على اجراء اتصالات مع حماس ‘ يقول " قالت مصادر في ديوان رئيس الوزراء الصهيوني أريل شارون انه لامانع من اجراء اتصالات مع ممثلين عن حركة حماس في الشئون المدنية والبلدية شريط ان لايكون هؤلاء الممثلون ضالعين في عمليات مقاومة ضد اهداف اسرائيل.."

وفي المقابل وفي السياق ذاته نشر موقع هيئة الخطف خبرا ‘ نقلا عن صحيفة فلسطينية صدامية "المنار" حول زيارة سرية قام بها شخصيتين عراقيتين الى تل آبيب في الاسابيع الماضية وهما الدكتور الجلبي والدكتور موفق الربيعي وبالطبع المصدر لم تحدد الصحيفة ذكره وانما اكتفت بالعبارة الشائعة "مصادر مطلعة"! ‘ ويبدو ان هيئة الضاري التي تجاهلت خبر زيارة "الرفيق مثنى" ولقاءه بالمسئولين الإسرائيليين ـ في الدوحة وتل آبيب ـ والذي نشرته اهم صحيفة في دولة اسرائيل "يديعوت احرانوت" وتناقلته معظم وكالات الانباء ولم ينشره موقع "الهيئة" الضالة ارادت من خلال نقل ما نشرته جريدة مجهولة "المنار" لم يقرأها سوى ازلام صدام وبعض من السلفيين الظلاميين ان ترد على فضيحة "مثنى" دون ان تتجرأ بالنفي او التأكيد وذلك بالطبع لغاية في "نفس يعقوب" ‘ والغريب في الامر ان صحف ومواقع الكترونية كالجزيرة وشبيهاتها كالعربية لم تشر لا من قريب ولا من بعيد الى ما اذيع حول خبر كان كـ"النار على علم" ! فيما لم يفت "هيئة الخطف" ان تتلاقفه وتنشره ..

وعلى الصعيد الاخر والمتعلق بموافقة شارون اجراء اتصالات مع حماس ورغم ان الامر شأن فلسطيني الا هناك ثمة وجه تشابه في بعض صور المشهد العراقي والفلسطيني والذي تحاول هيئة جهلاء المسلمين تقليده وتطبيقه على الساحة العراقية ومن خلاله تدفع بالمشهد العراقي نحو الفوضى والخراب ونشر الارهاب ‘ والملاحظ ان الاساليب المتبعة في قتل "اليهود" في فلسطين واسرائيل هي اساليب انتحارية وعادة ما كانت تستهدف المدنيين واماكن عامة مثل الاسواق والمطاعم وتجمعات سكانية اخرى وهي مدنية وكانت حركة حماس تتصدر التنظيمات الفلسطينية في ذلك لكون انها حركة سلفية تستمد ادبياتها من مدرسة الاخوان المسلمين وتتبنى في ذات الوقت شيئا من الافكار الوهابية خاصة تلك المتعلقة بتكفير الشيعة واعتبارهم "امتداد" لجيل "ابن سبأ"! وكفرة كما عبر عنه احد قادة "حماس" وهو المدعوا "د.احمد محمد بحر" والذي يمثل الصف الاول في القيادة الحماسية من خلال مقال نشر على موقع الحركة الالكتروني ‘ تلك الاساليب الحماسية في قتل اليهود وجدت لها اصداء في المشهد العراقي عبر العمليات الانتحارية التي تستهدف الشيعة وكأنها نسخة مطابقة للاصل تحاول "هيئة الخطف " الارهابية تطبيقها بكل تفاصيلها في العراق وهذا ما لمسناه بوضوح من خلال تفجير اسواق ومناطق شيعية مدنية وتنفيذ عمليات انتحارية في المساجد والحسينيات والمطاعم وكان اخرها ما قام به انتحاريان في كركوك وبغداد وهما يرتديان احزمة ناسفة بتفجير انفسهما وسط تجمع عراقي احدهما فجر نفسه وسط عراقيين شيعة واكراد كانوا يقفون امام بنك وطني لتسلم رواتب التقاعد والاخر فجر نفسه في مطعم يرتاده مواطنون عراقيون في بغداد ولا بأس ان يقال بوجود عدد من افراد الشرطة العراقية

لتبرير الاجرام والمفارقة ان الفلسطينيين لا يفجرون مطعم يرتاده رجال امن فلسطينيون فيما اتباع الضاري يحللون دماء كل العراقيين خاصة الشيعة والكورد ..

تلك المفارقة رغم تباينها ورغم بعض اوجه الشبه الا ان حارث الضاري وهيئته يسعيان تجيير كل شيئ من اجل اعادة السلطة الى الاقلية الطائفية او تدمير العراق ‘ فهم ولتحقيق هذا الامر يجوزون لانفسهم الاتصال باسرائيل كما تفعله اليوم حماس بل وتتوسل كي تقبل بها اسرائيل طرفا للحوار فيما يحرمون على غيرهم هذا الامر ويعتبرونه من محرمات ما انزل الله بها من سلطان .. فعندما يلوح الضاري بشرعية تلك الاتصالات لانفسهم من خلال ما يجري على المشهد الفلسطيني خاصة بعد لقاء الاتحاد الاروبي بوفد من حركة حماس وعدم ممانعة شارون من اجراء الدوائر الاسرائيلية الاتصالات معها فهذا يعني ان كل الشعارت التي يرفعها "الضاريون" مجرد خداع كذب وتضليل بعض المهووسين من الاعراب ..

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 20/ حزيران/2005 - 13/ جمادى الأولى/1426