توقع باحثون أن أمراض القلب التي تعتبر مشكلة في العالم الغربي
الغني ستصبح عاملاً رئيسياً للوفاة في الدول النامية قريباً. وقالوا إن
العالم النامي ماض بشكل واضح نحو المعاناة من زيادة الوزن والترهل
نتيجة الراحة وقلة الحركة كما هو الحال في كثير من الدول الصناعية.
وتوقع الخبراء في كلية هارفرد للصحة العامة أنه كما هي الحال في
الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى متقدمة فإن أمراض القلب ستصبح
السبب الأول للوفاة في الدول الفقيرة.
وقالوا في عدد هذا الأسبوع من مجلة (المكتبة العامة للعلوم والطب)
أن عوامل الخطر المسببة لأمراض الأوعية الدموية للقلب من المتوقع أن
تتحول بشكل مطرد إلى الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة ومع العبء
المستمر الذي تفرضه الأمراض التي تنتقل بالعدوى فإنها ستزيد من
المشكلات الصحية العالمية الناجمة عن عدم المساواة.
أضافوا أن منع البدانة ينبغي أن يكون له الأولوية في المراحل الأولى
للتنمية الاقتصادية جنباً إلى جنب مع اتخاذ إجراءات على المستوى العام
والشخصي للحيلولة دون ارتفاع مستويات ضغط الدم والكوليسترول، وتشكل
البدانة خطراً كبيراً للإصابة بأمراض القلب وداء السكري وبعض أنواع
السرطان.
وتوصل الباحثون إلى أنه كلما ارتفع الدخل فإنه عادة ما تنخفض نسبة
الإنفاق العائلي على الطعام. كما أن أنواع الغذاء الرخيص الثمن غالباً
ما يعني زيادة في الوزن وارتفاع مستوى الكوليسترول.
وتوصل الباحثون أيضاً إلى أنه كلما زادت نسبة السكان في المدن ارتفع
مؤشر كتلة الجسم ومستوى الكوليسترول.
وفي وقت تعتبر فيه البدانة مشكلة الفقراء في أمريكا، تفاقمت بسرعة
بين أوساط الأمريكيين الذين يزيد معدل دخلهم السنوي عن (60) ألف دولار.
وقارن الباحثون المعلومات التي كانت متوافرة في الإحصاءات بين
العامين (1971 و 1974) وتكل التي جمعت بين العامين (2001 و 2002) حيث
تبين لهم أن أصحاب الدخل الذي يزيد عن (60) ألف دولار سنوياً شهدوا
زيادة في معدل البدانة ارتفع من (9.7%) بين العامين (1971 و1974) إلى
(26.8%) بين العامين (2001 و2002). |