اعتبرت دراسة طبية ان مدينة سفاجا المصرية الواقعة على البحر الأحمر
من اهم مراكز علاج الصدفية فى العالم حيث تستقبل الحالات المرضية
الشديدة من المصابين بهذا المرض .
واشارت الدراسة التى أعدها رئيس المركز القومى للبحوث الدكتور هانى
الناظر ان كبرى مراكز علاج الصدفية في العالم تقوم بارسال حالاتها
المرضية الشديدة الى سفاجا بصورة منتظمة للعلاج بنظام الاستشفاء البيئي.
وقالت ان مدينة سفاجا بدأت فى السنوات العشر الاخيرة باستقبال مئات
المرضى من مصر والدول العربية والأوروبية بما يقدر بحوالى الفى مريض كل
عام منوهة بأنه تم تزويد المدينة بكل الخدمات والمرافق والمراكز
العلاجية بما يتناسب مع حركة السياحة العلاجية المتزايدة.
واوضحت ان العامل الاول فى علاج الصدفية هو ارتفاع نسبة الملوحة فى
المياه مشيرة الى انها تصل فى منطقة سفاجا الى اكثر من 55 جزء فى
المليون ويرجع ذلك الى وقوعها على خليج مائى محاط بمجموعة من الجزر
والشعب المرجانية مما يؤدى الى انخفاض سرعة تيار المياه بالمنطقة
وزيادة نسبة الملوحة بها.
وأكدت اهمية اشعة الشمس فوق البنفسجية فى علاج الصدفية مشيرة الى
انها تسقط بكميات هائلة على منطقة سفاجا ولأنها محاطة بجبال شاهقة
الارتفاع تكون حائط صد طبيعيا ضد الرياح المحملة بالأتربة وذرات الرمل
التى تعمل على امتصاص وانكسار الاشعة فوق البنفسجية.
وعرفت مرض الصدفية بأنه التهاب مزمن ناتج عن خلل فى الجهاز المناعى
يصيب الجلد على هيئة بقع حمراء سميكة متعددة الاشكال تكسوها قشور ذات
لون فضى يشبه الصدفة ويصاحب هذه القشور حكة تزداد حدتها فى معظم
الحالات فى الايام الباردة.
وقالت الدراسة ان مرض الصدفية يصيب عادة مناطق الكوعين والركبتين
وفروة الرأس وقد يمتد ليصيب جميع اجزاء الجسم بما فيها الاظافر مشيرة
الى انه مرض غير معد ويأخذ اشكالا وانواعا متعددة مثل صدفية الثنايا
وصدفية الاعضاء التناسلية والصدفية الاحمرارية والصدفية الصديدية.
وأضافت أن مياه سفاجا الهادئة والخالية من الأمواج تعمل كسطح عاكس مثل
المرآة لأشعة الشمس مما يضاعف من كميات الأشعة فوق البنفسجية التى تصل
الى الشاطىء فضلا عن كميات الشعب المرجانية الهائلة والتى تمثل مصدرا
طبيعيا للأملاح والمعادن.
وأوضحت ان الاستحمام فى مياه سفاجا يؤدى الى حدوث تبادل للأيونات من
خارج الجسم وداخله مما ينتج عنه توازن انقسام خلايا الجلد كما ان
التعرض لاشعة الشمس يؤدى الى افراز الجلد لفيتامين ( د ) والذى يلعب
دورا هاما فى ضبط الخلل الموجود فى الجهاز المناعى وبالتالى فى اختفاء
اعراض المرض.
وأكدت ان العلاج البيئى بدون أدوية هو افضل الطرق المستخدمة لعلاج
الصدفية حيث انه يعطى نتائج عالية للغاية فى مدة تتراوح فى حدود
الأربعة أسابيع كما لا ينتج عنه اي اثار جانبية بعكس العلاج الطبى.
يذكر ان مدينة سفاجا تقع جنوب مدينة الغردقة و يبلغ طول شواطئها
حوالي 60 كم وقد تم انشاء المدينة سنة 1911 مع اكتشاف الفوسفات ومعظم
أنشطة سكانها في الصناعة والتعدين والسياحة.
المصدر: كونا |