ضابط امن مديرية ري محافظة كربلاء الرائد طلال مزهر يروي للنبأ عملية القاء القبض على عصابة مسلحة يترأسها احد الشيوخ المعممين، ينتمي الى مكتب احد المراجع المعروفين في العراق.

حضرة الرائد ماهي معلوماتكم عن عملية السطو التي تعرضت لها المديرية..؟

كانت من اهم الاسباب التي سهلت عملية السطو على مديريتنا هي حالة الانفلات الامني الذي كان سائدة في المدينة بسبب الاشتباكات المسلحة الدائرة بين جيش المهدي والقوات الامريكية, فبتاريخ 25/2 /2004 وقبيل منتصف الليل قامت مجموعة مسلحة تتكون من 30 عنصر باقتحام مبنى المديرية باتفاق مسبق مع احد الحراس.

حضرة الرائد ملابسات عملية السطو..؟

كما اخبرتك كان هناك اتفاق مسبق مع احد الحراس, حيث قام بتخدير اغلب الحراس وذلك بوضع حبوب منومة في الشاي، مما ادى لنوم اكثرهم، بعدها اعطى اشارة للعصابة بدخول المبنى, والسيطرة عليها بعد ان قاموا بقييد الحراس.

عفوا... لماذا لم يقاوم الحرس الباقين دخول العصابة..؟

بالحقيقة عندما اقتحم المسلحون المبنى كانوا يصرخون مرددين انهم من جيش المهدي، واستطاعوا خدع بقية الحرس وعدم مقاومتهم.

وهل كانوا من جيش المهدي حقا..؟

كلا... جيش المهدي منهم براء, لقد استغلوا اسمه فقط وخصوصا بعد ان تبين انه ينتمي الى مكتب احد المراجع في كربلاء، وحتى مرجعيته تبرأت منه.

الشرطة تخشى القاء القبض عليه!!!

كيف استطعتم معرفة الجناة، والقاء القبض عليهم..؟

كان الفضل الاكبر لكشف الجناة يعود للحارس اركان عبد الحمزة عندما لاحظ ان الحارس المدعو محمد حسين الذي اكتشف تورطه في الجريمة كان مضطربا تلك الليلة, واجرى عدة اتصالات مما جلب الشكوك والريبة, وحين تمت مواجهته واستجوابه، انهار بسرعة واعترف اعترافا كاملا, وقد تم التغرير به, لكن المشكلة التي واجهتنا هي صعوبة القاء القبض عليهم, كون الشرطة كانت ترفض ذلك بسبب خشيتها ان تتعرض لكمين كما فسرت موقفهم، كون ان الحالة الامنية لم تستقر بعد.

اذن كيف استطعتم القاء القبض عليه...؟

كان ذلك بجهد فردي من قبل منتسبي امن المديرية, فالشخصية المطلوبه لم تكن مجهولة, بل معروفة على صعيد المدينة، ويتتقل بحرية في اماكن عامة، فقمنا باتخاذ الاجراءات لمتابعته الى ان حانت فرصة القاء القبض عليه وتسليمه للشرطة, وعند مواجهته بالحقائق اعترف ايضا باقترافه للجريمة.

ماهي ردت الفعل التي طرأت عليكم بعد ان اكتشفتم حقيقة الامر...؟

انه موقف يحز بالنفس, كونه اساءه للمذهب والدين وللعراق بصورة عامة، كون رجل دين يقوم بمثل هذه اعمال, انا كما يقولون قرأت على الدنيا السلام.

ماهي طبيعة الاشياء المسروقة..؟

كانت المسروقات تتكون من سيارتين واجهزة اتصالات وجهاز استقبال اضافة الى خزنة المديرية.

اخيرا حضرة الرائد هل اتاكم الرد من المكاتب الدينية للاستفسار عن الحقيقة..؟

نحن بالواقع راجعنا المكاتب الدينية في كربلاء وابلغناهم بالحادث، لكن ظهر ان المدعو شيخ نصير تم تفسيقه من اغلب مكاتب المرجعيات، وبالرغم من ذلك كان يستغل العمامة للاحتيال على الناس, وتحقيق مآربه.

غادرنا مديرية الري ونحن نشعر بالكثير من الاسف لمثل هذه الحالات التي تسيىء لرجال الدين الافاضل, متمنيين على المكاتب الدينية ان تتخذ اجراءات تتكفل عدم اندساس ضعاف لنفوس بين صفوفهم.