عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (من
شرب جرعة من خمر لعنه الله وملائكته ورسله والمؤمنون وإن شربها حتى
يسكر منها نزع روح الإيمان من جسده وركبت فيه روح سخيفة خبيثة ملعونة..).
في ظل النظام العالمي الجديد والشراكة العالمية والاحتفالات الكبيرة
منها والصغيرة، العامة منها والعائلية والكرنفالات العالمية والمطاعم
والفنادق لا بد هناك من الكأس والجعة المسكرة، بل الخمرة هي من مميزات
عصر الحداثة والفرد العصري، فالمائدة التي ينقصها الخمرة لا طعم لها
ولا تؤتي الأذواق أكُلُها.
لماذا نجد البعض يميلون لشرب الخمر، وما أن تحين لهم أدنى فرصة أو
يجدوا أقل ذريعة يعقدوا مجالسها مع أنهم يعملون أن الخمر هروب ووهم
شيطاني وإن لها أضراراً مميتة ونتاج قبيحة ومشؤومة؟
حتى أننا نجد بعض من تحدث وكتب عن أضرارها يلجأ إليها أحياناً.
إن علل الانحراف نحو هذه العادة السيئة كثيرة بحيث لا نستطيع
تعدادها، ففقدان الإرادة عند هؤلاء وأحياناً جهلهم من طرف والخطط
الاستعمارية الاستغلالية من جهة أخرى لها دخلها في توسعة هذه العادة
والدعاية لها.
فإطفاء نور العقل والبصيرة عند الأمة قبل كل شيء هو ديدن الاستعمار
ومن ثم يقومون بنهب الذخائر والنفائس التي تمتلكها، فكرية أو مادية أو
معنوية بكل سهولة ويُسر.
إنهم يخدرون أفكار الناس بالمشروبات والسبل الأخرى حتى إذا ما عاش
الناس البُعد عن الواقع وغفلة السكر قاموا بنهب وجودهم واستغلالهم بكل
اطمئنان خاطر وسلبوهم كل ما يملكون.
وللإسلام موقف مضاد من كلّ هذه العادات السيئة خصوصاً من الخمر حيث
قام بمحاربته بكل الأساليب، فعنه تعالى (يا أيها الذين آمنوا إنما
الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم
تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر
والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) وعن النبي (صلى
الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) (يا علي جعلت الذنوب كلها في
بيت وجُعِل مفتاحها شرب الخمر..).
وسر انتصار الإسلام في مجال المنع من الخمر وسائر المفاسد الأخلاقية
والحد من انتشارها بين أتباعه المؤمنين به حقاً هو استفادته من طاقة
الإيمان، أما المجتمع البعيد عن آفاق الدين الوضاء والغارق في ظلمات
الجهل والغفلة فإنه لا يستطيع أن ينقذ نفسه من هذا الجحيم الحارق الذي
يحرق وجوده.
وأيضاً العقاب لشارب الخمر والموقف السلبي منه والوعيد بالعذاب
الأخروي لشارب الخمر والفقر والمرض وما شابه من الأساليب المتبعة في
الإسلام للنهي عن شرب الخمر.
فالمسلم الحقيقي يدرك مدى أضرار الخمر المادية والمعنوية والجسمية
الصحية وأيضاً إيجاب لعنة الخالق سبحانه وتعالى وسخطه وكره الناس له
فيحجم عن الخمر ولا يقترب منه.
فالأساليب الإسلامية منجعة تعطي الحلول الجذرية للمشاكل. |