مثقفون غربيون يختارون أهم الكتب عن أفغانستان

فجأة اصبحت افغانستان، البلد الذي لا يعرفه كثير من الاميركيين، في مركز الاهتمام. صفحة "فنون وافكار" طلبت من خمسة من الاخصائيين ان يختاروا افضل كتاب عن هذه البلاد.
لاري جودن، الاستاذ المساعد في قسم الدراسات الدولية في كلية بنتلي، ومؤلف كتاب (حرب افغانستان التي لا تنتهي: فشل الدولة، القضايا السياسية الاقليمية، وصعود طالبان)، اختار ما يلي: كتاب احمد رشيد الموسوم (طالبان: الاسلام المتطرف، النفط، والاصولية في آسيا الوسطى) هو مرجعي المفضل حول حركة طالبان. وهذا الكتاب، الغني بالتفاصيل، هو ثمرة تجربة امتدت الى ما يزيد على عقدين من الزمن كان رشيد فيها يرسل التقارير من المنطقة. وليس هناك كتاب يضاهي هذا الكتاب في بحثه العميق في نهوض ونجاح حركة طالبان، وهو يتضمن فصولا حول ايديولوجية طالبان الدينية، وبنيتها التنظيمية، واقتصاد المخدرات، والموقف من النساء، ودعم اسامة بن لادن و"الافغان العرب".
ان الصور التي يرسمها للزعماء الافغان، الذين يحتلون عناوين الصحف الرئيسية في الوقت الحالي، صور مدهشة، وبينهم احمد شاه مسعود الذي اغتيل أخيرا، وهو القائد اللامع لحرب العصابات الذي يجله انصاره، والجنرال الاوزبكي رشيد دوستم، الرجل الفظ، "الذي جعل عجلات الدبابات تسحق المجرمين"، وزعيم طالبان الملا محمد عمر، الخجول والزاهد، والشخصية غير الجذابة للجماهير بلا ريب. وقراءة هذا الكتاب ضرورية بالنسبة لكل من يريد فهم حرب اميركا الجديدة.
اما ديفيد ادواردز، استاذ الانثروبولوجيا في كلية ويليامز، ومؤلف كتاب (قبل طالبان: اصول الجهاد الافغاني) فاختار ثلاثة كتب، وهو يقول: عندما نفكر بدخول القوات الاميركية الى افغانستان، يجدر بنا ان نتذكر ثلاثة كتب مهمة تروي قصة الاحتلال السوفياتي لافغانستان من وجهة نظر الجنود السوفيات. فكتاب سفيتلانا ألكسييفيتش (رجال الزنك) ـ والعنوان مأخوذ من توابيت الزنك التي كانت تعاد بها جثث الجنود السوفيات القتلى الى بلادهم ـ يعتبر تاريخيا شفهيا مركبا للحرب بأسلوب فريد. اما كتاب (قصص افغانية) الذي كتبه اوليج يرماكوف فهو مجموعة قصص قصيرة تسجل تجارب الشباب السوفيات الذين نشأوا في ظروف الحرب. ويحتوي كتاب (الحرب المخفية) الذي ألفه ارتيوم بوروفيك على ذكريات صحافي تذكر المرء بكتاب مايكل هير الجريء عن الحرب الفيتنامية الذي حمل عنوان (رسائل). واذا كان القادة غير الكفوءين، والعدو المراوغ، والفواجع غير الضرورية، والدوافع الخائبة، تبدو كلها مألوفة بالنسبة للقراء الاميركيين، فإن هذه القصص تذكرنا بأن هناك دائما خسائر بشرية وكذلك استراتيجية بالنسبة لأولئك الذين اختاروا طريق التدخل في افغانستان.
بارنيت روبن، مدير قسم الدراسات في مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك، ومؤلف كتابي (تمزق افغانستان)، و(البحث عن السلام في افغانستان)، اختار ما يلي: الباحث الفرنسي اولفييه روي ألف كتبا عدة تعالج جوانب مختلفة من الازمة الراهنة. فكتابه (افغانستان: من الحرب المقدسة الى الحرب الاهلية) يحلل الكيفية التي تحول بها المجاهدون الى قادة عسكريين عرقيين، ممهدين الطريق لصعود طالبان. ان كل من يريد ان يفهم خطر تدمير طالبان من دون خطة لوريث سياسي يجب ان يقرأ هذا الكتاب. اما كتاب (اخفاق الاسلام السياسي) فيعمم هذا التحليل على العالم الاسلامي بأسره، ويقدم ايضا دراسة فريدة عن مشاركة العرب ـ بمن فيهم اسامة بن لادن ـ في الحرب الافغانية. ويقدم كتاب سيد عسكر موسوي الموسوم (هزارا افغانستان: دراسة تاريخية، ثقافية، اقتصادية، وسياسية) تقييما فريدا للمجتمع والتاريخ الافغاني من منظور جماعة الهزارا العرقية. وهذه الجماعة ذات الاغلبية الشيعية، التي تقطن في مرتفعات افغانستان الوسطى تشكل الطبقة الفقيرة في البلاد التي غالبا ما عانت الاضطهاد على يد الحكومات التي يهيمن عليها البشتون، بما فيها حكومة طالبان. غير ان عناصر الطاجيك في ما يسمى تحالف الشمال قاموا، ايضا، كما يوضح موسوي، بالقتال ضد الهزارا، بل وارتكاب المذابح بحقهم في كابل. ويظهر لنا هذا الكتاب اشكالية افغانستان كبلد، ولكنه يظهر ايضا التمسك بوجود البلد حتى من جانب المجموعات الاثنية التي تعاني اشد الاضطهاد.
مارجريت ميلز، استاذة لغات وثقافات الشرق الأدنى في جامعة اوهيو، ومؤلفة كتاب (بلاغة القص التقليدي الافغاني)، اختارت ما يلي: كتاب بيتر مارسون (طالبان: الحرب، الدين والنظام الجديد في افغانستان) يستعرض، بايجاز بارع، تاريخ افغانستان، وخريطتها الاثنية واللغوية المعقدة، ويضع صعود طالبان في سياق حركات الاصلاح والانبعاث الاسلامية في العصر الحديث، وقضايا الحرب ضد السوفيات والحرب الاهلية.
ويعتبر كتاب بنيدكت جريما (العالم العاطفي لنساء البشتون) واحدا من الدراسات الشاملة القليلة عن نساء البشتون، وهم المجموعة الاثنية السائدة في حركة طالبان، وفي المناطق الحدودية شمال غرب باكستان، حيث أجرت المؤلفة جريما بحثها. واعتمادا على ما قالته نساء البشتون اللواتي روين تاريخ حياتهن لمؤلفة الكتاب، تجادل بأن اخلاق الصبر والتحمل القوية تقيد، بشدة، قابلية نساء البشتون التقليدية على التخفيف من المعاناة التي يواجهنها في حياتهن.
اشرف غني، استاذة مساعدة للانثروبولوجيا في جامعة جونز هوبكنز، اختارت ما يلي: الحرب، التمييز بين الجنسين، المخدرات، والتطرف الديني هي الصور السائدة حاليا بشأن افغانستان. وفي كتاب (ثلاث نساء من هيرات) تصف المؤلفة فيرونيكا دبلداي حياة ثلاث نساء عاديات في مدينة هيرات في سنوات السبعينات. وتكشف عن مكانة الموسيقى في المجتمع الافغاني وطموح الناس العاديين الى حياة لائقة. اما كتاب (تمزق افغانستان) الذي ألفه بارنيت روبن فيعتبر دراسة مهمة للأحداث خلال الفترة من عام 1978 حتى عام 1995. ويستخدم المؤلف المعرفة القائمة على المقارنة بين الظواهر، والتحليل التجريبي التفصيلي، والاسلوب الرشيق لالقاء الضوء على الاوضاع المعقدة في افغانستان.

عن ايلاف

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا