يقول علماء إن بروتينات تشبه البروتينات الموجودة
في مرض جنون البقر الذي يصيب الحيوانات ونسخة المرض التي تصيب البشر،
قد تلعب دورا في تكوين الذكريات.
ويعتقد أن هذه البروتينات غير الطبيعية والتي تعمل
على نسخ البروتينات العادية، هي التي تسبب أمراض تدهور أنسجة الأعصاب.
غير ان الباحثين بجامعة كولومبيا في نيويورك قالوا
إن البروتين نفسه والذي يعمل بنفس الطريقة قد يساعد في تكون الذكريات.
وقال الباحثون الذين كتبوا دراستهم في دورية "نيتشر"
إن هذه البروتينات قد تلعب أدوارا أخرى مفيدة في الجسم.
وفي بعض الأمراض مثل مرض جنون البقر تدخل هذه
البروتينات إلى المخ وتتكاثر، كما تنسخ البروتينات الأخرى. وتتراكم هذه
البروتينات في المخ ومن ثم تدمر خلاياه.
وتوصل الباحثون إلى بروتين يدعى "سي بي إي بي"
ويقوم بالتكاثر بنفس الطريقة، ولكن بشكل مفيد هذه المرة.
وفحص الباحثون الذين نشرت دراستهم أيضا في دورية "جورنال
سيل" هذا البروتين، كما عثروا على نوع من البروتين في البشر والثدييات.
وعثر الباحثون على هذا البروتين في الوصلات العصبية
التي تربط الخلايا العصبية بعضها ببعض، حيث تثير إنتاج بروتينات أخرى
تساعد الخلايا العصبية على تكوين صلات قوية بينها، وهي عملية أساسية
لتكوين الذكريات.
وفحص العلماء وظيفة هذه البروتينات عن طريق وضعها
في خلايا الخميرة، وتوصلوا إلى أن بروتين "سي بي إي بي" تحول إلى شكل
يشبه البروتينات غير العادية التي تتكاثر وتؤثر على خلايا أخرى.
وقال الباحثون إن الإشارات الكهربية التي تثيرها
التجربة قد تثير الوصلات العصبية التي تربط بين الخلايا العصبية وهو ما
يحول بروتين "سي بي إي بي" إلى نوع نشط من البروتينات غير العادية.
وصرح البروفيسور مايك ستيوارت عالم الأعصاب
بالجامعة المفتوحة لبي بي سي نيوز أونلاين قائلا: "هذا عمل شيق جدا،
ولكن المشكلة أن الباحثين لم يثبتوا هذه النتيجة على خلايا الحيوانات."
غير أنه أضاف بأن هذه العمل قد يصبح مفيدا للغاية،
عندما تزداد المعرفة الخاصة بكيفية تكوين المخ للذكريات.
وأضاف: "إننا في مرحلة مبكرة من حيث معرفة ما هي
الذاكرة وكيف تتشكل." |