بينما يبدي الشعب الأمريكي حاليا اهتماما بأمراض
SARS، وحمى غرب النيل، ومخاطر الإنثراكس، يرى الخبراء أن الأولى هو
الانتباه لمشكلة البدانة التي أصبحت أكبر خطر يهدد صحة الأمريكيين في
الوقت الحالي.
وتقول جولي غيربردينغ مديرة مراكز مراقبة ومكافحة
الأمراض في الولايات المتحدة، إن العادات الغذائية السيئة، وعدم ممارسة
الرياضة بانتظام أصبحا حاليا، إلى جانب التدخين، من الأسباب الرئيسية
لوفاة الأمريكيين.
وأوضحت غيربردينغ أن 65 بالمائة من البالغين
الأمريكيين يعانون من مشكلة زيادة الوزن، وأن هناك 40 مليون بالغ
يواجهون مشاكل صحية بالغة الخطورة نتيجة للبدانة.
ووصفت غيربردينغ معدلات البدانة في البلاد بأنها "كارثة"
وقالت إن الطريقة الوحيدة لتحسين الإحصاءات الحالية هي إحداث تغييرات
جوهرية في سلوكيات الأفراد بما في ذلك القيام بمزيد من الأنشطة البدنية.
وأشارت المسؤولة الأمريكية إلى أنه من الممكن
الوصول للأهداف المرجوة على صعيد اللياقة البدنية بإجراء قليل من
التعديلات.
وتقدم جماعة "أمريكا الرشيقة" وهي جمعية تهدف لنشر
الأساليب الصحية للحصول على الوزن المناسب وزيادة الوعي بأهمية
التدريبات الرياضية، 99 نصيحة لمن يرغب في إضافة قدر من النشاط البدني
خلال ممارساته اليومية.
ومن بين تلك النصائح، لا تستخدم جهاز التحكم عن بعد
لتغيير قنوات التلفاز، بل قم من مكانك وتحرك إلى الجهاز لغير القنوات
يدويا. والأفضل، كما تقول النصائح، أن تغلق الجهاز تماما.
وعند شراء لعب الأطفال، وفقا للنصائح، حاول أن
تشتري الألعاب التي تحتاج لمجهود بدني.
وفي مجال العمل، كما تقول نصائح الجمعية، فكر في
التحرك نحو مكتب زميلك، بدلا من التحاور معه عبر الهاتف أو الكومبيوتر.
من جانب اخر أظهرت أحدث الإحصائيات تراجع مبيعات
الـ"فرنش فرايز" أو شرائح البطاطس، في الولايات المتحدة خلال الربع
الأول من العام الجاري بنسبة 5 في المائة.
وكانت مبيعات شرائح البطاطس خلال الربع الأول من
عام 2001 قد بلغت 520 مليون دولار.
وأرجع البعض تراجع المبيعات إلى الحملة التي شنتها
الأوساط الصحية لمواجهة الحد من استهلاك شرائح البطاطس المقلية بسبب
دورها في ظاهرة السمنة المنتشرة، فيما بررت جهات أخرى التراجع بتباطؤ
نمو صناعة الأطعمة السريعة حول العالم.
وقال بعض المحللين إن انخفاض استهلاك شرائح البطاطس
مرتبط بتدهور الاقتصاد العالمي.
وتشير التقارير إلى أن معدلات الاستهلاك من شرائح
البطاطس المجمدة خلال عام 2001 قد سجلت قرابة 29.4 رطلاً في المتوسط،
بتراجع قدره 2.4 في المائة عن العام 1996.
هذا وقد طالبت دائرة الدواء والغذاء الأمريكية من
شركات الأطعمة وضع علامات تحدد معدلات كافة أنواع الدهون في منتجاتها،
خاصة شرائح البطاطس المقلية في زيوت حيوانية أو تلك المعالجة
بالهيدروجين.
وتأتي الخطوة مع احتدام الجدل في الولايات المتحدة
حول مسببات انتشار ظاهرة السمنة التي تعاني منها شريحة واسعة من أفراد
الشعب الأمريكي تصل إلى 13 في المائة بين الأطفال و60 في المائة بين
البالغين. |