كـــم تَغَنَّـتْكَ لــــيالِينا ابتهـــــالا

كم تَــلَوناكَ على أوتـــارِنـــــــا
أنتَ إكسِيـــرُ الأمانِــــيِّ الـــتي

أنتَ يـا سَيْلَ الصَفاءِ المُشْتَهى

أنت يــــا بحْرَ قريضي والرُؤى

خُـــــذْ قوافِـــيَّ خيــــالاً سابِحـاً

ذَبُـــلَت رَيحانَتي الوَلهى فَخُــــذْ

أنتَ يــا سِرَّ الإلــــهِ المُجتَبـــى

كيــفَ تَخفى والدُنــا من وَلـَــهٍ

كيفَ تنأى؟ أنت فــي آفـــاقِنـــا

يا ربيبَ الوَحيِ والحُسْنَ الذي

كُنتَ في فَيْضِ السَنـــــا أَفْياءَهُ

كُنتَ نُورَ العَرشِ واللوحِ وفي

ألَقَاً كُنــــتَ عـلى جيـــدِ السَمـا

ثُـــــمَّ شاءَ اللــــــهُ أن يبعَثَــــهُ

فبَرى الجودَ فكـان "المُجتَبى"

يا سَواقي العِشْقِ طوفي حَوْلَهُ

يازُهورَ الحُبِّ رُفّــِي فَــوقَـــــهُ

يا طُيورَ الفَجْرِ غَنِّي باسْمـــــِهِ

يا عُيونَ الشَمسِ حُجِّي رَوْضَهُ

يا بُدورَ التَمِّ قَـــرِّي عِنْـــــــــدَهُ

فهــــوَ نــورُ اللهِ والكونُ الذي

كــــان سِرَّاً في دَياجِيرِ المَـدى

بينَ أصلابٍ وأرحــــامٍ سَـــرَى

أعجَزَ الأرحـــــامَ أن تَحْمِلَـــــهُ

بَرزَخـــــاً حَلَّ بِبَحْرَي "فاطِــمٍ"

وَنَما الـــــــدُرُّ بِأحشاءِ التـــــي

فَـــــدنا الـــــبَدرُ إلى مَهْجَعِهـــا

وجَرَين الحورُ في سَيلِ السَنــا

وأَتـَيْــــنَ الدارَ –كم تغْبِطُهــــا-

عِندَها أشــرَقَ سِبْطُ المُصطَفى

وُلـــِدَتْ رَيحاَنَةُ الهادي التــــي

تنثُرُ العِطْـــــرَ بِرَوضٍ رامِــــقٍ

يَطْفَــــحُ البِشْرُ على سُمَّارِهـــا

بالـــــذي هَــــــلَّ ورودَاً ثَـــــرَّةً

سَــكَبَ الجُــــودَ هَنِيْئَاً وابِـــــلاً

وَتَساوَى عِنْــــــــدَهُ القاعُ الذي

والوُرَيْقَاتُ التـــــــي رَقَّ النَدَى

فَهَمى في ذا وهَــــذي رَشَّــــها

هَكذا كان وجـــــــوداً أقـــــدَسَاً

هكذا كان حنانــــــاً ضَـــــافِيَـــاً

هَكـــذا كان صمــــــوداً شامِخاً

فـــــإذا تَلْقَاهُ في عُمْقِ الجَفــــا

كانَ دِفْئَاً في حَنَايــــا شُعْلَــــــةٍ

وغدا في عَزْمَةِ الهَـــديِ رُؤَىً

كان سِرَّاً في البَرايــــا وكَفى..

قَلَمي جَـــــــاءَ نَصِيراً سَيِّــــدِيْ

فرأى البَغــــــيَ ضَميرَاً أسْـوَدَاً

زَعَموا أنـَّكَ مِـــطلاقٌ وَقَــــــــدْ

وادَّعَــــوا أنَّكَ مِزواجٌ ولَـــــــمْ

أسْيُفُ الصُلْـــحِ التي أصْلَتـَّهــا

والمواثيقُ التــي سَجَّــــرْتَهــــا

ضَيَّعَ القومُ المــــرافي وبَقَـــتْ

لن يغيبَ السِبْطُ عن شاطِئِنـــــا

إن غَدونا سوف نَلقى ساحِـــلاً

وإذا رُحنـــــــا سَنَلقَــــى مَورِدَاً

وتَرَوَّتْــــــــــكَ حنايانــــــا انهِمـــــــــالا

نَغَمَــــــــاً ساجَلَهُ النَبْضُ سِجـــــــــــالا

جَفَّ مَجــــــــراها فجاءَتكَ هُزالـــــــى

قد شَرِبْناكَ مـــــــــــنَ الــــــــــذَرِّ زُلالا

(ظَمِـــــــــــأ الشِعْرُ) فناداكَ تَعــــــــالى

يتَهـــــادى في مَعــــــــانيكَ سُـــــــــؤالا

رَوْحَ أبيــــــــــاتِيَ جاءَتكَ عُجــــــــالى

وسَليـــــــلَ المَجـــــدِ عِزَّاً وجَـــــــــلالا

سَكَبَــــــتْ حُبَّكَ في الشَمسِ اشتِعــــالا

قـــــــــد تَعَملَقتَ وأبْدَعتَ المَجَـــــــــالا

أذهَلَ الحُسْــــــــــنَ بَهاءً وكَمــــــــــالا

تتَوَشَّـــــــــاكَ مـــــــــــآقيهِ ظِـــــــــلالا

غُـــــــــرَّةِ الخُلدِ تَرَسَّمْــــتَ نـــــــــوالا

يُرسِــــــــلُ السُحْبَ بِأنْدَاهُ ثِقــــــــــــالا

بيــــــــنَ أهلِ الطينِ غَيثَاً وثِمـــــــــالا

وبَرى الحِلْمَ فَسَــــــــــوَّاهُ المِثَــــــــالا

وتَـــــــوَشَّيْ مــــــن ســـــــواقِيهِ دَلالا

كــــي تعودي من شَذَى الطِيبِ جُذالَى

لــــن تُطيقي عن روابِيهِ انفِصَـــــــالا

لــــــــــن تَذوقي في مــــــــآقيهِ زَوالا

لـــــــــن تصيري في لياليهِ هِـــــــلالا

جَلَّلَ الكونَ عطـــــــــاءً ونَـــــــــــوالا

فتَجَلَّى وتَنَــــــــــدَّى ثُــــــــمَّ ســـــــالا

وبِصُلــــــبِ الطاهِرِ الكـــــــــــرَّار آلا

وبِرَحـــــمِ الطُهْرِ قد حَطَّ الرِحــــــــالا

و"عَلِيٍّ" فإذا الفَجْـــــرُ استَطــــــــالا

مابَرى الرحمنُ لــــــــولاها الجَـــلالا

وخُيوطُ النورِ قــــــد صِرْنَ حِبــــــــالا

فبَهَـــــــــرنَ الليلَ حُسناً وَجَمــــــــالا

مُهَــــــجٌ أمَّلَـــــــتِ السِبْطَ نَــــــــوالا

دُرَّةً فــــي ذُرْوَةِ المَجْــــــــدِ تَـــــــلالا

صَيَّرَتَ كُــــــلَّ الرَياحِينِ حُبَـــــــــالى

للمَجَـــــــرَّات تمايَلْـــــــنَ اختيـــــــالا

والنُجَيْمـــــــاتُ تجَمَّعْـــنَ احتفــــــــالا

مَـــــــلأتْ مِنهــا المدَاراتُ سِـــــــلالا

فَـــــسَقى الأرضَ سُفُوحاً وتـِــــــــلالا

عَرْبَـــــــدَ المِلْــحُ بِجَنْبـَيـْهِ وَصَـــــــالا

فــــــي رَوَابِيْها فَأَبْرَقْـــــنَ صِقَـــــــالا

وغــــــــدا الكُلُّ لِكَفَّـيْــــــهِ عِيــــــــالا

يَبَعثُ النَجمَ فَيَرْجـــــــــوهُ وِصـــــــالا

كَمْ جَرى بَرْدَاً على قَلبِ الثُكــــــــالى

والمَـــــــراراتُ تَحَلَّقــــــنَ جِبَــــــــالا

يُهْـــــــــرِقُ الحِلْمَ يميناً وشِمَــــــــــالا

فـــــــتَلَظَّى وتَشَظَّــــــى واسْتَطَـــــــالا

(لو أصابَــــــت مِحْوَرَ) البَغيِ لَــــزَالا

يُجْمِـــــــــلُ السِرُّ ولا يُفْصِحُ حـــــــالا

وعلى الـتأريــــــــخِ والتزويرِ جــــالا

جَسَّدَ الحِقْـــــــدَ بِوَادِيـــــــكَ رِجــــــالا

عَلِمــــــــوا أنَّـــــكَ طَلَّقْتَ الضَــــــلالا

يَجْهَلــــوا أنَّـــــــكَ قارَنتَ الكَمـــــــالا

أغمَدَت في عرشِ "سُفيانَ" النِصالا

أشعَلـــتْ مـــن تحتِهِ حتى الرِمــــــالا

رُوحُنــــا تَهْتِفُ بالأمـــــــــواجِ لا...لا

سَنُصَلِّيْــــــــهِ ابتـــــــــــداءً ومـــــآلا

يُكْـــــــــرِمُ السائِلَ إن رامَ مَنـــــــالا

يَرْفِــــــــــدُ الهِيْمَ وإنْ كُنَّ نِبــــــــالا

 تاروت-القطيف

[email protected]