تعتبر عقيلة الهاشمي، اول عضو في مجلس الحكم
الانتقالي يتعرض لعملية اعتداء، تكنوقراطية في المجال الدبلوماسي
وخبيرة بمفاصل السياسة الخارجية نجحت في الانتقال بهدوء من نظام صدام
حسين الى نظام الادارة الاميركية.
واصيبت عقيلة الهاشمي بجروح السبت الماضي عندما اطلق مجهولون النار على
سيارتها وسيارة الحماية المرافقة لها مما اسفر عن اصابة اربعة من
مرافقيها بجروح من بينهم اثنين من اشقائها.
والهاشمي هي من قدامى اعضاء حزب البعث واحدى ثلاث نساء في مجلس الحكم
الانتقالي (المؤلف من 25 شخصية) والوحيدة بين نساء المجلس التي لا
ترتدي الحجاب رغم انها من الطائفة الشيعية.
والهاشمي في نحو الخمسين من عمرها وتعرف عن نفسها بانها تكنوقراطية.
تكيفت مع التغيير السياسي الذي شهده العراق مع انتقاله من قبضة صدام
حسين الحديدية الى ادارة سلطة التحالف.
وتحمل الهاشمي دكتوراه في الادب الفرنسي وبكالوريوس في القانون.
وهي من انصار حقوق المرأة. وقد تعهدت الدفاع عن بلدها مهما كانت الجهة
الحاكمة.
وكانت الهاشمي من المقربين لوزير الخارجية العراقي الاسبق طارق عزيز
وكلفت في النظام السابق بالعلاقات الدولية في وزارة الخارجية التي
التحقت بها عام 1991.
ووقفت بحزم الى جانب صدام حسين عندما بدأ الاميركيون نشر قواتهم
لاجتياح العراق في 20 اذار/مارس وعملت جاهدة للحصول على دعم المجموعة
الدولية للحؤول دون تنفيذ واشنطن لمخططاتها في العراق.
وفي مؤتمر صحافي على هامش لقاء لدول حركة عدم الانحياز انعقد في شباط/فبراير
الماضي في كوالالامبور اكدت باعتزاز ان الدفاع عن العراق هو دفاع عن
العالم المتحضر.
لكن خطاب الهاشمي تغير مع المعطيات السياسية الجديدة في العراق بعد ان
سقط نظام صدام حسين واحتلت قوات التحالف العراق.
يشار الى ان عقيلة الهاشمي، وهي من كوادر حزب البعث الذين احتفظوا
بمناصبهم، من اعضاء لجنة المتابعة التي ادارت وزارة الخارجية بعد سقوط
صدام حسين ثم اصبحت عضوا في مجلس الحكم الانتقالي الذي انشىء باشراف
اميركي في 13 تموز/يوليو.
وترأست الهاشمي الوفد العراقي الى المؤتمر التحضيري للدول المانحة
لاعادة اعمار العراق الذي انعقد في نيويورك في حزيران/يونيو الماضي.
كما شاركت في اول وفد لمجلس الحكم توجه الى الامم المتحدة في تموز/يوليو
الماضي عندما عرض الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة سيرجيو
فييرا دو ميلو تقريره عن العراق في مجلس الامن.
ولدى وصولها الى مقر الامم المتحدة، اعلنت الهاشمي ان العراق عاد.
واضافت هذا اعلان عن عودة العراق الى صفوف المجموعة الدولية.
يشار الى ان دي ميلو قتل في بغداد في 19 آب/اغسطس في تفجير سيارة مفخخة
استهدف مقر الامم المتحدة في العاصمة العراقية.
ومن المقرر ان تكون عقيلة الهاشمي في عداد الوفد العراقي الذي سيتوجه
في الايام المقبلة الى نيويورك لحضور المناقشات عن العراق في الامم
المتحدة.
وقد استنكر الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر العمل الجبان الذي
استهدف المسؤولة العراقية، واعرب عن صدمته وحزنه لما لحق بها
وبمرافقيها. هذا وقد أعلن ممثلون عن مجلس الحكم الانتقالي في العراق
والذين يقومون بزيارة الولايات المتحدة أن من سموهم متطرفين أجانب قد
يكونون وراء الهجوم على عقيلة الهاشمي في بغداد.
وقالت شنكول شابوك العضو بمجلس الحكم إنها متأكدة
أن عقيلة الهاشمي كانت هدفا لمنفذي الهجوم ولكن هذا الأمر لن يوقف عمل
المجلس. وأضافت "أعتقد أن مجموعة أجنبية نفذت هذا الهجوم ولم ينفذه
عراقيون, إنهم أجانب يريدون زرع الفوضى" في العراق.
أما حاكم مدينة البصرة وائل عبد اللطيف الذي يشارك
في المؤتمر فقال إن الهجوم قد يكون قام به أنصار الرئيس السابق صدام
حسين أو عناصر من القاعدة.
وأشار إلى أن عقيلة الهاشمي كانت "هدفا سهلا" لأنها
لم تتخذ إجراءات أمنية كافية. وأضاف عبد اللطيف أن هذه المجموعات
الأجنبية تعتبر بمثابة "عصابات إجرامية" وأن مجلس الحكم اتخذ إجراءات
لمراقبة هوية جميع الأجانب بالعراق.
هذاوقد أسفر الهجوم الذي نفذه مسلحون مجهولون عن
إصابة عقيلة الهاشمي بجروح خطيرة في المعدة والكتف والقدم وجرح أربعة
من مرافقيها بينهم شقيقاها.
وإثر الحادث نقلت عقيلة إلى مستشفى اليرموك
بالعاصمة العراقية حيث أجريت لها عملية جراحية سريعة قبل أن تنقل من
جديد إلى المستشفى الأميركي العسكري في مطار بغداد. وأفاد مصدر مسؤول
بوزارة الخارجية العراقية أن عقيلة ستنقل قريبا للعلاج خارج العراق.
من جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي
أنان أمس السبت الهجوم الذي تعرضت له عقيلة الهاشمي, حسب ما أعلن
المتحدث باسمه فريد إيكهارت.
وقال إيكهارت نقلا عن أنان إن هذا الهجوم يظهر أن
الأمن ما زال مصدر قلق في العراق وأن العنف يؤخر إعادة السيادة لهذا
البلد. وأضاف أن "تشكيل حكومة واسعة ممثلة بأسرع وقت ممكن في العراق
يمكن أن تنقل إليها سيادة البلاد يتطلب عملية سياسية تشارك فيها" جميع
الشرائح.
المصدر: وكالات، شبكة
النبأ |