|
اجتماع خبراء أكثر من مائة دولة في استوكهولم
لمناقشة مصادر المياه المحدودة على الكرة الأرضية، والتي تعتبر واحدة
من أكبر الأزمات البئية. ومن بين أهم الموضوعات على جدول الأعمال
المؤتمر والتي ترعاه الأمم المتحدة، كيفية إدارة المياه، وكانت الأمم
المتحدة قد حذرت من أن الصراع في المنطقة يضر باحتياطات المياه والتربة
والغابات، وهي أضرار لا يمكن تعويضها، ويقول معهد ستوكهولم الدولي
للمياه أن معدل سكان منطقة الشرق الأوسط يمثل 5% من تعداد سكان العالم،
لكنها لا تملك أقل من 1% فقط من معدلات تجدد المياه العذبة، وبحسب
بيانات الأمم المتحدة فإن هناك مليونا ونصف مليون شخص غير قادرين على
الحصول على مياه صالحة للشرب، معظمهم يقيم في أفريقيا وآسيا وأمريكا
اللاتينية وتقدر الأمم المتحدة بحلول 2050 سيواجه قرابة سبعة مليارات
شخص في 60 دولة شحاً في المياه.
وفي تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخراً، حذر من
اندلاع حروب من أجل المياه بين الدول التي تتشارك في منابع الأنهار
وكان وزراء 19 دولة أفريقية ناقشو الخطوات اللازمة لتنظيم الموارد
المياه وترشيد الاستخدام والتوزيع لثلاثة من أهم الأنهار في القارة:
النيل – زامبيزي – والسنغال، وتشكل الأنهار الثلاثة العمود الفقري
لاقتصاديات الدول التي تمر بها وأكد وزراء الدول الأفريقية التي يمر
بها النيل وهي بروندي ورواندا وأغندا وتنزانيا والكونغو وكينيا
وأثيوبيا والسودان ومصر الحاجة لنظام الإنذار المبكر من الفيضانات على
طول خط مجرى النهر يذكر أن نهر النيل يزود حوالي 300 مليون شخص
باحتياجاتهم من المياه وكان بنك التنمية الأفريقي قد خصص مبلغ 33 مليون
دولار لبرنامج يهدف للتوعية حول توزيع واستخدام مياه نهر النيل.
وأشار ديفيد غري من البنك الدولي إلى إمكانية
استثمار ملياري دولار في مشاريع لتطوير نهر النيل خلال الأعوام القادمة..
ويؤمن نهر النيل 80% من إيرادات مصر المائية
السنوية والسودان 70% وأن الميزان المائي المصري يعاني عجزاً يصل إلى
11.8 مليار م3 ويبدي عبد الرحمن بيليه خبير في مصادر المياه في بنك
التنمية الأفريقي صورة متشائمة إزاء الطرق الصحيحة لاستخدام المياه
النظيفة في القارة والتي لا تتعدى 4%.
وحذر بيليه من ارتفاع الطلب على المياه قد يؤدي
لأشعال نزاعات مسلحة في المستقبل وأشار إلى عقبات اقتصادية هائلة تحول
دون بناء أنظمة هيكلية للمياه الدولية لتوفير أنظمة ري حديث وإنتاج
الطاقة الهيدروليكية، وتركيب أجهزة إنذار مبكر من الفيضانات.
وعن آثار أزمة المياه في أفريقيا نشر تقرير أن
40 ألف طفل يومياً يموتون في مناطق مختلفة من العالم بسبب الجوع أو
المرض الناتج عن نقص المياه وتلوثها. وقال مسؤولون أفارقة أن نحو سبعة
ملايين شخص يواجهون مجاعة في جنوب القارة الأفريقية ومعظمهم في
زيمبابوي دون وجود مساعدات دولية غذائية، وقال جاكايا مريشوكيكوين وزير
الخارجية التنزانية وهو الرئيس الجديد للمجلس الوزاري لمجموعة تنمية
جنوب أفريقيا (سادك) والتي تضم 14 عضواً قال أن زيمباوي سواريلاند
وليسوتو ستحتاج إلى مساعدات لإطعام شعوبها. |