كشفت دراسة حديثة للمجالس القومية المتخصصة التي
تتبع رئاسة الجمهورية مباشرة أن نصف دعاة المصريين التابعيين لوزارة
الأوقاف غير مؤهلين علمياً ودينياً ولا تتوافر فيه مواصفات الداعية
الناجح الذي يتمكن من ربط الدين بالدنيا أو أن يكون قوي الشخصية وأضح
الصوت عذب الحديث هادئ الطباع ناصع الحجة.
وأوصت الدراسة بضرورة وضع خطة شاملة لإعداد
الدعاة وتدريبهم بالمشاركة بين الأزهر ووزارة الأوقاف، وتوفير
الإمكانيات المادية ومراجعة نظام القبول بكليات الدعوة الأزهرية، وشددت
الدراسة على ضرورة وقف المجاملات في عملية تعيين الدعاة.
وكان وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي
زقزوق قد أكد في تصريح له أن وزارته التي ضمت 82 ألف مسجد وزاوية في
مختلف محافظات البلاد تضع على رأس أولية خطتها الدعوية الجديدة مناقشة
قضايا الواقع المصري الراهن والتركيز على حل مشكلات المجتمع المحلي
وقضايا الأمة الإسلامية وفق خطاب عصري متجدد بعيداً عن (الخرافات
والشطحات) كما نفي الوزير المصري تعرض بلاده لأي ضغوط خارجية لتجديد
الخطاب الديني وقال لم يطلب منا أحد تطوير الخطاب الديني وفق رؤيته ولو
حدث ذلك فسوف نرفض تماماً مشيراً إن ما يشاع في رسائل الإعلام عن تعرض
بلاده لضغط أمريكي لتغيير الخطاب الديني خاصة بعد أحداث 11 يناير هو
محض افتراء لا أساس له من الصحة. فيما قال نائب رئيس مجلس الأعلى
المصري لشؤون الإسلامية د. عبد الصبور مزروق نحن في حاجة إلى ا لتجديد
والتطوير ولكن ليس بالمفهوم ولا بالمنطق الذي يقال بأنه استجابة لوصي
خارجي ذي سلطان على الدولة وإنما استجابة لملاحظات داخلية فيما يتصل
بقدرة الداعية على نقل طبيعة وسماحة وصور الفكر الإسلامي للآخرين.
لأننا نجد بعض الدعاة يصعدون إلى المنبر
ليمارسوا نوعاً من الصراخ في وجه الناس، يهتمون بالعالم الآخر ويبتعدون
عن معالجة مشكلة الناس الحياتية، وكان تقرير رسمي قد أكد على انتشار
الأمية الدينية لتجاوز نسبة 75% من الشعب المصري يقع تحت دائرة الأمية
الدينية أما جهلاً بالعقيدة أو جهلاً بالمقاصد الشعائر والعبادات مما
أدى إلى ظهور أنواع جديدة من الجرائم في المجتمع لم تكن معروفة من قبل
مثل زنا المحارم وهتك العرض والاغتصاب والرشوة والفساد بشكل أوسع.
وكان تقرير سابق قد شارك في إعداده مجموعة من
العلماء في مختلف الاختصاصات الدينية والاجتماعية والثقافية، ما ينتج
من انفصال بين العلم والعمل.
وأوصى التقرير بضرورة التحرك لتلافي هذه الكارثة
التي تعصف بالمجتمع المصري وذلك عن طريق وضع استراتيجية شاملة تعليمية
وإعلامية وثقافية مع العناية باختيار من يقصدون للدعوة الإسلامية وحسن
إعدادهم وتدريبهم وأن يتم الالتزام بالمعايير الدقيقة في اختيار أساتذة
الأزهر وأوضح التقرير أن الإيمان بالله لا يكتسب بالميراث بل لا بد له
من طمأنينة فكرية ومنطقية وعاطفية وروحية في آن واحد تعين على العلم به
والالتزام بتعاليمه والإسلام دين التوازن والوسطية والاعتدال ويعترف
بالأبعاد الثلاثة للطبيعة الإنسانية (الجسم العقل الروح ) والإسلام لا
يرضى عن المادية المجردة من الروح كما لا يرضى عن الروح المجردة من
المادة ولكنه يرضى أن يأتلفا ائتلافاً متكاملاً.
المصدر: شبكة النبأ
المعلوماتية |