اعلنت جمعية الرسالة الإسلامية في البحرين في
بيان لها عن استنكارها الشديد للهجوم الذي وقع على المصلين الأبرياء في
مدينة كوتا الباكستانية أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة، والذي أسفر عن
مقتل 44 مصليا وإصابة ما يزيد عن خمسة وستين جريحا في الرابع من يوليو
2003.
وقال البيان: إن هذا العمل الإجرامي الذي طال
أناس مصلين عابدين أثناء تأديتهم للصلاة، لا يقوم به إلا من انتزعت من
قلوبهم الإنسانية فضلا عن الدين. إن مثل هذه الأعمال الجبانة ينبغي أن
تكون محل استنكار كل المسلمين وهيئاتهم. وإذا كان منفذوها يتصورون إنهم
يزعزعون الوحدة بين المسلمين بمثل هذه الإعمال المستنكرة، فإنهم خاطئون،
لأن الوحدة بين المسلمين أقوى رباطاً وأشد ثباتاً من أن تؤثر عليها مثل
هذا الأعمال التي لا تخدم سوى أعداء الإسلام والمسلمين.
نسأل الله الدرجات العالية لأولئك الشهداء
الأبرار الذين نالوا شرف الشهادة العظيم في بيت من بيوت الله،
وتعزياتنا للشعب الباكستاني الشقيق وبالخصوص لعوائل أولئك الشهداء
الكرام.
من جهة اخرى تولى الجيش الباكستاني مهمة حفظ
القانون والنظام في مدينة كويتا في جنوب غربي البلاد، بغرض الحيلولة
دون أعمال قتل انتقامية في أعقاب الهجوم الذي استهدف مسجدا للشيعة أسفر
عن مصرع 53 شخصا.
وبعد الهجوم الذي وقع الجمعة ثارت ثائرة المئات
من أبناء الطائفة الشيعية، مما حدا بالشرطة إلى فرض حظر للتجوال ما زال
معمولا به.
ولم تتبنَّ أية جماعة المسؤولية عن الهجوم على
المسجد، ولكن الشيعة ينحون باللائمة على متشددين من السنة.
وبدأ السبت ذوو الضحايا في دفن قتلاهم، بينما
تعهد الرئيس مشرف بمعاقبة المهاجمين.
ويقول مراسل البي بي سي في كويتا، بول أندرسون،
إن المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة تبدو كما لو كانت مدينة
أشباح. ويقف الجنود على المستديرات في الشوارع وعند مفترقات الطرق،
ويقومون بالتدقيق بالعديد القليل من السيارات التي تسير في الشوارع.
وقد تم رفع قرار حظر التجوال المفروض إلى أجل
غير مسمى لبضع ساعات لكي يتمكن السكان من شراء المواد الغذائية.
كما تم تعزيز الإجراءات الأمنية في كافة المدن
في أنحاء باكستان.
وكان قد سُمِح في وقت سابق لمشيعي الضحايا في
كويتا بأن يأخذوا جثث أقاربهم إلى المقبرة الرئيسية للطائفة الشيعية في
المدينة.
وقال رجل فقد قريبا له في تصريح أدلى به لوكالة
رويترز للأنباء: "هذا عمل فظيع لا يحتمل.
وقال مشيع آخر: "إن ذلك (الهجوم) يظهر عدم قدرة
الحكومة على وقف مثل تلك الحوادث".
وقد وقع الحادث بينما كان حوالي 2,000 شخص يؤدون
في صلاة الجمعة.
وتقول الشرطة إن ثلاثة مسلحين اقتحموا المسجد
وهم يطلقون النار من أسلحة رشاشة ويلقون قنابل يدوية.
وأبلغ واحد من العشرات من الأشخاص الذين أصيبوا
بجراح وكالة أسوشييتد برس للأنباء بأنه شاهد مهاجمين وهما يدخلان إلى
المسجد.
وقال: "كان أحدهما يضع شيئا أظن أنه كان قنبلة
عندما شوهد من قبل حارس أمني. وأرداه الحارس قتيلا وفجر الآخر نفسه".
وهناك شخص في قبضة الشرطة حاليا ولكنه ليس من
الواضح ما إذا كان على صلة بالمسلحين.
وقالت الشرطة إن حصيلة القتلى يمكن أن تكون أسوأ
مما أعلن عنه.
وعُثِر بعد الهجوم على قنبلتين مخبأتين في
علبتين بالقرب من الجدار الرئيسي للمسجد. وتم تفكيك القنبليتين.
ووصف الرئيس الباكستاني برفيز مشرف المهاجمين
بأنهم أميون ومتطرفون جامحون لا يكنون أي حب للإسلام.
وقال في تصريح أدلى به السبت عقب عودته من جولة
قادته إلى الولايات المتحدة وأوروبا: "سنسخر كافة طاقاتنا لكي نتعقب
المقترفين، ونسحق شبكتهم ونجلبهم إلى العدالة".
وأردف الرئيس قائلا إن الحكومة ستدرس أمر التورط
المحتمل لـ"يد أجنبية" ؟ ولكنه لم يدل بأية تفاصيل في هذا الشأن.
الجدير بالذكر أن الآلاف من الأشخاص لقوا مصرعهم
في أعمال عنف تُنحَى لائمتها على متشددين من كل من الطائفتين السنية
والشيعية منذ أواخر الثمانينات.
ويقول المسؤولون الباكستانيون إن الحادث كان من
الممكن ان يسفر عن خسائر أكبر بكثير من تلك التي نجمت عنه حيث عثر على
قنابل لم تنفجر بداخل المسجد.
ويقول مراسل البي بي سي ظفر عباس إن الهجوم يظهر
أن المتطرفين الدينيين الذين اختبؤا بعد الحملة التي قامت بها السلطات
ضدهم العام الماضي يعودون إلى الظهور مرة أخرى.
وتفيد أنباء بأن الشرطة الباكستانية اعتقلت شخصا
يجرى التحقيق معه حاليا ولكنه لم يعرف بعد إذا ما كان على علاقة بمنفذي
الهجوم.
وقد وصف الرئيس الباكستاني برفيز مشرف الحادث
بأنه أحد أسوأ الهجمات التي شهدتها بلاده مضيفا إن المتشددين الذين
نفذوا الهجوم هم مجموعة من الجهلة الذين يكرهون الإسلام.
كما دعا مشرف الأحزاب الاسلامية المشتركة في
ائتلاف للمعارضة بعدم تنظيم أي مظاهرات والتركيز على نشر بذور التسامح
الديني.
وأبلغ خان علي، وهو رجل يبلغ من العمر 60 عاما
أصيب بجراح في الهجوم، وكالة رويترز للأنباء: "كنا نؤدي الصلاة عندما
سمعت انفجارا. ورأيت أجساما مُزِّقَت إلى أشلاء".
وأبلغ أحمد علي، الذي أصيب بجراح أيضا، وكالة
أسوشييتد برس أنه رأى اثنين من المهاجمين وهما يدخلان إلى المسجد.
وقال علي: "أحدهما كان يضع شيئا أظن أنه كان
قنبلة عندما شاهده حارس أمني وقتله إلا أن الآخر فجر نفسه.
وقد وقع الهجوم بين الساعة الواحدة والنصف
والواحدة و45 دقيقة بالتوقيت المحلي، بحيث تزامن مع صلاة الجمعة.
الجدير بالذكر أن الآلاف من الأشخاص قد لقوا
مصرعهم منذ أواخر الثمانينيات في أعمال عنف تُنحَى لائمتها على متشددين.
وكان المدينة نفسها قد شهدت الشهر الماضي هجوما
يعتقد أنه تم أيضا بدوافع طائفية وأسفر عن مقتل أحد عشر ضابطا شيعيا
متدربا رميا بالرصاص.
هذا واعتقلت الشرطة الباكستانية اليوم 15 شخصا
يشتبه بتورطهم في الهجوم على المسجد التابع للطائفة الشيعية
الباكستانية في مدينة (كويتا) .
وقال مصدر امني فضل عدم الكشف عن هويته في
تصريح لـ(كونا) "ان المعتقلين يخضعون حاليا لتحقيقات مكثفة وذلك للكشف
عن ملابسات مذبحة يوم الجمعة".
واضاف ان وزارة الداخلية الباكستانية قد ارسلت
ثلاثة فرف خاصة للتحقيق وذلك للكشف عن ملابسات الهجوم ودراسة جميع
الاحتمالات ومن بينها تورط تنظيم (القاعدة) او حركة طالبان الافغانية.
ولم تعلن حتى الآن اي جهة مسؤوليتها عن هذا
الهجوم الا انه من المرجح على حسب قول بعض المراقبين ان تكون جماعات
سنية متشددة متورطة في هذا الهجوم بسبب زيادة حدة اعمال العنف
الطائفية بين المتشددين من السنة والشيعة في الاعوام الاخيرة.
وقد راح هذا الهجوم الانتحاري على مسجد (كويتا)
50 شخصا من ضمنهم ثلاثة من المهاجمين.
المصدر: وكالات، النبأ
المعلوماتية |