لم تعد اللغة وسيلة التعبير عما تجيش به النفس
البشرية بل يعد تأثيرها كـ(ناتج عرضي) على البيئة..
جاء في دراسة برنامج الأمم المتحدة للبيئة نشرت
مؤخراً.. أن (50%) أي نصف اللغات المحلية في العالم هي على طريق الزوال
الأمر الذي يهدد ليس فقط حماية الثقافات بل وحماية البيئة أيضاً وقالت
الدراسة: (إن أسرار الطبيعة التي تتضمنها القصص والفنون والصناعات
الحرفية لدى الشعوب قد تختفي إلى الأبد بسبب ظاهرة العولمة المتصاعدة
التي طالت جميع المحالات.
وبحسب إعلان الأمم المتحدة: (إن بعض الدراسات
تقدر عدد اللهجات المحلية في ا لعالم ما بين (5 – 7) آلاف بينها ما بين
(4 -5) آلاف لهجة تعود لشعوب أصلية لكن هناك أكثر من 2500 لغة مهددة
بالاختفاء فوراً، وكثيراً منها يفقد رويداً رويداً صلاته مع الطبيعة.
ومما أكده الخبراء أن (234) لغة أصلية معاصرة اختفت كلياً وحذروا من أن
(90%) من اللغات المحكية في العالم سوف تختفي خلال هذا القرن الحادي
والعشرين.
وبالنظر للأسباب الآنفة فقد عمد برنامج البيئة
الذي يشرف على مداه هيئة الأمم المتحدة إلى الاندفاع للحفاظ على اللغات
المحلية بصفتها مجتمعة إحدى الأولويات لحماية البيئة ويقول بهذا الصدد
أحد المسؤولين المعنيين عن متابعة البرنامج المذكور (مولي سوينكا) من
خلال مؤتمر صحفي:
(أن الثقافة هي المصدر الرئيسي للمعرفة والعلوم
وهي تأخذ مصدرها من البيئة المحلية.
ثم أضاف سونيكا وهو الحاصل على جائزة نوبل
للآداب سنة 1986م: (حتى وإن كان من المهم الحفاظ على كل لغة محلية
فسيكون من المفيد أن تتكلم أفريقيا (مع شركائها في قارات أخرى) لغة
واحدة...
وأن الشعوب المحلية تملك معرفة حيوية حياد
الحيوانات والنباتات والبيئة المحيطة بها وهي تحافظ دينياً في ثقافتها
وتقاليدها على الأسرار المتعلقة بالسكن والأرض في بيئة ودية وبطريقة
مستمرة.
هذا واعتبر برنامج الأمم المتحدة للبيئة: (أن
اختفاء لغة ومضمونها الثقافي يوازي حرق كتاب وحيد عن الطبيعة.. وأن
حوالي (32%) من اللغات المحكية في العالم موجودة في آسيا و(30%) في
أفريقيا و(19%) في حوض المحيط الهادي و(15%) في القارة الأمريكية و(3%)
في أوربا. |