أوضح تقرير رسمي مصري
أن نسبة 70% من الشعب المصري يقع تحت دائرة الأمية الدينية إما جهلاً
بالعقيدة الإسلامية أو جهلاً بمقاصد الشعائر والعبادات مما تسبب في
ظهور جرائم لم تكن معروفة من قبل في وسط المجتمع المصري.
مثل زنا المحارم، وهتك العرض والاغتصاب والرشوة
والفساد بشكل واسع وأكد تقرير المجالس القومية المتخصصة والتي تتبع
رئاسة الجمهورية مباشرة ويشرف عليها رئيس الوزراء المصري السابق د.
عاطف صدقي خطورة الأمية الدينية المتمثلة في الجهل بمسائل الدين
والوقوف بالعقيدة عند الجانب المظهري في أداء الشعائر دون وعي أو تدبر
أو خشوع أو فهم لما تستهدفه من خير وبر وأمانة وصدق..
وأوصى التقرير بالتحرك السريع لتلافي هذه
الكارثة التي تهدد المجتمع المصري وذلك بوضع استراتيجية شاملة: تعليمية
وإعلامية وثقافية، مع العناية باختيار من يتصدون للدعوة الإسلامية وحسن
إعدادهم وتدريبهم وأن تيسر لهم الدولة سبل أداء رسالتهم بالرعاية مادياً
وأدبياً وعلمياً مع الاهتمام بالدراسات الإسلامية. وأن يتم الالتزام
بالمعايير الدقيقة في اختيار أساتذة الأزهر.
ولفت التقرير: إلى أهمية دور الأزهر وتفعيل هذا
الدور في تخريج العلماء ومثقفين متفقهين في الدين. يجمعون إلى جانب
الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح كفاية علمية وعملية ومهنية
يذكر في تقرير سابق صدر عن مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر بعدم
صلاحية فتاوى الكتب الممنوعة ودعا إلى التعامل معها بعقلانية وفي تقرير
أخر للأزهر يوصي بمنع دخول بعض الكتب والصحف إلى مصر؟!! خوفاً من
انتشار بعض الأفكار ؟ ولفت التقرير الرسمي إلى أهمية تأهيل عالم ا لدين
للمشاركة في أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة والدعوة إلى سبيل
الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
وتلعب بعض المؤسسات الدينية والاعلامية دوار
هاما في نشر الامية الدينية اذ تبقى مجرد مجالس وعظية لاتحقق الوعي
والمعرفة الحياتية الميدانية، بل انها نها تساهم في بعض الاحيان في
ترسيخ الامية والتحريض على العنف والتشدد.
ويقول تقرير نشرته وكالة فرانس برس حول ظاهرة
ارتياد الاطفال للمساجد في العطلة الصيفية:
بدأت ميار التي تبلغ السادسة من العمر في التوجه
منذ منتصف حزيران/يونيو الحالي الى مسجد الصديق الواقع في الضاحية
الشمالية للقاهرة حيث ستمضي برفقة حوالى ثلاثين طفلا شهرين من عطلتها
الصيفية هناك.
وقالت والدتها ايمان "اريد لابنتي ان تعتاد
ارتياد المسجد لتجد انه من الطبيعي ان تمضي وقتها هنا" على الرغم من ان
الطفلة من طلبة مدارس الازهر المستقلة وتواظب على دروس خاصة تتلقاها في
المنزل لتفسير القران.
الا ان هذه الظاهرة تتعدى الفتاة الصغيرة اذ
يغتنم اهالي العديد من الطلاب العطلة الصيفية لارسالهم الى المساجد
لاكمال ثقافتهم الدينية بعد ان اعتراهم القلق اثر شائعات سرت حول
اعتزام الحكومة خفض الساعات المخصصة للدروس الدينية في المدارس.
من جهتها قالت نيفين التي تستعد لارسال ابنها
الى المسجد ان الطلبات باتت كثيرة جدا بحيث صار من المستحسن "حجز
الامكنة اربعة اشهر مسبقا على الاقل".
وقد تأقلمت غالبية المساجد في القاهرة مع هذا
الوضع الجديد وباتت تنظم اضافة الى الدروس الدينية وبشكل مواز نشاطات
اخرى للاطفال مثل حصص الرسم والاعمال اليدوية والالعاب والنزهات.
واضافت ايمان المحجبة والمتبرجة وترتدي سروالا
حريريا ان القسط البالغ ستين جنيها (8,5 يورو) يدفع في صندوق الزكاة
لان المحسنين يتبرعون بالنفقات الاخرى.
وقالت منى "اننا نسدي خدمة لاطفالنا كما نقوم
بعمل جيد في الوقت ذاته" الا انها رفضت تسمية المؤسسة التي ترسل ابنها
اليها لتلقي الدروس القرانية.
يشار الى ان العديد من الجمعيات المصرية تمارس
نشاطاتها من دون حيازة التراخيص اللازم من وزارة الشؤون الاجتماعية
الامر الذي قد يؤدي الى اغلاقها.
من جهتها اوضحت رانية الاخصائية في المجال
التربوي ان "جميع اصدقاء ابنتي التي اشتركن معها الصيف الماضي في
النشاطات الرياضية او الفنية يخصصن عطلتهن هذه السنة للدروس القرانية"
مشيرة الى "الهلع الذي سيطر على الناس مع التلويح باصلاح البرامج
التعليمية بضغوط من الولايات المتحدة".
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن في نهاية
كانون الثاني/يناير الماضي ان واشنطن ستعمل على القيام باصلاحات
ديموقراطية في الشرق الاوسط. واعتبر العديد من المصريين ان تصريحاته
تعكس رغبة في التدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة وخصوصا في المجال
التعليمي.
وقد نفى وزير التعليم في مصر حسين بهاء الدين
مرارا وعلنا هذه الشائعات التي تضخمت اثر زيارة قام بها الى الولايات
المتحدة.
من جهة اخرى وردا على مبادرات المساجد الخاصة
التي تنتعش في جميع ارجاء البلاد اعلن وزير الاوقاف المصري محمود حمدي
زقزوق الاسبع الماضي عن خطة لتحديث 71800 مسجد تابعة للوزارة عبر تاسيس
دائرة للدراسات القرانية فيها.
وقالت رانية ان "التعليم الديني بات مسالة مربحة
للغاية". واضافت "كنت اعمل في الفترة الاخيرة في مركز خاص يقدم منذ
اعوام عدة دروسا في المعلوماتية واللغة الانكليزية والرسم خلال موسم
الصيف لكنه اضاف هذه السنة دروسا قرانية الى برامجه الاخرى من اجل
اجتذاب شريحة واسعة من الزبائن".
وختمت قائلة "ولكي لا يثير حفيظة الزبائن
الاثرياء من الاقباط ينوي المركز تقديم دروس حول السلوك الجيد بواسطة
احدى الراهبات".
فهل تضاف موضوع الإصلاح السياسي والاقتصادي
والاجتماعي في مصر أهمية وضرورة الإصلاح الديني المؤسس على تفاعل
المسلمين جميعاً في مصر وخارجها. |