ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 

 

ايفرست.. طموح الوصول الى القمة

مع ان قمة ايفرست ليست على الاطلاق اصعب قمة على التسلق في العالم الا انها تستحوذ على مخيلة المتسلقين منذ ان اعتبرت اعلى قمة في العالم في الاربعينات من القرن التاسع عشر.

لكن ما الذي يميز ايفرست؟ ربما يعود سر جاذبية تلك القمة المعروفة في نيبال باسم ساغارماثا وفي التيبت باسم تشومولونغما الى ثلاثة اسباب هي ارتفاعها الشاهق والمنظر الخلاب من على قمتها وكون الوصول الى اعلى هذه القمة للمرة الاولى استغرق وقتا طويلا.

ويقول انغ فوربا نائب رئيس رابطة المتسلقين في نيبال ان "ايفرست هي ثالث قطب في العالم بعد القطب الشمالي والقطب الجنوبي". واضاف فوربا الذي تسلق القمة التي ترتفع 8488 مترا عن سطح الارض "ان اي شخص يقف على القمة يمكن ان يقول فعلا انه يقف على قمة العالم (...) انه شعور رائع. تنسى كل العناء الذي مررت به للوصول الى حيث انت وتدرك انك انجزت امرا لا ينجزه الكثيرون في العالم".

ورغم الحملة الدعائية التي جلبت افواج المتسلقين الى منحدرات الجبل في الاعوام الاخيرة لم يستطع الا نحو 1200 شخصا الوصول الى القمة منذ نجح السير ادموند هيلاري ومرافقه تنيزينغ نورغاي في صعودها قبل خمسين عاما. ولقي نحو 170 شخصا حتفهم اثناء محاولتهم تسلق القمة.

وحاول العديد من المتسلقين وصف لحظة وقوفهم على القمة التي تعرف بسقف العالم بكلمات قليلة. وكتب الهندي سونام غياتسو عن تسلقه القمة عام 1965 يقول "عند قمة ايفرست شعرت انني في الجنة. لم يكن هناك من هو اعلى منا في اي مكان اخر".

اما المتسلق الروسي ادوارد مايسلوفسكي الذي تسلق القمة عام 1982 فقد قال "هذه نهاية المطاف. لا يوجد مكان اعلى من هذا". اما دوغ سكوت اول متسلق بريطاني يصل القمة العام 1975 فقد قال "لقد سكنت الريح ووقفنا هناك نتأمل المنظر امامنا الذي كان كل ما املناه واكثر".

وكانت قمة ايفرست قد ظهرت الى الوجود عندما اصطدمت الهند الجانحة بقوة بآسيا قبل نحو خمسين مليون عام لتشكل التيبت وسلسلة جبال الهملايا. وبالنسبة للاسترالي بيتر هابلر الذي اصبح هو والايطالي راينهولد اول من يتسلق القمة دون استخدام امدادات من الاوكسجين فقد كانت اللحظات على القمة لحظات خلاص. وقال "لقد وصلنا وتعانقنا. لقد بكينا ونطقنا بكلمات غير مفهومة ولم نستطع الحفاظ على هدوئنا".

وفي مقال نشر في كتاب بيتر غليمان "ايفرست: ثمانون عاما من النصر والمآسي" قال هابلر "تدفقت الدموع من تحت نظاراتي الى لحيتي وتجمدت على وجنتي. وتعانقنا مرة ثانية وثالثة (...) لقد شعرنا بالخلاص والتحرر اخيرا من الشعور الانساني القسري بضرورة مواصلة التسلق".

وقد بدأت الرغبة في تسلق قمة ايفرست في الظهور بعد اعتبارها عام 1852 اعلى جبل في العالم الا ان البريطانيين كانوا اول من حاول وصول القمة عام 1921. وبعد 32 عاما و 13 بعثة للتسلق تمكن هيلاري وتينزينغ من الصعود الى قمة ايفرست.

وقال فوربا لوكالة فرانس برس "لو نجحت اول بعثة لانتهى الامر ولكانت ايفرست كغيرها من الجبال" واضاف "كون الامر استغرق كل هذا الوقت ساعد في جعل هذه القمة مميزة". وبعد تحديد استراتيجيات جديدة وطرق معينة للوصول الى ايفرست اصبح تسلق القمة اكثر شعبية حيث يحاول ما يقارب 500 متسلق الوصول الى القمة خلال احتفالات اليوبيل الذهبي لوصول هيلاري وتينزينغ الى القمة في 29 ايار/مايو 1953. وربما يكون دافع الكثيرين ممن يحاولون تسلق القمة هو ذاته الدافع الذي ساق المتسلق البريطاني جورج مالوري العام 1923 حين قال انه رغب في تسلق ايفرست "لمجرد انها موجودة".

وقد كرمت كاتماندو الثلاثاء ادموند هيلاري الرجل الذي كان اول من وصل الى اعلى قمة ايفرست قبل خمسين عاما تاركا بصماته في تاريخ المغامرة الانسانية ومسلطا الضوء على مملكة نيبال الصغيرة.

وصعد هيلاري البالغ من العمر الآن 83 عاما وزوجته جون والمرشد العجوز جيالزن الذي شارك في الحملة الى قمة العالم عام 1953 في عربة سوداء يجرها جوادان ابيضان جالت بهم عبر شوارع العاصمة النيبالية.

وتجمع حشد ضم الآلاف من سكان كاتماندو وصحافيين من اصقاع العالم والعديد من السياح فسار في موكب خلف هيلاري في شوارع وساحات تحف بها قصور ملكية ومعابد هندوسية تعود الى القرن السادس عشر. وافتتح هذا الموكب سلسلة من الاحتفالات المقررة لهذه المناسبة ستبلغ ذروتها الخميس في ذكرى قيام النيوزيلاندي هيلاري والمرشد تنزينغ نورغاي (توفي عام 1986) بتسلق اعلى جبل في العالم البالغ ارتفاعه 8848 مترا في 29 ايار/مايو 1953.

وسارت خلف عربة هيلاري عربتان صعد فيهما ابطال آخرون سجلوا انجازات في تاريخ هذا الجبل ايفرست وهم الايطالي راينهولد ميسنر الذي كان اول من تسلق الجبل بدون اكسجين اصطناعي ومن ثم اول من تسلق ايفرست وحيدا واليابانية جونكو تابي اول امرأة تسلقت الجبل وكذلك جاملينغ ممثلا والده تانزينغ نورغاي.

ورافقت موكب المدعوين على طول طريقه اكاليل الازهار واللوحات التذكارية والملابس الحرير التقليدية المزركشة والموسيقى والخطابات وسط تصفيق الحشود المتجمهرة تحت شمس حارقة قبل بضعة ايام من بدء موسم الامطار.

ووصل ادموند هيلاري الجمعة الماضي الى نيبال في كرسي نقال وهو متعب ومتوعك صحيا وبدا متعثرا في مشيته غير انه تكلم بصوت قوي وواثق. وعندما تهافت الصحافيون لملاقاته تجنب الاسئلة غير انه القى كلمة شكر مقتضبة خلال حفل اقيم في ساحة دوربار الوسط التاريخي للحي القديم في كاتماندو وسط المتسولين ورجال الدين والنساء بملابسهن التقليدية القانية الالوان.

وقال متحدثا باسم متسلقي الجبال "انه لشرف عظيم ان نكرم بهذه الطريقة اليوم". واضاف "كلنا من كبار عشاق الهملايا وسكان الهملايا" منوها ب"حرارة النيباليين حيال المتسلقين الذين صعدوا الجبل".

ووجه تحية خاصة الى جونكو تابي التي وقفت باسمة الوجه في كيمونو اصفر فاتح والى راينهولد ميسنر الذي يعتبر اعظم متسلقي الجبال في التاريخ وهو على حد قوله "الرجل الذي اكن له اكبر قدر من الاعجاب".

وسيستقبل الملك جيانندرا الخميس متسلقي الجبال الاجانب المئتين تقريبا الذين تمكنوا من الوصول الى قمة ايفرست والذين سيشاركون في الذكرى الخمسين اضافة الى عدد مماثل من النيباليين خلال حفل تسليم ميداليات يليه حفل عشاء.

وتأمل السلطات ان تساهم هذه الاحتفالات في عودة السياح الذين باتوا يتجنبون نيبال خوفا من حركة التمرد الماوية التي تشهدها المملكة والارهاب الدولي. وشكل وصول اول متسلق الى قمة ايفرست انطلاقة السياحة في النيبال واضحى هذا القطاع الاقتصادي من الموارد الرئيسية لهذا البلد الذي يعتبر من الافقر في العالم وقد ظل مغلقا في وجه الاجانب حتى العام 1949.

وعبر متسلقو الجبال جميعا عن فرحهم بالحضور الى النيبال فاعادوا الى هذا البلد بعضا من المجد الذي كللته به جباله. وقالت جونكو تابي لوكالة فرانس برس "انني مسرورة للغاية. اذكر جيدا وصولي الى القمة (عام 1975). لم اكن عندها سعيدة جدا بل متعبة جدا".

من جهته انتقد راينهولد ميسنر تسويق ايفرست فاعتبر ان هذا الجبل بات "طريقا سريعا للسياح". واشار المرشد العجوز جيالزن الى تطور رياضة التسلق ما بدل امورا كثيرة في ايفرست حيث يجري التنافس اليوم لتسجيل ارقام قياسية في السرعة. وقال "كأن الجبل فقد من شموخه".

هذا وأصبح حارس حيوانات من جنوب افريقيا يوم الاثنين اول افريقي يصل الي قمة جبل ايفرست بعد خمسين عاما تقريبا من تسلق اعلي قمة في العالم للمرة الاولي.

فقد ذكرت هيئة اذاعة جنوب افريقيا ( اس. ايه.بي.سي) ان سيبوسيسو فيلاني (32 عاما) تمكن من بلوغ القمة البالغ ارتفاعها 8850 مترا صباح الاثنين وذلك قبل عدة ايام من الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لاول محاولة تسلق ناجحة قام بها مربي النحل النيوزيلندي ادموند هيلاري واحد مواطني التبت ويدعى تينزينج نورجاي في 29 مايو ايار 1953.

ونقلت هيئة اذاعة جنوب افريقيا عن صحفي تحدث الى فيلاني هاتفيا قوله ان الدموع تساقطت من أعين الحارس فرحا عقب الانجاز الذي حققه بالوصول الي قمة ايفرست.

وكانت قمة ايفرست قد شهدت احتفالين اخرين خلال الاسبوع الماضي عندما تمكن رجل يبلغ من العمر 70 عاما من ان يصبح اكبر شخص يصل إلي القمة وتمكن احد مواطني التبت ( 35 عاما) من اكمال اسرع عملية تسلق من موقع الانطلاق وذلك في عشر ساعات و 56 دقيقة.

وتسلق السياسي الكيني كينيث ماتيبا جبال الهيمالايا في الثمانينات الا انه لم يحاول بلوغ قمة ايفرست.

ووصل مايزيد على 1200 شخص من 63 دولة قمة جبال الهيمالايا. وتأتي نيبال على رأس قائمة الدول من حيث عدد المتسلقين الذين بلغوا قمة ايفرست وذلك بتسجيل 258 متسلقا تليها الولايات المتحدة والتي سجلت 160 متسلقا.

شبكة النبأ المعلوماتية - الأربعاء 28/5/2003 - 26/ ربيع الأول/1424