يقول باحثو جامعة (هايدلبيرج) في ألمانيا، أن
الوجع المزمن في الرقبة والظهر ربما يكون شريك حياتك هو المتسبب فيه،
فقد أجري البحث على عشرين زوجاً وزوجة يعاني أحدهما أو كلامهما من ألم
مزمن في الظهر وقاموا بإيصال مجسات عصبية لمخ المصابين، ثم استخدموا
صدمات كهربائية على منطقة الظهر، وراقبوا ما يحدث لمخ المتطوعين.
ووفقاً لدراسة أخرى أعلنت نتائجها أمام جمعية
العلوم الطبيعية في أورلاندو في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية
ونشرت في صحيفة لوس – أنجلس تايمز مؤخراً فإن وجود الزوج أو الزوجة على
مقربة من شريك الحياة الذي يعاني من ألم الظهر كان كافياً لجعل الألم
يزداد بثلاثة أضعاف، وعندما يخرج الزوج أو الزوجة من الغرفة لاحظ
العلماء أن الألم يخف، بيد أن الغريب في الأمر هو أن الألم يشتد فقط
عندما يكون الزوج أو الزوجة من النوع الذي يهتم ويقلق حول صحة شريك
الحياة، وبالمقابل عندما لا تركز الزوجة أو الزوج على ألم الظهر الذي
يعاني منه النصف الآخر وتحاول أن تصرف ذهن شريكها عن المشكلة فإن قراءة
الخطوط العصبية تكون أهدأ والألم أخف، وفي الوقت الذي نتصور فيه أن
العناية والاهتمام اللذين يوليهما الزوج لزوجته أو العكس قد يخففان من
شدة الألم الذي يشعر به المصاب إلا أن ذلك لا يحدث وفقاً للعلماء في
جامعة هايدلبيرغ الذي تطرح دراستهم تساؤلات حول مدى التفاعل بين البيئة
وطرق إدراك الألم. ومعظم الآباء والأمهات شهدوا ظاهرة مماثلة لدى
أطفالهم فالأطفال يسقطون أو يتعرضون لإصابات أثناء لعبهم في المدرسة
لكن دموعهم لا تنهمر إلا بعد رؤيتهم لآبائهم وأمهاتهم، فالوالدان هما
بمثابة صمام الانطلاق لمراكز الشعور بالألم.
بيد أن هذه الدراسة لا ينبغي أن تجعل الشخص جاف
المشاعر تجاه شريك الحياة فشعور الشخص باهتمام زوجه أو زوجته هو أمر
جيد حتى لو كان يؤلم. |