أفغانستان.. بين مأزق الداخل ومكاسب الخارج

 

شبكة النبأ: بعد الاطاحة بنظام طالبان الحاكم في افغانستان، على يد الولايات المتحدة الامريكية، التي دعت الى حرب عالمية ضد الارهاب الذي استهدفها في هجمات 11/ سبتمبر عام 2001 الشهيرة، عانت افغانستان كثير من الارهاب الذي استهدفها طوال فترة تواجد القوات الامريكية وحلفائها المشاركين في الحملة العسكرية التي استهدفت نظام طالبان والمنظمات المتطرفة الاخرى، وقد ذهب نتيجة لهذه الحرب عشرات الالاف من المدنيين والقوات الامنية خلال العمليات الانتحارية التي حدثت وتحدث بشكل شبه يومي في العديد من المناطق والاقاليم التابعة لأفغانستان والتي ما زالت تشهد وضعا امنيا هشا، اثار الكثير من المخاوف مع قرب رحيل اغلب القوات المتحالفة عن ارض المعركة بانتهاء مهماتها القتالية، والذي سوف يكل الامر الى القوات الافغانية لتولي المسؤولية مع احتمال بقاء عدد محدود من القوات الاجنبية من اجل التدريب والدعم، واشار مراقبون، ان القوات الافغانية قد لا تستطيع لوحدها مواجهة التنظيمات الجهادية المتمرسة على القتال، مع النقص الكبير الذي تعاني منه، خصوصا على مستوى التسليح والدعم والتدريب وغيرها.

من جانب اخر ما زالت التدخلات الاقليمية والعامل السياسي، من الامور المهمة في عرقلة جهود التقدم التي من الممكن ان تخدم افغانستان في هذه المرحلة، فالخلافات والصراع على السلطة، ادى الى اهتزاز الصورة الديمقراطية التي يمكن ان تعكسها افغانستان في عملية التحول والانتقال السلمي للسلطة، كما اخرت اختيار وتشكيل الحكومة الجديدة، فيما لعبت التدخلات الاقليمية، والتي تشتكي منها افغانستان كثيرا، دورا مهما في تأخر تحقيق انجازات امنية مهمة ضد العمليات العسكرية والامنية التي تستهدف الارهاب والتطرف في المنطقة، وفي سبيل ذلك، قام الرئيس الجديد لأفغانستان بزيارة الجارة باكستان، التي طالما اتهمها سلفة بدعم الجماعات المتطرفة، في محاولة لطي صفحة الماضي، ومع تأكيد باكستان على نوايا مكافحة الارهاب، ما زالت المخاوف من وجود صراع خفي بينها وبين الهند ينعكس بصورة او اخرى في افغانستان.    

ويعني الصراع على السلطة بعد مضي أسابيع على أداء الرئيس الأفغاني اليمين أن تمر أسابيع أخرى (إن لم يكن شهورا) قبل أن تتشكل الحكومة وهو آخر ما قد تحتاجه الإدارة الجديدة وهي تؤهب البلاد لمغادرة الجنود الأجانب بعد 13 عاما من الحرب، وتسلم الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني منصبه في سبتمبر أيلول بعد صراع مرير مع منافسه عبدالله عبد الله الذي أعلن في بادئ الأمر فوزه في الانتخابات الرئاسية قبل ان يوافق لاحقا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، ووافق الاثنان في إطار اتفاقية رعتها الولايات المتحدة على العمل معا مع تعيين عبدالله وزير الخارجية السابق كرئيس تنفيذي، لكن بعد مرور عدة أسابيع لم يتم التوصل إلى اتفاق على تشكيل الحكومة.

ويهدف عبد الغني إلى تشكيل حكومة فاعلة قبل انعقاد مؤتمر برعاية بريطانيا في لندن في أوائل ديسمبر كانون الأول حيث سيسعى إلى اقناع الدول المانحة بالاستمرار في تمويل افغانستان وتقديم مساعدات بمليارات الدولارات، غير أنه من غير المحتمل إلى حد بعيد أن ينجح عبد الغني في هذه المهمة في الموعد المحدد، ويتحدث مساعدو الرجلين عن خلاف على 26 منصبا دون التوصل إلى اتفاق على الأشخاص الذين سيقودون الجيش والشرطة ووكالة الاستخبارات ومن سيقرر المقدرات المالية للبلاد، وقال أحمد سيدي وهو محلل سياسي في كابول "من المستحيل تشكيل الحكومة قبل حلول موعد مؤتمر لندن بسبب تناقض الآراء بين المعسكرين" مضيفا "نتوقع أن تتشكل الحكومة بحلول ربيع العام المقبل"، وتشكل هذه الأزمة مصدر قلق للدول الغربية الداعمة التي أمضت أكثر من عقد من الزمن تشجع الحكم الديمقراطي في أفغانستان في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية تقاتل طالبان.

ويهدف عبد الغني الذي يسعى إلى خلق توازن في بلاد مزقتها الصراعات العرقية لوقت طويل إلى الظهور بمظهر القائد الجديد القادر على الوفاء بتعهداته بتعيين مسؤولين في الحكومة وفق جدارتهم، غير أنه في الوقت عينه لا يمكن لعبد الغني إحداث تغييرات جذرية قد تخل بتوازن هش للمصالح يحافظ على تماسك الحكومة، وتؤجج المنافسة على المناصب الخصومة كما تحبط خطط مواجهة أزمة مالية تلوح في الأفق وثقافة فساد تشل مؤسسات الدولة، وقال داود سلطان زوي مستشار عبد الغني "لم يبحثا شخصيات محددة في الوقت الحالي، من المبكر للغاية الحديث عن الأسماء"، في حين قال مجيب رحيمي المتحدث باسم عبدالله إن الرجلين يختلفان على تفسير بنود اتفاق تقاسم السلطة، وأضاف رحيمي "فريق الرئيس أشرف عبد الغني يملك فهما مختلفا حيال اتفاقية تقاسم السلطة ولهذا السبب لم تثمر جهود تشكيل الحكومة بعد". بحسب رويترز.

الحفاظ على المكاسب

في سياق متصل أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج على التزام الحلف باستقرار أفغانستان وضمان الحفاظ على المكاسب التي تحققت بعد انتهاء العملية العسكرية الأجنبية في البلاد عام 2014، وتركت قوات الأمن الأفغانية لتواجه مصيرها بمفردها إلى حد كبير هذا العام في أول اختبار لقدراتها منذ أطاحت القوات الأمريكية بحركة طالبان الإسلامية المتشددة عام 2001 عن الحكم، وصمدت القوات الحكومية التي تسيطر على مدن وبلدات ومراكز الأحياء إلى حد كبير حتى الآن غير أن قتلى الشرطة والجيش بلغوا حدا "لا يمكن احتماله" على المدى البعيد كما استعاد مقاتلو طالبان مواقع في أقاليم استراتيجية واستأنفوا ممارسة دورهم كحكومة أمر واقع، وقال شتولتنبرج للجنود في معسكر مورهيد في مقاطعة وارداك حيث تدرب القوات الخاصة الأمريكية وحدات من القوات الخاصة الأفغانية لتتسلم مهامها "لقد ضحينا بالكثير لنعطي أفغانستان فرصة لتنجح"، وأضاف وفقا لبيان نشره الحلف "لا يمكننا ولن نسمح بأن نخسر هذه المكاسب".

وقتل أكثر من 4600 جندي أفغاني خلال الحرب على طالبان هذا العام في زيادة بلغت 6.5 في المئة عن العام الماضي، وفي إشارة إلى العنف المتنامي في البلاد اتهم المسؤولون في مقاطعة باكتيا طالبان باعدام ثمانية مدنيين، بدورها أعلنت الحركة مسؤوليتها عن الهجوم وقالت إن الرجال الذين أعدموا هم افراد في قوات الأمن، وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني في مؤتمر صحفي مشترك مع شتولتنبرج إن استثمار الحلف في قوات الأمن المحلية البالغ عددها 350 ألف عنصر أثبت نجاحها مشيرا إلى أنه يتطلع إلى الأمام للعمل مع التحالف، وأضاف للصحفيين "بعد 31 ديسمبر كانون الأول ستكون القوات الأفغانية فقط مسؤولة عن حمل السلاح لكن هذا لا يعني نهاية التعاون مع حلف شمال الأطلسي بل بداية مرحلة جديدة".

ومن المتوقع أن تبقى في أفغانستان كتيبة من عشرة آلاف جندي غربي معظمهم من الأمريكيين بعد نهاية العام لتدريب وتقديم الدعم للقوات الأفغانية كما سيشارك 1800 جندي أمريكي في عمليات مكافحة الإرهاب، وفي الوقت الذي يسعى فيه غني إلى الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع حلف شمال الأطلسي يتطلع في الوقت نفسه إلى تعزيز التحالفات مع آسيا، وقام غني بالزيارة الرسمية الأولى له بعد تسلمه منصبه في سبتمبر أيلول الماضي إلى الصين التي تعهدت بتقديم 327 مليون دولار للمساعدة في إرساء الاستقرار في أفغانستان حتى عام 2017 وهو أكثر مما قدمته منذ الغزو الأمريكي، ويربط الصين بأفغانستان ممر جبلي ضيق يكاد يستحيل عبوره ويثير قلقها احتمال أن يدفع انعدام الاستقرار على طول الحدود الافغانية مع باكستان الانفصاليين المسلحين في إقليم شينجيانغ في غرب البلاد إلى شن هجمات.

ورحبت الولايات المتحدة بدور الصين المتزايد في مساعي إشاعة الاستقرار بأفغانستان قائلة إن مؤتمرا عقد في بكين لوزراء الخارجية بشأن إعادة إعمار أفغانستان يظهر التزامها تجاه المنطقة مع انسحاب القوات الغربية منها، ومثل هذا التصريح الذي صدر عن مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية يعد إشادة أمريكية نادرة ببكين، وعلى الرغم من العلاقات المثيرة للجدل عادة بين البلدين إزاء قضايا سياسية عدة قالت واشنطن وبكين إنهما تعتبران أفغانستان نقطة التقاء لمصالحهما الأمنية، وتعهدت الصين بمنح أفغانستان مساعدات قيمتها 327 مليون دولار حتى عام 2017 مقارنة مع 250 مليون دولار قدمتها لها حتى الآن منذ سقوط نظام طالبان في 2001، وقال المسؤول الأمريكي للصحفيين في إفادة عبر الهاتف "نظرة الصين للانخراط في أفغانستان تغيرت فعلا بشكل كبير على مدى السنوات القليلة الماضية وفي اتجاه إيجابي جدا في نظرنا"، ويجتمع وزراء خارجية من آسيا في بكين لحضور الجولة الرابعة لمؤتمر "عملية اسطنبول" بشأن أفغانستان والذي تأمل الصين أن يساعد في تعزيز التنمية والأمن هناك، ويحضر مستشار البيت الأبيض جون بوديستا الاجتماع، وقال المسؤول "هذا إظهار حقيقي لالتزام الصين تجاه أفغانستان ودورها في المنطقة وهو ما نرحب به بشدة"، ويخشى المسؤولون الصينيون أن يؤدي انعدام الاستقرار في أفغانستان إلى مزيد من الاضطرابات في منطقة شينجيانغ بغرب الصين حيث تقول الحكومة إن انفصاليين مسلحين متأثرين بالمتطرفين على طول الحدود مع أفغانستان وباكستان نفذوا هجمات عنيفة، لكن خبراء يشككون في تأثير الجماعات المسلحة في الصين ويقولون إن التهميش الاقتصادي للمسلمين الويغور أحد الأسباب الرئيسية للعنف هناك. بحسب رويترز.

البريطانيون يرحلون

بدورهم ومع رحيل الجنود البريطانيين ينسحب حلف شمال الاطلسي من جنوب شرق افغانستان بعد 13 عاما من انتشار دولي لم يتح القضاء على حركة طالبان المتمردة او على عمليات تهريب المخدرات الكبرى، فقد سلم اخر الجنود البريطانيين المنتشرين في اقليم هلمند، احد اكثر الاقاليم الافغانية اضطرابا وخاصة بسبب وجود طالبان، رسميا السيطرة على الجنوب الغربي للقوات الافغانية تمهيدا لمغادرتهم في الايام القليلة المقبلة، وبعد جسر جوي استمر 24 ساعة فوق الصحراء الافغانية، انضم الجنود البريطانيون وزملاؤهم الاميركيون الى قاعدة قندهار التي سيعودون منها جوا، وفي الجانب البريطاني فان هؤلاء الجنود وعددهم نحو 400 هم اخر القوات المقاتلة التي تغادر افغانستان، وفي الجانب الاميركي، فان المنسحبين هم اخر جنود المارينز (مشاة البحرية) الذين كانوا اول من وطأة اقدامه جنوب هذا البلد في خريف 2001 لطرد عناصر طالبان.

وبالنسبة لبريطانيا التي ارسلت نحو تسعة الاف جندي الى افغانستان، يعد هذا الانسحاب نهاية 13 عاما من المهام القتالية التي سقط خلالها 453 من جنودها، لكنها ستبقي على عدد من العسكريين لتدريب ومساندة الجيش الافغاني في كابول، وكان البريطانيون يتولون منذ 2006 قيادة قوة حلف شمال الاطلسي في هلمند، معقل طالبان وايضا مركز انتاج الافيون الذي سجل رقما قياسيا في افغانستان العام الماضي رغم مليارات الدولارات التي انفقها الغرب على مكافحة المخدرات، وتعد محاربة الافيون الذي تتصدر افغانستان بفارق كبير قائمة الدول المنتجة له، ومحاولة تحقيق الامن في هذا البلد اكبر فشلين للتدخل الغربي الذي بدا في نهاية 2001، فقد انتج المزارعون الافغان العام 2013 مساحة قياسية جديدة من 207 الاف هكتار من الافيون حسب الامم المتحدة رغم مبلغ ال7,6 مليارات دولار الذي انفقه الاميركيون من اجل القضاء على هذا المنتج المربح جدا، كما ذكر مؤخرا مكتب المفتش الاميركي لاعادة اعمار افغانستان. بحسب فرانس برس.

هلمند وحدها تشكل نصف الانتاج الافغاني من الافيون الذي بعد تحويله الى هيرويين ياخذ طريقه الى اوروبا وآسيا وخاصة عبر باكستان وايران، وفي تقرير اخير، انتقدت شبكة المحللين الافغان، وهو مركز ابحاث مقره كابول، مهمة الحلف الاطلسي في هلمند معتبرا انها وعلى العكس اسهمت في تعزيز موقف طالبان في منطقة سانغان، ففي العام 2010 قرر حاكم الظل لهذه المنطقة، اي زعيم سلطة طالبان الموازية الملا عبد القيوم، الابتعاد عن الحركة المتمردة والانضمام الى حكومة كابول والحلف الاطلسي بعد ان شعر بالحنق الشديد من عمليات الاعدام التي تنفذها طالبان، الا انه وبعد اشهر من المفاوضات في الكواليس مع مسؤولين افغان وبريطانيين، جرى قصف الملا عبد القيوم ومعاونيه بامر من الاميركيين ما اسهم في تدهور الوضع الامني في هذه المنطقة النائية، ويشكك هؤلاء المحللون ايضا في برامج اعادة الاعمار الاقليمية مع مشاركة العسكريين الاجانب في المشاريع الانمائية بدلا من المنظمات غير الحكومية، لكن الجنرال روبرت طومسون، الضابط الاعلى رتبة في القوات البريطانية في افغانستان، وقال "نشعر بالفخر بما نتركه خلفنا لان الافغان على استعداد لتولي المهمة"، مضيفا ان "الافغان في مقدمة الساحة منذ ايار/مايو 2013 وهم يبلون بلاء حسنا لكن ما زالت هناك بعض التحديات في ما يتعلق بالامن والحوكمة".

وسلمت القوات البريطانية قاعدة كامب باستيون الضخمة التي كانت تاوي اكثر من 40 الف عسكري اجنبي في 2010 و2011 في اوج انتشار قوات الحلف الاطلسي في افغانستان، الى القوات الافغانية التي تخوض مواجهة مع تمرد حركة طالبان الذي احتدم خلال الصيف الماضي، الجنرال الافغاني سيد مالوك اعترف بان "اقليم هلمند ما زال يعاني من انعدام الامن، حيث تضع طالبان وباقي الجماعات الارهابية ثقلها كله هنا، بعض المناطق كانت تحت سيطرتهم واخرى ما زالت خاضعة لهم"، وينتقد عدد من الافغان مهمة القوات البريطانية التي سبق ان تعرضت لهزيمة منكرة في افغانستان في القرن التاسع عشر، المزارع محمد اسماعيل يقول "الجنود البريطانيون هزموا للمرة الثانية، فهم يغادرون هلمند في حين تكسب طالبان المزيد من الاراضي، هذه المهمة تعد فشلا لهم".

اوضاع مربكة

من جانبه قال اللفتنانت جنرال الامريكي جوزيف اندرسون قائد قوات التحالف في أفغانستان ان أكثر من 4600 جندي أفغاني قتلوا في الحرب ضد طالبان هذا العام بزيادة تمثل قفزة نسبتها 6.5 في المئة عن العام الماضي وهو رقم مرتفع للغاية يؤكد على الحاجة الى عمليات اجلاء طبي أفضل، وقال اندرسون ان 4634 من افراد الامن الافغان قتلوا في المعارك هذا العام مقابل 4350 في عام 2013 رغم تراجع بلغت نسبته 25 في المئة في هجمات طالبان من 24000 الى 18000 خلال نفس الفترة، وقال اندرسون الذي كان يتحدث للصحفيين في البنتاجون من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة ان عدد القتلى والجرحى أقل مما كان متوقعا نظرا لان القوات الافغانية تسلمت المسؤولية لقيادة المعركة ضد طالبان وقامت بنشاط رفيع المستوى، لكنه أقر بأن عدد القتلى "لم يكن ثابتا"، وأضاف "إنهم يحتاجون بالفعل الى تقليل معدل سقوط الضحايا" من خلال تحسين الحماية ضد المتفجرات البدائية وتعزيز نوعية الرعاية في نقاط الاصابات وزيادة القدرة على القيام بعمليات اجلاء طبي في ميدان المعركة، وقال "كل تلك الاشياء يجب ان تستمر في التحسن، لان هذه الاعداد ليست ثابتة في المدى البعيد"، وأخذت قوات الامن الوطني الافغانية الدور الرائد في عمليات الامن ضد حركة طالبان في صيف 2013 وفي نفس الوقت اضطلعت بمعظم المسؤولية عن عمليات العلاج الطبي والاخلاء في ميدان المعركة، وقال اندرسون "إنهم يقومون بذلك الان"، وأضاف "88 في المئة من كل اعمال العلاج الطبي واجلاء المصابين تقوم بها الان قوات الامن الوطني الافغانية، وهذا ليس بالضرورة بطريق الجو، انه خليط من (عمليات الاجلاء بطريق) الجو والبحر"، وقال ان القوات الامريكية والدولية قدمت فقط قدرا "محدودا للغاية" من الدعم للإجلاء الطبي.

فيما أعلنت الأمم المتحدة أن زراعة الخشخاش في أفغانستان سجلت رقما قياسيا العام 2014 ما يدل على فشل سياسة مكافحة المخدرات التي تعتمدها واشنطن في البلاد، في وقت يستعد فيه حلف شمال الأطلسي لسحب وحداته المقاتلة، وتعد أفغانستان أو مزود عالمي (80% من الإنتاج) لهذه النبتة وهي المادة الأولية للهيرويين وتمثل تجارة مربحة في هذه الدولة الفقيرة، وأظهر التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة المكلف شؤون المخدرات والجريمة أنه تمت زراعة 224 ألف هكتار من نبتة الخشخاش أي بزيادة 7% مقارنة مع 2013، وهذا يشكل أكثر من ثلاثة أضعاف المساحات التي كانت مخصصة لهذه الزراعة في 2002 (74 ألف هكتار)، بعد سنة على التدخل العسكري الغربي الذي قامت به الولايات المتحدة وأدى إلى إسقاط نظام طالبان، ومنذ ذلك الحين ورغم برامج الإتلاف التي قامت بها الولايات المتحدة وكلفت مليارات الدولارات، فإن زراعة الخشخاش سجلت ارتفاعا كبيرا لا سيما في جنوب البلاد الذي تسيطر حركة طالبان على قسم منه. بحسب فرانس برس.

وبحسب التقرير فإن الإنتاج المحتمل للأفيون يقدر بحوالي 6400 طن عام 2014، بارتفاع نسبته 17% مقارنة مع 2013 لكنه لا يعادل الرقم القياسي البالغ 7400 طن الذي أنتج في العام 2007، وأضاف التقرير "في العام 2014 تراجع سعر الأفيون في كل مناطق أفغانستان، والسبب المحتمل لذلك هو ارتفاع العرض الناجم عن ارتفاع الإنتاج"، وهذا الارتفاع في الإنتاج المحتمل يترافق مع تراجع عمليات الإتلاف في حقول الخشخاش (63% في 2014، 2692 هكتارا) وخصوصا تراجع الوجود الغربي على الأرض، وتبدو حملة مكافحة المخدرات بالتالي ثاني معركة فاشلة للمجموعة الدولية في أفغانستان بعد تعذر إحلال السلام والأمن في البلاد، ويثير الانسحاب المقرر للوحدات المقاتلة في قوة حلف شمال الأطلسي من أفغانستان في نهاية السنة مخاوف من عدم استقرار يؤدي إلى تشجيع زراعة الخشخاش بشكل إضافي فيما تحاول قوات الأمن الأفغانية احتواء حركة طالبان التي لا تزال تشن هجمات في البلاد، وقال جان-لوك ليماهيو من مكتب الأمم المتحدة "على البلاد أن تتدبر أمورها بنفسها، وسيكون عليها إعطاء أولوية لمعالجة مسالة الاقتصاد غير المشروع وسياستها".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/تشرين الثاني/2014 - 26/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م