المسلسلات التلفزيونية.. تعولم قيم المجتمعات

 

شبكة النبأ: تتسابق القنوات الفضائية والتلفزيونية وبمختلف اتجاهاتها، على جذب المشاهد من خلال عرض كل ماهو جديد ومميز في سبيل تحقيق شهرة واسعة كما يقول بعض الخبراء، الذين أكدوا على ان اغلب تلك القنوات قد دخلت اليوم في حرب تنافسية في مجال عرض بعض المسلسلات التلفزيونية التي شغلت مشاهدي ومحبي الشاشة الصغيرة، والمسلسل التلفزيوني وكما تشير بعض المصادر هو سلسلة حلقات درامية متتابعة تذاع على التلفاز وفي معظم الأحيان مقسمة لحلقات وكل حلقة هي جزء من المسلسل. كل حلقة من المسلسل تقدم لنا أحداث معينة ثم تنقطع في نقطة معينة، وتكتمل الأحداث في الحلقة التي تليها. وتنقسم المسلسلات التلفزيونية إلى عدّة أقسام منها، المسلسلات الكوميدية: وهي المسلسلات التي تتبع أسلوب الكوميدية لإضحاك الناس. المسلسلات الدرامية: وهي المسلسلات التي تتبع أسلوب الدراما وهي كثيرة. المسلسلات الاجتماعية والمسلسلات التاريخية وغيره، ويتراوح عدد حلقات المسلسل غالبا بالبلد المنتج فهناك من يفضل ان تكون مابين25 و 35 حلقة، أما المسلسلات المكسيكية والتركية فهي غالبا 125 حلقة فما فوق.

فقد أصبحت الدراما التليفزيونية صناعة ضخمة لا تقل عن السينما، فمن عام إلى آخر تشهد الدراما التليفزيونية العالمية تطورا كبيرا في الإنتاج والتصوير والنصوص واستقطاب النجوم وقنوات العرض، حتى أصبحت صناعة ضخمة للموارد المالية متجاهل انتاج الموارد الثقافية الفكرية الدينية.

وللمسلسلات التلفزيونية تأثير كبير في نفوس المشاهدين، خصوصا وان اغلبها يسعى الى نقل صور اجتماعية وقصص واقعية وهو ما اعتبره بعض الخبراء أمرا ايجابيا، قد يدفع المشاهد الى تحديد الأخطاء والسلبيات المهمة التي يعاني منها المجتمع ويعمل على إصلاحها او معالجتها، البعض الأخر يرى ان لها تأثير سلبي في المجتمعات المحافظة خصوصا وان بعض تلك المسلسلات التي عمد منتجوها على إطالة أمد عرضها تعمل على نقل ثقافات جديدة ومختلفة او تكون أداة لتشويه بعض الحقائق المهمة قد يسعى البعض الى تقليدها او التأثر بها.

موضع دراسة

وفي هذا الشأن فقد أصبحت المسلسلات التلفزيونية موضع دراسة بحد ذاتها يتم تحليلها على مزاياها الفنية وقيمتها الاجتماعية والتاريخية مع ندوات ودروس جامعية وكتب ومقارنات مع اهم الاعمال الادبية والسينمائية. وفي وقت سابق نظم المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا وهو هيئة علمية عامة عريقة جدا نقاشا حول موضوع "كيف تغير المسلسلات التلفزيونية العالم؟" لينضم ذلك قائمة طويلة لمنتديات باحثين ولقاءات حول هذا الموضوع في السنوات العشر الاخيرة تقريبا.

وقد اعتبرت المسلسلات التلفزيونية لفترة طويلة وسيلة ترفيه من دون اي اهمية ثقافية الا انها اصبحت في العقد الاخير في فرنسا موضوعا يناقش في الجامعات. وتقول باربرا فيليز استاذة القانون بالانكليزية في جامعة باريس 8 ان المسلسلات "هي موضع دراسات اكاديمية منذ اكثر من ثلاثين عاما في الولايات المتحدة وبريطانيا". وهي اسست العام 2010 شبكة "سيريز" التي تضم باحثين دوليين يجرن ابحاثا حلو المسلست التلفزيونية في العالم.

ويؤكد الكاتب والفيلسوف تريستان غارسيا صاحاب محاولة ادبية حول مسلسل "سيكس فيت اندر"، "على مدى اربعين عاما احتقر المثقفون المسلسلات التلفزيزنية بشكل كبير. وفجأة مع البرامج ذات النوعية العالية في الولايات المتحدة والانتقال الى اشتراكات بالكابل في مطلع التسعينات حصل نوع من تحول كبير". وهو يقول ان المسلسل الذي يروي يوميات عائلة دافن موتى "تعلمنا كيف نتقبل الموت".

ويضيف الروائي الذي يقارن مسلسل "سيكس فيت اندر" باعمال بروست ودوستويفسكي "اليوم بات للمسلسلات صدقية ثقافية كاملة. والجميع يعتبرها نوعا ما على انها الرواية الكبيرة في عصرنا". ويتابع قائلا "الصدمة التي شعرت بها عند متابعتي لهذا المسلسل قريبة من تلك التي شعرت بها عندما قرأت تولستوي او عندما شاهدت فيلم فاني اند الكسندر لبرغمان". وبات خبراء وسائل الاعلام ومؤرخون وعلماء اجتماع وخبراء ادبيون وفلاسفة وجغرافيون يعملون على هذه المسلسلات ويحللون ما تقوله حول حقبتهم والاماكن التي تجرى فيها وحبكتها الروائية.

ودرست المؤرخة مارجولين بوتيه على سبيل المثال مسألة اعادة الاعتبار الى المقاتل السابق في فيتنام في المسلسلات الاميركية في الثمانينات فيما اهتم الجغرافي برتران بليفين في مقال، بمقدمة مسلسل "غايم اوف ثرونز" الخيالي الذي تدور احداثه في القرون الوسطى، و"جغرافيتها الرجعية".

وتوضح ساره هاتشويل استاذة الادب الانكليزي في جامعة هافر المتخصصة بادب شكسبير وبمسلسل "لوست" ، "لا ندرس هذه المسلسلات على انها برامج تلفزيونية بل على انها اعمال ثقافية تنقل رؤية ما للعالم وطريقة ما لروايتها. وتكثر الكتب عن المسلسلات ايضا. فدار النشر الرصينة جدا "برس اوينفرسيتير دو فرانس" اصدرت العام 2012 مجموعة يتم فيها تحليل المسلسلات من قبل اخصائيين في العلوم الانسانية والاجتماعية. بحسب فرانس برس.

ومن بين هؤلا فيرجيني ماركتشي حاملة شهادة دكتوراة في الحضارة الاميركية التي اهتمت بالطابع النسوي في مسلسل "دسبريت هاوس وايفز" او جان-باتيست جانجين فيلمر مدير هذه المجوعة الذي حلل مسلسل "24" معتبرا انه عمل "يكشف كيف ان المجتمع الاميركي يقدم نفسه ويمثل الحرب على الارهاب ويعكس الجدل القائم بشأن التعذيب". ويضيف فيلمر وهو استاذ في قانون الحرب "المسلسل يجب ان يعتبر كأي عمل فني اخر" وهو لا يتردد في استخدام "جنيرايشن كيل" حول الحرب في العراق في الدروس التي يقدمها في معهد الدراسات السياسية في باريس وكلية سان-سير الحربية.

المسلسلات والجريمة

الى جانب ذلك فهل تساهم المسلسلات التلفزيونية التي تعرض في فنزويلا بزيادة نسبة العنف في هذا البلد الذي يعاني ارتفاعا في معدلات الجريمة؟ هكذا يرى الرئيس نيكولا مادورو الذي يتهم هذه البرامج بنشر الافكار السلبية في المجتمع. فبعد جريمة القتل التي وقعت اثر عملية سطو مسلح استهدفت ملكة الجمال والممثلة مونيكا سبير، اطلق الرئيس الفنزويلي حملة واسعة النطاق لمكافحة العنف في البلاد.

وأمر الرئيس بشكل خاص بمراجعة البرامج التي تبث على كل المحطات التلفزيونية في البلاد، معتبرا ان هذه البرامج مسؤولة عن انتشار "افكار مخالفة للقيم الاخلاقية" مثل "القتل والمخدرات والسلاح والعنف". وقال مادورو "لا اشاهد هذه المسلسلات بسبب ضيق الوقت، لكني ابلغت عن مسلسل تقتل فيه البطلة امها، كيف يمكن ان تكون هذه بطلة قصة؟". لكن كتاب السيناريو وعدد من المراقبين لا يشاطرون الرئيس وجهة نظره حول أسباب ارتفاع عدد جرائم القتل الى ما بين 39 و79 جريمة سنويا لكل 100 الف شخص، وهي اعلى نسبة بين دول الجوار.

ويقول كاتب السيناريو ليوناردو بادرون "ان التركيز على المسلسلات في هذه المسألة هو خطأ وهو عمل غير مسؤول، لان اسباب الجريمة لا يمكن ان تكون المسلسلات وانما اسباب بنيوية معقدة". ويضيف "ان الحكومة تحاول "ان تخفي مسؤوليتها" بهذه الطريقة. ويشير الكاتب الى ان "92 % من الجرائم لا يعاقب مرتبكوها، والسلطات لا تتعامل بحزم مع المجرمين"، معتبرا هذا الامر معززا للجريمة. وفي رسالة مفتوحة الى الرئيس، رد كارلوس بيريس كاتب سيناريو المسلسل الذي هاجمه مادورو قائلا "الشخصية التي ذكرتموها ليست بطلة المسلسل، وانما بالعكس تماما هي تمثل دور الشريرة التي تقع في شر اعمالها".

وترى الخبيرة في الاعلام الجماهيري كارولينا اكوستا ان اتهام الرئيس للمسلسلات بالمسؤولية عن العنف لا يستند الى اي دراسة. لكن الرئيس يبدو مصمما على موقفه، و لوح بإمكانية ان يستخدم صلاحياته الخاصة لاصدار مراسيم من شأنها "أن تؤسس لثقافة تلفزيونية وسينمائية جديدة". ويسير مادورو بذلك على خطى سلفه هوغو تشافيز الذي حظر في العام 2011 بث مسلسل واسع الشعبية بداعي انه يحض على العنف والدعارة، فيما اعتبر آخرون ان السبب الحقيقي هو ان المسلسل يغوص في حقائق وخفايا تجارة المخدرات. ودعا تشافيز في العام 2010 الى انتاج "مسلسلات اشتراكية" التوجه. بحسب فرانس برس.

لكن المنتجة دلفينا كاتالا، التي سبق ان انتجت مسلسلات اعتبرت "اشتراكية التوجه" ترى ان "المسلسلات من خلال قصص الحب والحركة، يمكن ان تبث قيم الخير والانسانية بين الناس".

وينتقد السينمائيون الضوابط التي تسعى السلطات الى فرضها على المسلسلات. وتقول اكوستا، وهي استاذة في جامعة جورجيا الاميركية "مثلا، لا يمكنك ان تظهر مشهدا للاعب متحمس للميسر في الكازينو". وتضيف "بالتالي اصبح صعبا جدا تناول مواضيع مثل الجنس والمخدرات والكحول" في المسلسلات.

مسلسل ديغ

الى جانب ذلك دعت حنان عشرواي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محطة التلفزيون الأميركية "إن بي سي" إلى الرجوع عن إنتاج مسلسل "ديغ" في مدينة القدس المحتلة لكونه يروج لتاريخ المدينة باعتبارها مدينة "يهودية وعاصمة أبدية لإسرائيل". وقالت حنان عشراوي المتحدثة باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير"ندعو قناة ان بي سي إلى سحب تعاونها لدعم وإنتاج المسلسل الدرامي "دِيغ" ووقف مشاركتها الاحتلال في التضليل حول القدس واحترام قرارات الشرعية الدولية والالتزام بها، لأنها تتورط في التستر على خروقات إسرائيل والترويج لتاريخ المدينة وتراثها وآثارها على أنها مدينة يهودية وعاصمة أبدية لإسرائيل".

 وأضافت أن ذلك "يعني القبول والاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي وضمه غير القانوني للجزء الشرقي من المدينة." وأوضحت حنان عشراوي أن محطة "إن بي سي" تستعد بالتعاون مع شركة "كيشيت ميديا جروب" الإسرائيلية وشركة الإعلام الأمريكية "بيرمان براون" إلى إنتاج وتصوير سلسلة درامية من ست حلقات في مدينة القدس، مضيفة "لقد اختار رئيس بلدية الاحتلال نير بركات بنفسه الكاتب الأمريكي تيم كرينغ لكتابة السيناريو مع الكاتب الإسرائيلي جدعون راف".

 وتابعت عشراوي "وقد أشاد هو ووزير اقتصاد الاحتلال نفتالي بينيت بهذا المشروع الترويجي ووصفاه بالعلامة الفارقة للقدس التي ستصبح موقعا هاما لجذب الإنتاج والسياحة الدولية، فمعظم المسلسل سيتم تصويره في أراضي سلوان في القدس الشرقية المحتلة". وطالبت محطة "إن بي سي" بإلغاء تصوير المسلسل و"عدم التورط فيه نظرا للاعتبارات القانونية والأخلاقية". بحسب فرانس برس.

 وأشارت عشراوي إلى الموقف الأمريكي الرسمي الوارد في رسالة التطمينات الأمريكية في أكتوبر 1991 والذي لا يعترف بضم القدس الشرقية إلى اسرائيل، وتشجيعه للأطراف كافة، على تجنب الأعمال الأحادية. ودعت عشراوي دول العالم إلى مقاطعة هذه الإنتاج وعدم السماح لإسرائيل بأي انتهاك في القدس، وطالبت المنظمات الدولية ذات العلاقة والتابعة للأمم المتحدة "إلى إلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". كما وجهت دعوة إلى منظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس وجامعة الدول العربية للتصدي لهذه المحاولات "للحفاظ على هوية القدس وطابعها العربي الحضاري والتاريخي وإرثها الثقافي الذي يعد جزءا أساسيا من التراث الإنساني العالمي".

منافسة شديدة

على صعيد متصل وبعد ثلاثة عقود من هيمنة المسلسلات البرازيلية على الشاشات الكوبية، باتت هذه الاخيرة تواجه منافسة شديدة من نظيراتها الكورية الجنوبية في بلد تقدم فيه المسلسلات التلفزيونية فسحة لتناسي مصاعب الحياة اليومية. وبدأت المسلسلات الكورية الجنوبية تشتهر في كوبا في بداية العام مع مسلسل "ملكة الزوجات" تلاه "سيدتي الجميلة" ثم "حلم بلا حدود" و"الحديقة السرية"، وذلك في خضم ازدهار الكاي بوب والأفلام الكورية في أنحاء العالم أجمع.

ويتم تناقل عشرات المسلسلات الغرامية الكورية الأخرى على مفاتيح الذاكرة المعروفة ب "يو اس بي" والتي تعد من الوسائل الأكثر فعالية لنقل المعلومات على أنواعها في الجزيرة نظرا لضعف النفاذ إلى شبكة الانترنت. وهذه المسلسلات هي الأكثر مبيعا حاليا وهي طريفة ومن السهل تتبع احداثها، على حد قول يوزميلي باتيستا (21 عاما) الذي يبيع الأفلام والمسلسلات في غرفة من شقته الواقعة في حي شعبي.

وشرح الشاب الذي يبيع في متجره حوالى 60 مسلسلا تلفزيونيا نصفها أميركي جنوبي (من البرازيل وكولومبيا والمكسيك) والنصف الآخر كوري جنوبي "لم تلق نجاحا باهرا بالرغم من الاختلافات الكبيرة بين الثقافتين الكورية الجنوبية والكوبية؟ أظن لأنها تعتبر مختلفة بالتحديد، فالأبطال لا يقبلون بعضهم في المسلسلات الكورية". لورا تلميذة في الثالثة عشرة من العمر خزنت 24 مسلسلا كوريا في حاسوبها. وهي لم تشاهد بعد إلا تسعة منها. وأكثر المسلسلات رواجا اليوم في أوساط زميلاتها في الصف هو مسلسل "الشباب أفضل من الورود". وكشفت لورا "أعشقها، فإنها قصيرة جدا وجديدة".

وقد سمحت المسلسلات التلفزيونية الكورية الجنوبية القائمة على المواضيع عينها التي تتمحور عليها المسلسلات الأميركية اللاتينية للكوبيين باكتشاف عالم آخر. فكوبا لها علاقات رسمية من حيث المبدأ مع كوريا الشمالية لا غير. وقال المغني الكوري الجنوبي يون سانغ هيون الذي اشتهر بفضل مسلسل "سيدتي الجميلة" وزار كوبا منذ فترة وجيزة "نقاط مشتركة كثيرة تجمع الكوبيين بالكوريين".

وكشف الممثل الشاب أن سر النجاح مسلسلات بلاده هو في "مزج الكوميديا بالدراما والرومانسية من دون مواضيع بالغة الخطورة ... وهو بكل بساطة تعامل الأشخاص مع الواقع اليومي". لكن لا تزال المسلسلات البرازيلية تتمتع بقاعدة متتبعيها الواسعة. فالكوبيون لا يفوتون مسلسلا واحدا منها منذ أكثر من 30 عاما. وأقرت سوزانا سواريز وهي ربة منزل في الرابعة والستين من العمر لم تفوت يوما حلقة من المسلسلات البرازيلية منذ "مالو" أو "العبدة إزاورا" في بداية الثمانينيات "المسلسلات البرازيلية هي الأفضل وأنا أبقى متسمرة أمام الشاشة لمشاهدة أفينيدا برازيل". بحسب فرانس برس.

والمسلسلات الأكثر شهرة هذه الأيام في اوساط الكوبيين هي الكوري الجنوبي "الحديقة السرية" والبرازيلي "أفينيدا برازيل" والأرجنتيني "حياة مسروقة" والكوبي "أراضي النار". وتعتبر سوزانا سواريز التي يساوي راتبها التقاعدي الشهري ثمانية دولارات، المسلسلات بمثابة علاج يسمح لها بتناسي مشاكلها لبرهة قصيرة من الوقت، شأنها في ذلك شأن كوبيين كثيرين. وكشفت أنها تمضي ساعتين ونصف الساعة في اليوم الواحد وهي تشاهد المسلسلات التلفزيونية. وأقرت ياما روزايين البالغة من العمر 32 عاما "أفضل التحدث عن المسلسلات مع الجيران بدلا من مناقشة السياسة".

شرلوك هولمز و الرجل العنكبوت

في السياق ذاته عاد بينيديكت كومبرباتش في دور شرلوك هولمز بعد طول انتظار على شاشة محطة "بي بي سي"، غير أن محبي المسلسل لا يزالون في حيرة من أمرهم لمعرفة كيف تفادى المحقق الخارق الموت. وهذا المسلسل المعروض على "بي بي سي" والذي يؤدي بطولته بينيديكت كومبرباتش هو نسخة حديثة من مغامرات المحقق البريطاني الشهير في القرن التاسع عشر. وهو يبث في أكثر من 200 بلد منذ العام 2010.

وقد فتح هذا المسلسل أبواب هوليوود للممثلين كومبرباتش ومارتين فريمان الذي يؤدي دور الطبيب واتسون. وهذا الموسم الجديد يزخر بالمفاجآت. وقد أثار مخرجو المسلسل حماسة المشاهدين مع عرضهم بعض الطرق الغريبة التي يكون المحقق قد لجأ إليها للصمود، إثر التكهنات الكثيرة التي انتشرت على الانترنت منذ أن فقز شرلوك هولمز من سطح أحد المباني في محاولة انتحار قبل عام.

وتباينت الآراء على الانترنت بشأن الحلقة الأولى من الموسم الجديد بين من أعرب عن إعجابه ومن كشف عن خيبة أمله. ولقيت هذه الحلقة استحسان صحيفة "تايمز" التي كتبت "ينتظر المشاهد عامين ليعرف كيف نجا شرلوك هولمز، فتطرح أمامه ثلاثة احتمالات دفعة واحدة". ومن الأسئلة التي طرحت بأعلى نسبة على صفحة موقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويبو" لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بمناسبة زيارته الصين، سؤال عن موعد إطلاق الموسم الجديد من مسلسل شرلوك هولمز.

من جانب اخر أعلنت استوديوهات "سوني" أنها ستنتج أفلاما تتمحور على شخصيات قصة الرجل العنكبوت، أبرزها الشرير فينوم ومجموعة "سينستر سيكس". وكشفت "سوني" في بيان أنها عينت خمسة مؤلفي سيناريو للإشراف على إعداد هذه الأفلام بالتعاون مع المنتجين أفي أراد ومات تولماش والمخرج مارك ويب الذي تولى إخراج فيلم "ذي أمايزينغ سبايدرمان" في العام 2012. ومؤلفو السيناريوهم ألكس كورتسمان وروبرتو أورسي وجيف بينكنر ودريو غودارد. ويعمل الثلاثة الأوائل على سيناريو الجزء الثالث من سلسلة الرجل العنكبوت، في حين يقوم ألكس كورتسمان بتأليف سيناريو فيلم فينوم ودريو غودارد يكتب سيناريو "سينستر سيكس". بحسب فرانس برس.

ومن المرتقب عرض الجزء الثاني من سلسلة الرجل العنكبوت "ذي أمايزينغ سبايدرمان 2" في الصالات في أيار/مايو المقبل. وتحذو "سوني" التي أعلنت اخيرا عن تخفيض عدد الأفلام التي تنتجها حذو الاستوديوهات الهوليوودية الكبيرة التي باتت تركز أكثر فأكثر على الأبطال الخارقين. وقد درت سلسلة الرجل العنكبوت 3,2 مليارات دولار على "سوني" بأجزائها الثلاثة "سبايدرمان" من إخراج سام رايمي (2002 و 2007) و"ذي أمايزينغ سبايدرمان" لمارك ويب.

مسلسلات ياهو!

الى جانب ذلك ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" ان مجموعة "ياهو!" الاميركية الراغبة في تطوير خدماتها في مجال الفيديو على الانترنت، تقترب من انتاج اربعة مسلسلات مخصصة للعرض عبر الانترنت تشبه بطريقة اعدادها المسلسلات التلفزيونية، وذلك لزيادة جاذبية منصتها للفيديو. واشارت الصحيفة الاقتصادية نقلا عن ثلاثة مصادر الى ان "ياهو!" لن تكتفي بالمسلسلات ذي الحلقات القصيرة، اذ انها ستنتج اربعة مسلسلات كوميدية من عشر حلقات مدة كل منها نصف ساعة، ومع ميزانية تراوح بين 700 الف دولار ومليون دولار للحلقة الواحدة.

وتأمل رئيسة مجموعة "ياهو!" ماريسا ماير في التمكن من تقديم مشاريعها الاربعة في 28 نيسان/ابريل المقبل على هامش منتدى "نيوفرونت" الذي تنظمه المجموعة لجذب معلنين محتملين. وافادت "وول ستريت جورنال" ان "ياهو!" تجري محادثات تمهيدية لشراء خدمة "نيوز ديستربيوشن نيتووركس" للفيديو على الانترنت في صفقة تقارب قيمتها 300 مليون دولار، ما من شأنه مساعدة المجموعة على منافسة "يوتيوب" التابعة لمنافسها "غوغل". بحسب فرانس برس.

وتعتبر خدمات الفيديو احدى الانشطة التي تحاول رئيسة "ياهو!" ماريسا ماير التركيز عليها لانعاش نمو المجموعة. وحاولت ماير العام الماضي الاستحواذ على اكثرية الاسهم في موقع ديليموشن الفرنسي للفيديو التابع لشركة اورانج. وهذا المشروع اصطدم بمعارضة الدولة الفرنسية التي لا تزال تملك 27 % من شركة الاتصالات الفرنسية.

مسلسل غيم أوف ثرونز

في السياق ذاته يتوافد محبو المسلسل الناجح "غيم أوف ثرونز" إلى مدينة أشونة الصغيرة في جنوب اسبانيا حيث صور جزء من حلقات الموسم الخامس، ويساعد هذا الإقبال في التخفيف من وطأة الأزمة. والفنادق محجوزة بالكامل منذ البدء بتصوير المسلس، ما دفع مركز المعلومات السياحية في هذه المدينة الواقعة في الأندلس على بعد 80 كيلومترا من إشبيلية إلى تمديد ساعات العمل.

وصرح ألبيرتو بييدرا صاحب فندق "إسميرالدا" في أشونة إن "الجميع متحمس. فهم يريدون التقاط صور لهم مع الممثلين وفي مواقع التصوير. يا له من جنون". وتأمل السلطات من جهتها في أن يساهم البث العالمي لحلقات المسلسل في تسليط الضوء على هذه المدينة الصغيرة التي تنتشر فيها القصور والكنائس ذات التصاميم التي تعود لحقبتي الباروك والنهضة.

وبغية جذب محبي "غيم أوف ثرونز" الذين هم بأغلبيتهم من الشباب، وضعت اتحاد شركات أشونة برنامج لزيارات مع مرشدين سياحيين لمواقع التصوير وأعادت تزيين أحد المطاعم على طراز تصاميم المسلسل. كما تعتزم البلدية فتح متحف مخصص للمسلسل يدرج في قسم السياحة في موقعها الإلكتروني، على ما أكدت روساريو أندوخار رئيسة البلدية. وهي قالت "نريد الاستفادة إلى أبعد حد من تصوير الموسم الخامس من المسلسل هنا".

ويجري الجزء الأكبر من التصوير المستمر في اسبانيا (17 يوما) وتحديدا في هذه المدينة الصغيرة التي تضم 18 ألف نسمة والواقعة على تلة محاطة بأشجار الزيتون. وتبقى تفاصيل التصوير طي الكتمان، لكن البلدية أكدت، وفق ما أوردت الصحافة، أن أحد أهم المشاهد وهو معركة فيها مئات المشاركين قد صور في حلباتها. كما أمضى فريق التصوير بضعة أيام في قصر المورق في اشبيلية الذي يعد من أبرز معالم الهندسة الإسلامية.

وكثيرة هي الأسباب التي تدعو أشونة إلى التفاؤل، فالمدن والبلدات التي صورت فيها المواسم السابقة من المسلسل في كرواتيا ومالطا وإيرلندا الشمالية وآيسلندا شهدت كلها ارتفاعا كبيرا في أعداد زوارها. وكان الموسم الرابع من المسلسل الذي تمازجت فيه المعارك والخيانات وقصص الحب وأعمال العنف يستقطب 18 مليون مشاهد أسبوعيا في الولايات المتحدة. وتوقع سفير الولايات المتحدة في اسبانيا جيمس كوستوس وهو مسؤول سابق في قناة "اتش بي او" التي تنتج المسلسل أن يرتفع عدد زوار إشبيلية والمنطقة بنسبة 15 %. بحسب فرانس برس.

وكشفت رئيسة البلدية أن "أشخاصا كثيرين سيرغبون في زيارة أشونة لاكتشاف مواقع التصوير والجلوس حيث جلس الممثلون". وتعتبر هذه التوقعات مصدر تفاؤل لسكان الأندلس وهي المنطقة الأكثر تأثرا بالبطالة في اسبانيا، مع نسبة عاطلين عن العمل وصلت 35,21 %. وقد استعانت مجموعة الإنتاج "فريسكو فيلم" التي تتخذ في مالقة مقرا لها 550 مشاركا في الفيلم، في مقابل 50 يورو لكل منهم في اليوم الواحد. وقدم مطعم "كاسا كورو" مجموعة من التاباس المخصصة للمسلسل تحمل أسماء شخصياته. ولم تصدق تيريسا خيمينيز صاحبة هذا المطعم النجاح الكبير الذي لقيته هذه المبادرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/تشرين الأول/2014 - 3/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م