قراصنة المعلوماتية.. جماعة افتراضية تنتهك الواقع

اعداد: ليث الخاقاني

 

شبكة النبأ: تعددت مسميات القرصنة الالكترونية أو الهاكر والنتيجة واحدة هي انتهاك خصوصية المستخدم, تبييض الاموال وسرقة الحسابات والمواقع كل هذا قد يقوم به شخص واحد أو مجموعة اشخاص محترفين كتشفير السيرفرات لمنع كشفها من الحمايات.

أن عمليات القرصنة الإلكترونية، وما تسببه من خلافات حكومية وسياسية قد تترك آثارا خطيرة يمكنها أن تنعكس على حريات الافراد والشعوب فثمة تقارير تفيد بأن هناك سوقا سوداء عالمية تقدر بمليارات الدولارات تقوم على مفهوم القرصنة، الذي تطور وتعقد خلال السنوات الأخيرة، ويرى بعض الخبراء في الشان المعلوماتي أن  قراصنة المعلوماتية يشكلون "قبيلة" من نوع جديد بألقابهم الغريبة وتراتبيتهم الخاصة وقواعدهم وأدبياتهم وهم جماعة افتراضية على نطاق عالمي،  وتنقسم مجموعات قراصنة المعلوماتية، التي من أشهرها "أنونيمس" و"لولزسيك" و"ليزارد سكواد" إلى فئتين هما فئة "القبعات البيضاء" التي تشمل القراصنة الذين يستخدمون مواهبهم بنوايا حسنة، وفئة "القبعات السوداء" التي تضم القراصنة الذين يقومون بسرقة المحتويات وقرصنتها، وباتت جماعة "أنونيمس" بمثابة منصة تكتسي طابعا سياسيا مع أهداف جد واسعة النطاق، من قبيل مكافحة الرقابة والفساد واحترام الحياة الخاصة, وقالت كولمان "كانت انونيمس معروفة سابقا بزرع الفوضى اما الان فباتت مشهورة اكثر بدفاعها عن قضايا" معينة، وتعرف هذه المجموعة بالأقنعة البيضاء التي باتت ترمز إليها وهي مأخوذة من قصة "في فور فانديتا"، ويعمل القراصنة عادة في مجموعات تحمل ألقابا من قبيل "نينجا"، وهم يقومون بأعمال جد متنوعة من إستحداث ألعاب إلى قرصنة حسابات شركة كبيرة للفت الانتباه إلى الثغرات في نظامها المعلوماتي.

في الاونة الاخيرة تم كشف اكبر عملية سرقة بيانات في التاريخ نفذها قراصنة روس إن "مئات الآلاف من المواقع تأثرت بالهجوم.

وتتضمن قائمة المتضررين شركات رائدة في كل الصناعات تقريبا على مستوى العالم، بالإضافة إلى العديد من المواقع الصغيرة والشخصية وأن من مخاطر الهاكر انه ينفذ اكبر عملية سرقة في العالم كما جاء في تقرير الذي  أصدرته شركة أمريكية للأمن الالكتروني على الإنترنت قالت فيه إنها كشفت قيام شبكة اجرامية روسية بجمع نحو 1.2 مليار كلمة مرور وكلمة سر لحسابات على الإنترنت.

وعمد القراصنة في استخدام  أساليب جديدة للاختراق المعلوماتي هي النفاذ للأجهزة الإلكترونية عبر المصباح الكهربائي. لكن الأمر يتعلق، إلى جانب الشركات والمؤسسات وكل مت يعتمد على نظام إدارة معلوماتي، بالأشخاص الذين لديهم هوس تكنولوجي لدرجة أنهم يشبكون أجهزتهم المنزلية بنظام معلوماتي, ووفقا لشركة "ريد هات" فإنّ الثغرة المكتشفة تهمّ أي جهاز يستخدم نظام لينوكس المعتمد في الكثير من التجهيزات والوسائل بدءا من الآلات الحاسبة وانتهاء بالسيارات، لكنه يهم أيضا أجهزة آبل وبعض الأجهزة اللوحية. وبحسب الدراسة التي اجرتها  شركة "كاسبرسكي لاب" ومنظمة "بي 2 بي الدولية"، أن أكثر ما يشغل مستخدمي شبكة الإنترنت في الشرق الأوسط هي "حماية الخصوصية، والهوية الرقمية، والبيانات الشخصية، والمعاملات المالية"، إضافة إلى "حماية الأبناء, حيث  كشفت دراسة حديثة في مجال حماية الأجهزة الإلكترونية من أكدت دراسة من ان هناك أكثر300  ألف "تطبيق خبيث" يحاول اختراق أجهزة الاتصالات الإلكترونية يومياً,والتي يقوم بها قراصنة الكمبيوتر "الهاكرز" ومكافحة الفيروسات.

 على صعيد ذو صلة يرى مختصون في الشأن المعلوماتي بان القرصنة الالكترونية هي عملية غير شرعية وغير اخلاقية يقوم من خلالها بعض المحترفين فى مجال الحاسب الالي لاعداد برامج تمكنهم من الدخول على الاجهزة الخاصة بالمستخدمين افراد وشركات بهدف النقل او الاقتباس او العبث والتخريب، وبحسب بعض التقارير الخاصة فان الخسائر المادية السنوية التي تتسبب بها جرائم القرصنة الالكترونية وصلت إلى أكثر من تريليون دولار سنويا،ً وهو رقم ربما يكون اقل من العدد الحقيقي بسبب إخفاء البعض للكثير من المعلومات ولأسباب مختلفة.

جماعة افتراضية

في سياق متصل شرحت نيكو سيل منظمة "ديف كون" أكبر مؤتمر لقراصنة المعلوماتية ستقام دورته الثالثة والعشرون العام المقبل في لاس فيغاس أن "الناس يظنون أن القراصنة هم أشخاص على هامش المجتمع. وهذا ليس صحيحا بتاتا". بحسب فرانس برس.

وأضافت سيل التي شاركت في تأسيس خدمة تبادل الرسائل المشفرة "ويكر" "فللنجاح في ما يقومون به لا بد من استيعاب طريقة سير المجتمع. فهؤلاء هم نوابغ تكنولوجيا، لكنهم ليسوا مثل الآخرين".

ويتبادل القراصنة خبراتهم ويستعرضون إنجازاتهم في منتديات مثل "ديف كون" أو منصات دردشة من قبيل "4 تشان"، على ما صرحت غابرييلا كولمان المتخصصة في دراسة ظاهرة القرصنة المعلوماتية في جامعة ماكغيل في مونتريال. وأكدت مؤلفة كتاب "هاكر، هوكسر، ويسلبلوور سباي: ذي ماني فايسز أوف أنونيمس" (الأوجه المتعددة لمجموعة أنونيمس) المزمع صدوره في تشرين الثاني/نوفمبر "يمكننا التكلم عن جماعة ... فهم لديهم دراية محددة ... والتكنولوجيا جد معقدة بحيث ينبغي التعويل على مساعدة الآخرين لإنجاز المهام", وفي مجموعات مثل "أنونيمس"، من غير المستحب التبجح بالإنجازات المعلوماتية وتسخيرها لخدمة مصالح شخصية، على حد قول غابرييلا كولمان التي أضافت أن مبادئ هذه الجماعة لا تقضي بالتعريف عن أعضائها على أنهم قراصنة، بل تنطلق من فكرة أن الآخرين يعتبرونهم كذلك.

وتعتمد هذه المجموعات عادة الفكاهة في ممارساتها. وشرحت غابرييلا كولمان أن القراصنة "يحبون الضروب الذكية والدراية. وهذه ممارسات تميزهم وتجمعهم, وتحتقر هذه الاوساط المخبرين. وقد أطلق القيمون على مؤتمر "ديف كون" منذ فترة طويلة لعبة "سبوت ذي فيد" (الكشف عن الشرطي الفدرالي) التي تكافئ هؤلاء الذين يكشفون عن الشرطيين المندسين في هذه التجمعات.

في المقابل هي لا تحتقر العاملين في شركات للأمن المعلوماتي بل العمل غير المنجز بجدية, وتضم "أنونيمس" مثلا أفرادا من جميع الأطياف، لا صلة لبعضهم بالقرصنة المعلوماتية، بل هم ينشرون التغريدات على "تويتر" ويحضرون أشرطة الفيديو وينظمون النشاطات, وقالت الباحثة إنهم "أشخاص مختلفو المسارات والأصول الاجتماعية والإثنية ولا يسعى أي منهم إلى الشهرة".

أكبر عملية سرقة بيانات في التاريخ

يد تكتب على لوحة مفاتيح إلكترونية كما قالت شركة هولد سيكيوريتي الأمريكية حتى الآن, و هذه العملية أكبر عملية قرصنة بيانات عرفت هاجم مجموعة من القراصنة الإلكترونيين الروس، يطلق عليهم سايبر فور، أكثر من 500 مليون حساب بريد إلكتروني، ليستولوا بذلك على 1.2 مليار اسم مستخدم وكلمة سر، وذلك بحسب شركة هولد سيكيوريتي الأمريكية المتخصصة في الكشف عن القرصنة الإلكترونية. بحسب رويترز

ووصفت الشركة عملية الهجوم بأنها "أكبر عملية سرقة بيانات عرفت حتى الآن"، كما قالت إن البيانات التي سرقت أخذت من أكثر من 420 ألف موقع إلكتروني، وتشمل "شركات را كل الصناعات تقريبا على مستوى العالم"، لكنها لم تدل بتفاصيل عن الشركات التي تأثرت بالهجوم.

وفي قالت هولد سيكيوريتي في تقريرها إن الهجوم "لم يستهدف الشركات الكبيرة، بل استهدف كل موقع زاره الضحايا"، وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أول من نشر تحقيق عن تبعات عملية القرصنة. وقالت إن "خبير أمن إلكتروني غير تابع لشركة هولد سيكيوريتي حلل قاعدة البيانات المسروقة وقال إنها حقيقية".

كما ورد في التحقيق الذي نشرته الصحيفة إن خبير آخر في الجريمة الإلكترونية "راجع البيانات لكن لم يسمح له بالحديث عنها علانية. وقال إن شركات كبرى على علم بأن بياناتهم كانت ضمن البيانات المسروقة"، وأضافت الصحيفة أن الشركة "لن تعلن عن الضحايا، بموجب اتفاقيات عدم الإفشاء والإعلان عن مواقع الشركات التي تضررت، والتي قد لا تزال معرضة للخطر".

وقالت الشركة، التي حققت من قبل في عمليات قرصنة على موقعي أدوبي وتارغت، إنها تحتاج إلى أكثر من سبعة أشهر من البحث لاكتشاف مدى خطورة عملية القرصنة الأخيرة.

وحصل القراصنة أيضا على البيانات من شبكات بوت نت، وهي مجموعة من الحواسب المصابة ببرامج اختراق عن طريق الإنترنت، وتستخدم للاحتيال الإلكتروني، وقالت شركة هولد سيكيوريتي إن شبكات بوت نت ساعدت القراصنة على تحديد أكثر من 400 ألف موقع إلكتروني معرضين للهجمات.

وأضافت "على حد علمنا، فإن القراصنة ركزوا بشكل كبير على سرقة بيانات الدخول لجمع أكبر قدر من البيانات المسروقة، لتصل إلى 1.2 مليار من عناوين البريد الإلكتروني وكلمات السر"

سرقة 1.2 مليار حساب على الإنترنت

أعلنت شركة هولد سكيورتي اوف ميلووكي بولاية ويسكونسن في وقت سابق هذا الشهر عن اكتشافها سرقة البيانات التي تم جمعها على مدى عدة أعوام من حوالي 420 ألف موقع على الإنترنت وخوادم أخرى.

وقال جوش كامبل المتحدث باسم مكتب التحقيقات يوم الثلاثاء في رسالة بالبريد الالكتروني "يجري اف.بي.آي تحقيقا في الواقعة التي ابلغ عنها مؤخرا والتي تتضمن احتمال سرقة عدد كبير من اسماء المستخدمين وكلمات السر .. وسنعلن عن مزيد من المعلومات مع اتضاح طبيعة ونطاق الواقعة"، وقالت شركة هولد سكيورتي في الخامس من أغسطس اب إنها حصلت على البيانات من عصابة اجرامية تعرف باسم "سايبر فور" تنشط في مجال سرقة الحسابات الالكترونية على الإنترنت.

مؤتمر متسللي الكمبيوتر

قال مكافي في المؤتمر الذي ظهر به بأنة قد فر من دولة بيليز في أمريكا الوسطى في 2012 بعدما كانت الشرطة تسعى لاستجوابه في اغتيال جار - في مؤتمر ديف كون Def Con أكبر مؤتمر في العالم لمتسللي الكمبيوتر إنه أنشأ الموقع للأشخاص العاديين لتقديم شكاوى عن أي شيء بدءا من فساد الحكومة إلى البضائع الاستهلاكية السيئة.

ووضع الموقع الذي أطلق عليه براونليست BrownList (www.brownlist.com/) شعار "إنه وقت الاسترداد".

ويقدم براونليست منتدى للأشخاص لتقديم شكايا محددة ويمكن للمستخدمين اقتراح حلول للمشاكل. كما يمكن لأعضاء الموقع التصويت على اقتراحات لتقرير أي الحلول قد تكون الأفضل. بحسب رويترز.

وقال مكافي لرويترز إنه يعتزم جني أرباح من خلال تقديم خدمات اشتراك للمشاريع لكن لم يدل بمزيد من التفاصيل, وأسس رجل الأعمال البريطاني-الأمريكي في 1987 شركة مكافي الرائدة في برامج مكافحة فيروسات الكمبيوتر والتي بيعت فيما بعد إلى شركة انتل في 2010.

نظام البريد إلكتروني لا يمكن اختراقه

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال إن شركة ياهو قالت إنها ستتعاون مع شركة جوجل في إنشاء نظام بريد إلكتروني آمن بحلول العام المقبل قد يجعل من المستحيل تقريبا على المتسللين أو المسؤولين الحكوميين قراءة رسائل مستخدمين, بحسب رويترز

وتحركت جوجل ومايكروسوفت وفيسبوك لتشفير حركة المرور الداخلية بعدما كشف سنودن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تسللت إلى شبكاتهم في الخارج. وقامت الشركات أيضا بتعديلات صغيرة تجعل عملية الاختراق أكثر صعوبة.

وقالت صحيفة وول ستريت إن ياهو غيرت نظام عمل بريدها الإلكتروني بحيث يمكن للمستخدمين كتابة رسائل في نافذة منفصلة مما يمنع ياهو نفسها من قراءة الرسائل عند كتابتها.

قالت سوني إن متسللين تسببوا في توقف شبكة بلاي ستيشن دون أن يخترقوا البيانات الشخصية لمستخدميها البالغ عددهم 53 مليون شخص بينما يحقق مكتب التحقيقات الاتحادي في تهديد بوجود قنبلة على متن طائرة كانت تقل مسؤول تنفيذي كبير بالشركة في الولايات المتحدة, بحسب رويترز

وقال منفذو هجوم بلاي ستيشن إنهم استهدفوا أيضا خادمات بليزرد انترتنمنت الشركة المطورة للعبة ورلد أوف ووركرافت التي انقطع الاتصال بموقعها وهددوا بمهاجمة شبكة اكس.بوكس لايف لشركة مايكروسوفت التي عانت من مشاكل هي الأخرى.

وقالت سوني يوم الاثنين إنها مازالت تحاول إعادة الاتصال بشبكة الألعاب بعد الهجوم الذي وقع أمس الأحد, وقال ساتوشي ناكاجيما المتحدث باسم سوني كمبيوتر انترتنيمنت في طوكيو "نحاول إعادة تشغيل الشبكة بأسرع ما يمكن والتوصل إلى سبب المشكلة لكن لا أعرف كم سيستغرق ذلك."، وقال المتسللون المجهولون في حساب لهم على موقع تويتر (@LizardSquad) إن الهجوم يهدف إلى الضغط على شركة التكنولوجيا اليابانية العملاقة كي تنفق جانبا أكبر من أرباحها على الأمن.

وقالت إحدى التدوينات "سوني إحدى الشركات الكبيرة ومع ذلك لا ينفقون الأموال الطائلة التي يربحونها على خدمة العملاء. كفى جشعا"، وقالت سوني إن الهجوم الذي أغرق النظام بطلبات الاتصال لم يصل إلى المعلومات الشخصية لمستخدمي بلاي ستيشن.

ولم يتسن على الفور الاتصال ببليزرد انترتنمنت للحصول على تعقيب لكن حساب خدمة العملاء التابع لها على تويتر قال إن الخادمات تعود إلى العمل، وكتبت مايكروسوفت في مدونتها بخصوص اكس.بوكس إن بعض المستخدمين واجهوا مشاكل في الاتصال بأجزاء من الشبكة في حين تحدث مستخدمون عن مشاكل في الدخول على حساباتهم.

وكتبت مجموعة المتسللين ذاتها على تويتر إنهم سمعوا بوجود متفجرات على متن طائرة تقل جون سميدلي رئيس سوني أونلاين انترتنمنت. وقد تكون تلك إشارة إلى تدوينة أخرى على تويتر من منتدي لهواة الألعاب الإلكترونية يقول لشركة الطيران "سأبعث بقنبلة على متن طائرتكم فاستعدوا لي غدا." وقالت متحدثة باسم بلاي ستيشن في الولايات المتحدة إن مكتب التحقيقات الاتحادي يحقق في تحويل مسار الطائرة التي كانت متجهة إلى سان دييجو قادمة من دالاس.

ولم يعلق مكتب التحقيقات على الأمر لكن أمريكان إيرلاينز قالت في حسابها على تويتر إنها "تعلم بوجود تهديدات" عبر موقع التدوينات القصيرة وإنها أخطرت الأمن.

وتعرضت شبكة سوني لهجمات من قبل وأثر اختراق أمني في 2011 على خططها في ذلك الحين لإقامة شبكة أكثر مرونة كانت مصممة للربط بين نطاق واسع من أجهزة سوني، ومنذ ذلك الحين استثمرت الشركة بكثافة في النظام وتأمل الآن في أن تصبح الشبكة حجر الزاوية لخططها لإعادة بناء أعمالها بعد سنوات من الخسائر في أنشطتها الرئيسية بمجال الإلكترونيات.

معلوماتك الشخصية تسرق عبر المصباح الكهربائي

اعتبرت الشركة التهديد الذي تمثله الثغرة الجديدة "كارثيا", ووفقا لخبير أمن المعلومات روبرت غراهام فإنّ المشكلة تنبع من خلل في برنامج ترجمة الأوامر التي يصدرها الشخص لنظام تشغيل الأجهزة، بما فيها أوامر "فتح" و"إغلاق" الأجهزة مثل الثلاجات وحتى مصابيح الإنارة, وعادة فإنّ كل جهاز يتواصل عبر مثل هذا النظام يبحث عن معلومات إضافية مثل محرك الانترنت أو نوع الجهاز المستخدم، وهنا يقع المشكل بالضبط حيث أنه إذا قرر قرصان تمرير رمز "سيء" مع المعلومات الإضافية فإنه يمكنه التسلل لضمانات ومفاتيح سلامة الجهاز. ولذلك فإنّ مجرد مقبص مصباح كهربائي يمكنه أن يكون منطلقا لتداعيات كارثية. بحسب السي آن آن." 

وقال غراهام إنّ المشكلة ربما تكون "فرضت علينا لأن هناك أجهزة تعاملنا معها لعقود قبل أن تقتحم حياتنا ما نطلق عليه انترنت الأشياء ومن دون أن نوائم تلك الأجهزة مع مقتضيات المستقبل."

315 ألف تطبيق خبيث

أن "قرابة 315 ألف نموذج جديد من البرمجيات الخبيثة تظهر كل يوم"، مشيرةً إلى أن "الهاكرز" لم يعودوا يركزون على نظام التشغيل "ويندوز"، حيث شهدت الهجمات التي تتعرض لها أجهزة "ماك" وأنظمة الأجهزة المحمولة، ارتفاعاً مطرداً مؤخراً ، إلى أنه "لم يعد بإمكان مستخدمي أجهزة أبل الجزم بأن نظام التشغيل لأجهزتهم آمن بالكامل"، وأكدت أن أعداد "البرمجيات الخبيثة"، التي تستهدف أنظمة المحمول الأكثر رواجاً، تواصل النمو بشكل سريع.

كما اعتبرت الدراسة أن "المواقع التصيدية"، وهي الصفحات الزائفة المصممة لسرقة البيانات الشخصية على شبكة الإنترنت، أصبحت "تهديداً إلكترونياً شاملاً، يشكل خطراً على جميع المستخدمين، بغض النظر عن نوع الجهاز، ونظام التشغيل الذي يعمل به."

وقال الباحث الأمني بالشبكات الإلكترونية، محمد أمين حسبيني، ، أنه تم مؤخراً رصد وتسجيل أكثر من 137 ألف "صفحة تصيدية"، تدفع مستخدمي الإنترنت إلى تسليم بياناتهم الشخصية والمالية إلى "المجرمين الإلكترونيين"، بحسب وصفه.

تطبيق سنابتشات

نشر قراصنة معلوماتية مجموعة كبيرة من الصور وأشرطة الفيديو المتبادلة عبر تطبيق "سنابتشات" الذي من المفترض أن تمحى فيه المحتويات بعد برهة قصيرة, وبدأ القراصنة الخميس بنشر نسخ من رسائل (صور وأشرطة فيديو) مأخوذة من تطبيقات الطرف الثالث ل "سنابتشات". بحسب فرانس برس

ونصف مستخدمي "سنابتشات" هم دون السابعة عشرة من العمر، ما يثير مخاوف من نشر صور ذات طابع إباحي قد تصبح على صلة بعمليات تحرش بأطفال, وأكدت مجموعة "سنابتشات" التي تتخذ في كاليفورنيا (غرب الولايات المتحدة) مقرا لها أن خواديمها لم تتعرض للقرصنة. فمستخدمو التطبيقات قد وقعوا ضحية تطبيقات خارجية تسمح بإرسال محتويات "سنابتشات" المعروفة ب "سنابس" وبتلقيها.

وقد تمكن القراصنة من الحصول على هذه المجموعة الكبيرة من الصور وأشرطة الفيديو المجمعة طوال سنوات بفضل تطبيق للأجهزة المحمولة، وفق ما كشف موقع "بيزنيس إنسايدر".

وأفاد الموقع بأن هذه الرسائل قد حملت على منصة "4 تشان" وأصبح من الممكن الاطلاع عليها، وتطبيق "سنابتشات" الذي ابتكرته مجموعة من طلاب جامعة ستانفورد يلقى رواجا كبيرا في أوساط المراهقين منذ إطلاقه في أيلول/سبتمبر 2011. وتمحى الرسائل فيه بعد الاطلاع عليها.

الحصول على صورك الشخصية من "سناب شات"؟

يتداول رواد ومستخدمو الإنترنت منذ عدة أيام، وتحديدا 9 أكتوبر/تشرين الأول، أكثر من 13 "غيغابايت" من الصور والفيديوهات المقرصنة من على تطبيق "سناب شات" الخاص بتبادل الصور والفيديوهات. وهويطرح تساؤلات مشروعة عن التطبيق الذي طرح نفسه لمستخدميه على أنه ضد سياسة تخزين الصور، وأن ما يتم تبادله يتسم "بقصر العمر" على الشبكة!!

منذ التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري تتداول مواقع مشاركة الملفات والمنتديات ومنصات التورنت ما يبلغ مجموعه 90 ألف صورة و 9 آلاف فيديو مقرصنة من على تطبيق "سناب شات"، عشرة بالمئة منها على الأقل صور شخصية حميمية وجنسية. ووعد القراصنة بنشر المزيد منها تتضمن أيضا معلومات عن أصحابها. المدهش في الأمر أن هذا التطبيق طرح نفسه لمستخدميه بوصفه الحل الأكيد لعدم قرصنة الصور لأن سياسته تعتمد على محوها بعد عرضها ونقلها بعدة ثوان.

وكانت الشركة صاحبة التطبيق قد نفت في وقت لاحق تعرضها للاختراق، وألقت باللوم على المستخدمين الذين وقعوا ضحية تطبيقات خارجية تقوم بحفظ الصور والفيديوهات. فما هو هذا التطبيق وكيف حصل القراصنة على هذه الصور؟

سناب شات تطبيق منتشر على الهواتف الذكية (آيفون وأندرويد) وشهرته مبنية على خاصية التبادل "قصير العمر" للصور والفيديوهات بمعنى أن ما يتم تبادله لا يبقى له أثر في أي مكان بعد عرضه لأنه بكل بساطة لا يخزن في أي مكان، لا على الهاتف ولا على الشبكة ولا في أي خادم من الخوادم على حد زعم الشركة.

وعند إطلاقه كان أحد أهم الأسباب التي ارتكزت عليها الشركة في تسويق التطبيق أنه مناسب تماما لما يسمى "سيكستينغ" (sexting) أي تبادل الصور ذات المحتوى الجنسي بكل أمان.

ويبلغ عدد مستخدمي التطبيق 100 مليون شخص يتداولون 700 مليون صورة وفيديو ورسالة قصيرة يوميا كما أن 70 بالمئة من هؤلاء المستخدمين من الجنس اللطيف. وقيمة التطبيق السوقية وصلت إلى 10 مليارات دولار.

نعم فهي صور شخصية مسروقة. وتعتبر قوانين معظم الدول أن نشر أي صور وخاصة الجنسية منها دون رضاء وموافقة أصحابها أو من يظهرون على الصورة جنحة. وهناك مشاريع لقوانين في عدد من الولايات الأمريكية والمملكة المتحدة لتشديد عقوبات نشر الصور الجنسية التي تهدف للتشهير والإساءة والانتقام.

الأمر الآخر الذي قد يعقد الأمور للقراصنة أن عددا كبيرا من الصور هو لمراهقين وأطفال وهو ما يدخل قانونا في إطار عقوبات الاستغلال الجنسي للأطفال.

هناك افتراضان يتعلقان بهذا الأمر، الأول: يلقي باللائمة على موقع تبادل الصور "فورتشان" وهو نفس الموقع الذي نشر أيضا صور المشاهير المقرصنة من حسابات "آبل" (iCloud). بيد أن معظم مستخدمي هذا الموقع ذكروا في طي تعليقاتهم اسم تطبيق آخر "سناب سيف" (SnapSave) المستخدم على هواتف أندرويد والذي يقوم بتخزين نسخ من الرسائل المتداولة على "سناب شات" دون إعلام الطرف الآخر من الرسالة. وهي نفس العملية التي يقوم بها "سناب شات" غير أن الفرق بينهما يتمثل في أن الأخير يعلم الطرف الآخر بأن نسخة من الرسالة قد تم حفظها.

الثاني: يتهم صراحة موقعا لم يظهر على الشبكة العنكبوتية إلا بضعة أشهر العام 2013. وهو موقع يستخدم نفس منهج (snapsave) في حفظ المراسلات والصور على "سناب شات" ثم عرضها بعد ذلك في ألبومات خاصة بالمستخدمين. وكان شعار هذا الموقع "لا أحد سيعرف أنك حفظت الرسالة ولا حتى سناب شات".

ملايين من مستخدمي "سناب شات" (4,6 ملايين حساب) وقعوا ضحية هذه القرصنة، فإن كنت أحد مستخدمي هذه الخدمة فربما ستكون صورك ضمن ما تم قرصنته. لكن ما لوحظ هو أن أغلبية الضحايا هم من السويديين والنرويجيين والأمريكيين. لكن من الصعوبة بمكان معرفة ما إذا كنت أحد الضحايا لأنك ستكون مضطرا لتصفح كافة المحتويات المقرصنة للتوصل إلى إجابة عن هذا السؤال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/تشرين الأول/2014 - 28/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م