آبل.. تفاحة تكنولوجية في سلة تنافسية

 

شبكة النبأ: لا تزال شركة "ابل" إحدى أهم العلامات التجارية وأكثرها قيمة في العالم، وعلى الرغم من كل التحديات والمشاكل تواصل نشاطها المميز وحربها المتواصلة في مجال التكنولوجيا المتطورة، من اجل فرض هيمنتها على الأسواق العالمي وتحقيق خططها واهدافها كما يقول بعض الخبراء في هذا المجال، والذين اكدوا على ان ابل وبسبب نجاحها المتواصل قد واجهت العديد من التحديات المهمة من قبل الشركات المنافسة التي سعت الى اعتماد حرب جديدة ومختلفة بهدف الإضرار بهذه الشركة التي استطاعت أن تكتسب سمعة فريدة ومميزة بسبب فلسفتها الخاصة وانتشارها الواسع ومبيعاتها الكبيرة.

من جانب أخر يرى بعض الخبراء ان شركة ابل لا تزال تحتاج الى خطط ومشاريع جديدة فيما يخص عملها ومنتجاتها، خصوصا وانها قد أحست بهذا الفرق بعد طرح بعض منتجاتها الجديدة التي لاحقت إعجاب الكثير من المستهلكين في الكثير من الدول، وقد واحتلت الشركة عملاقة صناعة الهواتف المحمولة "آبل" للعام التالي على التوالي مركز صدارة العلامات التجارية، وفقا لتصنيفات جديدة من شركة تقييم العلامة التجارية "انتربراند".

وانتربراند هي شركة استشارات متخصصة في تقييم وتحليل العلامات التجارية، وتمتلك أكثر من 40 مكتبا في 27 بلدا. وهذا ويتم التقييم على أساس تحليل الأداء المالي لكل علامة تجارية، ودور العلامة التجارية نفسها في التأثير على قرارات المشتري، ومدى أهمية هذه العلامة التجارية في تمكين شركتها من كسب المال، أو تحديد أسعار متميزة لمنتجاتها، دون القلق من منافسة الآخرين. ومع ازدياد اعتماد الأفراد على التكنولوجيا فمن المتوقع أن تشهد السنوات القليلة المقبلة، حرباً شرسة بينهما في أسواق الهواتف الذكية، وسيمتد الصراع والتنافس لحرب شرسة بين الشركات العمالقة حول الملكية الفكرية للخدمات والاختراعات، باتت ابل من أكبر شركات التكنولوجيا العالمية.

وفي ظل هذه الحرب والصراع يبقى السؤال كيف سوف ستكون الاجهزة في السنوات القليلة القادمة، وهذا يثير الفضول لدى بعض المستخدمين للمعرفة ماذا سوف يحدث في المستقبل القريب.

وفي هذا الشأن قالت شركة أبل إن هاتفي آي فون 6 وآي فون 6 بلس سيطرحان بالاسواق في أكثر من 115 دولة من بينها دول في منطقة الشرق الأوسط بحلول نهاية العام الحالي. وأضافت أن الهاتفين وهما أحدث اصدارات الشركة من هاتفها الشهير آي فون سيصلان إلى 36 دولة ومنطقة أخرى في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وافريقيا بحلول نهاية هذا الشهر. وسيصل الهاتفان إلى الصين أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم والهند يوم 17 أكتوبر تشرين الأول.

وذكرت الشركة أن من بين الدول الأخرى التي سيصل إليها الهاتفان إسرائيل وجمهورية التشيك وجرينلاند وبولندا وجنوب افريقيا والبحرين والكويت وذلك في أسرع انتشار لهواتف آي فون. وهاتف آي فون 6 سيتاح في الصين بعدما دفعت اجراءات فحص صارمة أبل إلى طمأنة الحكومة الصينية بأن هواتفها الذكية لا تتضمن "أبوابا خلفية" أمنية تمكن الوكالات الأمريكية من الإطلاع على بيانات المستخدمين.

حقبة الماضي

من جانب اخر فقد كتب معلقون أن شركة آبل أدركت أخيرا أن الأكبر هو الأفضل وأعطت مستخدمي آي فون منتجا ربما لا يقدم الكثير من الابداع لكن به تحسينات كبيرة. ويقول معظم المعلقين أن (آي فون 6) iPhone 6 هو أفضل هاتف ذكي متوفر أو حتى "صنع من قبل" بينما وصف (آي فون 6 بلس) iPhone 6 Plus البالغ مساحة شاشته 5.5 بوصة بأنه "وسيط" بين الهاتف المعتاد والحاسب اللوحي من شأنه أن ينافس سلسة هواتف اندرويد الكبيرة (005930 كيه.إس.جالاكسي) التي تنتجها شركة سامسونج.

وكتب والت موسبرج عن هاتف (آي فون 6) الذي تبلغ شاشته 4.7 بوصة على مدونته التقنية "أعتقد أنه هاتف رائع. فمن وجهة نظري هو أفضل هاتف ذكي في السوق وذلك عندما تجمع بين مكوناته ونظام التشغيل الجديد بالكامل والنظام البيئي لآبل الذي افتتح ابوابه." وقال جيفري فاولر الذي يكتب عرضا عن الهواتف لصحيفة وول ستريت جورنال "آبل نجحت في معالجة مسألة نقص الحجم".

وقال موسبرج إن الزيادة في حجم الشاشة هي "للحاق بالركب" لكن هذه الميزة اعتبرت من قبل فاولر تغييرا مرحبا به وقال إن هاتف (آي فون) "شعر بأنه عالق في حقبة ماضية هي 2012" قبل اطلاق هواتف أكبر. وعبرت مولي وود المعلقة بصحيفة نيويورك تايمز عن التقدير "للشكل الأرق والأكثر انبساطا واستدارة" لكل من الهاتفين الجديدين. بحسب رويترز.

ولاقت التحسينات التي أدخلت على نظام التشغيل - برمجيات آي.أو.إس8 وكذلك تلك التي أدخلت على الكاميرا استحسانا من قبل مختلف المعلقين. ومع ذلك يرى كثيريون أنه كان على آبل عمل المزيد لتحسين عمر بطارية تلك الهواتف. وقالت جوشوا توبولسكي التي راجعت هذه الهواتف لصالح بلومبرج إنها أسرع من سابقيها. وكتبت "آبل ستقول لكم إن هذه أسرع هواتف خلوية صنعتها حتى الان وهذا لن يكون كذبا. فهذه الهواتف صيحة."

ضوء اخضر

في السياق ذاته حصلت "آبل" على الضوء الأخضر من السلطات الصينية لطرح هاتف "آي فون 6" في السوق الصينية التي تعد من أكبر أسواق المجموعة الأميركية. وكشفت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات على موقعها الإلكتروني أنها أصدرت ترخيصا لهواتف "آي فون 6"، يمهد الطريق لطرحه في الأسواق.

وكانت أحدث هواتف المجموعة الأميركية قد طرحت في ستة بلدان و أقاليم، من بينها هونغ كونغ التي تحظى باستقلالية كبيرة عن الصين. لكن لم يحدد أي موعد لإطلاق هذه الهواتف في بر الصين الرئيسي. وأكدت الوزارة أنها أخضعت الجهاز "لتجارب أمنية صارمة"، لمعرفة خصوصا "إذا كان من الممكن تسريب بيانات المستخدمين الشخصية". وتناقشت مع "آبل" في هذا الخصوص. وجاء في بيان الوزارة أن "آبل" تعهدت أن أمورا من هذه القبيل "لن تحدث يوما".

وكان تقرير أجرته محطة "سي سي تي في" المركزية قد كشف في تموز/يوليو أن هواتف "آي فون" تشكل تهديدا للأمن القومي في الصين نظرا لإمكانية تحديد المواقع الجغرافية للمستخدمين. وتعد المنطقة الصينية (أي بر الصين الرئيسي وماكاو وهونغ كونغ وتايوان) ثاني أكبر سوق ل "آبل" بعد الولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.

ويتوقع الخبراء أن يلقى هاتف "آي فون 6" إقبالا شديدا في الصين حيث يحبذ المستخدمون الهواتف الذكية المزودة بشاشات كبيرة. وقد هربت نسخ منه من هونغ كونغ وبيعت بأسعار خيالية في السوق السوداء. وكانت المجموعة الأميركية قد أعلنت أنها باعت أكثر من عشرة ملايين وحدة من هواتف"آي فون 6" في العالم خلال الأيام الثلاثة الأولى التي تلت طرحه في الأسواق.

نماذج جديدة

على صعيد متصل وجهت "آبل" دعوات لوسائل الإعلام لحضور حدث من المزمع تنظيمه في مقرها في كوبيرتينو (كاليفورنيا) لعرض نموذجين جديدين من جهاز "آي باد" اللوحي. وتتوقع وسائل الإعلام المتخصصة نماذج أكثر رفعا مزودة بقارئ للبصمات، كما هي الحال في هواتف "آي فون" التي أطلقت العام الماضي. وقد تتماشى أيضا هذه الأجهزة مع نظام الدفع الجديد "آبل باي".

وكان إطلاق النموذج الأخير من جهاز "آي باد" في ربيع العام 2010 قد أنعش السوق العالمية للأجهزة اللوحية التي لا تزال "آبل" تحتل فيها مرتبة الصدارة. لكن المجموعة المرموز إليها بتفاحة تواجه منافسة محتدمة من مصنعي الأجهزة الأصغر والأرخص كلفة العاملة بنظام تشغيل "أندرويد" من "غوغل". وقد تراجعت حصتها في السوق إلى 26,9 % في الربع الثاني من العام، في مقابل 33 % قبل سنة، بحسب بيانات مجموعة "آي دي سي". بحسب فرانس برس.

وقد أطلقت "آبل" منذ فترة وجيزة نموذجين جديدين من هواتف "آي فون" باعت منها أكثر من 10 ملايين نسخة في خلال الأيام الثلاثة التي تلت طرحها في الأسواق في نهاية أيلول/سبتمبر. واعلنت المجموعة الأميركية عن عزمها تسويق ساعة موصولة "آبل واتش" في بداية العام المقبل.

انظمة آبل

الى جانب ذلك ستتضمن الهواتف الجديدة من شركة آبل نظاما لردع السرقة يتيح للمستخدمين اغلاق اجهزتهم ومحو ما فيها من بيانات إذا سرقت منهم وذلك في انتصار للهيئات التنظيمية التي ضغطت طويلا على صناعة الاتصالات لاتخاذ المزيد من الاجراءات لوضع حد للسرقات. وستكون الاداة المعروفة باسم "زر القتل" موجودة بصورة اساسية في اجهزة آبل الجديدة آي فون6 وآي فون6 بلاس ويمكن تركيبه في الطرز السابقة من اجهزة آي فون حسب اعلان من مكتب المدعي العام لنيويورك اريك شنايدرمان.

وضغط شنايدرمان والمدعي الجزئي لنيويورك جورج اسكون لاقناع الشركات المصنعة لاجهزة الاتصالات لجعل "زر القتل" خاصية اساسية في اجهزتهم. وقال جاسكون "هذه خطوة ستغير قواعد اللعبة... هذا تطور كبير سيغير التصرف في الشارع وسيحد في نهاية الامر من ذلك الوباء العنيف." ويمثل الاعلان اول مرة يكون فيها "زر القتل" موجودا كخيار اساسي في جهاز آي فون. وقال مكتب شنايدرمان إنه في عام 2012 وقع 1.6 مليون امريكي ضحايا لسرقة هواتفهم المحمولة.

على صعيد متصل أعلنت "آبل" أنها حدثت بعض النسخ من نظام تشغيل حواسيبها "ماك أو اس اكس" لسد ثغرة أمنية رصدتها السلطات الأميركية. وكشفت المجموعة الأميركية أن هذا التحديث يطال أنظمة "أو اس اكس لايين" و"ماوتن لايين" و"أو اس اكس مافيريكس". وكانت وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة قد حذرت في وقت سابق من ثغرة رصدتها في نظام تشغيل "ماك أو اس اكس" ونظام "لينكس جي ان يو". وتطال هذه الثغرة البرمجية الحرة المعروفة ب "بورن أغين شيل" (باش).

وكان الناطق باسم "آبل" قد صرح أن "غالبية مستخدمي ماكينتوش أو اس اكس غير معرضين لثغرة باش". وأضاف أن "الأنظمة آمنة أصلا مع أو اس اكس وهي ليست معرضة" لعملية قرصنة، إلا في حال أعاد المستخدمون برمجة خدمات "لينكس". وكانت السلطات الأميركية قد كشفت أن ملايين الحواسيب قد تكون معرضة لهذه الثغرة. وقال بول هنري هاكل أحد المسؤولين في مجموعة "ليكسي" المتخصصة في شؤون المعلوماتية "نعتبر أنها على الأرجح أكثر خطورة من ثغرة هارتبليد لأن باش موجودة أصلا" في كل الحواسيب العاملة بالنظامين.

من جهة أخرى سحبت شركة آبل تحديثا لنظامها الجديد للتشغيل وقدمت دليلا ارشاديا للرجوع الى نظام التشغيل "آي او اس 8" بعد أن شكا الكثير من مستخدمي "آيفون 6" iPhone 6 و"آيفون 6 بلس" 6 Plus  من مشاكل في خدمات شبكات الهاتف وعدم القدرة على استخدام قارىء بصمات الأصابع بعد التحديث. كما قالت الشركة إنها ستطرح نسخة محدثة من نظام التشغيل في الايام القليلة المقبلة لضبط هذه المسألة. بحسب رويترز.

وواجه الهاتفان الجديدان اللذان سجلا مبيعات قياسية بالفعل انتقادات بشأن المرونة وهو ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت. كما شكا بعض المستخدمين من بطء خدمة الانترنت اللاسلكي وانخفاض عمر البطارية بعد التحديث على تويتر ومنتديات آبل كما اوردت مجلة تايم في وقت سابق. واصدرت آبل التي دليلا ارشاديا للمستخدمين لاعادة تثبيت "آي أو اس 8" iOS 8 من خلال أحدث نسخة من تطبيق آي تيونز. وقالت ابل إنها باعت بالفعل 10 ملايين جهاز من هواتف آي فون 6 وآي فون 6 بلس.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 18/تشرين الأول/2014 - 23/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م