الحشد الشعبي الى أين

هادي جلو مرعي

 

تقول مذيعة الأخبار في إذاعة محلية إنها تتلقى يوميا عشرات الرسائل التي يشتكي فيها مواطنون شبان من عدم وجود رواتب شهرية لهم رغم مضي أسابيع طويلة على تلبيتهم لنداء القيادة الدينية العليا في البلاد لمواجهة تقدم تنظيم الدولة الإسلامية داعش، ويرى أحد المسؤولين في التحالف الوطني الحاكم عن الفوضى هي سيدة الموقف حيث لايوجد تنسيق بين القيادات الأمنية والسياسية، بينما يعمل قياديون وفق نظرية الإجتهاد الآني لتلبية المتطلبات، بينما تشكو أسر فقدت أبناءها الذين قتلوا في المعارك من عدم وجود حقوق لهم أسوة بمن يقتل في مهمات عسكرية، حيث لايوجد لهم ذكر في السجلات الرسمية لوزارتي الداخلية والدفاع، وهم جزء من الحشد الشعبي غير الرسمي.

لايوجد مايؤكد سلوكا منضبطا في إدارة ملف الحشد الشعبي، فليس من تمويل مالي منظم، ولاتوجد إدارة فاعلة، ويغيب التنسيق بالفعل، بينما يتوفر  الفساد بما يبعث الشك في حقيقة مايجري من أحداث خاصة وإن تنظيم داعش يمتلك قدرات هائلة مالية وإدارية ومقاتلين شرسين ومدربين بأسلحة فتاكة وثقيلة، بل ولديهم جهد إستخباراتي عال وحواضن في مناطق مختلفة، ويبدو الدعم الكبير الذي يتلقاه المقاتلون عاملا مؤثرا في تقويتهم فهم يرتبطون بعلاقات وثيقة مع منظمات عنيفة في مختلف البلدان العربية والإسلامية، ومنها من أعلن الولاية لداعش عليها كشباب الإسلام في درنة الليبية على البحر الأبيض المتوسط ، ويمكن أن تعلن كإمارة خلال أيام قليلة، والواضح عن دولا كتركيا تواطئت بشكل حثيث مع المسلحين من خلال تدريبهم، والسماح لهم بالمرور عبر أراضيها، وتوفير السلاح لهم، وتسهيل نقل الأموال، وإيواء الجرحى وعلاجهم في مستشفياتها.

يحتاج مقاتلو الحشد الشعبي الى إسناد حقيقي من الجيش العراقي، بالمقابل فإن هذا الجيش يشكو من نقص العتاد والتمويل والدعم اللوجستي، وكانت وكالات أنباء نقلت قيام طائرات أمريكية بإلقاء أسلحة وذخائر وقنان مياه الى الجنود قرب مصفى بيجي. لابد من وجود جهد شعبي ورسمي ومن الحكومة خاصة للجيش اولا وللقوات الشعبية التي تقاتل الى جانبه، ومن غير ذلك التنسيق فإن مصاعب جمة في الطريق للأسف..

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16/تشرين الأول/2014 - 21/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م