في المكسيك.. حرب المخدارت تغذي الفساد وتضعف القانون

 

شبكة النبأ: لا تزال المكسيك وعلى الرغم من الجهود المهمة التي تبذلها السلطات الحكومية لمكافحة الجريمة وكما يقول بعض المراقبين، ساحة حرب لمعارك مستمرة بين الأجهزة الأمنية وتجار المخدرات والتي راح ضحيتها وكما تشير بعض التقارير أكثر من 40 ألف شخص ناهيك عن آلاف المختطفين منذ تولي الرئيس الحالي زمام الحكم في البلاد وإعلان حربه المفتوحة على العصابات. ومتوسط نصيب الفرد من مجموع الجرائم وكما تشير بعض المصادر هو 12 لكل 1,000.

وبحسب بعض المراقبين فان الحرب الحالية ربما ستستمر الى فترات أطول، بسبب تفشي الفساد وضعف القانون وهيمنة أعضاء عصابات المافيا على بعض المراكز المهمة في المؤسسات والدوائر الحكومية، وهو ما يعرقل عمل وخطط الحكومة التي تعجز عن محاسبة بعض المسؤولين بسبب تمتعهم بحصانة قانونية. بينما يعتقد أن عصابات المخدرات وراء كثير من جرائم القتل تلك ولكن لم يتم حل سوى عدد قليل جدا من تلك القضايا، في ظل ضعف الجهات الأمنية هناك، وهو ما يهدد امن المكسيك ويفشي الخوف والترويع بين الناس، وخاصة في الشمال منطقة حرب المخدرات.

وفي هذا الشأن تقول الحكومة المكسيكية ان البلاد تستعيد الأمن بعد سنوات من العنف المرتبط بتجارة المخدرات لكن مسحا أجراه المركز الوطني للإحصاءات نشرت نتائجه مؤخرا ان عددا قياسيا من المكسيكيين كانوا ضحايا للجريمة العام الماضي. ووصل الرئيس انريكي بينا نيتو إلي السلطة قبل حوالي عامين بوعود لانهاء عنف عصابات المخدرات الذي قتل حوالي 100 ألف شخص منذ 2007 .

لكن بينما تظهر بيانات الحكومة ان معدل جرائم القتل هبط منذ تولى بينا نيتو منصبه إلا ان جرائم مثل خطف الاشخاص والابتزاز والتي يتعرض لها قطاع اوسع من السكان في ازدياد. وفي رقم قياسي جديد قدر المسح السنوي للمعهد الوطني للإحصاءات ان اكثر من ثلث الاسر المكسيكية سقط منها فرد واحد على الاقل ضحية للجريمة في 2013 وهو أول عام كامل لبينا نيتو في المنصب.

وقال المعهد إن حوالي 60 بالمئة من المكسيكيين يعتقدون ان انعدام الامن هو المشكلة الرئيسية التي تواجه البلاد بينما جاءت البطالة والتضخم في المرتبتين الثانية والثالثة. وقال ادريان فرانكو رئيس قسم احصاءات الأمن العام بالمعهد للصحفيين بعد أن أعلن نتائج المسح "جميع الجرائم تقريبا تزيد من عام الي عام. الارقام تتحدث عن نفسها." بحسب رويترز.

واشار المسح الي ان الغالبية الساحقة من الجرائم في العام الماضي إما انها لم يتم الابلاغ عنها أو لم يتم التحقيق فيها مع قول معظم الناس انهم لم يبلغوا عن الجرائم لعدم ثقتهم في السلطات. وقدر المسح ان الجريمة وانعدام الامن يكلفان المكسيك 213.1 مليار بيسو (15.87 مليار دولار) سنويا أو 1.27 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي للبلاد. وقدر المسح ايضا ان 123470 شخصا سقطوا ضحايا لجرائم الخطف في 2013 إرتفاعا من 94438 شخصا في 2012 . وشمل المسح 95516 اسرة في ارجاء البلاد.

فقدان 43 طالب

الى جانب ذلك سيطرت القوات الفدرالية المكسيكية (جيش ودرك) على مدينة ايغوالا ونزعت سلاح الشرطة البلدية في هذه المدينة الجنوبية التي فقد فيها 43 طالبا بعدما هاجمهم عناصر من الشرطة البلدية ومهربو مخدرات، كما اعلنت السلطات. وتنفيذا لأوامر الرئيس انريكي بيينا نييتو بنشر القوات الفدرالية، انتشر الجيش في المدينة ونزع سلاح الشرطة البلدية تمهيدا لاجراء تحقيق في حادثة اختفاء الطلاب الذين يعتقد انهم قتلوا بعدما عثر على مقابر جماعية فيها جثث يعتقد انها جثثهم.

وقال مفوض الامن مونتي اليخاندرو روبيدو للصحافيين ان "امانة الدفاع الوطني نزعت اسلحة عناصر الشرطة البلدية". واوضح ان هؤلاء العناصر سينقلون الى قاعدة عسكرية في وسط البلاد ريثما يتم الانتهاء من الفحوصات التي ستجرى على اسلحتهم للتحقق مما اذا كانت قد استخدمت في ارتكاب جرائم. واضاف ان جهاز الدرك الجديد الخاص مدعوما من الجيش اصبح مسؤولا عن "مهام حفظ الامن العام" في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 140 الفا.

وفي المجموع اعتقلت السلطات 22 شرطيا، وهم متهمون بالتعاون مع عصابة اجرامية محلية لاسباب لا تزال مجهولة. وبدأت الشكوك المحيطة بمصير 43 طالبا مكسيكيا فقدوا في 29 ايلول/سبتمبر في ايغوالا تتبدد بشكل مأسوي مع اعتراف شخصين يعتقد انهما عضوان في عصابة اجرامية بقتل 17 من الطلاب.

واعلن ايناكي بلانكو مدعي عام ولاية غيريرو ان السلطات انتشلت من المقبرة الجماعية التي اكتشفت خارج مدينة ايغوالا حيث اختفى الطلاب، 28 جثة حتى الان، محذرا في الوقت نفسه من ان الامر سيستغرق اسبوعين على الاقل لتحديد ما اذا كانت هذه الجثث تعود للطلاب المفقودين. والطلاب ال43 الذين فقدوا في 26 ايلول/سبتمبر هم طلاب في مدرسة قريبة من شيلباسينغو عاصمة ولاية غيريرو.

وقد توجهوا في ذلك اليوم مع عشرات آخرين من المدرسة نفسها الى ايغوالا التي تبعد حوالى مئة كيلومتر عن مدرستهم لجمع تبرعات والتظاهر. واستولوا بعد ذلك على ثلاث حافلات للنقل العام للعودة الى مدينتهم. وبعدها اطلق عناصر من الشرطة البلدية ومسلحون لم تعرف هوياتهم النار على تلك الحافلات مما اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، بينما قتل ثلاثة آخرون في حوادث اطلاق نار. ولم تعرف بعدها اية اخبار عن الطلاب الـ43. بحسب فرانس برس.

واكد شهود انهم رأوا عشرات الطلاب يتم اقتيادهم في سيارات الشرطة بعد ذلك الى وجهة غير معروفة. وبحسب المدعي العام فقد اعترف اثنان من الموقوفين بانهما عنصران في عصابة "غيريروس اونيدوس" وانهما "شاركا مباشرة في قتل الطلاب". واضاف ان القاتلين انزلا الطلاب من احدى الحافلات "واقتادا 17 منهم الى اعلى هضبة بويبلو فييخو (تابعة لمنطقة ايغوالا) حيث لديهما حفر سرية وهناك قاما بقتلهم بحسب ما قالا". وقد لاذ مدير الامن العام ورئيس بلدية ايغوالا خوسيه لويس الباركا بالفرار بعد اطلاق النار وهما ملاحقان حاليا امام القضاء.

وتعهد الرئيس المكسيكي إنريك بينينا نييتو بملاحقة المسؤولين عن مجزرة راح ضحيتها عشرات الطلاب في جنوب غرب البلاد. وتقول السلطات إن مسؤولي أمن محليين تورطوا في المجزرة. وقال بينينا نييتو في أول تعليق على الحادث إن الحكومة الاتحادية ستحدد المسؤولين عن المجزرة وتتأكد من أنهم سيواجهون العدالة. وأضاف في بيان أذاعه التلفزيون "نحن بحاجة لمعرفة الحقيقة والتأكد من تطبيق القانون على المسؤولين عن هذه الأفعال المشينة والمؤلمة وغير المقبولة."

قتل مستمر

من جهة أخرى عثرت السلطات المكسيكية على 12 جثة في صندوق شاحنة صغيرة في ولاية سينالوا المضطربة بشمال غرب البلاد حيث يتزايد العنف منذ القبض على زعيم عصابة تجارة المخدرات الشهير جواكيم "شورتي" جوزمان في فبراير شباط. وقال ماركو انتونيو هيجويرا النائب العام لولاية سينالوا إن جميع الضحايا من الرجال وانه لم يتم حتى الان التعرف على هوية أحد منهم. وقال مسؤول بمكتبه ان ثلاثة من القتلى كانوا يرتدون سترات مثل تلك التي يستخدمها رجال الشرطة. لكنه اضاف انه لم يتضح ما اذا كانوا من الشرطة او من افراد العصابة. والضحايا جميعهم قتلوا بطلقات نارية. والحادث هو الاحدث في سلسلة اعمال قتل مماثلة تحمل بصمات عصابات المخدرات.

وجوزمان هو زعيم عصابة سينالولا السيئة السمعة وكان احد ابرز تجار المخدرات المطلوبين في العالم. والقي القبض عليه في فبراير شباط في كولياكان عاصمة الولاية. ووفقا لإحصاءات حكومية قفزت جرائم القتل في سينالوا بنسبة 25 بالمئة. ومنذ تولى الرئيس انريكي بينا نيتو منصبه في ديسمبر كانون الاول 2012 سعى الي تحويل اهتمام الرأي العام من دومة اعمال القتل الي جهوده لاصلاح الاقتصادز لكن العنف استمر وتراجعت جرائم القتل في البلاد بشكل طفيف فقط في الاشهر الاربعة الاولى من 2014 مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

الى جانب ذلك قالت السلطات المكسيكية إنها عثرت على 16 جثة في ولاية تاماوليباس حيث أدت معركة بين عصابات المخدرات إلى موجة حوادث إطلاق نار دامية ومذابح. وأفادت قوة مهام حكومية تشكلت للرد على تزايد أعمال العنف في أرجاء الولاية أنها عثرت على جثث مجهولة الهوية لأربعة رجال وثلاث نساء في شاحنة صغيرة بمدينة تامبيكو الساحلية. وفي حادث منفصل قالت حكومة الولاية إنها عثرت على جثث أخرى -خمسة رجال وأربع نساء- داخل ثلاثة منازل محترقة في بلدية هيدجالو بالقرب من حدود الولاية مع نويفو ليون. بحسب رويترز.

وتخشى المكسيك من أن تكون عصابة جلف تخوض حربا ضد عصابة زيتاس للسيطرة على طرق لتهريب المخدرات والمهاجرين في أنحاء ولاية نويفو لاريدو أكبر معبر حدودي للتجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك. ويوجد في ولاية تاماوليباس احتياطيات هائلة من النفط الصخرى ومنشآت كبيرة للطاقة من بينها أصغر مصفاة للنفط في المكسيك.

القوات الفدرالية

في السياق ذاته نزعت القوات الفدرالية المكسيكية اسلحة الشرطة البلدية في مدينة اباتزينغان في ولاية ميتشواكان (غرب) وسيطرت على هذا المعقل المهم لتجار المخدرات والذي يخضع منذ لحصار من قبل ميليشيات للدفاع الذاتي، كما افاد مصدر امني. واصبح الوسط التاريخي لاباتزيغان (120 الف نسمة) تحت سيطرة اكثر من 200 عنصر من القوات الفدرالية.

واكد قيادي في الشرطة الفدرالية طالبا عدم ذكر اسمه ان رجال الشرطة البلدية في هذه المدينة التي تعتبر معقلا لمافيا "فرسان الهيكل" اخلوا مواقعهم وعادوا الى مقراتهم بعدما تولت القوات الفدرالية "تجريدهم من الاسلحة ومعدات الاتصال". وكانت الحكومة الفدرالية عززت عمليتها الامنية في ولاية ميتشواكان اثر مواجهات بين تجار المخدرات وميليشيات الدفاع الذاتي.

وهذه الميليشيات شكلها في الواقع سكان العديد من بلدات الولاية لحماية انفسهم من الاعمال الاجرامية التي تقوم بها مافيا فرسان الهيكل في ظل عجز السلطات عن حمايتهم. وخلال الاشهر الاخيرة شنت هذه الميليشيات هجوما لطرد تجار المخدرات من بلدات تخضع لسيطرتهم.

وتمكن عناصر الميليشيات من فرض حصار على مدينة اباتزينغان بقصد السيطرة عليها، متهمين سلطاتها بالتواطؤ مع المافيا. بحسب فرانس برس.

وعارضت سلطات المدينة دخول عناصر الميليشيات اليها، في حين اعرب السكان عن تخوفهم من تكرار اعمال العنف مثل حرق جزء من مبنى البلدية ومتاجر وسيارات، والتي رأوا فيها رسالة من المافيا للتحذير من دخول عناصر الميليشيات الى اباتزينغان. وبدأت القوة الامنية الفدرالية بنزع اسلحة الميليشيات مما اسفر عن وقوع حوادث عدة. وافادت مصادر في الميليشيات ان القوات الفدرالية اطلقت النار مما اوقع اربعة قتلى، في حين لم يصدر عن الحكومة الفدرالية اي توضيح لهذه المواجهات التي اوقعت بحسب السلطات القضائية في ولاية ميتشواكان قتيلا واحدا على الاقل.

تهريب البشر والمخدرات

من جانب اخر أعلنت السلطات الأمريكية اكتشاف نفقين بين الولايات المتحدة والمكسيك لتهريب المخدرات ومرور المهاجرين غير الشرعيين في منطقة كاليفورنيا واعتقلت امرأة تبلغ من العمر 73 عاما. وهذان النفقان بطول 550 و650 مترا هما سادس وسابع اكتشاف في منطقة سان دييغو خلال السنوات الأربع الماضية. وكان أحدهم متطورا جدا ومجهزا خصوصا بسكك كهربائية ونظام تهوية.

وقالت المدعية العامة الفدرالية لورا دوفي في بيان "مرة جديدة أحبطنا خطط احد الكارتلات لإدخال مخدرات تبلغ قيمتها ملايين الدولارات عبر معابر غير شرعية تكلف ملايين الدولارات لبنائها". واكتشف النفق الأول وهو بطول 550 مترا بعد خمسة أشهر من التحقيق، حسب ما أعلنت شرطة الحدود. وهو يصل الساحل الأمريكي بمحل مخصص للألعاب وأجهزة التلفزيون في الجانب المكسيكي. بحسب فرانس برس.

واعتقلت امرأة تبلغ من العمر 73 عاما وهي المسؤولة المفترضة عن تشغيل النفق. كما اكتشفت السلطات نفقا آخرا وهو الأكثر تطورا. وقال وليام شيرمان وهو من الوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات "هدفنا ليس فقط العثور على هذه الأنفاق ولكن أيضا التأكد من ملاحقة كل الكارتلات التي تقف وراء الاتجار بالمخدرات". وجرت التحقيقات بالتعاون بين السلطات الأمريكية والمكسيكية. نساء مسلحات

على صعيد متصل تخفي ماريا ايبارا في حقيبة يدها مسدسا صغيرا من عيار 25 ملمترا بالكاد تحسن استخدامه الا انه لا يفارق ربة المنزل هذه ابدا منذ انضمت الى ميليشيات الدفاع الذاتي لمحاربة العصابة الاجرامية التي قتلت ابنها. وتقول هذه السيدة القوية البنية السمراء ذات الاعوام السبعة والثلاثين "لم استخدم مسدسي بعد، ولكني مستعدة لذلك"، وهي تحرس مدخل قريتها بوينافيستا تومالتان، اولى القرى التي قررت التصدي لارهاب عصابات الجريمة المنظمة ولا سيما كارتل "فرسان الهيكل" من خلال تشكيل ميليشيات للدفاع الذاتي.

وتفتخر هذه الشابة بكونها من اوائل النساء المنخرطات في حركات الدفاع الذاتي، وهي تتذكر بغضب الاعمال الاجرامية التي كان ينفذها "فرسان الهيكل" من خطف وابتزاز واغتصاب في القرية. لكنها تعجز عن مواصلة الحديث حين يصل الامر الى تفاصيل مقتل ابنها الذي كان في الثامنة عشرة من العمر حين ارداه المجرمون. وبالكاد تتمالك نفسها لتقول "هؤلاء الناس سببوا الاذى للكثير من الفتيان".

وتشرح ماريا مهمتها فيما تدقق بالسيارات التي تدخل القرية، مشيرة الى ان دورها يتصل ايضا بتأمين الغذاء للمجموعة ونقل الجرحى الى المستشفيات. وتتشابه قصة ماريا مع قصص مئات النساء اللواتي ينخرطن في مجموعات الدفاع الذاتي لمساندة المقاتلين بالغذاء والملابس والاعمال المساعدة. غير ان عددا من النساء لا يقتصر دورهن على الاعمال المساعدة، بل انهن يحملن السلاح جنبا الى جنب مع رفاقهن الرجال، على غرار "كوموندانتي بونيتا" (القائدة الجميلة)، التي تدير محلا للازياء حينا، وتشارك في معارك طرد عصابة "فرسان الهيكل" من المناطق المجاورة حينا آخر.

ومن بين المتطوعات من يشعرن انهن بهذه الاعمال يواصلن مسيرة "اديليتاس" او جنديات الثورة المكسيكية التي اندلعت في العام 1910. وما زالت صور الثورة المكسيكية بالاسود والابيض تؤرخ لدور النساء فيها، ومنها صور تظهر نساء يصعدن الى قطار لمرافقة قادة الثورة مثل اميليانو زاباتا او "بانشو" فيا. وتقول سيدة في السابعة والاربعين منخرطة بميليشيا تيبالكاتيبيك التي اصبحت ذات وضعية قانونية معترف بها تحت اطار الجيش الوطني "نحن جيل جديد من ثائرات المكسيك، انه ارث نحمله معنا". بحسب فرانس برس.

وتؤكد النساء المقاتلات انهن يشعرن دائما انهن جزء من المجموعة كالرجال تماما، وتقول بيليندا نارانخو وهي شابة جميلة في السابعة والعشرين من العمر شاركت في معارك عدة "احيانا اشعر اني متضايقة قليلا، لكن لا بأس، الرجال في المجموعة محترمون". وتضيف "احيانا يبدأ بعض الرجال بالقاء النكات عندما يرون امرأة بينهم". وكانت بيليندا الملقبة ب"الاميرة" متزوجة من رجل اساء معاملتها كثيرا وتبين انه كان عضو في عصابة "فرسان الهيكل"، وهي تقاتل الى جانب شقيقها الذي كان افراد العصابة يجبرونه على تصليح آلياتهم من دون مقابل.

قوانين مشددة

في السياق ذاته أعلنت المكسيك عن مضاعفة الأحكام بالسجن للمتورطين بجرائم الخطف، وبموجب هذا القرار سيحكم على المتورط في هذه الجرائم بالسجن 40 عاماً بعد أن كانت مسبقاً 20 عاماً. وسيطبق هذا القرار على جميع من ارتكب جريمة خطف إن كانت لساعات معدودات او لأيام، كما سيرتفع الحكم بالسجن المؤبد من 50 عاماً إلى 140 عاماً لمن يقدم على قتل ضحاياه. وسيعاقب أي مسؤول أمني رسمي مثل عناصر الشرطة أو الجيش أقدموا على ارتكاب جريمة الخطف بالسجن لمدة 100 عام. وبموجب هذا القانون الجديد سيتوجب على المختطفين دفع غرامة مالية.

وفي الحقيقة، ففي القليل من المجرمين الذين يرتكبون جرائم فيدرالية فإن العقوبات لا تصل الى 60 عاماً، أما الخطف فهو يعد جريمة ذات تصنيف خاص بها. وقد ارتفعت جرائم الخطف في المكسيك بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ففي 2007، تم الابلاغ عن 438 جريمة خطف، إلا أن الرقم ارتفع الى 1700 العام الماضي. وتقدر الحكومة المكسيكية إن عدد الحالات التي تبلغ بها الشرطة أقل 2 في المئة من الحوادث التي تقع فعلا، وفي هذه الحالة فإن عدد جرائم الخطف قد تقدر بنحو 105 الف جريمة في العام الواحد. بحسب بي بي سي.

ويرى محللون أن التوصل الى معرفة أرقام محددة عن عمليات الخطف صعبة، لأن حالات الخطف قد تكون مدتها بضعة ساعات أو عدة أيام حتى يدفع اقرباء المختطف أو المختطفة فدية مالية. ولا يتم الابلاغ عن جرائم الخطف للسلطات خشية قتل المختطف او المختطفة من قبل العصابات التي اقدمت على عملية الخطف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/تشرين الأول/2014 - 19/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م