حرب الهواتف الذكية.. بين التنافس التجاري والتنازع القضائي

 

شبكة النبأ: ما زالت حرب الهواتف الذكية مستعرة بين الشركات العالمية الكبرى التي تسعى الى اكتساح الأسواق العالمية من خلال تقديم أحدث المنتجات التقنية في مجال الأجهزة الذكية التي اصبحت اليوم محط اهتمام الكثير من البشر لما فيها من خصائص وسمات فريدة و مميزة، هذا بالإضافة الى وجود شركات منافسة جديدة تسعى الى تحقيق نجاح كبير على حساب تلك الشركات.

من جانب اخر يرى بعض المراقبين ان هذه الحرب لا تقتصر فقط على التنافس التجاري، بل امتدت اليوم الى حرب قضائية مستمرة تخص براءات الاختراع وغيرها من الامور الاخرى، لأجل اقصاء الاخر من خلال تكبيه خسائر اضافية.

ومع ازدياد اعتماد الأفراد على التكنولوجيا فمن المتوقع أن تشهد السنوات القليلة المقبلة، حرباً شرسة بينهم في أسواق الهواتف الذكية، وتطبيقات الهاتف الجوال وشبكات التواصل الاجتماعي، إذ أدى امتلاك كل شركة من العمالقة الكبار رؤية مستقلة لمستقبل الوسائط الإعلامية والأجهزة الإلكترونية إلى حدوث تعارض بينهم أدى إلى قيام ما يشبه الحروب الباردة حيث يوجد صراع خفي بينهم حول كيفية جذب المستهلكين، من خلال لعبة الأرباح، التي تحتاج إلى مزيد من المستخدمين لأنظمتها لزيادة أرباحها، ما يجعلها في غنى عن السيطرة على السوق، فيما سيمتد الصراع والتنافس لحرب شرسة بين الشركات العمالقة حول الملكية الفكرية للخدمات والاختراعات.

وفي ما يخص اخر اخبار هذه الحرب فقد تحت ضغوطات "آبل" التي أكدت أنها تبيع كميات قياسية من أحدث نماذج هواتف "آي فون"، طرحت "سامسونغ" في الأسواق هاتفها الذكي المزود بشاشة عملاقة "غالاكسي نوت" قبل الموعد المحدد أصلا لتسويقه. وكان من المفترض تسويق هواتف "غالاكسي نوت 4" في تشرين الأول/أكتوبر، لكنه سيصبح متوافرا في الصين وكوريا الجنوبية قبل طرحه في 140 بلدا آخر في الأسابيع المقبلة. وهذه هي المرة الأولى التي تسوق "سامسونغ" منتجاتها في الصين قبل تسويقها في بلدان أخرى.

ولم تقدم المجموعة الكورية الجنوبية أي تبرير لتقديم موعد الإطلاق ، لكنها اتخذت هذا القرار بعد أن أعلنت "آبل" أنها باعت أكثر من 10 ملايين وحدة من هاتف "آي فون 6" في خلال الأيام الثلاثة الأولى من طرحه في الأسواق، لتحطم بالتالي رقما قياسيا جديدا. وكانت "آبل" قد كشفت أنها تلقت في خلال 24 ساعة أكثر من 4 ملايين طلبية مسبقة على هواتف "آي فون 6" و"آي فون 6 بلاس". ويندرج هذا النموذج الأخير في خانة الأجهزة المعروفة ب "فابليتس" التي تمزج بين مواصفات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتي كانت "سامسونغ" أول من أطلقها. بحسب فرانس برس.

ويتمتع هاتف "غالاكسي نوت 4" الذي عرض للمرة الأولى في برلين في بداية أيلول/سبتمبر بتصاميم جديدة وشاشة أكثر صلابة ودقة وكاميرا ومايكروفون وبطارية أحسن أداء. وهو يسمح بفتح عدة تطبيقات في الوقت عينه أو نشر عدة صور في الوقت عينه والتحكم بها، علما أن أحدث نماذج هواتف "آبل" لا تتمتع بهذه الميزة. وكانت "سامسونغ" قد باعت أكثر من 10 ملايين وحدة من هاتف "غالاكسي نوت 3" في خلال الشهرين اللذين تليا طرحه في الأسواق. وقد عززت "سامسونغ" مرتبة الصدارة في السوق العالمية للهواتف الذكية في الربع الثاني من العام، لكن حصتها في السوق تراجعت تراجعا شديدا، بحسب مجموعة "آي دي سي".

خسارة حصص

في السياق ذاته ارتفعت المبيعات العالمية للهواتف الذكية بنسبة 23,1 % في خلال سنة في الربع الثاني من العام، غير أن حصص "سامسونغ" و"آبل" الرائدتين في السوق تراجعت لصالح المصنعين الصينيين "هواوي" و"لينوفو". وقد بيع 295,3 مليون هاتف ذكي بين بداية نيسان/أبريل ونهاية حزيران/يونيو، بحسب البيانات التي نشرتها مجموعة "آي دي سي" للأبحاث. وشهدت السوق نموا بدفع من الطلب في البلدان الناشئة وازدهار الهواتف المنخفضة الكلفة. غير أن حصص الأوزان الثقيلة في السوق قد تراجعت.

فقد انخفضت حصة "سامسونغ" إلى 25,2 % في مقابل 30,2 % في الربع الأول من العام و32,3 % قبل سنة. وقد باعت المجموعة الكورية الجنوبية 74,3 مليون هاتف ذكي في المجموع، أي ضعف المبيعات التي سجلتها "آبل" الثانية عالميا في هذا المجال والتي باعت خلال الفترة عنيها 35,1 مليون هاتف "آي فون". وتراجعت حصص المجموعة الأميركية في السوق إلى 11,9 %، في مقابل 15,5 % في الربع الأول من العام و13 % قبل سنة.

وفي المقابل ارتفعت حصص "هواوي" إلى 6,9 % مع مبيعات شملت 20,3 مليون وحدة. وتلتها في المرتب الرابعة الصينية "لينوفو" مع 5,4 % من الحصص في السوق ومبيعات شملت 15,8 مليون هاتف. وصرحت ميليسا تشاو إحدى المحللات في "آي دي سي" أنه "في ظل زوال سوق الهواتف التقليدية، يستقطب المصنعون الصينيون المستهلكين إلى سوق الهواتف الذكية" مع أجهزة عالية النوعية تباع بأسعار أكثر انخفاضا من تلك المعتمدة لهواتف المجموعات الرئيسية في هذا المجال. أبل تعلن بيع أكثر من 800 مليون هاتف محمول

قال تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل إن الشركة المصنعة لأجهزة آي فون باعت أكثر من 800 مليون من أجهزة الهاتف المحمول. وقال كوك في المؤتمر السنوي للمطورين الذي تنظمه أبل إن نحو 130 مليون عميل اشتروا هواتف أبل المحمولة لأول مرة في الإثني عشر شهرا الماضية. بحسب رويترز.

واجتمع المطورون في موسكون سنتر بسان فرانسيسكو لمشاهدة عرض كوك ومساعديه لأحدث مواصفات أجهزة الكمبيوتر ماك وبرمجيات آي.أو.إس لتشغيل الهاتف المحمول. وذكرت أبل أن برمجيات يوسيمايت الجديدة لأجهزة ماك ستأتي مصحوبة بتطبيق جديد للتخزين على الانترنت وتسمح للمستخدمين باستقبال المكالمات الهاتفية والرسائل النصية التي تصل إلى هواتف آي فون. كما سيكون بوسع مستخدمي أجهزة الكمبيوتر أيضا استدعاء خرائط أو البحث عن معلومات أو مستندات بمجرد الكتابة على الشاشة الرئيسية.

نظام تيزن الجديد

من جانب اخر أعلنت شركة سامسونغ للإلكترونيات عن أول هاتف ذكي يعمل بنظام جديد يدعى تيزن. وتعمل معظم هواتف سامسونغ حاليا بنظام أندرويد، غير أن الشركة الكورية الجنوبية لاتزال تعمل مع شركة إنتل لصناعة رقائق الكمبيوتر لتطوير نظام تيزن بديلا عن أندوريد. وينظر إلى ذلك باعتباره خطوة لجعل سامسونغ أقل اعتمادا على شركة غوغل، مطور نظام أندرويد.

ويقول أندرو ميلروي، نائب رئيس شركة فروست آند سوليفان إن هذا "سيجعل سامسونغ أقل عرضة للخسارة، مقارنة ببعض منافسيها". وأضاف "غير أنه ليس من المحتمل أن يحدث هذا النظام الجديد تأثيرا كبيرا في سوق أسهم أندرويد". وتعد سامسونغ حاليا أفضل شركات الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد بيعا في العالم. ولكن شركات أخرى منافسة، مثل إتش تي سي، وسوني، وإل جي، وهوايي، تستخدم أندرويد لدعم بعض هواتفها.

ومع ازدياد المنافسة في قطاع الهواتف الذكية، وبطء معدلات النمو، فإن سامسونغ لاتزال تبحث عن سبل للحفاظ على تقدمها على منافسيها. ومن بين المجالات التي تعمل عليها هو نظام التشغيل تيزن، وهو نظام مفتوح يمكن للمطورين تعديله طبقا لحاجاتهم. ويقول المراقبون إن "سامسونغ تسعى إلى دمج مكونات هواتفها، وشاشات العرض، والبرامج، والخدمات معا".

ويضيفون أن "استخدام أن أندرويد يجعل الشركة معتمدة على غوغل، وهذا يعني عدم قدرتها على جعل منتجاتها مختلفة، مما لو وضعت نظام تشغيلها هي، إلا أن السير في طريق نظام تيزن، سيكون مخاطرة لأن الشركة ليس لديها تطبيقات جيدة كافية متاحة لجذب المستهلكين إلى الهواتف التي تستخدم النظام". وقد اتخذت سامسونغ بالفعل خطوات من أجل تشجيع مهندسي البرامج على كتابة تطبيقات جديدة للنظام.

وحتى تشجع المزيد من المطورين على الانضمام إلى النظام الجديد، قالت إن متجر تيزن سيوفر برنامجا ترويجيا خاصا لجميع المطورين مجانا لمدة عام. وسيولد وجود متجر تطبيقات خاص بشركة سامسونغ، عوائد أكثر عبر تحميل تلك التطبيقات. لكن سامسونغ - كما يقول ميلروي - ستواجه تحديا كبيرا لجذب الزبائن إلى متجر تيزن. بحسب بي بي سي.

ومما قد يجعل نظام تيزن الجديد جذابا لمطوري التطبيقات، كتابته بلغة برمجة سلسة هي إتش تي إم إل5. وتستخدم أحدث نسخ ساعات سامسونغ الذكية - غالاكسي غير 2 - نظام تيزن، على عكس النسخ السابقة التي كانت تستخدم نظام أندرويد. وأعلنت شركة سامسونغ أنها ستتيح عُدة لمطوري برامج التليفزيون لمساعدتهم في كتابة تطبيقات وبرامج لاستخدامها في أجهزة التليفزيون.

الى جانب ذلك اطلقت شركة امازون الاميركية العملاقة في التجارة الالكترونية، في الولايات المتحدة هاتفها الذكي المجهز بتكنولوجيا ثلاثية الابعاد يحمل اسم "فاير فون" خلال حدث حظي بتغطية اعلامية كبيرة برئاسة رئيس مجلس ادارتها جيف بيزوس في سياتل (شمال غرب). و"فاير فون" مجهز بواجهة ثلاثية الابعاد تتفاعل وفقا لموقعها من وجه مستخدمها على ما جاء في وصف بيزوس للصحافيين الذين تمت دعوتهم. ويشغل هذا النظام بواسطة لواقط تعمل بالاشعة دون الحمراء.

و"فاير فون" مجهز بشاشة من 12 سنتمترا تقريبا و2 غيغابايت من الذاكرة الحية فضلا عن كاميرات تصوير من 13 ميغابيكسل على ما ذكرت وسائل الاعلام الاميركية. وهو يوفر امكانية تخزين غير محدودة ومجانية للصور على ما قال بيزوس. وسيراوح سعره بين 200 و300 دولار مع اشتراك على سنتين على ما جاء في العروض المتوافرة على موقع شركة الاتصالات الاميركية "ايه تي اند تي" التي ستكون المشغل الحصري لهذا الهاتف. ويوفر "فاير فون" الذي تغوص من خلال شركة امازون العملاقة في التجارة الالكترونية، في سوق الهواتف الذكية التي تشهد منافسة محتدمة جدا، خدمات تقدمها امازون على اجهزتها اللوحية.

مايكروسوفت تنتج

في السياق ذاته كشفت شركة مايكروسوفت الأمريكية عن أول هاتف من تصنيعها يعمل هذا الهاتف بنظام اندرويد بعد أن أنهت استحواذها على قسم هواتف نوكيا. وينظر إلى نظام تشغيل اندرويد، الذي طورته غوغل، في الغالب على أنه منافس قوي لنظام تشغيل ميكروسوفت "ويندوز فون". وقالت مايكروسوفت إن هاتف "نوكيا اكس 2" منحها وسيلة لجذب المستخدمين نحو خدماتها التي تعمل بنظام "كلاود" أو "السحابة"، ومعظمها تأتي كتطبيقات مثبتة في الجهاز مسبقا.

وقال أحد الخبراء إن البديل عن ذلك يعني "عدم تحقيق أي فائدة" من وراء تصنيع الجهاز الجديد. وقال بن وود من مؤسسة "سي سي اس انسايت" لاستشارات الاتصالات "لا زلت أرى من المذهل أن تصنع مايكروسوفت هواتف بنظام اندرويد، لكن يبدو أن هناك عزم قوي للغاية لتبني اتجاها أكثر انفتاحا للمصلحة الأكبر للشركة وليس مجرد طرح منصة هواتف ويندوز فون". وأضاف "إذا لم تفعل ذلك، فإن شخصا آخر سيقوم بهذا النشاط التجاري" ويدخل حيز المنافسة. وتابع "أعتقد أن هذا يعكس حقيقة أن خط هواتف "اشا" منخفضة التكلفة، التي تصنعها نوكيا، لم تتمكن من منافسة هواتف اندرويد على المستوى الأدنى".

وأنهت مايكروسوفت استحواذها على قطاع الهواتف في شركة نوكيا في 25 أبريل/نيسان الماضي بتكلفة بلغت 5.4 مليار يورو. ويحتوي الهاتف على برامج مثبتة مسبقا لشركة ميكروسوفت من بينها برنامج سكايب و"اوتلوك" واكس 2 هو النسخة التالية من هاتف "اكس"، الذي أطلقته الشركة في فبراير/شباط قبل أن تبيع نوكيا قسم الهواتف التابع لها. ووفقا لشركة "جي اف كيه" لأبحاث السوق فإن النسخة الأصلية لهاتف "اكس" أصبحت الأكثر مبيعا في باكستان وثالث أكبر المبيعات في الهند، وحققت مبيعات جيدة في روسيا وكينيا ونيجيريا.

وتشمل خصائص الجهاز الجديد: شاشة أكبر قليلا 4.3 بوصة، ذاكرة وصول عشوائي "رام" بسعة 1 غيغا، وهي ضعف كمية التخزين السابقة، بطارية أقوى، إضافة كاميرا أمامية للصور الذاتية "السيلفي" وستبلغ تكلفة الهاتف 99 يورو حينما يطرح في الأسواق.  ويحتوي الهاتف على برامج مثبتة مسبقا لشركة مايكروسوفت من بينها برنامج سكايب للمحادثة المصورة وخدمة رسائل البريد الإلكتروني "اوتلوك" وتطبيق تخزين "وان درايف" الإلكتروني. وقالت جوسي نيفانلينا نائبة رئيس تسويق منتجات الهواتف المحمولة في مايكروسوفت إن "الفكرة الشاملة لجذب الناس إلى نظام "السحابة" مايكروسوفت من خلال هذه الخدمات تمثل المحور الرئيسي لهذه الاستراتيجية".

الى جانب ذلك كشفت شركة ميكروسوفت للبرمجيات عن خدمة جديدة للترجمة الفورية سيتم إضافتها إلى برنامج سكايب للمحادثات الهاتفية عبر الإنترنت. وقال المدير التنفيذي لشركة ميكروسوفت ساتيا ناديلا إن الشركة ستصدر نسخة تجريبية من الخدمة المسماة "مترجم سكايب"، لتعمل وفق نظام تشغيل ويندوز 8 في وقت لاحق من العام الجاري.

وتأتي هذه الخطوة وسط زيادة التنافس بين شركات البرمجيات في مجال خدمات الاتصالات الهاتفية المعتمدة على شبكة الإنترنت، مما دفع الشركات على البحث عن طرق لجذب مزيد من المستخدمين. ووفقا لشركة ميكروسوفت فإن برنامج سكايب يستخدمه حاليا نحو 300 مليون مستخدم شهريا حول العالم. وقال ناديلا "سيكون من السهل عليك وفقا للبرنامج أن تتحدث لأي شخص دون حواجز لغوية". ولم توضح الشركة إذا كانت ستقدم هذه الخدمة مجانا أم سيدفع المستخدمون مقابلا لها.

وكشفت شركة ميكروسوفت عن هذه التقنية لأول مرة خلال مؤتمر في الصين قبل نحو عامين. وذكرت الشركة حينها في مدونة إلكترونية إن الباحثين العاملين في الشركة وفي جامعة تورنتو حققوا تقدما كبيرا بخفض معدل الخطأ في تمييز المحادثات بنحو 30 في المئة. وقالت الشركة إنها حققت ذلك باستخدام تقنية تسمى "شبكات الاتصال العصبية العميقة" والتي تحاكي سلوك المخ البشري، وتسمح للباحثين بتطوير طرق ترجمة أفضل وأكثر تمييزا من الطرق السابقة. وأضافت: "كلما أضفنا المزيد من البيانات إلى التدريب نعتقد أنه بإمكاننا الحصول على نتائج أفضل".

وقال غورديب بول نائب رئيس شركة سكايب إن الخدمة الجديدة هي نتاج "عقود من العمل". وأضاف: "لقد استثمرنا في تمييز الكلام والترجمة الآلية وتقنيات التعليم الآلي لأكثر من عقد من الزمان. والآن تظهر هذه العناصر كمكونات مهمة في هذا العصر الذي يتزايد فيه الاعتماد على الحواسب الشخصية". وكانت شركة ميكروسوفت قد اشترت سكايب في مايو/ أيار عام 2011 بقيمة 8.5 مليار دولار، في أكبر استحواذ تقوم به الشركة حينذاك.

وبرغم ذلك تواجه الشركة منافسة متزايدة من عدد كبير من برامج الشركات الأخرى مثل غوغل هانغ أوت، وفيس تايم لشركة آبل، وبي بي إم لشركة بلاكبيري، وبرنامجي تانغو وفايبر. ويقول مانوج مينون المدير العام بشركة "فروست سوليفان" للاستشارات إنه بمجرد إطلاق خدمة ترجمة المحادثات الجديدة سيكون لها استخدامات واسعة النطاق في قطاعات مثل السياحة والتعليم. وأضاف أن خاصية الترجمة ربما تساعد أيضا شركة ميكروسوفت على دمج سكايب مع موقعها للتواصل الاجتماعي بين الشركات "يامير". بحسب بي بي سي.

وكانت ميكروسوفت قد اشترت موقع يامير، الذي يعمل كموقع تواصل مثل فيسبوك لكن بين الشركات، بقيمة 1.2 مليار دولار وذلك في عام 2012. ويقول مينون: "لقد استحوذت ميكروسوفت على عدد من الشركات الكبيرة مثل يامير وسكايب خلال السنوات القليلة الماضية". وأضاف: "القدرة على دمج سكايب ويامير معا سيساعد على زيادرة قيمتهما، وخاصية الترجمة خطوة رائعة في هذا الاتجاه". وبدأت شركة سكايب العديد من الخطوات من أجل التطوير وجذب المزيد من المستخدمين. وأكدت سكايب العام الماضي أنها طورت تقنية لمكالمات الفيديو ثلاثية الأبعاد، لكنها قالت إن هذه التقنية لن تكون متاحة للمستخدمين قبل عدة سنوات من الآن.

غوغل و بلاكبيري

على صعيد متصل كشفت غوغل عن هاتفها الذكي المتدني الكلفة "اندرويد وان" الذي يباع بسعر 105 دولارات والموجه في المقام الاول للسوق الهندية وسيطلق بعد ذلك في دول اخرى من جنوب آسيا. واوضح سوندار بيشاي نائب رئيس الشركة الاميركية العملاقة "مع اندرويد وان نريد ان نسمح للجميع بالوصول الى الانترنت لكي يلجوا الى كم المعلومات والمعرفة التي تختزنها الشبكة العنكبوتية". وسيباع "اندرويد وان" بسعر 6399 روبية اي حوالى 105 دولارات.

واعلنت غوغل ايضا سلسلة من الشركات مع مصنعين مثل "ايسر" و "أسوس" و "اتش تي سي" و"لينوفو" لانتاج هواتف ذكية بكلفة متدنية. وبعد الهند وسوقها الشاسعة، سيطرح "اندرويد وان" في اندونيسيا وبنغلادش وباكستان ونيبال فضلا عن سريلانكا والفيليين. وسيتم تحديث نظام التشغيل عن بعد على ما اوضحت غوغل. وهذا الهاتف مجهز باذاعة "اف ام". وتتعاون "غوغل" مع مشغلين محليين لتوفير رزمات تسمح بالوصول الى الانترنت بكلفة متدنية وهي موجهة للزبائن بعائدات محدودة وليس لديهم خبرة كبيرة بالشبكة العنكبوتية.

من جانب اخر فمن المرتقب أن تسوق مجموعة "بلاكبيري" الكندية هاتفا جديدا مزودا شاشة مربعة ولوحة المفاتيح التقليدية. ومن المفترض أن يباع هاتف "باسبورت" في الولايات المتحدة بسعر 599 دولارا، على ما صرح المدير التنفيذي للشركة جون تشين لصحيفة "وول ستريت جورنال". وسيسوق هذاالهاتف الجديد في الوقت عينه في دبي ولندن وتورنتو، على أن يسوق بعد حوالى 15 يوما في أنحاء العالم أجمع، بحسب المدير التنفيذي.

وبعد سنتين تقريبا من الفشل الذريع الذي تكبده مصنع الهواتف الذي كان يحتل مرتبة رائدة في مجاله في بداية الألفية الثانية، يقدم هاتف "باسبورت" مع شاشة حجمها 11,5 سنتمترا تتسع لصورة كاملة بسهولة اكبر مع 60 رمزا. وتحاول المجموعة التي ركزت إستراتيجيتها على الخدمات المخصصة للشركات بعد تراجع مكانتها في سوق الهواتف الذكية خلال السنوات الأخيرة أن تنعش وضعها في هذا المجال وتجذب الزبائن إلى منتجاتها. بحسب فرانس برس.

فالمستهلكون هم أكثر ميولا إلى شراء هواتف "سامسونغ" وغيرها من الهواتف العاملة بنظام "أندرويد"، فضلا عن هواتف "آي فون" الشهيرة من "آبل" التي بيع من أحدث نماذجها 10 ملايين وحدة في خلال ثلاثة أيام. وكانت "بلاكبيري" قد تعاقدت السنة الماضية من الباطن مع مصنع "فوكسكون" التايواني.

دعاوى قضائية

من جهة اخرى قررت مجموعتا سامسونغ وآبل اسقاط كل النزاعات القضائية القائمة بينهما خارج الولايات المتحدة، بخصوص براءات الاختراع، كما اعلن عملاق الالكترونيات الكوري الجنوبي. وقالت سامسونغ في بيان ان "سامسونغ وآبل اتفقتا على اسقاط كل المنازعات القضائية القائمة بين الشركتين خارج الولايات المتحدة" والتي تقدر قيمة المبالغ التي تتناولها بمئات ملايين الدولارات.

واضاف البيان ان "هذا الاتفاق لا ينطوي على اي ترتيبات تتعلق بالتراخيص" التي تسمح لأي من الشركتين باستخدام براءات اختراع عائدة للأخرى، كما ان "الشركتين ستكملان في الدعاوى المنظورة امام المحاكم الاميركية". وتبادلت كبرى المجموعات الناشطة في مجال صناعات المعلوماتية في السنوات الاخيرة سلسلة دعاوى تتناول اتهامات بانتهاك براءات اختراع.

واكثر هذه النزاعات القضائية ضراوة هي تلك التي تخوضها مجموعة سامسونغ الكورية الجنوبية، الاولى عالميا في سوق الهواتف المحمولة، ووصيفتها الاميركية آبل، امام محاكم عدد من الدول. وتقدمت آبل بدعوى اولى ضد منافستها الكورية الجنوبية في الولايات المتحدة سنة 2011، وتمددت بعدها هذه المعارك القضائية لتشمل بلدانا عدة بينها بريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية واليابان وايطاليا وهولندا واستراليا. بحسب فرانس برس.

وفي الولايات المتحدة، استحصلت مجموعة آبل التي تتهم سامسونغ باستخدام اختراعاتها على نحو كبير في منتجاتها، على قرارات عدة من المفوضية الاميركية للتجارة الدولية بمنع بعض نماذج الهواتف الذكية المصنعة من جانب سامسونغ. كذلك تتهم سامسونغ عملاق المعلوماتية الاميركي بانتهاك حقوقها التكنولوجية والتجارية. وفي ايار/مايو، اصدرت محكمة في كاليفورنيا حكما على سامسونغ بدفع 120 مليون دولار لشركة آبل في احد النزاعات القضائية بين الشركتين، وهو جزء بسيط من مبلغ الملياري دولار الذي طالبت به آبل كتعويضات عن سلسلة انتهاكات تتهم منافستها الكورية الجنوبية بارتكابها. وبالنسبة لسامسونغ، تبلغ قيمة الفاتورة الموقتة للمنازعات القضائية التي تخوضها في المحاكم الاميركية ما يقارب المليار دولار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 1/تشرين الأول/2014 - 5/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م