مايكروسوفت والصراع على عرش عمالقة التكنولوجيا

 

شبكة النبأ: تعد شركة مايكروسوفت احد اهم واكبر الشركات العالمية، التي تعمل في مجال تقنيات الحاسوب، حيث ما زالت مايكروسوفت وبحسب بعض التقارير تتربع على رأس قائمة اكثر المبيعات بدخل وصل الى 65.7 مليار دولار في العام الفائت و بفارق كبير جداً عن أقرب منافسيها، ويعمل في هذه الشركة 71,553 في 102 دولة، ومن أشهر وأفضل مبيعات شركة مايكروسوفت وكما تشير بعض المصادر هو نظام التشغيل ويندوز وحزمة البرامج المكتبية أوفيس.

ومن منتجاتها الإلكترونية أيضاً محرك بحث على شبكة الانترنت MSN وقد تم تحديثه ليصبح متعدد اللغات وأسمه الجديد Live Search والذي توليه مايكروسوفت عناية كبيرة في ظل المنافسة الشرسة في سوق محركات البحث على الانترنت، فمحرك بحث جوجل و محرك بحث ياهو! يعتبرون من أقوى محركات البحث خاصة، فمحرك بحث جوجل والذي أكتسب شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة حتى تربع على عرش محركات البحث.

ولا يقتصر نشاط شركة مايكروسوفت على برنامج ويندوز أو بيسك أوMS-DOS أو حزمة البرامج المكتبية الشهيرة فحسب، بل عملت الشركة على تطوير حزمة من البرامج كقواعد البيانات، منها برامج تحرير النصوص ومجالات أخرى، بل قامت أيضا مايكروسوفت بتطوير وتسويق ألعاب الحاسوب كبرنامج محاكاة الطيران.

وبحسب بعض الخبراء فان مايكروسوفت وعلى الرغم من نجاحاتها المتواصلة في الاسواق العالمي فإنها لاتزال تواجه الكثير من التحديات والمشاكل، هذا بالإضافة الى انها لاتزال تحتاج ايضا الى اعتماد خطط وبرامج جديدة، كي تعيد امجادها السابقة وسيطرتها المطلقة على الاسواق العالمية، خصوصا مع وجود منافسين اقويا في هذا المجال يعملون وبشكل مستمر على طرح منتجات جديدة ومتطورة.

نظام واحد

وفيما يخص اخر اخبار هذه الشركة العملاقة فقد قالت مايكروسوفت انها تعمل على توحيد اجزاء مختلفة من انظمة ويندوز لتنتج نظاما موحدا. وناقش هذا الامر المدير التنفيذي للشركة ساتيا ناديلا خلال بيان صحفي حول تقرير الأرباح. وقال ناديلا إن النسخة القادمة من ويندوز ستكون نتاج تجميع ثلاثة انظمة سابقة من ويندوز وستناسب الشاشات بكل انواعها. واكدت مايكروسوفت ايضا الغاء انتاج نوع جديد من اجهزتها.

وقالت آمي هود مدير الشؤون المالية للشركة إنه "بعد اعادة تقييم خطط انتاج الاجهزة لدينا، قررنا عدم المضي في شحن منتج جديد كان قيد التطوير". وكانت تسريبات اشارت الى ان مايكروسوفت كانت تخطط لاطلاق كومبيوتر "سيرفيس ميني" ، وهذا الكومبيوتر اللوحي كان من المفترض ان يعمل بنظام ويندوز RT المخصص للاجهزة التي تعمل بمعالج من نوع ARM.

لكن ناديلا لم يأتي على ذكر نظام ويندوز RT، الا انه اشار الى ثلاثة انظمة من ويندوز سيتم دمجها وهي الانظمة التي تعمل على الهاتف والكومبيوتر اللوحي واجهزة XBOX. وقال ناديلا "ان الهدف هو ان يكون باستطاعة المطورين انتاج تطبيقات يمكنها العمل على أي جهاز سواء كان هاتفا او كومبيوترا لوحيا او كومبيوتر مكتبي و حتى جهاز العاب."

وستجعل خطوة توحيد الانظمة هذه مايكروسوفت مختلفة عن شركتي أبل وغوغل اللتان تتبعان استراتيجية مختلفة في تطوير التطبيقات والانظمة، اذ ان أبل لديها نظام Mac X للكومبيوترات المحمولة وiOS للهواتف والكومبيوترات اللوحية، أما غوغل فلديها نظام Chrome للكومبيوترات المحمولة وAndroid للهواتف والكومبيوترات اللوحية.

ولم تكشف مايكروسوفت حتى الان عن خصائص النسخة القادمة من نظام ويندوز التي ستلي ويندوز 8 الحالية، لكن احد الخبراء بين ان مايكروسوفت قد تتمكن من بيع النسخة القادمة بسهولة. اذ قال كريس غرين المحلل التقني في مجموعة دافيس ميرفي الاستشارية إن مايكروسوفت كانت لديها مشكلات في التوضيح للمستخدمين الاختلافات في انظمة التشغيل على اجهزتها، لذا فان توحيد كل تلك الانظمة في نظام واحد سيسهل الامر على المستخدمين. بحسب بي بي سي.

في السياق ذاته وجهت مايكروسوفت دعوات الى حدث يقام في 30 ايلول/سبتمبر في سان فرانسيسكو يرجح ان تعرض خلاله نسخة جديدة من نظام التشغيل "ويندوز". وابقت شركة المعلوماتية العملاقة الغموض في بطاقة الدعوة التي جاء فيها "انضموا الينا لاكتشاف جديد ويندوز وعالم الشركات". الا ان شائعات سربت بعناية مهدت الطريق نهاية آب/اغسطس. فقد افادت مصادر مطلعة على الملف موقع "ذي فيردج" المتخصص ان مايكروسوفت ستعرض على الصحافيين منتجا اسمه السري "تريشهولد" قد يكون نظام "ويندوز 9".

وسيحل النظام الجديد مكان "ويندوز 8" الذي اطلق نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2012 وشكل "عملية تجديد" فعلية للبرمجية الرئيسية لدى مايكروسوفت لتتكيف مع الشاشات التي تعمل باللمس في الاجهزة اللوحية والهواتف الذكية. الا ان مايكروسوفت لم تستطع ان تفرض نظام التشغيل هذا في سوق الهواتف الذكية التي يهيمن عليها نظام "اندرويد" من غوغل الذي يستخدمه الكثير من مصنعي الهواتف وبدرجة اقل نظام "آي او اس" المستخدم على هواتف "آي فون" من آبل.

مترجم لسكايب

على صعيد متصل عرضت شركة مايكروسوفت نسخة تجريبية لخدمة الترجمة الفورية للمكالمات التي تجري على سكايب وكانت هذه المرة الأولى التي تقدم فيها شركة برامج الكمبيوتر العملاقة هذا الابتكار التكنولوجي الجديد في الولايات المتحدة. وقال ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي خلال مؤتمر تكنولوجي في رانتشو بالوس فرديز في كاليفورنيا ان ما يطلق عليه اسم مترجم سكايب يسمح للمتحدثين بلغات مختلفة ان يسمعوا كلمات من يتحدث معهم بلغتهم الأم.

وقال ناديلا عن هذه التكنولوجيا الجديدة "انها ستضمن تمكنك من التواصل مع أي شخص دون حواجز اللغة." وأصبح ناديلا رئيسا تنفيذيا لمايكروسوفت في فبراير شباط ويحرص على استعادة موقع الريادة التكنولوجية لشركته بعد نحو عشر سنوات من التراجع أمام منافستيها آبل وجوجل. ووصف ناديلا التكنولوجيا الجديدة بأنها "ساحرة" لكنه قال ان المهمة الآن هي تحويلها الى منتج حقيقي لا مجرد مشروع بحثي. ولم يذكر ما اذا كانت هذه ستكون خدمة إضافية مجانية لمستخدمي سكايب أم انها ستكون مدفوعة الاجر. بحسب رويترز.

وفي العرض التجريبي للتكنولوجيا الجديدة الذي قدمته مايكروسوفت تحدث مدير في الشركة من المتحدثين بالانجليزية مع زميل له يتحدث الالمانية. ويمكن للتكنولوجيا الجديدة التي عرضتها مايكروسوفت بشكل بدائي منذ 18 شهرا في الصين ان تكون اضافة مميزة الى خدمة الدردشة على سكايب التي تقدمها الشركة ويستخدمها مئات الملايين.

خطط وقرارات

الى جانب ذلك قال ستيفن إيلوب الرئيس السابق لشركة نوكيا الفنلندية للهواتف المحمولة والنائب التنفيذي للرئيس حالياً لمجموعة مايكروسوفت ديفايسز جروب، إن مايكروسوفت تعتزم إلغاء استخدام العلامة التجارية للهواتف المحمولة نوكيا واستخدام اسم جديد لم يتحدد بعد. وكانت مايكروسوفت قد أنجزت صفقة الاستحواذ على قطاع إنتاج الهواتف المحمولة في مجموعة نوكيا لمعدات الاتصالات.

وكان إيلوب يتحدث في منتدى عبر الإنترنت بعد استكمال صفقة استحواذ مايكروسوفت على نوكيا بقيمة 7 مليارات دولار، وهو ما يعني أن جميع هواتف نوكيا بعد الآن ستستخدم نظام التشغيل ويندوز فون الذي تطوره مايكروسوفت. وقال إيلوب إنه تم إقامة كيان قانوني باسم مايكروسوفت موبايل أو.واي، لتسهيل عملية اندماج نوكيا في مايكروسوفت، وإن اسم مايكروسوفت موبايل أو.واي، ليس علامة تجارية سيراها العملاء على المنتجات لأن علامة نوكيا متاحة أمام مايكروسوفت لاستخدامها لفترة من الزمن، ولكن نوكيا كعلامة تجارية لن تظل مستخدمة على الهواتف الذكية لفترة طويلة. وأضاف :"جاري العمل على اختيار علامة تجارية للهواتف الذكية".

وكان إيلوب "50 عاماً"، مسؤولاً كبيراً في مايكروسوفت قبل أن يتولى رئاسة نوكيا عام 2010 ويتعاون فيها مع مايكروسوفت في إطار استراتيجية كانت تستهدف إنقاذ الحصة السوقية للشركة من التلاشي بعد تراجع هذه الحصة أمام المنافسة الضارية من جانب الهواتف الذكية التي قدمتها شركات مثل سامسونغ وآبل. ونفى أن يكون قد قام بأي مناورة لكي يفيد مايكروسوفت على حساب نوكيا.

ويذكر أن صفقة الاستحواذ تشمل قطاعي الهواتف المحمولة والخدمات وقيمتهما 3,79 مليار يورو وبراءات اختراع نوكيا وقيمتها 1,65 مليار يورو. وكانت نوكيا في وقت من الأوقات أكبر منتج للهواتف المحمولة في العالم لكن مبيعاتها بدأت تتراجع بشدة مع ظهور جيل الهواتف الذكية وسيطرة شركات مثل آبل وسامسونغ على السوق الجديدة. ومع إتمام الصفقة ستضم شركة نوكيا الفنلندية فقط قطاع البنية الأساسية لشبكات الاتصالات والخدمات "إن.إس.إن" وقطاع الخرائط الرقمية إتش.إي.آر.إي. ومن المقرر أن تعلن نوكيا نتائج الربع الأول من العام الحالي، الخميس المقبل. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

من جانب اخر اعلنت مجموعة "مايكروسوفت" الاميركية الغاء 18 الف وظيفة خلال فترة عام، اي ما نسبته 14 % من اجمالي عدد موظفيها في اكبر عملية تسريح جماعي في تاريخها. واعادة الهيكلة هذه المرتبطة بجزء كبير منها (12500 وظيفة) في الاندماج مع شركة "نوكيا" للهواتف المحمولة التي اشترتها "مايكروسوفت" في الفترة الاخيرة، ستترجم بكلفة قبل حسم الضرائب بقيمة تراوح بين 1,1 مليار و1,6 مليار دولار ستوزع على الفصول الاربعة المقبلة، على ما اوضح بيان صادر عن المجموعة. واشارت "مايكروسوفت" الى ان هذه العملية "ترمي الى تبسيط عملياتها وايجاد انسجام بين اجهزة وخدمات نوكيا التي اشترتها المجموعة مؤخرا واستراتيجية الشركة العامة".

في السياق ذاته قال مصدر مطلع إن ستيف بالمر المدير السابق لشركة مايكروسوفت قد ربح المنافسة على شراء فريق لوس انجليس كليبرز المنتمي لدوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين مقابل ملياري دولار. وتفوق العرض الذي تقدم به بالمر تفوق على عرضين آخرين أحدهما من مجموعة يقودها ديفيد جيفن امبراطور الإعلام الذي قدم 1.6 مليار والثاني لمستثمرين من لوس انجليس عرضوا 1.2 مليار. ولم يصدر عن ممثلي بالمر أي تعليق فوري. وطرح كليبرز للبيع بعد قرار رابطة الدوري بمنع مالكه دونالد سترلينج بسبب تعليقات عنصرية صدرت عنه في محادثة مسجلة سربت في وقت سابق. وسيكون ضروريا أن يوافق سترلينج الذي تعهد بالكفاح ضد عقوبة الرابطة على الصفقة وكذلك رابطة ملاك فرق الدوري.

استوديوهات "اكس بوكس"

من جانب اخر أوشكت خطة مايكروسوفت لمنافسة شركتي نيتفليكس وأمازون في إنتاج العروض التليفزيونية الخاصة على التوقف، وذلك بعد إعلانها إغلاق استوديوهات اكس بوكس الترفيهية بنهاية العام. وتأتي خطوة إغلاق الاستوديوهات بعد إعلان الشركة الأمريكية العملاقة خفض 18 ألف وظيفة وقال فيل سبنسر، رئيس استوديوهات إكس بوكس، عبر بريد إليكتروني أرسله إلى موظفيه، إن الشركة ستغلق استوديوهات اكس بوكس الترفيهية بنهاية هذا العام.

وانطلقت استوديوهات اكس بوكس وسط ضجة كبيرة عام 2012، وهو ما شجع مخرج الألعاب الأمريكي، ستيفن سبيلبرغ، على إنتاج مسلسل تلفزيوني مستوحى من لعبة الخيال العلمي القتالية "هيلو". وأوضحت مايكروسوفت أن ذلك المسلسل سيستمر على الرغم من إغلاق الاستوديو. وأضافت أنها أعطت الضوء الأخضر لإطلاق خمسة عروض تلفزيونية أخرى، فيما لا يزال 11 عرضا آخر في مرحلة التطوير.

وكان يغلب على معظم العروض العناوين التي تلقى اهتماما أكبر لدى الذكور، والتي لها علاقة بألعاب الفيديو الضخمة التي تنتجها الشركة، مثل ألعاب "غيرز اوف وور" (أو: أدوات الحرب) و"إيج اوف امبايرز" (عصر الإمبراطوريات) و"فيبل آند فورزا موتورسبورت". ولم يبث سوى برنامج واحد فقط من إنتاج الشركة، وهو برنامج "إفري ستريت يونايتيد"، وهو برنامج واقعي حول لعبة كرة القدم.

ولا يزال البرنامج الوثائقي "سيغنال تو نويز" والعرض الثاني من هيلو "هيلو: نايت فوول" -الذي كتبه مخرج مسلسل "بريزون بريك" بول شيورين- في مرحلة الإعداد، ولن تقوم الشركة بإلغائهما. ومن المتوقع أن يستمر كذلك مسلسل "هيومانز" الذي تنتجه الشركة بالاشتراك مع القناة الرابعة في المملكة المتحدة، ليشهد ظهوره الأول العام المقبل، وهو يتكون من ثماني حلقات ويعتبر إعادة إنتاج لمسلسل سويدي يتحدث عن بشر يعيشون بين مجموعة من الروبوتات. بحسب بي بي سي.

وقالت مايكروسوفت في بيان لها: "ستستمر أجهزة اكس بوكس في دعم وتوزيع محتوى الرياضات التفاعلية، مثل دوري كرة القدم الأمريكية على أجهزة اكس بوكس، وسنواصل تعزيز عروضنا الترفيهية على أجهزة ألعاب الفيديو بالابتكار في التجربة التليفزيونية من خلال تحديثات الأجهزة الشهرية." وتأتي خطوة الإغلاق هذه على خلفية خفض الشركة الرائدة في صناعة التكنولوجيا هذا العدد الكبير من الوظائف. ويعمل لدى مايكروسوفت 127 ألف موظف حول العالم.

أنقاذ 4.7 مليون كمبيوتر

على صعيد متصل قالت شركة مايكروسوفت إنها حررت 4.7 مليون جهاز على الأقل من أجهزة الكمبيوتر الشخصية المصابة ببرمجيات خبيثة أعدها ونشرها مطورون في الكويت والجزائر في أنجح عملياتها لمناهضة الجريمة الرقمية والتي عطلت الخدمة في شركة أمريكية لخدمات الانترنت في وقت سابق. وذكرت وحدة محاربة الجرائم الإلكترونية في أكبر شركة برمجيات في العالم أن مايكروسوفت حددت أيضا 4.7 مليون جهاز مصاب آخر على الأقل وإن كان من المحتمل أن كثيرا منها ما زال تحت سيطرة قراصنة الكترونيين.

وفي أول قضية بارزة تشمل برمجيات خبيثة طورت خارج أوروبا الشرقية كان أكبر عدد من أجهزة الكمبيوتر المصابة في الهند تليها باكستان ثم مصر والبرازيل والجزائر والمكسيك. وقال ريتشارد دومينجوس بوسكوفيتش المستشار العام المساعد للوحدة إن مايكروسوفت ستزود قريبا السلطات الحكومية وشركات خدمة الانترنت في أنحاء العالم بعناوين بروتوكولات الانترنت للأجهزة المصابة ليمكنها مساعدة المستخدمين في إزالة الفيروسات.

وقال بوسكوفيتش "هؤلاء الضحايا لا يدركون حاليا أنهم مصابون." وأضاف أن العملية هي الأنجح بين عشر عمليات نفذتها وحدة الجرائم الرقمية في مايكروسوفت حتى الآن اعتمادا على عدد الأجهزة المصابة التي أمكن تحديدها. وحددت مايكروسوفت الأجهزة الشخصية المصابة من خلال اعتراض تواصلها مع أجهزة خوادم في شركة فيتالويركس لحلول الانترنت ومقرها رينو في نيفادا والتي قالت شركة البرمجيات إن القراصنة استخدموها للتواصل مع الأجهزة المصابة من خلال حسابات على خدمتها نو-آي.بي.كوم. بحسب رويترز.

وانتقدت فيتالويركس الطريقة التي تعاملت بها مايكروسوفت مع العملية وقالت إن حوالي 1.8 مليون شخص من مستخدميها فقدوا الاتصال بخدمتها على مدى أيام. وأضافت أنه كان سيسعدها مساعدة مايكروسوفت بدون تعطيل الخدمة لمستخدمين شرعيين. واعتذرت مايكروسوفت قائلة إن سبب التعطيل "خطأ تقني" وإنه تم إعادة الخدمة للمستهلكين. وبدأت العملية بموجب أمر من محكمة اتحادية واستهدفت برمجيات خبيثة تعرف باسم بلادابيندي وجنكسوس والتي قالت مايكروسوفت إنها تعمل بطريقة متشابهة وكتبها ووزعها مطورون في الكويت والجزائر.

مايكروسوفت والسوق الصينية

في السياق ذاته قررت الصين منع اجهزتها الحكومية من استخدام ويندوز (Windows 8)أحدث نظام لتشغيل الكمبيوتر من مايكروسوفت في ضربة الي شركة التكنولوجيا الأمريكية التي تواجه صعوبات في مبيعاتها في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وأصدر مركز مشتريات الحكومة المركزية الحظر على استخدام ويندوز 8 في أجهزة كمبيوتر الحكومة الصينية في إخطار يتضمن توجيهات بشأن استخدام منتجات موفرة للطاقة نشره في موقعه الألكتروني.

وقالت وكالة أنباء شينخوا الرسمية إن الحظر يهدف إلى ضمان أمن الكمبيوتر بعدما أنهت مايكروسوفت دعمها لنظام التشغيل ويندوز إكس.بي الذي كان مستخدما على نطاق واسع في الصين. وقالت مايكروسوفت في بيان "فوجئنا عندما علمنا بالاشارة الي ويندوز 8 في هذا الاخطار... مايكروسوفت تعمل بشكل نشط مع مركز مشتريات الحكومة المركزية ووكالات حكومية اخرى من خلال عملية التقييم لضمان أن منتجاتنا وخدماتنا تفي بجميع الشروط الحكومية للمشتريات."

واضافت الشركة قائلة "واصلنا وسنواصل تقديم ويندوز 7 للعملاء الحكوميين. وفي الوقت نفسه فاننا نعمل على تقييم ويندوز 8 مع الوكالات الحكومية المختصة." ولم تذكر الحكومة الصينية او شينخوا تفاصيل بشأن كيفية سيدعم الحظر استخدام منتجات موفرة للطاقة او كيف سيضمن أمن أجهزة الكمبيوتر. وأنهت مايكروسوفت دعم نظام التشغيل ويندوز إكس بي Windows XP الذي مضى عليه 13 عاما لتشجيع تبني النسخ الاحدث والاكثر آمانا من ويندوز. ومن المحتمل أن هذا جعل أجهزة الكمبيوتر لمستخدمي إكس بي عرضة للفيروسات والقرصنة.

من جهة اخرى قالت هيئة تنظيمية صينية إنها تجري تحقيقا مع مايكروسوفت في قضية احتكار لأن الشركة لم تكشف بالكامل عن معلومات بخصوص نظام التشغيل ويندوز وبرنامج مايكروسوفت أوفيس. وقالت إدارة الصناعة والتجارة الصينية على موقعها الإلكتروني إنها تحقق مع نائب رئيس في مايكروسوفت وعدد من كبار مدرائها وإنها أخذت نسخا من البيانات المالية والعقود الخاصة بالشركة.

ومايكروسوفت من أكبر الشركات الأمريكية التي تتركز عليها أنظار الجهات الرقابية الصينية في الوقت الذي تكثف فيه تلك الجهات جهودها في محاولة على ما يبدو لحماية الشركات والعملاء المحليين. وقالت الإدارة إنها حصلت على وثائق ورسائل إلكترونية وبيانات أخرى من أجهزة كمبيوتر وخوادم مايكروسوفت مضيفة أنها لم تستكمل التحقيق لأن الشركة قالت إن بعض موظفيها الرئيسيين غير موجودين في الصين.

وقال بيان الإدارة إن مايكروسوفت متهمة بانتهاك قانون مكافحة الاحتكار في الصين منذ يونيو حزيران من العام الماضي. وجاء إعلان إدارة الصناعة والتجارة وهي إحدى ثلاث جهات تنظيمية معنية بمكافحة الاحتكار في الصين بعد يوم من مداهمة مسؤولين من الإدارة مكاتب مايكروسوفت في بكين وشنغهاي وقوانغتشو وتشنغدو.

وقالت مايكروسوفت إن بعض المسؤولين زاروها وإن الشركة "ترحب بالإجابة على أسئلة الحكومة" وهو ما رددته مجددا بعد إعلان الإدارة الصينية. وأشار بيان الإدارة الصينية إلى أن المداهمات جاءت بناء على تقارير من شركات أخرى دون الكشف عن هوية هذه الشركات. وقالت شركة صينية للخدمات القانونية إن مايكروسوفت فوضتها بالفعل لمساعدتها في قضية مكافحة الاحتكار لكن الشركة أحجمت عن ذكر اسمها أو الخوض في مزيد من التفاصيل.

وكانت غرفة التجارة الأمريكية حثت واشنطن في وقت سابق هذا العام على اتخاذ إجراءات صارمة بحق بكين لاستخدامها المتزايد لقواعد مكافحة الاحتكار التي تتبناها منذ ست سنوات مشيرة إلى "تزايد المخاوف بين الشركات الأمريكية." وتوترت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بشدة بسبب خلافات بشأن خصوصية البيانات. بحسب رويترز.

ودعت وسائل إعلام رسمية إلى فرض "عقوبة مشددة" على شركات التكنولوجيا التي تساعد الحكومة الأمريكية في سرقة الأسرار ومراقبة الصين عقب المعلومات التي كشف عنها الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية ادوارد سنودن. وزادت التوترات عندما اتهمت وزارة العدل الأمريكية خمسة أفراد في الجيش الصيني باختراق أنظمة شركات أمريكية لسرقة أسرار تجارية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 29/آيلول/2014 - 3/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م