الفساد الرياضي..  بين احتراف الاحتيال وسماسرة الاحتكار

 

شبكة النبأ: الفساد ظاهرة عالمية تتعدد أشكاله وصورة فهناك الفساد الاداري والمالية والسياسية. وينتشر الفساد جميع المؤسسات العامة او الخاصة، ومنها المؤسسات الرياضية التي اصبحت اليوم وبحسب بعض الخبراء، مركز اساسي للعديد من عمليات الفساد المتنوعة التي شملت الكثير من الاندية والاتحادات الرياضية، هذا بالإضافة الى الكثير من الشخصيات البارزة المتهمة بسرقة واختلاس اموال او قبول الهدايا والرشا او تعاطي المنشطات او غيرها من الفضائح الاخرى التي اضرت بمسيرة الحركة الرياضية بشكل عام. ويعرف بشكل عام وكما تشير بعض المصادر بأنه "انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة"، ويعني الفساد: التلف إذا ارتبط المعنى بسلعة ما، وهو لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الحياة.

ويرى بعض المحللين أن الفساد يعرض نفسه كمنظومة رياضية اقتصادية مجتمعية كاملة ويمارس بمختلف أنواعه، كما توضح المنظمات الرقابية العالمية بأن الفيفا يجمع بين كونه منظمة غير حكومية وغير هادفة للربح وبين كونه شركة عالمية تحقق عائدات ضخمة... لها نفوذ سياسي وتأثير اجتماعي هائل على مستوى العالم، فان الافتقاد الى المحاسبة الاجبارية امام العالم الخارجي يجعل من غير المحتمل حدوث تغيير في مجال الفساد.

وفيما يخص بعض قضايا الفساد الرياضي فقد استمر رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني، في الدفاع عن اختيار قطر لتنظيم مونديال 2022، و"الذي يجب أن يقام في الشتاء"، في تصريحات نشرتها الصحافة الألمانية رافضا في الوقت ذاته فكرة مقاطعة مونديال 2018 في روسيا. وأكد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني في تصريحات نشرتها صحيفة "بيلد آم سونتاغ " الألمانية أنه لم يكن خطأ التصويت لقطر"، معتبرا أن علاقات ابنه المهنية مع هذه الإمارة الخليجية لا تشكل عائقا. وأوضح "اختير ابني للعمل من قبل القطريين ليس لأنه ابني وإنما لأنه محام جيد. أي أب أكون إذا منعت ابني من العمل لاني سأتعرض لانتقادات".

وبخصوص الانتقادات الموجهة لقطر جراء المعاملة السيئة للعمال الأجانب، اعتبر بلاتيني في تصريح لصحيفة "فيلت آم سونتاغ" إنه لأمر جيد "أن تكون قطر تحت الضغط الدولي". وعن فترة إقامة المونديال نقلت "بيلد" عن بلاتيني "قلت دائما إنه يجب أن يقام في الشتاء لأنه إذا لم نذهب إلا إلى الدول التي لا تصل فيها الحرارة إلى 50 درجة، فإن دولة مثل قطر لن تكون لها أي فرصة وهذا بالتالي لن يكون من العدل في شيء".

وحول الانتقادات لمونديال 2018 في روسيا، أكد بلاتيني "أنا لا أفهم كيف أن هناك سفارة ألمانية وأن شركة لوفنتهانزا تتوجه إلى موسكو لكن المونديال يجب ألا يقام في روسيا". وشدد في تصريحه لصحيفة "فيلت" على أنه "لا نستطيع أن نطلب من الرياضة ومن كرة القدم أن تحل دائما المشاكل التي تستطيع الأسماء الكبيرة من السياسيين حلها". بحسب فرانس برس.

واعتبر مرة أخرى أنه لم يترشح لرئاسة الاتحاد الدولي (فيفا) "ليس تهربا ولا خوفا من (السويسري) جوزيف بلاتر. أنا لم اتخذ قرارا ضد الفيفا وإنما لصالح الاتحاد الأوروبي". وسيترشح بلاتيني (59 عاما) لولاية ثالثة من 4 سنوات على رأس الاتحاد الأوروبي في الانتخابات التي ستجري في 24 آذار/مارس 2015 في فيينا.

تذاكر المونديال

في السياق ذاته تشغل فضيحة بيع تذاكر مباريات مونديال 2014 بشكل غير شرعي الرأي العام المحلي والعالمي إلى جانب القضاء والشرطة في البرازيل، ويجري البحث حاليا عن متهمين اثنين رئيسيين بتكوين شبكة إجرامية قامت ببيع تذاكر مباريات المونديال بطريقة غير شرعية. وذكرت وسائل الإعلام البرازيلية الخميس أن راي ويلان، المسؤول في شركة "مباريات الضيافة" (ماتش هوسبيتاليتي) والذي اعتقل في وقت سابق بعد اتهامه بتزعمه شبكة تبيع تذاكر مونديال 2014 بشكل غير شرعي، فر من العدالة. وقال المفتش فابيو بروكي من الشرطة البرازيلية في تصريح لموقع "جي1" المحلي إن المسؤول في شركة "مباريات الضيافة" (ماتش هوسبيتاليتي) راي ويلان ترك "فندق كوباكابانا بالاس" مسرعا قبل ساعة من وصول الشرطة لإلقاء القبض عليه ويعتبر حاليا "هاربا". وأضاف بروكي المكلف بالقضية: "خرج من باب الخدمات، شاهدناه من الكاميرات. إنه هارب".

وقام القضاء البرازيلي بالتحقيق مع 12 متهما وقرر حبس 11 منهم على ذمة التحقيق بينهم ويلان. وأوضح أن الشخص الوحيد الذي لم يتم إصدار أمر بالقبض عليه هو المحامي البرازيلي جوزيه مسيح "لتعاونه في التحقيق" بحسب ما أوضحته الشرطة وأطلق سراحه مؤقتا. وسيتابع المتهمون ال12 بتهمة تكوين عصابة إجرامية وبيع التذاكر في السوق السوداء والرشوة وتبييض الأموال والتهرب الضريبي. باستثناء ويلان، يوجد جميع المتهمين في سجن بانغو جنوب البلاد بينهم الفرنسي الجزائري محمدو لمين فوفانا الذي يعتبر الذراع اليمنى لويلان.

وقال المدعى العام ماركوس كاك: "المعلومة التي توصلت بها هي أنه هرب. لم يتم إيقافه، وبما أنه ليس هناك أي مذكرة ضده من المحتمل أن يكون طلب جواز سفر آخر من القنصلية البريطانية. هو إنجليزي وإذا ذهب إلى إنجلترا، هل ستتم متابعته هنا ؟ وإذا ثبت اتهامه هل سيعود؟". من جهتها، اتهمت "ماتش هوسبيتاليتي" التي يقع مقرها في زيوريخ، الشرطة البرازيلية باعتقال غير قانوني لويلان مؤكدة أنه بريء.

وتم اعتقال ويلان، بريطاني يبلغ من العمر 64 عاما ومدير الأعمال السابق لأسطورة الكرة الإنجليزية بوبي تشارلتون، في فندق "كوباكابانا بالاس" الفخم الذي يمكث فيه رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جوزف بلاتر ومسؤولو الاتحاد الدولي خلال نهائيات البرازيل 2014، وذلك بعد أيام معدودة على إيقاف 11 شخصا آخر في محاولة لتفكيك هذه الشبكة. وذكر أندرياس هيرين، المسؤول الإعلامي في "ماتش هوسبيتاليتي"، أحد شركاء "فيفا" والشركة المسؤولة عن توزيع حزم كبار الشخصيات في مونديال 2014، في بيان أنه تم الإفراج عن ويلان.

وأضاف هيرين الذي شغل سابقا منصب المسؤول الإعلامي في فيفا، "أفرجت الشرطة عن ويلان وهو سيساعد الشرطة في تحقيقاتها. وتثق "ماتش" تماما بأن المعطيات ستثبت بأنه لم يخرق أي قوانين. وفي الوقت الحالي، سيواصل راي ويلان كما حال كافة العاملين في "ماتش" العمل في مناطق عملياتنا من أجل الحرص على تأمين نهائيات كأس عالم ناجحة في البرازيل 2014".

و"ماتش هوسبيتاليتي" هي شركة موكلة من قبل الفيفا وبحقوق حصرية لبيع حزم كبار الشخصيات والتي تتضمن تذاكر الدخول إلى منصة كبار الشخصيات في الملاعب، وتذاكر الطيران والحجوزات في الفنادق الفخمة. وذكرت الشرطة أن الشبكة باعت آلاف التذاكر بقيمة ملايين الدولارات منذ مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 حتى النسخة الحالية في البرازيل. وسبق أن أعلنت الشرطة اشتباهها بأحد أعضاء فيفا بأنه مصدر شبكة الاتجار بالتذاكر بطريقة غير شرعية.

وقال المفوض فابيو باروكي بعد تفكيك الشبكة المهمة: "اعتقدنا أن الفرنسي-الجزائري محمدو لمين فوفانا كان من فيفا ومصدر الاتجار. لكن بعد إلقاء القبض عليه أدركنا أن هناك شخصا أعلى منه في الاتحاد الدولي مع وسيط لمباريات الضيافة (وكالة فيفا لبيع حزم الضيافة)". وتابع: "نطلب مساعدة فيفا لتحديد هوية هذا الشخص، وهو أجنبي يقطن في فندق كوباكابانا بالاس... نريد تحديد المستوى الأخير من الشبكة، البائعين أمام الملاعب، من هم أعلى من لمين فوفانا ومن مرروا له التذاكر". وبحسب يومية "أو ديا" المحلية فإن الشبكة عملت في المونديالات الأربعة السابقة، ودرت أرباحا بقيمة 70 مليون يورو لكل نسخة.

وأوضح الشرطي: "حصل الفرنسي، وله جذور جزائرية ويعيش في دبي، على التذاكر من خلال "ماتش هوسبيتاليتي" ما يرجح فرضية مشاركة فيفا وهذه الشركة موضع تحقيق راهنا. لدينا مؤشرات أنه على الأقل هناك شخص واحد من فيفا ضالع في القضية". وذكرت الشرطة أن التحقيق يتعلق ببيع تذاكر منحها الاتحاد الدولي لرعاته، اتحادات الأرجنتين والبرازيل وأسبانيا ومنظمات غير حكومية.

وأعلن المدعي العام البرازيلي ماركوس كاك الموكل بالقضية: "كانت الشبكة تحتسب فواتير عالية لكل مباراة. كانت تبيع ألف تذكرة تقريبا للمباراة الواحدة بسعر أساسي يبدأ بألف يورو". وجرت عمليات البيع في 3 شركات سياحية في كوباكابانا (جنوب ريو) تم إغلاقها. وأشارت صحيفة "أو ايستادو" المحلية إلى أن الشرطة ارتكزت على مكالمات هاتفية بين فوفانا وويلان، وانطلاقا من ذلك قامت بتحقيقاتها وصولا إلى عملية إلقاء القبض على الأخير.

وأوضح مفتش الشرطة فابيو بروكي أن "ويلان نفى مفاوضاته لبيع التذاكر مع الفرنسي الجزائري محمدو لمين فوفانا خلال كأس العالم، ولكن لدينا الدليل، 900 مكالمة هاتفية بينهما خلال البطولة". وأوضح أن ويلان سيتابع بتهمة "تسهيل توزيع تذاكر من أجل إعادة بيعها بطريقة غير شرعية" وتكوين "شبكة إجرامية". بحسب فرانس برس.

وتابع أن ويلان يواجه عقوبة السجن لمدة 4 أعوام بحسب المادة 41 من قانون المشجع مشيرا إلى أن المحققين كانوا يرغبون في اعتقال "على الأقل 7 مشتبه بهم آخرين تم التعرف عليهم بالفعل". وقرر القضاء البرازيلي وضع ويلان تحت الحراسة النظرية لمدة 5 أيام بعدما وجدت 100 تذكرة في غرفته بالفندق، قبل أن يطلق سراحه.

مارادونا والفيفا

الى جانب ذلك اتهم أسطورة كرة القدم الأرجنتيني، دييغو مارادونا، "الفيفا" بمحاولة إنقاذ المنتخبات الكبرى في المونديال لإرضاء الشركات الراعية. وجاء تصريح النجم الأرجنتيني السابق بعد إخضاع 7 لاعبين من منتخب كوستاريكا لفحص المنشطات. وقال مارادونا "لاعبان فقط من كل منتخب يجب أن يخضعان لفحص المنشطات".

وأرجع مارادونا قرار الاتحاد الدولي إلى أن الشركات الراعية "لن تدفع الأموال التي وعدت الاتحاد الدولي بها" في حال غياب المنتخبات الكبرى مثل إيطاليا عن الدور ثمن النهائي. وقال مارادونا: "يحصل ذلك فقط لأن البعض أحرجوا من طرف كوستاريكا، وأن المنتخبات الكبرى لن تتأهل (إلى الدور الثاني)، وبالتالي لن يدفع الرعاة ما وعدوا به". وختم "لاعبان فقط من كل منتخب يجب أن يخضعان لفحص المنشطات. أعرف عما أتحدث، لأنه حصل معي. ولكن 7 لاعبين ؟ لم أر في حياتي ذلك".

وبحسب الموقع الرسمي لصحيفة لا غازيتا الإيطالية فان 5 لاعبين كوستاريكيين خضعوا لفحص المنشطات بالإضافة إلى لاعبين آخرين يتم استدعاؤهما عادة من الفيفا بحسب القوانين الجاري بها العمل. وعلل الاتحاد الدولي قراره بكون اللاعبين الخمسة الآخرين لم يخضعوا للفحص قبل انطلاق النهائيات. بحسب فرانس برس.

ولم يقتنع مارادونا بجواب الفيفا وهو الذي استبعد من مونديال 1994 في الولايات المتحدة بسبب تناوله مادة "الافريدين"، مؤكدا أن قرار الفيفا "يخالف القوانين". وكانت كوستاريكا تغلبت على الأوروغواي بطلة العالم مرتين 3-1 ثم على إيطاليا حاملة اللقب 4 مرات 1-صفر وحجزت بطاقتها إلى ثمن النهائي وأقصت إنكلترا بطلة العالم مرة واحدة.

الاتحاد الكاميروني

من جانب اخر أعلن الاتحاد الكاميروني لكرة القدم أنه فتح تحقيقات في ادعاءات نقلتها صحف ألمانية عن تلاعب بالنتائج من قبل عدد من لاعبي المنتخب الكاميروني أثناء مشاركته في كأس العالم الحالية في البرازيل. ونقلت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية عن حكم سابق هو ويلسون راج بيرومال، وهو معتقل في فنلندا في تحقيقات فضائح تلاعب وترتيب نتائج، قوله إنّ مباراة الكاميرون وكرواتيا ستشهد خسارة المنتخب الإفريقي وكذلك حالة طرد لأحد لاعبيه، وهو ما تمّ بخسارة الكاميرون بأربعة أهداف وطرد ألكسندر سونغ. بحسب CNN.

كما شهدت المباراة عراكا على الهواء أثناء اللعب بين لاعبين كاميرونيين. وتعهد الاتحاد بأنّ يفتح تحقيقا معمقا بشأن المباراة وكذلك "بشأن وجود ما لا يقل عن سبعة لاعبين قد يكونون مورطين في فضيحة تلاعب." وأوضح الاتحاد أنه فتح التحقيق بصفة طوعية، رغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يخطره بأي طلب. ووصف المدرب الألماني لمنتخب الكاميرون فالكر فينكه سلوك لاعبيه أثناء تلك المباراة بكونه "غير مقبول" معربا عن استغرابه لسير أحداثها.

الاتحاد الدولي

على صعيد متصل لم يعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر ترشيحه رسميا لولاية جديدة في المؤتمر ال61 للفيفا في ساو باولو، لكنه قدم من جهة أخرى رؤيته المستقبلية ل--"قائد قوي"-- لمواجهة "الجدالات"، في وقت تلقي فيه اتهامات "قطرغايت" بظلالها. ولم يستغل بلاتر، الذي لا يخفي امله في الترشح لولاية خامسة وهو في سن ال78 عاما، خطابه في افتتاح مؤتمر الفيفا ولا خطابه الشكلي في الختام للتطرق الى مستقبله في وقت ستقام فيه الانتخابات الرئاسية بعد اقل من عام واحد وتحديدا في 29 ايار/مايو 2015 في زيوريخ.

وكان رئيس الفيفا اكد مرات عدة انه سيعلن عن موقفه من الترشح في كونغرس ساو باولو. ويبقى امامه المؤتمر الصحافي الختامي للكونغرس للتعبير عن رأيه في هذا الموضوع على الارجح. ولكن سيكون من الغريب ان يعبر عن رأيه امام وسائل الاعلام وليس امام ممثلي الاتحادات ال209 المنضوين تحت لواء الفيفا، أمام ناخبيه. ويملك بلاتر حق تغيير رأيه بخصوص إعلان ترشيحه من عدمه. تغيير الرأي، قام به في السابق.

ففي عام 2011 وخلال الانتخابات الرئاسية الاخيرة، اعلن انها ولايته الاخيرة. ولكنه وخلال جولته على الاتحادات القارية الستة (اسيا، افريقيا، اوروبا، اميركا الشمالية والوسطى والكارايبي "كونكاكاف، اوقيانيا، واميركا الجنوبية) المتواجدة في ساو باولو، اكد نيته مواصلة قيادته لاكبر سلطة كروية في العالم، دون ان يعلن ذلك رسميا.

وحصل بلاتر على دعم اغلب الاتحادات باستثناء ممثلي الاتحاد الاوروبي الذين اعلنوا رفضهم بشدة. فهل هذه المعارضة دفعت بلاتر الى التخوف من اندلاع ضجة داخل صالة المؤتمر في حال اعلان ترشيحه ؟ في النهاية، هل بلاتر كان تكتيكيا بقوله ان ليست لديه مصلحة في الاعلان رسميا عن ترشيحه مبكرا ؟ منافسه القوي والجدي ميشال بلاتيني (58 عاما) رئيس الاتحاد الاوروبي جدد تأكيده على انه لن يعلن قراره --الترشح من عدمه-- الا في ايلول/سبتمبر.

وحتى الان، تقدم مرشح واحد للرسائة هو الفرنسي جيروم شامباني (55 عاما) الامين العام السابق للفيفا. ولا يملك هذا الديبلوماسي السابق وغير المعروف على الساحة الدولية، حظوظا كبيرة للظفر بمنصب الرئيس حتى انه اعترف بانه سيسحب ترشيحه في حال تقدم به بلاتر. ويبدو ان لعبة الشطرنج بين بلاتر وبلاتيني ستستمر. وجميع تدخلات بلاتر في المؤتمر لم تكن لها اي علاقة بمحصلة السنة الاخيرة لولايته. بحسب فرانس برس.

في احد خطاباته ودون الاشارة الى "قطرغايت" او كلمات مونديال 2022 وقطر، اشار بلاتر الى الشرور التي تمس مؤسسته، وقال "كرة القدم ليست لعبة فقط، لقد أصبحت سواء أحببنا أم كرهنا، مؤسسة تزن مليارات الدولارات وتولد احيانا جدالات واوضاعا معقدة". وأضاف: "يجب أن أعترف، في هذه الاوقات المهمة لكرة القدم والفيفا، أن العالم يتغير، واللعبة تتغير، ورهان منظمتها يجب أن يتغير". وواصل بلاتر تقديم وصفته المستقبلية على غرار ما يفعله المرشحون، بقوله: "يجب ان تكون لدينا رؤية مشتركة للمستقبل، بقيادة قوية وصناع قرار اقوياء، ولجنة تنفيذية قوية (حكومة كرة القدم العالمية) ومؤتمر قوي (برلمان كرة القدم العالمية) وسيكون لدينا اتحاد دولي قوي".

اللعب المالي النظيف

في السياق ذاته جددت رابطة الاندية الاوروبية لكرة القدم دعمها لقاعدة اللعب المالي النظيف المفروض من قبل الاتحاد الاوروبي للعبة داعية لعدم اعتباره بمثابة "هجوم ضد الاندية" بحسب رئيسها الالماني كارل هاينتس رومينيغه. وقال رومينيغه خلال جمعية عمومية للرابطة في جينيف في بيان: "ادعو كل ناد للامتثال الى القوانين واذكركم بانهم لا يجب ان تكون بمثابة الهجوم ضد الاندية بل كتطور ايجابي على المدى الطويل للعبة". واضاف: "لا يجب ان نعتقد بان مالية الاندية في صحة جيدة. التقييم الصحيح للعب المالي النظيف لا يمكن ان يتحقق سوى عند حدوث نقطة توازن بعد عدة سنوات".

وتنص قاعدة اللعب المالي النظيف على ضرورة تحقيق التوازن بين الايرادات والانفاق، خشية من عقوبات تصل الى حرمان النادي من المشاركة في البطولات الاوروبية. وكان الاتحاد الاوروبي فرض في ايار/مايو الماضي عقوبات رياضية وغرامات كبيرة على مانشستر سيتي بطل انكلترا وباريس سان جرمان بطل فرنسا بالاضافة الى سبعة اندية اخرى لمخالفة القاعدة. وقبلت الاندية العقوبات من دون ان تستأنف لدى الاتحاد الاوروبي او محكمة التحيكم الرياضي. بحسب فرانس برس.

واعتبر القطري ناصر الخليفي رئيس سان جرمان ان قاعدة اللعب المالي النظيف "غير عادلة" و"تحجب قدوم المستثمرين": "بالنسبة لي فان قاعدة اللعب المالي النظيف غير عادلة، فهي تحجب قدوم المستثمرين الجدد. تحمي الاندية الكبرى، ما يجبر الاندية الصغرى ان تبقى صغيرة. اذا حرمنا المستثمرين من القدوم الى كرة القدم، سيذهبون الى الفورمولا واحد او الى مكان آخر". واضاف: "نحن جاهزون للعمل مع هذه القاعدة، لكن امل ان يعدلها الاتحاد الاوروبي العام المقبل. لقد اشتكت اندية كثيرة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/آيلول/2014 - 22/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م