فقدان الذاكرة.. داء يسرق جوهرة العقل

 

شبكة النبأ: فقدان الذاكرة وكما تشير بعض المصادر هو عدم تذكر المعلومات والمهارات والخبرات التي مر بها الفرد, والنسيان ظاهرة طبيعية تحدث لجميع البشر ولكنه قد يكون مرضيا عند الإصابة ببعض الأمراض مثل ألزهايمر أو عقب إصابة دماغية أو صدمة انفعالية. تعزى اسباب النسيان او فقدان الذكرة من الناحية الطبية الى عدة أسباب، هي التي تحدد فيما إذا كان قد حدث بصورة مفاجئة أم تدريجية، أم مؤقتة أم دائمة، وتتمثل بما يلي: ضعف تثبيت المعلومة في الذهن، وذلك إما نتيجة للمرور عليها بصورة سريعة أي عدم التركيز عليها، أو لتشابه المعلومات وعدم وضع حدود أو فوارق بين المعلومات المتشابهة، نتيجة لكثرة المعلومات من جهة، ولحالة القلق والاجهاد الذي يرافق اقتباس المعلومة من جهة ثانية، ولضعف أو عدم تصنيف المعلومات إلى أصنافها الرئيسة من جهة ثالثة، سوء التغذية، ولاسيما المؤدية إلى نقص أحماض اوميغا3، حيث تودي إلى ضعف تغذية الدماغ وبالتالي ضعف الذاكرة، فضلا عن نقص الفيتامينات والأملاح المعدنية التي تغذي الدماغ وتنشط الذاكرة، مثل فيتامين (B1,B12,A,E) والبوتاسيوم والكبريت والفسفور والحديد. وتجدر الإشارة إلى أن معظم مرضى النسيان، يعانون من سوء التغذية وعدم اتزان المواد الغذائية المتناولة.

البدانة، حيث يؤدي هضم المواد الغذائية الكثيرة، إلى قلة كمية الدم الواصلة إلى الدماغ، وبالتالي ضعف الذاكرة، ولذا قيل(البطنة تذهب الفطنة). الوراثة، حيث تنتقل ظاهرة النسيان، فضلا عن امراض كثيرة أخرى، بواسطة الجينات المتوارثة من الأبوين أو الأجداد، والتي يتضاعف نموها بعد عام من والولادة. الشيخوخة، حيث يؤدي التقدم بالعمر إلى زيادة صلابة شرايين الدماغ وضعف الدم، وبالتالي قلة المواد الغذائية المحمولة للدماغ، الذي ينتج عنه ضعف الذاكرة، حيث يلاحظ عند التقدم بالعمر، ظهور بعض الصعوبات في تذكر الأسماء أولاً، ثم الأحداث ثانياً، وفيما بعد الأماكن، ويسمى ذلك بنسيان الشيخوخة الحميد، وهو ليس له علاقة بمرض العته أو الخرف، رغم وجود بعض المظاهر المتشابهة بينهما. الأمراض ولاسيما السكر ومرض الزهايمر والنكوص العصبي والصدمات النفسية المؤثرة وجرح وارتجاج الدماغ والهستريا المرافقة للإضطراب والإصابة بهربس التهاب الدماغ والأورام والإصابات الدماغية، حيث تؤدي هذه الأمراض إلى النسيان وضعف الذاكرة.

ويمكن أن ينتج النسيان عن انتشار تلف دماغي، واصابات، على جانبي الدماغ، المسببة لجروح متعددة البؤر، كالشظايا مثلاً، وهذه تؤدي إلى تلف مناطق خزن الذكرة في نصف الكرة المخية، والتي تؤدي إلى تلف مناطق الذاكرة في الدماغ. الكآبة والاعياء والصدمات والكوارث وصعوبة الحياة والكبت والضوضاء المستمرة والتنافس والحسد ومحاولة الكسب السريع والسيطرة على مساحة واسعة من العمل وكثرة تداخل الأحداث اليومية، يؤدي إلى ضعف عملية ترسيخ المعلومات المنقولة بالحواس الخمس إلى الدماغ، وبالتالي ضعف الذاكرة. كثرة تناول الأدوية المنبهة والمنومة والمخدرات، يؤثر سلبا على خلايا الذاكرة وكثرة تناول الكحوليات. ويرى الكثير من الخبراء والباحثين ان هناك اسباب اخرى ومتنوعة لفقدان الذكرة وهو ما اثبتته الدراسات والبحوث العلمية الجديدة والتي غيرت العديد من النظريات السابقة.

فصيلة الدم

وفي هذ الشأن فقد أظهر بحث أمريكي أن ثمة علاقة بين الإصابة بفقدان الذاكرة في مراحل متأخرة من العمر، وفصيلة نادرة للدم. وكشف البحث أن أصحاب فصيلة الدم AB، وهم حوالي أربعة في المئة ممن شاركوا في الدراسة، أكثر عرضة لمشاكل الذاكرة والتفكير من أصحاب فصائل الدم الأخرى. ونشرت الدراسة في مجلة "نيورولوجي"، وهي قائمة على دراسة سابقة كانت أظهرت أن فصيلة الدم قد تسبب الإصابة بأمراض القلب.

وقالت منظمة خيرية إن أفضل طريقة للحفاظ على صحة المخ هي تناول الطعام الصحي المتوازن، والمداومة على التدريبات الرياضية، وعدم التدخين. وأجرى البحث فريق أمريكي من كلية الطب بجامعة فيرمونت، وحلل بيانات حوالي 30 ألف مواطن أمريكي تزيد أعمارهم على 45 عاما. وأجري البحث على مدار ثلاث سنوات، ظهرت خلالها مشاكل في التفكير والذاكرة، وقصور في الإدراك لدى حوالي 495 من المشاركين.

وفي المقابل، لم تظهر على 587 من المشاركين أي أعراض لمشاكل في الإدراك. ويمثل أصحاب فصيلة الدم AB ستة في المئة ممن أصيبوا بقصور في الإدراك، مقارنة بأربعة في المئة من باقي فصائل الدم. كما أكد البحث على أن أصحاب بعض فصائل الدم، كالفصيلة O، أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، وهو ما يحمي المخ بدوره.

وتقول رئيسة فريق البحث، ماري كشمان، إن "دراستنا تبحث في العلاقة بين فصيلة الدم ومخاطر الإصابة بالقصور في الإدراك. لكن دراسات أخرى كانت قد أظهرت أن عوامل مؤثرة أخرى، كارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والسكر، قد تزيد من مخاطر الإصابة بقصور في الإدراك والخرف". بحسب بي بي سي.

وأضافت كشمان أن فصيلة الدم "لها علاقة بخطر الإصابة بأزمات القلب، إذ تظهر النتائج وجود علاقة بين أمراض القلب وصحة المخ. لكن هذه النتائج تحتاج للمزيد من البحث لتأكيدها". وقال سيمون ريدلي، رئيس بحوث بمركز أبحاث الزهايمر بالمملكة المتحدة، إن البحث لا يتناول مخاطر الإصابة بالخرف، "وما زال من المبكر الجزم بأن أصحاب فصيلة الدم AB هم الأكثر عرضة للإصابة. والدليل المتوفر على أفضل الطرق للحفاظ على صحة المخ هو تناول الطعام المتوازن، وعدم التدخين، والمداومة على التدريبات الرياضية".

سن 45 عاما

على صعيد متصل قال باحثون إن فقدان الذاكرة وغيرها من وظائف المخ يمكن أن يبدأ في وقت مبكر عند سن 45 عاما الامر الذي يشكل تحديا كبيرا للعلماء للبحث عن طرق جديدة للوقاية من الخرف. وتتناقض نتائج الدراسة التي استمرت عشر سنوات وشملت أكثر من 7000 من موظفي الحكومة البريطانية مع المفاهيم السابقة التي تفيد بأن التدهور الادراكي لا يبدأ قبل سن الستين وسيكون لهذه النتائج اثار بعيدة المدى بالنسبة لبحوث الخرف.

وتعود أهمية تحديد سن تدهور الذاكرة ومهارات الفهم الى أن استجابة الاشخاص للعقاقير تكون افضل على الارجح اذا ما أعطيت في بداية ظهور الاعراض. وتجرى حاليا التجارب الاكلينيكية على مجموعة عقاقير جديدة لمرض الزايمر وهو الشكل الاكثر شيوعا للخرف لكن التوقعات متواضعة ويخشى بعض الخبراء من أن العقاقير الجديدة يجري اختبارها على مرضى ربما يكونون أكبر سنا مما ينبغي لإظهار نتيجة.

ووجد فريق البحث بقيادة ارشانا سينغ-مانوكس من مركز أبحاث الاوبئة وصحة السكان في فرنسا وجامعة كوليدج لندن انخفاضا طفيفا في الاستدلال العقلي لدى الرجال والنساء في سن 45 الى 49 عاما. وقالت سينغ-مانوكس 'لم نتوقع أن نرى أي انخفاض استنادا الى بحوث سابقة.' وبين الاشخاص الاكبر سنا محل الدراسة كان متوسط التراجع في الوظائف المعرفية أكبر لكن ظهر تباين واسع في جميع الاعمار ولم يظهر أي تدهور لدى ثلث الافراد الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و70 عاما خلال تلك الفترة.

وقالت سينغ-مانوكس 'لا يحدث ذلك فجأة عندما تكبر. هذا التباين موجود قبل ذلك بكثير... الخطوة التالية ستكون دراسة هذا الجزء بشكل منفصل والبحث عن روابط لعوامل الخطر.' وتم تقييم المشاركين ثلاث مرات أثناء الدراسة وذلك باستخدام اختبارات الذاكرة والمفردات اللغوية ومهارات الادراك السمعية والبصرية. بحسب رويترز.

وعلى مدار فترة عشر سنوات كان هناك انخفاض بنسبة 3.6 بالمئة في الاستدلال العقلي بين الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و49 عاما في بداية الدراسة في حين كان الانخفاض عند الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و70 عاما 9.6 بالمئة و7.4 بالمئة لدى النساء. ونشرت نتائج البحث في الدورية الطبية البريطانية (British Medical Journal) وافتتاحية لفرانسين جرودشتين من مستشفى النساء في بوسطن وقد وصفت النتائج بأنها مقنعة. وتركز معظم ابحاث خرف الشيخوخة على الاشخاص في سن 65 عاما فأكبر لكن جرودشتين قالت انه في المستقبل سيحتاج العلماء الى القيام بدراسات اكلينيكية طويلة الاجل تشمل فئات عمرية أصغر سنا بكثير وربما تشمل عشرات الالاف من المشاركين.

الإفراط في الكحوليات

من جانب اخر أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن شرب الكحوليات بكثرة في مرحلة منتصف العمر يضاعف خطر فقدان الذاكرة في وقت لاحق. وخلصت الدراسة إلى أن الرجال والنساء في الخمسينات والستينات من العمر - الذين كانوا يشربون الكثير من الكحوليات في مرحلة ما من حياتهم - أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الذاكرة، وذلك في غضون فترة تصل إلى عقدين.

وتعد الدراسة التي نشرت في الدورية الأمريكية للطب النفسي للمسنّين بمثابة دليل جديد يضاف إلى أدلة متزايدة على أن الإفراط في شرب الكحوليات يمكن أن يضعف الوظائف الذهنية الذاكرة لاحقا. ويقول الباحثون إن هذا الأمر يتعلق بالصحة العامة ويجب معالجته. وطرح العلماء ثلاثة أسئلة محددة على 6500 شخص في منتصف العمر بشأن شرب الكحوليات في الماضي. وجاءت الأسئلة كالتالي: هل تعرضوا لمضايقات من الناس عن طريق انتقاد شربهم للكحوليات؟ هل شعروا بالذنب أو انتابهم شعور بالاستياء بسبب شرب الكحوليات؟ هل شربوا الكحوليات بعد الاستيقاظ مباشرة في الصباح بهدف تهدئة الأعصاب أو التغلب على الشعور بالإعياء جراء الإسراف في شرب الكحوليات؟ وأشارت الدراسة إلى أن أي شخص أجاب بنعم على أحد تلك الأسئلة كان لديه مشكلة مع الكحوليات ويعاني من مخاطر مضاعفة للإصابة بضعف حاد في الذاكرة.

وقال لاين لانغ، وهو باحث بارز بكلية الطب بجامعة إكستر "نعلم أن الكحوليات لها أضرار على المخ بشكل عام، لكن الأمر لا يتعلق بكمية الكحوليات فحسب، ولكنه يتعلق أيضا بتأثير ذلك على الشخص". وأضاف أن "الكمية التي يتناولها الشخص هامة.. والشيء المهم أيضا هو ما إذا واجهت أي مشاكل في تناول الكحوليات أو ما إذا أخبرك آخرون بأن لديك مشكلة". ونصح لانغ بتناول الكميات الموصى بها يوميا وأسبوعيا، كما نصح بتخفيض الكمية إذا كان الشخص يتأثر بأي من المواد الواردة في الاستبيان، لأن ذلك من شأنه أن يزيد من مخاطر الإصابة بالخرف.

وقال دوغ براون، مدير البحث والتطوير بجمعية الزهايمر الخيرية، إن هناك تأثيرا غير ظاهر لإدمان الكحوليات، مشيرا إلى وجود أدلة متزايدة على أن إدمان الكحوليات يمكن أن يؤثر على الإدراك في وقت لاحق. وأضاف أن "هذه الدراسة الصغيرة تظهر أن الأشخاص الذين اعترفوا بتناول الكحوليات في مرحلة ما من حياتهم أكثر عرضة بمقدار الضعف للإصابة بمشاكل حادة في الذاكرة". بحسب بي بي سي.

وأردف أن "هذا لا يعني أن الناس بحاجة إلى الامتناع عن تناول الكحوليات تماما. ففي ظل اتباع نظام غذائي صحي وعدم التدخين والحفاظ على وزن صحي، يمكن أن يساعد تناول كمية قليلة من النبيذ الأحمر في تقليل خطر الإصابة بالخرف". وقال إريك كارين، مدير العلوم في مؤسسة أبحاث الزهايمر بالمملكة المتحدة، إنه "على الرغم من أن مثل هذه الدراسات قد تكون مفيدة للغاية لرصد الاتجاهات الصحية، فإن من المهم الإشارة إلى أنها ليست قادرة على أن تظهر السبب والنتيجة، وأنه من غير الواضح ما إذا كانت عوامل أخرى قد أثرت على هذه النتائج".

الاسماك و زيت الزيتون

في السياق ذاته قال باحثون فنلنديون ان أكل أسماك التونة وغيرها من الاسماك الغنية بالدهون قد يساعد في الوقاية من فقدان الذاكرة بالإضافة الى تقليل خطر الاصابة بالجلطات. وقال يركي فيرتانن من جامعة كوبيو في فنلندا انه وجد أن الذين يتناولون السمك المطهي في الفرن أو المشوي -لكن ليس المقلي- والذي يحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميجا 3 الدهنية أقل عرضة للإصابة بتلفيات المخ "الصامتة" التي يمكن أن تسبب فقدان الذاكرة والعته وترتبط بزيادة خطر الجلطات.

وذكر فيرتانن الذي قاد فريق البحث في بيان "أظهرت دراسات سابقة أن الاسماك وزيوتها يمكن أن تساعد في الوقاية من الجلطات لكن هذه واحدة من دراسات فريدة تناولت أثر السمك على (تلفيات) المخ الصامتة لدى كبار السن الاصحاء." وأحماض أوميجا 3 الدهنية -وهي أحماض غير مشبعة تساعد في تكوين انسجة المخ والقرنية والعين- توجد أيضا في أسماك السلمون والماكريل والرنجة والسردين وفي أطعمة أخرى مثل الجوز. وقد ثبت أن لها أثرا مضادا للالتهابات وقرنت بخفض احتمالات الاصابة بأمراض القلب.

ودرس الفريق الفنلندي حالة 3660 شخصا في مرحلة عمرية تبدأ من 65 عاما أجريت لهم فحوص للمخ تفصل بينها خمس سنوات لرصد تلفيات المخ الصامتة التي توجد لدى نحو 20 بالمئة من المسنين الاصحاء عموما. وذكر الباحثون في دورية علم الاعصاب أنهم اكتشفوا أن الرجال والنساء الذين يتناولون الاسماك الغنية بأوميجا 3 ثلاث مرات أو أكثر أسبوعيا يقل لديهم خطر الاصابة بتلفيات المخ الصامتة بنحو 26 في المئة.

أما تناول وجبة واحدة من هذه الاسماك أسبوعيا فيقلل الخطر بنسبة 13 في المئة مقارنة بمن لا تحتوي أنظمتهم الغذائية على هذا النوع من السمك. وأضاف الباحثون أنه لعلة ما لم يبد أن السمك المقلي له نفس الفوائد. وقال فيرتانن "بينما يبدو أن أكل التونة وأنواع أخرى من السمك يساعد في الوقاية من فقدان الذاكرة والجلطة فان هذه النتائج لم تظهر بين من يأكلون السمك المقلي بانتظام. بحسب رويترز.

على صعيد متصل اثبتت دراسة حديثة قام بها فريق علمي من جامعة 'باري' ، أن تناول قطرات زيت الزيتون يقي الانسان من فقدان الذاكرة ، وتبقي على أداء دماغك لوظائفه بشكل فعال عند بلوغك سن الشيخوخة، وقال الدكتور ' انتونيو كابورسو' الذي يترأس الفريق العلمي الذي قام بالأبحاث اللازمة قبل التوصل إلى هذا الاستنتاج إن السبب في ذلك - هو الحوامض الدهنية غير المتشبعة التي يمكن العثور عليها في الزيتون وحبة دوار الشمس وزيت السمسم.

كما ويعتقد هؤلاء العلماء أن هذه المواد تحافظ على سلامة الدماغ. ويعبر الدكتور 'كابورسو' عن ذلك بقوله' يبدو أن هناك حاجة بشكل متزايدة إلى الأحماض الدهنية غير المتشبعة أثناء فترة الشيخوخة'. وقد توصل هذا الفريق الطبي إلى هذه النتائج بعد أبحاث شملت 300 شخص تراوحت أعمارهم فيما بين 65 و 84 عاما ، حيث تبين أن الذين تناولوا كميات أكبر من هذه الأحماض ضمن مكونات وجباتهم الغذائية قد تمتعوا بقدرة أفضل على التذكر وكانوا أكثر يقظة من غيرهم. ويوصي الباحثون بتناول كميات إضافية من زيت الزيتون باعتباره فعالا بشكل خاص في هذا المجال. ولا عجب، فشجرة الزيتون من الاشجار المباركة والتي ذكرة في كتاب الله عز وجل.

التحفيز الكهربائي

الى جانب ذلك ذكرت دراسة علمية أن إثارة جزء معين في المخ باستخدام نبضات كهرومغناطيسية يمكن أن يزيد قدراتنا على تذكر الكثير من الحقائق. وأظهرت التجارب، التي شارك فيها 16 متطوعا بالولايات المتحدة، تراجع نسبة الأخطاء التي ارتكبها المشاركون أثناء اختبارات الذاكرة حوالي 30 في المئة بعد انتهاء التجارب. ويبحث العلماء الآن في إمكانية الاستفادة من تلك التقنية في مساعدة من يعانون من اضطرابات الذاكرة وتقليل حالات فقدان الذاكرة مع التقدم في العمر. ووصف باحثون مستقلون تلك الطريقة بأنها "عبقرية."

واستهدف باحثون في جامعة نورثويسترن في الولايات المتحدة مركز عصبي معين معروف باسم الحصين الهيبوكامبوس. وتلعب تلك المنطقة بالمخ دورا مركزيا في عمليات الذاكرة الأساسية التي تربط حقائق غير مرتبطة ببعضها معا، مثل تذكر اسم شخص ما أو الأطعمة التي كانت في عشاء الأمس. وحدد الباحثون هذه المنطقة لدى 16 متطوعا مستخدمين مسح وأشعة مفصلة، ثم أجروا تقييما لذاكرتهم الأساسية.

وشاهد المشاركون في الدراسة صورا لوجوه بينما كانوا يستمعون لكلمات لا ترتبط بما يرونه، ثم طلب منهم تعلم وتذكر الوجه والكلمة التي سمعها أثناء رؤيته. واستخدم بعد ذلك جهاز لارسال نبضات تحفيز كهرومغناطيسية قصيرة إلى منطقة بالدماغ توجد مباشرة فوق مركز الحصين. واستمرت الجلسات لمدة 20 دقيقة يوميا طوال خمسة أيام متواصلة. وسجل المتطوعون تحسنا لافتا في اختبارات ذاكرة مشابهة بعد هذه الإجراءات، حتى بعد 24 ساعة فقط من اكتمال الجلسات.

وكشفت الدراسة أنهم ارتكبوا أخطاء أقل بحوالي 30 في المئة، مقارنة بما ارتكبوه قبل الخضوع للجلسات. ولم يظهر على المتطوعين أي تحسن في الذاكرة عند تعرضهم لتجربة كاذبة باستخدام دمية أو نسخة غير حقيقية من الجهاز. وقال البروفيسور جويل فوس، مسؤول الدراسة :"أظهرنا للمرة الأولى أنه يمكنك بصورة خاصة تغيير وظائف الذاكرة في الدماغ للأفراد البالغين بدون تدخل جراحي أو عقاقير، والتي لم تثبت فاعلية." وأضاف :"هذا التحفيز المحدد يحسن القدرة على تعلم أشياء جديدة، كما أن امكانياته هائلة لعلاج اضطرابات الذاكرة." بحسب بي بي سي.

ويعمل الباحثون الآن على معرفة كيفية تغير الذاكرة مع التقدم في العمر، والأمل في بدء إجراء التجارب على من تظهر لديهم علامات مبكرة للإصابة بمرض الخرف. وقال الدكتور نيك دافيس، الذي لم يشارك في الدراسة :"الطريقة التي استخدمت لتحفيز منطقة الحصن بارعة جدا، إنها عمل ذكي جدا." وأضاف :"العمل مثير خاصة أن كل ما نعرفه عن دوائر الذاكرة يأتي من دراسة الحيوانات أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف الذاكرة." ويقول علماء إن الجهاز يعمل على إرسال حقل كهرومغناطيسي قوي من خلال نبضات قوية. ويتولد عندها تيار كهربائي في الألياف العصبية، يحاكي الأنشطة الكهربائية المعتادة في الدماغ.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 15/آيلول/2014 - 19/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م