التحالف الدولي ضد داعش... خطوة للأمام واثنتين للخلف!

 

شبكة النبأ: مع تكثيف الجهود الامريكية لبناء التحالف الدولي المفترض له مواجهة انتشار تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية/ داعش) في العراق وسوريا، انقسم المجتمع الدولي الى مؤيد للحلف بعد ابداء الاستعداد لتقديم الدعم والتعاون المالي والعسكري والاستشاري، ومعارض شكك في نوايا الحلف وطبيعة أهدافه، فيما وقفت دول أخرى على الحياد، سيما وإنها ترى ان معالم هذا التحالف لم تكتمل بعد، وان هناك الكثير من علامات الاستفهام التي لم يتم الإجابة عليها بصورة واضحة، خصوصا حول كيفية إدارة الحلف والتنسيق بين الحلفاء؟، وهل هناك مدة زمنية لانتهاء المهمة؟، وكيف ستنفذ الضربات الجوية خصوصا في سوريا؟، وإذا تطلب الامر هل ستكون هناك قوات عسكرية على الأرض؟، وغيرها من الأسئلة.

وبعد ان اختتم كيري جولته (التي تهدف الى حشد المزيد من المؤيدين للتحالف ضد الإرهاب) في الشرق الأوسط في مصر (حيث التقى الرئيس المصري ورئيس الجامعة العربية، إضافة الى مرجعية الازهر) التي أعلن منها ان "مصر تقف في الخطوط الأمامية في القتال ضد الإرهاب خاصة فيما يتعلق بالقتال ضد الجماعات المتطرفة في سيناء"، توجه الى باريس لحضور المؤتمر الخاص بأمن العراق، وهو يدرك ان التحديات التي تواجه هذا التحالف كبيرة جدا، وان على الولايات المتحدة ممارسة أدوار مضاعفة من اجل زيادة الضغط على دول عديدة (منها دول حليفة وصديقة للولايات المتحدة) لمنع التمويل والاسناد الكبير الذي قدمته وتقدمة لجماعات مسلحة ومن ضمنها تنظيم داعش الذي تحاول الولايات المتحدة منع انتشاره وتمدده خارج حدود العراق وسوريا.

كما ان ردود الأفعال الغير متوقعة (وحتى المتوقعة) يمكن ان تغير مجرى التحالف بصورة مغايرة لتطلعات الولايات المتحدة الامريكية، سيما وان استثناء إيران وغضب روسيا وتهديد سوريا قد يؤدي الى تأجيج الصراع وزيادة حدة الإرهاب بدلا من القضاء عليه، كما يرى محللون.  

إيران خارج التحالف

فقد قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه لن يكون "ملائما" لإيران المشاركة في محادثات بشأن مواجهة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وذلك في الوقت الذي بدا فيه أنه يقلل من أهمية مدى السرعة التي يمكن أن تلتزم فيها الدول بإرسال قوات أو القيام بخطوات اخرى في ائتلاف ناشئ، والتقى كيري مع الزعماء الأتراك في محاولة للحصول على دعمهم لعمل تقوده الولايات المتحدة ضد مقاتلي الدولة الإسلامية ولكن احجام تركيا عن لعب دور قيادي أكد صعوبة بناء تحالف مستعد لخوض حملة عسكرية معقدة في قلب الشرق الأوسط.

وفي الوقت الذي يقوم فيه بجولة في المنطقة لجمع التأييد لخطة الرئيس باراك أوباما لشن ضربات على جانبي الحدود السورية العراقية لدحر مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قال كيري إنه يجب ألا يكون لإيران الشيعية دور في كيفية القيام بذلك، وقال كيري متهما إيران بأنها "دولة راعية للإرهاب" ودعم النظام الوحشي السوري إنه لن يكون ملائما للمسؤولين الإيرانيين المشاركة في مؤتمر بشأن العراق يعقد في باريس لبحث كيفية كبح جماح تلك الحركة التي استولت على ثلث كل من العراق وسوريا، ووصفت طهران الائتلاف بأنه "تكتنفه نقاط غموض شديد".

وقال كيري في مؤتمر صحفي في العاصمة التركية أنقرة "في ظل هذه الملابسات وفي هذه اللحظة لن يكون مناسبا لعدد كبير من الأسباب، لن يكون ملائما في ضوء القضايا الآخرى الكثيرة المطروحة على الطاولة في سوريا ومناطق آخرى"، وقال كيري الذي يواجه مصالح وأهداف متباينة بين دول المنطقة التي غالبا ما تكون في حالة نزاع إن من السابق لأوانه القول علانية ماهي الامور التي تكون فيه كل دول على حدة مستعدة أن تفعله بشكل واضح لوقف تمويل المتشددين وتشجيع المعارضة المحلية وتوفير المساعدات الإنسانية، وحصل كيري على دعم للقيام "بحملة عسكرية منسقة" ضد تنظيم الدولة الإسلامية من عشر دول عربية هي مصر والعراق والأردن ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الست.

ولكن مازال غير واضح تماما الدور الذي ستلعبه كل دولة، وعلى الرغم من تأكيده التزام فرنسا باستخدام القوة العسكرية في العراق امتنع عن توضيح ما إذا كانت فرنسا ستنضم للهجمات في سوريا، ويأتي هذا بعد أنباء متضاربة في بريطانيا الحليف الرئيسي للولايات المتحدة بشأن دورها المحتمل مع تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه لا يستبعد القيام بعمل عسكري في سوريا بعد أن قال وزير خارجيته إن بريطانيا لن تشارك في أي هجمات جوية هناك، وقال كيري الذي يسافر إلى القاهرة "من السابق لأوانه تماما وغير ملائم بشكل صريح في هذه المرحلة البدء في وضع خطة مفصلة لما ستقوم به كل دولة على حدة"، وأضاف إن بناء إئتلاف سيستغرق وقتا، وقال "أشعر بارتياح بأن هذا سيكون إئتلافا ذا قاعدة عريضة مع الدول العربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة وآخرين. بحسب رويترز.

وتجنبت تركيا بصراحة حتى الآن الزام نفسها بأي حملة عسكرية جديدة، وتملك تركيا ثاني أكبر قوات مسلحة في حلف شمال الأطلسي كما أنها تستضيف قاعدة جوية أمريكية كبيرة في انجرليك في جنوب البلاد، وقال أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي الذي لم ينضم إلى المؤتمر الصحفي مع كيري بعد ساعات من اجتماعهما إن عمل الولايات المتحدة في العراق لن يكون كافيا من جانبها لتحقيق الاستقرار السياسي، وقال "إنه ضروري ولكن ليس كافيا لتحقيق النظام"، وقلل مسؤولون أمريكيون من آمال اقناع أنقرة بالقيام بدور مهم في أي تدخل عسكري قائلين إن المحادثات تركزت على قضايا من بينها جهود تركيا لوقف تدفق المقاتلين الأجانب الذين يعبرون أراضيها ودورها في توفير المساعدات الانسانية.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية قبل المحادثات "لعب الأتراك دورا استثنائيا في موضوعات انسانية تتعلق بالوضع، وسيلعبون دورا ويلعبون دورا جوهريا في جهودنا لضرب تسهيلات المقاتلين الاجانب ومجابهة تمويل الإرهابيين"، وتدفع خطة أوباما لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا في آن واحد بالولايات المتحدة بشكل مباشر في خضم حربين مختلفتين لكل دول المنطقة تقريبا نصيب فيها، ومنذ الايام الاولى للصراع السوري تؤيد تركيا المعارضين ومعظمهم من السنة الذين يحاربون الرئيس السوري بشار الاسد ورغم القلق الذي ينتاب أنقرة من صعود نجم الدولة الإسلامية الا انها تتخوف من أي عملية عسكرية قد تضعف خصوم الأسد، كما تخشى تركيا أيضا من تدعيم الأكراد في العراق وسوريا إذ يشن المتمردون الأكراد في تركيا حربا منذ ثلاثة عقود ضد الدولة التركية ويخوضون عملية سلام دقيقة.

وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسل إن بعض الدول العربية اقترحت خلال محادثات جدة توسيع الحملة لتشمل جماعات إسلامية أخرى وليس فقط تنظيم الدولة الإسلامية وهي خطوة من المحتمل أن تعترض عليها تركيا أيضا، وأدى دعم تركيا للمعارضة المسلحة التي تقاتل الأسد ومن بينها جماعات امتنعت بعض الدول الغربية عن دعمها إلى تعرضها لاتهامات بمساعدة الاسلاميين المتطرفين ومساهمتها في صعود نجم تنظيم الدولة الإسلامية وهي فكرة ترفضها أنقرة بشدة.

فيما اتهم علي شمخاني سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي الايراني واشنطن بالسعي الى "انتهاك سيادة الدول بذريعة مكافحة الارهاب"، مع الاعلان عن تشكيل ائتلاف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي يحتل مناطق حدودية في سوريا والعراق، وقال شمخاني في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية "بذريعة محاربة الارهاب، تريد الولايات المتحدة مواصلة سياستها الاحادية في انتهاك سيادة الدول"، واضاف ان ما تقوم به الولايات المتحدة "يهدف الى صرف انتباه الرأي العام العالمي عن الدور المحوري لهذا البلد وحلفائه في تكوين وتسليح وتطوير المجموعات الارهابية بذريعة اسقاط النظام الشرعي في سوريا"، بدوره حذر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني من التدخل العسكري الاميركي في سوريا حليفة ايران.

وقال لاريجاني في تصريح "الولايات المتحدة تلعب بالنار في المنطقة وعليها ان تدرك انه لا يمكنها مهاجمة سوريا بحجة محاربة داعش"، في اشارة الى التسمية السابقة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الذي غير اسمه الى الدولة الإسلامية، واضاف "على الولايات المتحدة ان تعي انها اذا هاجمت دول المنطقة سيشتعل الفتيل ولن يعود في وسع أي كان السيطرة على الوضع"، وتتهم ايران الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية والسعودية وقطر وتركيا بتمويل وتسليح المجموعات الارهابية في سوريا، وهذا ما شجع برأي طهران ظهور مجموعات متطرفة مثل "الدولة الاسلامية" و"جبهة النصرة" الموالية لتنظيم القاعدة.

كيري في القاهرة

فيما وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى القاهرة في اطار جولة في المنطقة تهدف الى تشكيل تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية التي اعلنت واشنطن انها في حالة "حرب" معه، وتكثفت الجهود الدولية للتصدي للتنظيم المتطرف مع قيام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بزيارة الى العراق وجولة بداها كيري في بغداد وقادته الى عمان وجدة وانقرة كذلك، وفي العاصمة المصرية، التقى كيري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، واعلن مسؤول اميركي يرافق كيري في جولته امام صحافيين "احدى المسائل التي نسعى اليها هي ان تتخذ المؤسسات الدينية في مصر موقفا ضد تنظيم الدولة الاسلامية وان تقول ذلك في خطب الجمعة".

وعبر هذا المسؤول عن "مخاوف (المصريين) من المقاتلين المتطرفين الاجانب" الذين يقاتلون في سوريا والعراق، وهو موضوع ستبحثه الجمعية العامة للامم المتحدة خلال عشرة أيام، وسيبحث كيري كذلك مع مضيفيه وقف اطلاق النار بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والذي تم التوصل اليه في القاهرة، والوضع في ليبيا وملف حقوق الانسان الشائك في مصر، وقال مسؤول اميركي انه "لم يتحقق الكثير من التقدم" في هذا الملف، ودعا مجددا الى الافراج عن صحافيي قناة الجزيرة القطرية المسجونين في مصر، ورغم ان واشنطن تبدي قلقا ازاء وضع حقوق الانسان في مصر، الا انها تدافع عن تحالفها العسكري مع النظام في علاقة تشكل معضلة بالنسبة لها منذ سقوط نظام حسني مبارك في 2011 ومن ثم عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013. بحسب فرانس برس.

وبعد ان حصل كيري في جدة على الدعم السياسي والعسكري من عشر دول عربية بينها السعودية، لم ينجح في اقناع تركيا بالمشاركة في التحالف الذي تسعى واشنطن لتشكيله، وترفض تركيا المشاركة بشكل فاعل في العمليات المسلحة اذ تخشى تعريض حياة 46 من رعاياها يحتجزهم التنظيم المتطرف في شمال العراق، وعينت الولايات المتحدة الجنرال المتقاعد جون الن منسقا للتحالف الدولي في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، ويصل كيري الى باريس حيث يشارك في مؤتمر دولي حول العراق لم تدع اليه ايران بعد، واعلن كيري ان مشاركة ايران "لن تكون صائبة" بسبب دورها في النزاع السوري ودعمها لنظام بشار الاسد.

ضرب التنظيم في سوريا

من جهته عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطته الطارئة للتعامل مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، في خطاب ألقاه في البيت الأبيض، بعد الانتقادات التي وجهت إليه على خلفية إقراره، وقتها، بعدم امتلاك بلاده بعد "لإستراتيجية" للتعامل مع الجماعة المتشددة في سوريا، وقال الرئيس الأمريكي "هدفنا واضح، سنضعف تنظيم الدولة الإسلامية وندمره في نهاية المطاف من خلال إستراتيجية شاملة ومتواصلة لمكافحة الإرهاب"، وشدد على أنه سيلاحق متشددي تنظيم الدولة الإسلامية "أينما كانوا"، وأوضح الرئيس الأمريكي أنه سيوسع قائمة الأهداف داخل العراق لتتجاوز عدة مناطق معزولة، وسيرسل 475 مستشارا أمريكيا إضافيا لمساعدة القوات العراقية.

وأعلن أوباما أنه مستعد لشن ضربات جوية في سوريا ضد "الدولة الإسلامية"، مؤكدا أن القوات الأمريكية ستوسع الغارات التي تشنها في العراق منذ شهر ضد المتطرفين، وقال أوباما "لن أتردد في التحرك ضد الدولة الإسلامية في سوريا كما في العراق"، وأضاف الرئيس الأمريكي أنه "بالتعاون مع الحكومة العراقية، سوف نوسع عملنا إلى أبعد من حماية مواطنينا وبعثاتنا الإنسانية وسوف نستهدف الدولة الإسلامية من أجل دعم القوات العراقية في هجومها"، وأكد أوباما "أنه أحد المبادئ الأساسية في رئاستي: في حال هددتم أمريكا فلن تكونوا أبدا في أمان"، ولن يسمح بأي "ملاذ آمن" لتنظيم "الدولة الإسلامية"، ومنذ الثامن من أب/أغسطس شنت القوات الأمريكية أكثر من 150 ضربة جوية في العراق ضد مواقع للمتطرفين.

وتعهد أوباما أمام الأمريكيين بعدم إرسال أعداد كبيرة من القوات القتالية إلى المنطقة، وسيعتمد بدلا من ذلك على مساعدة من تحالف موسع يضم حكومات سنية في المنطقة وحلفاء غربيين، ويريد المسؤولون الأمريكيون من الحلفاء المشاركة في هجمات على التنظيم بالإضافة إلى تدريب وتجهيز القوات العراقية ومقاتلي المعارضة السورية، وتقديم مساعدات إنسانية ومعلومات استخباراتية، فيما لم يتم بعد تحديد المهام التي ستقوم بها كل دولة في التحالف، وقال مسؤولون أمريكيون إن المملكة العربية السعودية وافقت على استضافة معسكرات تدريب لمقاتلي المعارضة السورية المعتدلين في إطار إستراتيجية موسعة للرئيس الأمريكي لمواجهة متشددي "داعش".

ويرى مارك لينش، من مركز الأمن الأمريكي الجديد، أن "إستراتيجية تقوم على وجود قوة سورية متمردة فاعلة هي إستراتيجية محكومة بالفشل"، وخلافا للعراق حيث الجيش والمقاتلون الأكراد مستعدون لاستعادة السيطرة على مناطق يتم انتزاعها من الجهاديين، يشير الباحث إلى أنه في سوريا ليس هناك شركاء موضع ثقة في خضم نزاع تخوضه أطراف عديدة، كما أن الهدف الأخير لتحرك عسكري أمريكي يبقى غامضا.

وقال "في سوريا لا تؤمن الضربات الجوية الأمريكية أي طريق معقول يقود إلى نجاح سياسي أو إستراتيجي"، ويشدد المسؤولون الأمريكيون على أن قوة النار الأمريكية يمكنها إضعاف "الدولة الإسلامية" بشكل دائم، ويشيرون إلى أن الضربات الجوية التي شنتها هذه القوات منذ 8 آب/أغسطس، وقارب عددها 150 ضربة، نجحت في وقف تقدم الجهاديين في العراق وكشفت عن نقاط ضعفهم أمام قوات مسلحة أكثر حداثة وأفضل تنظيما، وقال كريستوفر تشيفيس من مركز "راند" للدراسات إن "مجموعات المتمردين هذه تواجه بصورة عامة مشكلات كبرى حين تحاول أن تقاتل جيوشا متطورة بشكل تقليدي، هذا في غاية الصعوبة عليهم".

وقال هذا المسؤول السابق في البنتاغون إن "القوة الجوية يمكنها إلحاق أضرار فادحة بالدولة الإسلامية" مشيرا إلى مثال مالي حيث تمكن الطيران الفرنسي مدعوما بقوات برية فرنسية على الأرض، من دحر المتطرفين العام الماضي، لكنه أضاف أن "هذا لا يعني أن القوة الجوية وحدها ستكفي لهزمهم"، مشددا على أنه يترتب على الجنود مواجهة مقاتلي "الدولة الإسلامية" في ساحة المعركة لضمان إلحاق الهزيمة بهم، وتابع قائلا إنه نتيجة لذلك تواجه واشنطن "معضلة إستراتيجية كبرى"، وأوضح أن القوة الجوية غير كافية، لكن "إن باشرنا استخدام قوات برية وعلى الأخص إن كانت قوات برية أمريكية، فإننا قد نواجه حملة انتقادات دولية وقيام حركة تمرد، قد نواجه كل المشكلات التي واجهناها في العراق وأفغانستان خلال العقد الذي أعقب اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر".

ولفت سيث جونز، المستشار السابق للقوات الخاصة الأمريكية، إلى أن غياب إمكانية لقيام قوات سورية معارضة قادرة بشكل آني، فان أي ضربات جوية في سوريا قد يكون تأثيرها محدودا، لكنها "ستجعل على الأقل من الأصعب عليهم (الدولة الإسلامية) إعادة تموين قواتهم من العراق"، وحذر جونز من أن توسيع نطاق الضربات الجوية الأمريكية إلى سوريا قد يوجد ثغرة يمكن أن يستغلها الرئيس السوري بشار الأسد، ومن المحتمل أن ترتفع أصوات تطالب واشنطن بتكثيف حملتها العسكرية في سوريا، وقال جونز إن هناك "خطرا حقيقيا بحصول تصعيد في سوريا"، مؤكدا "سيكون من الصعب أن يضع الأمريكيون قدما (في النزاع السوري) بدون أن ينجرفوا إليه".

قائد التحالف الدولي

على صعيد اخر أعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الجنرال الاميركي جون آلن، الذي كان قائدا للقوات الاميركية في أفغانستان ولعب دورا اساسيا في الحرب في العراق، عين منسقا للتحالف الدولي الذي تبنيه الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف للصحافيين ان وزير الخارجية جون "كيري عين اليوم الجنرال جون آلن في منصب المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية"، مشيرة الى ان الجنرال آلن يتبع في هذا المنصب للوزير كيري، واضافت ان الدبلوماسي بريت ماكغورك الذي يشغل منصب المسؤول في وزارة الخارجية عن ملفي العراق وايران، عين نائبا للجنرال آلن.

وكان الجنرال آلن تولى قيادة قوة التحالف الدولي في افغانستان (ايساف) بين العامين 2011 و2013، وعين في تشرين الاول/اكتوبر 2012 قائدا اعلى لقوات حلف شمال الاطلسي، احد ارفع المناصب في الجيش الاميركي، الا ان تعيينه في هذا المنصب سرعان ما تم تعليقه بسبب تحقيق مسلكي فتح بحقه على خلفية مراسلات اعتبرت "في غير محلها" جرت بينه وبين احدى النساء، ولكن الجنرال برئ لاحقا وتقاعد في شباط/فبراير 2013، وخلال مهمته في افغانستان تولى الجنرال آلن الاشراف على انسحاب 33 الف جندي اميركي ارسلوا كتعزيزات الى هذا البلد في نهاية 2009، وقبل ذلك تولى منصب نائب قائد القيادة الاميركية الوسطى المكلفة قيادة العمليات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى. بحسب فرانس برس.

واكتسب الجنرال آلن شهرته في العراق حيث كان يقود القوات الاميركية في غرب هذا البلد بين العامين 2006 و2008 وقد نجح يومها في نسج علاقات مع شيوخ العشائر السنية ما سمح لاحقا بتشكيل الصحوات التي قاتلت تنظيم القاعدة وتمكنت في النهاية من اخراجه من المناطق السنية التي كانت تعتبر معقلا له.

وأعلن زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي تأييده للحملة الموسعة للرئيس باراك أوباما ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية لكن أعضاء من حزبه شككوا فيما اذا كانت الخطة التي ستعتمد في الأساس على الضربات الجوية وتسليح مقاتلي المعارضة ستكون فعالة بما يكفي، وأرسل أوباما لجنة من مسؤولي إدارته إلى الكونجرس ليطرحوا على الكونجرس ضرورة توسيع نطاق العمليات ضد التنظيم بما في ذلك تنفيذ غارات جوية في سوريا للمرة الأولى وإرسال المزيد من المستشارين العسكريين إلى العراق، وفي خطاب أعلن الرئيس الذي ينتمي للحزب الديمقراطي انه سيقود تحالفا لاستئصال شأفة تنظيم الدولة الإسلامية.

ويجادل مسؤولون بالإدارة الأمريكية بأن أوباما لا يحتاج لتفويض رسمي من الكونجرس لشن هجمات ضد المتشددين لكنهم يريدون دعم المشرعين ليظهروا جبهة موحدة ضد المعارضين وأمام الدول الأخرى التي طلب منها المشاركة في التحالف، وقال جون بينر رئيس مجلس النواب وهو من الجمهوريين إن أوباما عرض "ملفا مقنعا للتحرك" لكنه قال إن على الرئيس أن يقدم للجمهوريين المزيد من التفاصيل عن استراتيجيته، وأضاف في مؤتمر صحفي "من المهم اعطاء الرئيس ما يطلبه"، وبشكل عام أيد قادة الكونجرس الجمهوريين خطط أوباما لكن يتعين عليهم أن يوحدوا الفصائل المختلفة داخل حزبهم والتي تتضمن أعضاء كثيرين يشككون بشدة في قيادة أوباما وخطط الانفاق وآخرين يريدون أن تقلص الولايات المتحدة بشدة مشاركتها في الصراعات العسكرية الأجنبية.

وقال بينر وهو من ولاية أوهايو إن الجمهوريين في المجلس الذين اجتمعوا لديهم شكوك بشأن ان كانت خطة أوباما قادرة على إنجاز مهمة القضاء على الدولة الإسلامية التي قتلت آلاف الأشخاص في الشهور الأخيرة، وقال "الاف-16 ليست استراتيجية والغارات الجوية وحدها لن تحقق ما نحاول تحقيقه، وأوضح الرئيس أنه لا يريد قوات برية على الأرض لكن ينبغي إرسال قوات جهة ما على الأرض"، ونال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تأييد الدول العربية لشن حملة عسكرية "منسقة" ضد التنظيم المتشدد، وذكر بينر أنه لم يتخذ أي قرار بعد بشأن كيفية تصويت المجلس على طلب أوباما الحصول على تفويض و500 مليون دولار لتسليح وتدريب المعارضين السوريين المعتدلين الذين يخوضون حربا منذ أكثر من ثلاثة أعوام ضد الرئيس بشار الأسد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 15/آيلول/2014 - 19/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م