بوكو حرام... تنظيم يعتمد أسلوب العنف والتطرف

 

شبكة النبأ: بوكو حرام (وتعني التعليم الغربي حرام) التي تأسست في قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقي نيجيريا، على يد متشددين إسلاميين يحاولون تطبيق الشريعة الإسلامية، وكحال التنظيمات المتطرفة، لجئوا الى استخدام السلاح والعنف في مواجهاتهم مع القوات الأمنية النيجيرية، حتى شبهت بطالبان والقاعدة، وصعدت الحركة نشاطاتها الإرهابية بعد عام 2009، (بعد ان حاولت الحكومة النيجيرية تحجيم دورها الذي اخذ طابعا مسلح)، فقد سهلت فرار 700 من المعتقلين في سجن ولاية باتوشي عام 2010، وقامت بسلسة تفجيرات استهدفت أسواق ومراكز ومؤسسات حكومية، إضافة الى اغتيالات للعديد من الشخصيات الأمنية والرسمية، ومؤخرا قامت باختطاف 276 فتاة من مدرسة ثانوية في ولاية برنو.

وتوسع عمل الحركة لتحاول عبور الحدود النيجيرية لإحداث بعض الانتصارات على الجانب الاخر مع الكاميرون وتشاد والنيجر، من اجل تخفيف الضغط الداخلي الذي تتعرض له الحركة من قبل القوات النيجيرية، إضافة الى فتح خطوط واراضي جديدة لضمان استمرار نقل السلاح والتموين عبر شبكات التهريب، وتحاول الدول التي تشترك حدوديا مع نيجيريا تنسيق التعاون المشترك تحت دفع المجتمع الدولي بالمزيد من العمل للقضاء على هذه الحركات المتطرفة التي تهدد الامن والسلام في قارة افريقيا.

وتلقت جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتطرفة ضربة موجعة خلال محاولة تسلل فاشلة وهجوم بالقذائف نفذه عناصرها على الحدود مع الكاميرون، وقال متحدث باسم الحكومة في هذا البلد الذي يستقبل اللاجئين الفارين من بطش "بوكو حرام" إن قوات بلاده قتلت أكثر من مئة من مسلحي الجماعة، وأعلنت الحكومة في الكاميرون أن جيشها قتل "أكثر من مئة" مقاتل ينتمون إلى جماعة "بوكو حرام" الإسلامية خلال محاولة تسلل للمتمردين إلى الأراضي الكاميرونية.

وقال المتحدث باسم الحكومة "عيسى تشيروما بكاري" في بيان تلاه عبر الإذاعة الرسمية إن الجيش الكاميروني وجه "ضربة قاسية" إلى بوكو حرام عبر قتله "أكثر من مئة من مقاتليها في شمال الكاميرون" وتعذر حتى الآن تأكيد هذه المعلومات لدى مصدر مستقل، وأضاف البيان أنه "أطلقت قذيفتان من جانب جماعة بوكو حرام الإرهابية على قرية فوتوكول داخل الأراضي الكاميرونية في منطقة أقصى الشمال والمحاذية تماما لمدينة غمبورو الواقعة في الأراضي النيجيرية"، وتابع "لم يسجل سقوط أي ضحية في الجانب الكاميروني إثر هذا الهجوم، لقد ردت قواتنا الدفاعية بقوة عبر إطلاق قذائف هاون في اتجاه المواقع التي تسيطر عليها وحدات جماعة بوكو حرام الإرهابية التي تقف وراء الهجوم".

وأورد البيان أيضا أن "حصيلة الرد الكاميروني هي أكثر من مئة قتيل في صفوف المعتدين، بينهم شخصان ينتميان إلى الطوارق تم التعرف إليهما بوضوح"، وأكد أن "قوة الرد الكاميروني على هذا الهجوم أجبرت إرهابيي بوكو حرام على إبعاد مواقعهم مسافة سبعة كلم من مدينة غمبورو الحدودية داخل الأراضي النيجيرية"، ولا يفصل سوى جسر بين "فوتوكول" الكاميرونية و"غمبورو نغالا" النيجيرية التي سيطر عليها المقاتلون الإسلاميون في 28 آب/أغسطس بعد معارك استمرت أياما عدة مع قوات الأمن النيجيرية، ومنذ أيام عدة، يفر سكان المدن التي سيطرت عليها جماعة "بوكو حرام" أخيرا في شمال شرق نيجيريا بالآلاف في اتجاه الكاميرون. بحسب فرانس برس.

مكافحة الارهاب

فيما وصل الرئيس النيجيري الى العاصمة التشادية حيث سيلتقي نظيره ادريس ديبي في اطار مكافحة الارهاب والجريمة عبر الحدود، ووصل غودلاك جوناثان عصرا الى مطار نجامينا حيث كان الرئيس التشادي في استقباله، وقالت مصادر امنية ان الرئيسين سيجريان مشاورات مغلقة على هامش المعرض الدولي لتكنولوجيا الاعلام والاتصالات، وقالت الرئاسة النيجيرية في بيان الاحد ان من ابرز الموضوعات التي سيبحثها الرئيسان تطبيق اتفاق تعاون بين نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون وقع قبل الصيف خلال قمة في باريس بهدف التصدي "للمتمردين والارهابيين".

واوضح البيان ان "محادثاتهما ستفضي الى تعزيز اتفاق باريس المتعلق بالدوريات الحدودية المشتركة وتقاسم المعلومات الاستخباراتية والوقاية من حركات الارهابيين والمجرمين والاسلحة والذخائر عند الحدود المشتركة"، وتواجه نيجيريا منذ 2009 تمردا داميا من جانب جماعة بوكو حرام الاسلامية خلف الاف القتلى منذ بداية هذا العام وخصوصا في المنطقة الشمالية الشرقية، ويصل الى تشاد ايضا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي. بحسب فرانس برس.

نيجيريا تواجه بوكو حرام

بدوره قال مسؤول كبير إن الجيش النيجيري استعاد بلدة باما المضطربة في ولاية بورنو بشمال شرق البلاد من أيدي مقاتلي حركة بوكو حرام واوقفوا تقدم مقاتليها صوب مايدوجوري عاصمة الولاية، وقال إن القوات الحكومية تقاتل لوقف زحف متشددي الحركة نحو ولاية اداماوا المجاورة بعد ان تخلت الحركة المتشددة عن اسلوب الكر والفر المعهود وبدأت في الاستيلاء على بلدات وأراض، وقال المصدر الحكومي الذي طلب عدم نشر اسمه إن الجيش انتهى من طرد مقاتلي الجماعة من باما الواقعة على بعد 70 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من مايدوجوري، وقصفت مقاتلات حكومية المتشددين بعد ان اجتاحوا البلدة الاسبوع الماضي.

وقال في ابوجا "استردت القوات باما وبوسعي ان أؤكد لكم ان مايدوجوري بخير"، وأكد باباجانا مودو وهو تاجر في بلدة باما ان الجيش يسيطر على البلدة فيما قامت المقاتلات الحكومية بقصف مواقع بوكو حرام في المنطقة المجاورة، وفر آلاف المدنيين عقب الهجوم الذي قامت به الحركة التي قتلت الآلاف في حملتها التي مضى عليها خمس سنوات في شمال شرق نيجيريا أكبر منتج للنفط في القارة الافريقية، ويعتقد ان بوكو حرام تحذو حذو تنظيم الدولة الاسلامية الذي اعلن من جانبه الخلافة في مناطق بسوريا والعراق.

وعلاوة على القتال في ولاية بورنو شق طابور من مقاتلي الحركة طريقه جنوبا الى ولاية اداماوا واجتاح بلدة جولاك وهاجم بلدة ميتشيكا، وقال السكان المحليون إن مقاتلي الحركة يحرقون في طريقهم الكنائس ومراكز الشرطة والمكاتب الحكومية، وقال المسؤول الحكومي في ابوجا إن الجيش النيجيري نشر تعزيزات في اداماوا لمجابهة هذا الخطر وأقام المتاريس والمواقع حول منطقة موبي للحيلولة دون تقدم المتشددين جنوبا.

وقال المتحدث باسم الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان (الذي يواجه انتخابات في فبراير شباط المقبل فيما ينتقده خصومه ويتهمونه بالتقاعس عن مواجهة بوكو حرام) إنه سيجري محادثات في تشاد المجاورة اليوم مع الرئيس ادريس ديبي، وكانت نيجيريا اعلنت تكثيف التعاون مع تشاد والكاميرون والنيجر لمنع بوكو حرام وجماعات متشددة اخرى من عبور حدود تلك الدول ومن بين الاجراءات التي جرى بحثها ايضا تسيير دوريات مشتركة على الحدود وتبادل معلومات المخابرات. بحسب رويترز.

وقال سكان ومسؤولون محليون إن مقاتلي حركة بوكو حرام هاجموا في ساعة مبكرة بلدة أخرى في شمال شرق نيجيريا في تقدمهم جنوبا في إطار سعيهم على ما يبدو لإنشاء جيب إسلامي في شمال أكبر قوة اقتصادية في أفريقيا، وهاجم مقاتلون من الجماعة التي سيطرت على عدة بلدات وقرى في شمال شرق نيجيريا في الأسابيع القليلة الماضية بلدة جولاك في الجزء الشمالي من ولاية أداماوا بالقرب من الحدود مع الكاميرون التي تنتشر فيها التلال والمرتفعات والتي يعتقد أن للمتشددين قواعد فيها.

وقال سابو لوكاس الذي شاهد الهجوم بعينيه وفر إلى يولا عاصمة ولاية أداماوا إن المقاتلين تنقلوا من بيت لبيت في جولاك وهم يطلقون النار وإنه شاهد جثث الضحايا، ولم يستطع تقديم تقدير لعدد من قتلوا، وقال "في اللحظة التي اتحدث فيها معكم فإنهم ما زالوا يقتلون الناس"، وأكد تانجو وازمتو (وهو مساعد لنائب حاكم ولاية أداماوا الحاج أحمد عمر فنتيري) الهجوم وقال إن والده كان من بين القتلى، ولم يرد مسؤولون عسكريون نيجيرون في يولا أو في العاصمة الاتحادية أبوجا على طلبات التعليق.

وتقع جولاك على بعد حوالي 50 كيلومترا إلي الجنوب الغربي من جوزا وهي بلدة حدودية في ولاية بورنو المجاورة، وسيطرت بوكو حرام على البلدة الشهر الماضي وحيث أعلن أبو بكر شيكو زعيم الجماعة أن شمال شرق اليلاد "أرض مسلمة"، وكانت بلدة مادجالي وهي بلدة بين جوزا وجولاك تعرضت للهجوم في وقت سابق.

فرار جماعي

من جانب اخر قال سكان إن مئات المدنيين يفرون من مدينة مايدوجوري في شمال شرق نيجيريا مع تنامي الخوف من أن يكون مقاتلو جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة يسعون لمهاجمة عاصمة ولاية بورنو الواقعة في شمال شرق البلاد بعد السيطرة على بلدات وعلى الأراضي المحيطة بها، وسيطر مقاتلو جماعة بوكو حرام المدججون بالسلاح على بلدات وقرى إلى الشمال والشرق والجنوب من مايدوجوري في الأسابيع والأيام القليلة الماضية في استراتيجية تستهدف على ما يبدو فرض حصار على المدينة والسيطرة على الأرض.

وتزايد الخوف بين سكان مايدوجوري بعد القتال الضاري بين الجيش النيجيري وبين مقاتلي بوكو حرام الذين هاجموا بلدة باما على بعد 70 كيلومترا جنوب شرقي مايدجوري عاصمة الولاية بغرض السيطرة عليها، وفر الآلاف من من بلدة باما وسط تقارير متضاربة بشأن من يسيطر على البلدة، وسيطر المتشددون (الذين نشروا لقطات مصورة لأنفسهم وهم يهاجمون البلدات بأسلحة من على شاحنات صغيرة مثبت عليها مدافع رشاشة) كذلك على بلدة بارا الأصغر التي تقع جنوب غربي مايدوجوري.

ومن المعتقد أن بوكو حرام (التي أعلن زعيهما ابو بكر شيكو الشهر الماضي أن شمال شرق البلاد "أراض مسلمة" بعد الاستيلاء على بلدة جوزا الزراعية النائية على الحدود مع الكاميرون) تحاول محاكاة مثال الدولة الإسلامية في سوريا والعراق التي أعلنت قيام دولة خلافة هناك، وقال موسى إسماعيل وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان في مايدوجوري يقدم تقارير عن العنف في شمال شرق نيجيريا إن مقاتلي بوكو حرام "ينشئون إقليما لأنفسهم، رأوا ما فعلته الدولة الإسلامية ويحاولون تقليدهم"، وقالت حكومة ولاية بورنو والقوات المسلحة إن بلدة بارما لا تزال تحت سيطرة الحكومة لكنهما لم يردا على الفور على مكالمات تطلب منهم تقارير عن الوضع الأمني. بحسب رويترز.

واكتظت محطات الحافلات في مايدوجوري بمسافرين يحاولون السفر غربا في اتجاه بلدة داماتورو في ولاية يوبي المجاورة والتي تعد المخرج الوحيد الآمن، وشوهدت أيضا عربات محملة بمسافرين ومتعلقاتهم كذلك على الطريق بين مايدوجوري وداماتورو، قال ساكا لوال وهو ميكانيكي سيارات كان يغادر البلاد مع زوجته وطفليه "أغادر الآن لأن الناس يقولون إن بوكو حرام قد يهاجمون البلدة في أي وقت وهذا وارد"، وقال سكان إن من بين الفارين موظفين وتجارا وعائلات الجنود، وواجهت حكومة الرئيس جودلاك جوناثان والقوات المسلحة انتقادات متزايدة لعجزهما على ما يبدو عن كبح تمرد جماعة بوكو حرام المستمر منذ خمسة أعوام الذي دمر شمال شرق البلاد الفقير في نيجيريا أكبر اقتصاد في أفريقيا.

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية ليندا توماس-جرينفيلد في اجتماع أمني ثنائي في العاصمة النيجيرية أبوجا إن تكثيف هجمات بوكو حرام في نيجيريا يعد أخطر تهديد لأكبر مصدر للنفط في أفريقيا، وقالت توماس-جرينفيلد وهي المبعوثة الأمريكية لأفريقيا "انزعجنا بشدة للسيطرة على ما يبدو على باما واحتمال شن هجوم على مايدوجوري التي سيكون لها تأثير هائل على السكان المدنيين"، ولم تتأثر حقول النفط على الساحل الجنوبي لنيجيريا بهجمات بوكو حرام إلى الآن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 10/آيلول/2014 - 14/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م