ليبيا بين التدخلات الإقليمية والتآكل من الداخل

 

شبكة النبأ: تحولت ليبيا الى دولة مكشوفة تماما امام التدخلات الإقليمية والدولية، كما يرى اغلب المحللين والمتابعين، سيما وان هذه التدخلات من قبل دول لها مصالح في تحرك العديد من أوراق اللعب التي تملكها، من اجل ممارسة الضغط السياسي او العسكري ضد جهة ما على حساب جهة أخرى، ولعل هذا ما يفسر انتشار الفصائل والميليشيات التي تشمل الإسلاميين وغيرهم بشكل واسع وسيطرتهم على العديد من المدن والمنشآت الحيوية في ليبيا، إضافة الى قتالهم المتواصل فيما بينهم والذي أدى الى شلل كبير في عملية الانتقال السياسي ليقرب ليبيا من الدخول في حرب أهلية محتملة قد تكون واسع النطاق والتأثير.

وقد رشحت العديد من الاخبار، بعضها كان على لسان جهات رسمية عالمية، عن تدخل العديد من الدول العربية والإقليمية والعالمية في الشأن الداخلي الليبي، عن طريق تقديم دعم مباشر لطرف دون الاخر، ومثلما تم الحديث عن الطلعات الجوية الت قامت بها طائرات امارتية بمساعدة مصرية، يدور الحديث في الوقت الحاضر عن دعم غير محدود لميليشيات إسلامية من قبل الدولة السودانية.

من جهتها رصدت (صحيفة التايمز) تطورات الأوضاع في ليبيا بالقول"إنه مع سيطرة مجموعة فجر ليبيا، المحسوبة على التيار الإسلامي، على طرابلس وفي وجود برلمانين وحكومتين والغياب التام لقوات الشرطة تعاني ليبيا حاليا من فوضى سياسية كبرى في ظل تصارع ميليشيات متنافسة من أجل السيطرة على مقاليد الأمور في العاصمة الليبية ومناطق أخرى"، وحذرت الصحيفة من أن ليبيا على وشك السقوط في بئر الانقسام لكن التفكك لن يكون المشكلة الوحيدة على حد قوله لإن المشكلة الأخرى أنها ستتفكك إلى دولتين فاشلتين متناحرتين ومتعثرتين اقتصاديا في الأغلب.

وأشارت إلى أنه بعد مرور ثلاث سنوات على تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا يمكن للدول التي شاركت في ضرب طرابلس ظنا منها أنها ستساعد في جلب التغيير إلى المنطقة التأكد من مدى فشل ذلك التدخل الذي اضاف الفوضى إلى الأزمات التي يعانيها الليبيون، وأنهت القول بأن ليبيا تحولت إلى ما يشبه قمرة القيادة للمصالح المتنافسة لدول في الشرق الأوسط لكن الأمر الذي لا يقبل الشك أن محاولات الدول المذعورة من توسع نفوذ المتشددين مثل مصر والإمارات للتدخل في ليبيا لن تجلب للمنطقة المشتعلة سوى المزيد من الفوضى.

ليبيا تتهم السودان

فقد اتهمت الحكومة الليبية المؤقتة السودان بدعم ميليشيات إسلامية "إرهابية" مناوئة للسلطات الليبية مطالبة بسحب الملحق العسكري السوداني من ليبيا باعتبار أنه "شخص غير مرغوب فيه"، وقالت الحكومة في بيان إن "طائرة نقل عسكرية سودانية دخلت المجال الجوي الليبي من دون إذن أو طلب رسمي من مصلحة الطيران المدني الليبي"، معتبرة أن ذلك يعد "خرقا للسيادة الليبية"، وعبرت الحكومة الليبية عن استنكارها ورفضها التام لهذا الإجراء، موضحة أن الطائرة "كانت محملة بشحنة من الذخائر لم تطلبها الدولة الليبية ولم تكن على علم بها أو تنسق فيها مع السلطات السودانية".

وأشارت الحكومة إلى أن "وجهة الطائرة كانت نحو مطار معيتيقة" في العاصمة الليبية طرابلس والذي تسيطر عليه مليشيات إسلامية متشددة تابعة لقوات "فجر ليبيا" التي تنحدر في مجملها من مليشيات مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، ولفتت الحكومة إلى أن "الشحنة تم اكتشافها بعد توقف قائد الطائرة في مطار الكفرة الحدودي مع السودان للتزود بالقود"، دون أن تحدد الزمان التي دخلت فيه الطائرة الأجواء الليبية، وطالبت الحكومة الليبية المجتمع الدولي ومجلس الأمن مساعدة البلاد في مراقبة أجوائها لمنع تكرار مثل هذه الاختراقات التي تعمل على تأجيج الصراع، بحسب البيان، ووفقا للبيان ذاته، فإن الحكومة الليبية دعت السلطات السودانية إلى الكف عن التدخل في الشأن السياسي الليبي وعدم الانحياز لأي من أطراف الأزمة في ليبيا، والتوقف عن مثل هذه الإجراءات المرفوضة شكلا ومضمونا.

ونفى الجيش السوداني صحة اتهامات وجهتها الحكومة الليبية المؤقتة للخرطوم بدعم فصائل مسلحة داخل ليبيا، وصولا إلى الطلب من الملحق العسكري السوداني بمغادرة ليبيا باعتباره شخصا "غير مرغوب فيه،" بعد أنباء عن دخول طائرة سودانية محملة بالذخائر أجواء ليبيا، وردت الخرطوم بالتأكيد على أن الطائرة كانت مخصصة لدعم القوات المشتركة بين البلدين، وكانت الحكومة الليبية المؤقتة، التي يرأسها عبدالله الثني، والتي تتنازع الشرعية مع حكومة أخرى يرأسها عمر الحاسي، قد أعلنت أنها "تستنكر بشدة" دخول طائرة نقل عسكرية سودانية إلى المجال الجوي الليبي، مضيفة أن الطائرة "خرقت السيادة الوطنية" الليبية وكانت محملة بالأسلحة، وقد هبط طيارها في "الكفرة" وسط البلاد للتزود بالوقود قبل أن تتابع طريقها إلى مطار معيتيقة بطرابلس. بحسب السي ان ان.

وأكدت الحكومة الليبية الموقتة أن هذه الخطوة "تقحم السودان كطرف داعم بالأسلحة لجماعة إرهابية تعتدي على مقدرات الدولة" في إشارة إلى قوات "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة طرابلس، وطالبت السودان بـ"عدن التدخل بالشأن الليبي وعدم الانحياز لأي من أطراف الأزمة، وسحب الملحق العسكري السوداني باعتباره شخصا غير مرغوب به"، بالمقابل، نقل "المركز السوداني للخدمات الصحفية" شبه الرسمي عن المتحدث باسم الجيش السوداني، العقيد الصوارمي خالد، نفيه الكامل لأي دور سوداني بدعم الأطراف المسلحة بليبيا، مضيفا أن الطائرة كانت تحمل مواد للقوات السودانية الليبية المشترك، والتي تشرف على حماية المناطق الحدودية بين البلدين، أما وكالة الأنباء الليبية الرسمية فنقلت عن آمر القوات الليبية - السودانية المشتركة العقيد سليمان حامد، رئيس المجلس العسكري بمدينة الكفرة، تأكيده "أن الشحنة كانت عبارة عن إمدادات عسكرية ولوجستية للقوة المشتركة" وأن الشحنة جرى تفريغها "أمام مرأى بعض الضباط العسكريين ومشايخ وأعيان وأمراء الكتائب بمدينة الكفرة".

انتهاكات حقوق الإنسان

من جهتها حذرت الأمم المتحدة من أن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان يجري اقترافها في الصراع بين الجماعات المسلحة في ليبيا مع تفاقم العنف، وفي تقرير جديد، ذكرت المنظمة الدولية أن الانتهاكات وقعت في مدينة بنغازي والعاصمة طرابلس، وهما أكبر مدينتين في ليبيا، وشهد القتال بين المليشيات المتناحرة قصف مستشفيات، واختطاف مدنيين، وأعمال تعذيب، وقتل خارج إطار القانون، بحسب التقرير، وشددت الأمم المتحدة على أن حماية المدنيين ينبغي أن تكون أولوية في ليبيا، ويستعر القتال بين الميليشيات في أنحاء ليبيا، في ما يقول مراقبون إنه أسوأ أعمال عنف منذ الإطاحة بحكم معمر القذافي قبل ثلاث سنوات. بحسب فرانس برس.

وحذر السفير الليبي لدى الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، من احتمال انزلاق ليبيا إلى "حرب أهلية شاملة"، وجاء هذا بعدما مرر مجلس الأمن قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، ويهدد بفرض عقوبات على قادة المليشيات المسؤولين عن تصعيد أعمال العنف، وجاء اجتماع مجلس الأمن بعد تدهور شديد في الأوضاع الأمنية والسياسية، حيث شهدت طرابلس معارك طاحنة بين قوة حماية مطار العاصمة ومليشيات محسوبة على التيار الإسلامي انتهت بسيطرة الأخيرة على المطار.

ولم تستطع أي حكومة، منذ الإطاحة بالقذافي من سدة الحكم في 2011، السيطرة على الميليشيات الكثيرة المنتشرة في ليبيا، ويعاني البلد حاليا من فوضى سياسية بالغة، حيث يوجد به برلمانان وحكومتان بعدما انعقد البرلمان السابق مرة أخرى واختار رئيس وزراء جديدا، وقتل مئات المواطنين منذ اندلاع القتال بين الميلشيات في طرابلس في يوليو/ تموز.

وقالت بعثة الامم المتحدة في ليبيا في تقرير "تحدث انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان والقانون الانساني في مدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين مع تداعيات وخيمة على المدنيين والبنية الاساسية المدنية"، وذكر التقرير ان "المقاتلين لا يعبئون فيما يبدو بالآثار المحتملة لأعمالهم ضد المدنيين، وهم غير مدربين ومنضبطين بشكل كاف، بالإضافة لذلك فان استخدام أسلحة وذخيرة افتقرت للصيانة وبها عيوب يزيد من عدم دقتها"، ومثل معظم السفارات الاجنبية في ليبيا فان بعثة الامم المتحدة في ليبيا غادرت البلاد هربا من القتال.

اشتباكات عنيفة

الى ذلك قال مسؤولون عسكريون إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات اللواء الليبي السابق خليفة حفتر ومقاتلين إسلاميين في مدينة بنغازي بشرق البلاد ضمن أسوأ أعمال عنف تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، ويحاول اسلاميون مسلحون انتزاع السيطرة على المطار المدني والعسكري في بنغازي من القوات الحكومية المتحالفة مع حفتر، وقالت مصادر عسكرية إن قوات حفتر ردت باستخدام طائرات الهليكوبتر لقصف معسكرات مسلحين يشتبه بأنهم متشددون إسلاميون.

وأعلن حفتر الذي إتهمته الحكومة الليبية بعد الانتفاضة بمحاولة الانقلاب عليها الحرب على عدة فصائل إسلامية وتحالف مع القوات الحكومية في بنغازي، وقال عاملون في مستشفى إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون في اشتباكات بين الجانبين استمرت في احدى ضواحي المدينة الساحلية، وتخشى القوات الغربية والدول المجاورة لليبيا ان تتحول البلاد إلى دولة فاشلة، ولا تستطيع الحكومة الليبية الضعيفة السيطرة على متمردين سابقين ساعدوا في الاطاحة بالقذافي لكنهم يتقاتلون الآن على السلطة.

وانتقلت الحكومة ومجلس النواب المنتخب الشهر الماضي إلى مدينة طبرق الشرقية النائية بعدما سيطرت جماعة مسلحة من مدينة مصراتة الغربية على العاصمة طرابلس ومعظم المؤسسات الحكومية، وقال متحدث باسم قوات حفتر يدعى محمد الحجازي إن قواته تخطط لهجوم عسكري في طرابلس قريبا، ولم يقدم مزيدا من التفاصيل، وشكل من يسيطرون على طرابلس برلمانا وحكومة موازية لكن المجتمع الدولي لم يعترف بهما، وعرضت قناة النبأ التلفزيونية المحلية لقطات لأداء عمر الحاسي مرشح البرلمان في طرابلس لمنصب رئيس الوزراء وحكومته اليمين الدستورية، وردا على هذا قالت حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني الذي انتخبه مجلس النواب في بيان إنها تسعى لتمثيل كل الليبيين. بحسب رويترز.

وقال قائد عسكري وسكان إن القوات الحكومية وطائرات هليكوبتر تحت قيادة لواء ليبي سابق قصفت مخازن ذخيرة تابعة لمقاتلين يشتبه انهم إسلاميون في مدينة بنغازي في شرق ليبيا، وفي مؤشر آخر على انزلاق ليبيا نحو الفوضى قالت بعثة الامم المتحدة إن القتال في مدينتي طرابلس وبنغازي الرئيسيتين أدى الى نزوح 100 ألف شخص، وفر نحو 150 ألف شخص بينهم عمال أجانب من البلد المنتج للنفط، وحاولت القوات الإسلامية أن تسترجع المطار العسكري والمدني من القوات الحكومية في المدينة الساحلية في مواجهة هي جزء من مشهد أوسع للفوضى التي تعم البلاد منذ اسقاط معمر القذافي قبل ثلاث سنوات.

وقال العقيد ونيس بوخمادة قائد قوات الصاعقة الخاصة للجيش في بنغازي إن قواته قصفت بالمدفعية عددا من مخازن الذخيرة في المعسكرات التي يسيطر عليها الاسلاميون في وقت سابق كما سمع السكان أصوات تحليق طائرات هليكوبتر في الأجواء وشاهدوا الانفجارات الضخمة في احد ضواحي بنغازي التي أضاءت ليل المدينة، وأمكن أيضا سماع تحليق طائرات حربية في الأجواء.

مساندة البرلمان المنتخب

فيما زار مبعوث بريطاني برلمان ليبيا في مقره الجديد في مدينة طبرق الشرقية تعبيرا عن المساندة في مواجهة مجلس منافس أنشأته جماعات مسلحة استولت على العاصمة طرابلس الشهر الماضي، وانتقل مسؤولون كبار ومجلس النواب المنتخب إلى شرق ليبيا النائي حينما سقطت طرابلس في أيدي تحالف من فصائل مسلحة من مدينة مصراتة الغربية في أغسطس آب الماضي بعد معركة طويلة مع جماعات منافسة، وقد دفعت المعارك والفوضى أيضا معظم الدول ومنها بريطانيا إلى إغلاق بعثاتها الدبلوماسية في ليبيا.

وهذه المعارك جزء من صراع أوسع بين ثوار سابقين أطاحوا بمعمر القذافي في عام 2011 لكنهم يتقاتلون الآن في تنافس للاستيلاء على السلطة والسيطرة على ثروات ليبيا النفطية الهائلة، وقال مبعوث بريطانيا الخاص إلى ليبيا جوناثان باول في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون من طبرق "نحن نعترف بشرعية البرلمان الليبي"، وتخشى القوى الغربية مثل بريطانيا أن تصبح ليبيا دولة فاشلة قد تغرق أوروبا بالمهاجرين وتتحول إلى ملاذ آمن للإسلاميين المتشددين.

وكان مجلس النواب انتخب في يونيو حزيران الماضي في اقتراع اتسم بالانخفاض الشديد لنسبة مشاركة الناخبين في التصويت، وألغي الاسم السابق للمجلس وهو المؤتمر الوطني العام، والآن يقول التحالف الذي يسيطر على طرابلس أنه أعاد مع مجموعة من النواب السابقين المؤتمر الوطني العام، وقال باول إنه لن يحدث تدخل عسكري كما طلب بعض الليبيين الذين سئموا من اقتتال الجماعات المسلحة، وأضاف قوله إن صراعات ليبيا يمكن حلها بالسبل الدبلوماسية، ولكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل. بحسب رويترز.

وقال النائب الأول لرئيس مجلس النواب محمد على شعيب متحدثا في المؤتمر الصحفي نفسه إن ليبيا تتوقع من المجتمع الدولي ان يساعدها في بناء الجيش ومؤسسات الدولة، ولم يتحقق هذا حتى الآن مع رفض الثوار السابقين نزع سلاحهم، وقالت الحكومة الليبية في بيان إنها فقدت السيطرة على العديد من الوزارات ومؤسسات الدولة، ولم يؤثر انتصار قوات مصراتة في طرابلس بعد على انتاج النفط إلا ان المتعاملين يقولون إن ملكية النفط قد تصبح عرضة لتحديات قانونية إذا سيطرت هذه القوات على البنك المركزي حيث تودع عائدات النفط الخام.

وفاقم من توتر الموقف في طرابلس وقوع اشتباكات منفصلة في مدينة بنغازي الشرقية حيث أعلن اللواء السابق في الجيش خليفة حفتر حربا على الإسلاميين المتشددين، وفقدت وحدات حفتر التي تحالفت مع القوات الخاصة النظامية عدة معسكرات للجيش استولي عليها الإسلاميون الذين يحاولون منذ أيام السيطرة على المطار والقاعدة الجوية في بنغازي.

وتشهد بنغازي وبها المقار الرئيسية لشركات النفط المملوكة للدولة جولات قتال منذ اعلن اللواء السابق في الجيش خليفة حفتر في مايو أيار الماضي الحرب على الاسلاميين الذين يسيطرون على المنطقة دون منازع، وتحالف حفتر مع قوات الصاعقة الخاصة في الجيش لكن رغم ذلك تمكن الاسلاميون من الاستيلاء على عدد من معسكرات الجيش في بنغازي، وانتقلت الحكومة الليبية والبرلمان المنتخب من طرابلس إلى مدينة طبرق النائية في شرق البلاد بعد أن استولى فصيل مسلح آخر على العاصمة الليبية وعلى معظم المباني الحكومية فيها، وعين الحكام الجدد لطرابلس برلمانا وحكومة لا يعترف بهما المجتمع الدولي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/آيلول/2014 - 12/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م