التنوع البيئي.. مخاطر شاملة على الكائنات

 

شبكة النبأ: تعد قضايا البيئة من ‏أهم‏ ‏القضايا‏ ‏التي‏ ‏تشغل بال العديد من الجهات والمنظمات العالمية، بسبب الملوثات والمخاطر الكبيرة التي تتعرض لها البيئة، والتي اثرت سلباً على الحياة بصورة عامة، حيث تواجه كثير من الحيوانات والنباتات اليوم جملة من المشكلات المختلفة والتي كانت سببا في انقراض الكثير من الانواع، هذا بالإضافة الى التهديدات المستمرة التي يسببها الصيد الجائر والتخريب المتعمد الذي يقوم به الانسان ولأسباب مختلفة، اهمها الحصول على ارباح كبيرة وسريعة من خلال المتاجرة ببعض بقايا الحيوانات، وبحسب بعض التقديرات فان أكثر من 7200 نوع حيواني حول الكوكب مهددة بالانقراض وتوجد غالبية هذه الأنواع في المناطق الاستوائية والبلدان النامية.

من جانب اخر تشير بعض التقارير الى ان التلوث الذي تسببه المصانع والمناجم يعرض حياة 125 مليون شخص في العالم للخطر، هذا بالإضافة الى اضرارها المباشرة على الاحياء الاخرى التي اصبحت تتناقص بسبب هذه الاضرار، ويرى بعض المراقبين ان ما يعيشه العالم من تطور متسارع والاحتياج المتزايد للطاقة سيسهم بتفاقم هذه الاخطار خصوصا مع عدم وجود خطط مهمة لمعالجة هذه المشاكل، مؤكدين في الوقت نفسه على ان استثمارات الطاقة المتجددة سيزيد من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار ست درجات مئوية في القرن الحالي وهو ما قد تكون له نتائج كارثية على البيئة إذا لم توضع سياسات عاجلة وجريئة للحد من تلك المخاطر.

خطر اختفاء الشعاب المرجانية

وفي هذا الشأن قالت دراسة تدعمها الامم المتحدة ان معظم الشعاب المرجانية الموجودة في البحر الكاريبي قد تختفي خلال العشرين عاما القادمة مع اختفاء الاسماك والقنافد المائية التي تتغذى على الطحالب التي تخنق الشعاب المرجانية. وجاء في الدارسة الاكثر شمولا حتى الان عن الشعاب المرجانية في منطقة الكاريبي وهي عنصر جذب سياحي لدول المنطقة ان تغير المناخ لعب دورا محدودا في اختفاء الشعاب رغم تكهنات سابقة بانه السبب الرئيسي.

وقالت الدراسة التي شارك فيها 90 خبيرا "مع بقاء نحو سدس غطاء الشعاب الاصلي يمكن ان تختفي غالبية الشعاب المرجانية في الكاريبي خلال العشرين عاما القادمة ويرجع ذلك في الاساس الى فقد الكائنات الآكلة (للطحالب) في المنطقة." وأسماك الببغاء ذات الالوان الفاقعة وقنافد البحر هي الكائنات الرئيسية الآكلة للطحالب التي يمكن ان تخنق الكائنات الحيوانية الدقيقة التي تعرف باسم (بوليبس) والتي تبني الشعاب المرجانية من هياكلها الحجرية. بحسب رويترز.

ونتيجة للصيد الجائر لاسماك الببغاء ومرض غامض أصاب قنافد الماء عام 1983 تكاثرت الطحالب بشكل كبير في المنطقة. لكن الدراسة تقول ان العلاج مازال ممكنا مع فرض قيود على الصيد وعلى التلوث. وتشكل السياحة نسبة 14 في المئة من اجمالي الناتج المحلي لاقتصاديات الكاريبي.

الصيد غير الشرعي

في السياق ذاته تحظى شبكات الصيد غير الشرعي التي تستهدف خصوصا الفيلة في افريقيا، بتغطية من مسؤولين سياسيين ونافذين واثرياء، لكن نشطاء يأملون وضع حد لهذا الامر من خلال موقع انترنت. واطلق على هذا الموقع اسم "وايلدليكس"، في تسمية تذكر باسم موقع "ويكيليكس" الذي كشف اسرارا سياسية وفضائح طالت شخصيات ودولا، ولكن "وايلدليكس" سيكون مخصصا لكشف الاسرار والفضائح المتعلقة بالاضرار بالبيئة والقضاء على الحيوانات المهددة.

وفي حين تسجل الحدائق الوطنية والمحميات وتيرة مرتفعة من الصيد غير الشرعي لانواع مهددة من الحيوانات باستخدام اسلحة نارية، يأمل موقع "وايلدليكس" ان يجمع معلومات حول المسؤولين عن عصابات الصيد والاتجار والشخصيات التي تؤمن لها الغطاء. ويقول اندريا كروستا مؤسس الموقع في دار السلام في تنزاينا "تلقينا تسجيلا مهما يظهر علاقة شخص نافذ مسؤول عن عمليات صيد الفيلة والاتجار بالعاج، بالحكومة الكينية".

ويضيف اندريا البالغ من العمر 45 عاما والذي عمل سابقا مستشارا امنيا وفي مجال حماية البيئة "هذا النوع من الاشخاص لا يمكن ملاحقته في بلده، بسبب نفوذه الواسع، نحن بحاجة في حالات كهذه الى مساعدة من الخارج، ولذا نعمل على جمع الادلة". وفي السنوات الماضية، ارتفعت بشكل كبير وتيرة صيد الفيلة وحيوانات وحيد القرن في افريقيا، يعزز ذلك الطلب القوي على العاج في دول شرق آسيا حيث تباع باسعار خيالية وتستخدم في الطب التقليدي، الامر الذي يسيل لعاب العصابات المحلية والدولية.

ويرى اندريه ان موقع "وايلدليكس" يمكن ان يكون سلاحا قويا بوجه الصيد غير المشروع الذي بات يهدد الحياة البرية في افريقيا، وقد تلقى الموقع اول تسجيل يفضح ارتباط السياسية بهذا النشاط الاجرامي بعد 24 ساعة على اطلاقه في شهر شباط/فبراير الماضي، وجمع منذ ذلك الحين 45 معلومة ووثائق مسربة منها 28 اعتبرت ذات فائدة.

وتتنوع هذه المعلومات والوثائق في المواضيع والامكنة، من صيد النمور في سومطرة، الى قطع الاشجار في شرق روسيا والمكسيك، وصولا الى الاتجار بالانواع الحية في السوق الاميركية. وينقل بعض هذه المعلومات الى السلطات المعنية، وبعضها الاخر الى منظمات الدفاع عن البيئة. ويستقبل الموقع معلومات المخبرين المتطوعين بشكل يحفظ سرية هوياتهم. وترى ميمي اراندجيلوفيك الباحثة في معهد ماكس بلانك ان فكرة هذا الموقع "ذكية جدا، لان الناس قد يخافون من البوح باسمائهم عند الادلاء بمعلومات كهذه، لذا فان الحفاظ على سرية هوياتهم امر مساعد".

بحسب ريتشارد توماس المسؤول في منطمة ترافيك غير الحكومية، فان هذا الموقع يقدم "مقاربة جديدة في مكافحة الجرائم ضد الطبيعة". ويبقى التحدي الاكبر لنجاح هذا المشروع هو الثقة بين ادارة الموقع والاشخاص الذين قد يتطوعون للتبليغ عن مخالفة معينة، بحسب اندريه. ولم يستطع الموقع حتى الآن بناء شبكة له في تنزانيا في شرق افريقيا حيث يكاد الصيد يأتي على الحيوانات المهددة. بحسب فرانس برس.

وفي العام 2011، اجرى كروستا دراسة على نفقته الخاصة بينت له ان تجارة العاج تشكل احد موارد حركة الشباب المجاهدين المتشددة في الصومال، وهي خلاصة قد لا تكون مقنعة كثيرا لخبراء الامم المتحدة. وبأي حال، فان توجه الموقع واضح: لا يمكن مكافحة الصيد دون التحرك بوجه المسؤولين والاثرياء والنافذين والعصابات الاجرامية في الكثير من الدول. ويقول مؤسسه "نحن لا نتعقب الصيادين الصغار، بل اولئك الذي يشغلونهم، بمن فيهم مسؤولون حكوميون".

مبيعات العاج

على صعيد متصل قالت منظمة عالمية لمراقبة التجارة في منتجات الحياة البرية إن مبيعات منتجات العاج زادت على الضعف في تايلاند خلال السبعة عشر شهرا الماضية رغم تعهد الحكومة العام الماضي بالقضاء على هذه التجارة. وأظهر مسح أجرته منظمة (ترافيك)-وهي شبكة لمراقبة التجارة في منتجات الحياة البرية- وشمل 100 متجر في العاصمة التايلاندية بانكوك أن عدد منتجات العاج المعروضة للبيع ارتفع من 5865 قطعة في يناير كانون الثاني عام 2013 إلى 14512 قطعة في مايو أيار الماضي.

وفي العام الماضي تعهدت رئيسة الوزراء في حينها ينجلوك شيناواترا بحظر الاتجار في العاج ولكن لم يتحقق أي تقدم في هذا المجال. وانشغلت حكومة ينجلوك منذ أواخر 2013 باحتواء التظاهرات ضدها. وقالت نعومي دواك المنسقة لمنطقة الميكونج الكبرى في منظمة (ترافيك) في بيان "جهود تايلاند لتنظيم سوق العاج المحلي فشلت وحان الوقت للسلطات لمواجهة الحقائق إذ أن سوق العاج في بلادهم لا يزال خارج السيطرة."

ويسري حظر على التجارة الدولية للعاج منذ عام 1989 ولكن لم يتخذ ما يكفي من الاجراءات لردع الصيادين والتجار. وذكر الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة أن تايلاند هي أكبر سوق غير مقنن لتجارة العاج في العالم. ويمنع القانون التايلاندي بيع العاج المأخوذ من الفيلة الأفريقية ولكن لا يطبق هذا القانون بشكل مؤثر. وقالت المنظمات غير الحكومية إن العاج من افريقيا وغيرها من المناطق يتم تمريره بتايلاند لاضفاء شرعية صورية عليه لينقل بعدها إلى الصين وهي أكبر متلقي في العالم للعاج غير الشرعي. بحسب رويترز.

ويعتبر الفيل الآسيوي الرمز الوطني لتايلاند ولكنه يتعرض للصيد منذ وقت طويل من أجل أنيابه العاجية كما يتم استغلاله في السياحة. ويمكن للمواطنين التايلانديين شراء العاج المأخوذ من الفيلة التي نفقت لأسباب طبيعية داخل حدود بلدانها ولكن الثغرات في القانون تسمح بأن يأتي العاج الذي يباع في الاسواق من مصادر مشبوهة في الاغلب.

خنازير البحر

من جانب اخر باتت خنازير البحر في المياه العذبة أقل ندرة في الصين من دببة الباندا، في ظل تسريع التلوث الصناعي من وتيرة اندثار هذا النوع الذي يجد المدافعون عن البيئة للحفاظ عليه. ولا يعيش خنزير البحر إلا في نهر يانغتسي في الصين ورافديه بويانغ ودونغتينغ. وهو رمادي اللون ولا يتمتع بزعنفة ظهرية ويشبه بالتالي سمك الحفش الروسي (بيلوغا). ويقدر العدد الحالي لخنازير البحر بأقل من ألف.

وقال هاو يوجيانغ من معهد علم الأحياء المائية في الصين إنها "آخر ثدييات تعيش في يانغتسي. ويدل (تراجع عددها) على حالة النهر السيئة جدا". وأضاف أن "عددها تراجع بسرعة فائقة"، بسبب الصيد المفرط والتلوث ومراوح السفن والسدود الكهرومائية. ولم يعد نشطاء الرفق بالحيوان يثقون بتعهدات الحكومة حماية حوتيات المياه العذبة هذه التي باتت رسميا مهددة بخطر الإنقراض.

وتساءل مسؤول محلي العام الماضي خلال مقابلة أجرتها معه قناة "سي سي تي في" الرسمية "لم ينبغي علينا الحفاظ على خنازير البحر في يانغتسي فطعهمها ليس طيبا؟". وكشف النشطاء الذين يحاولون الحفاظ على هذا النوع أنهم خضعوا لتدابير كان الهدف منها ثنيهم عن محاولاتهم، من قبيل الاحتجاز. ليو بيو هو من هؤلاء النشطاء. وهو يرتدي سترة إنقاذ برتقالية اللون كتب عليها "جمعية حماية خنازير البحر في النهر" ويقوم بدوريات يومية بزورقه في بحيرة دونغتينغ، بحثا عن هذه الحوتيات. وها هو يصرخ فجأة "هذا واحد هنا!، شارحا "عندما نعثر على خنزير بحر نشعر بأننا أنجزنا مهمة كبيرة". وأضاف "قبل سنوات، كانت خنازير البحر تحيط بزورقنا وتلاحقنا مثل الأطفال". وبات هذا الصياد الثلاثيني يمضي أيامه وهو يلاحق السفن التي تمارس الصيد غير الشرعي، لكن الإبلاغ بحوادث مماثلة قد يكون خطيرا.

فقد أوقف زميلان لليو واتهما بابتزاز الصيادين المحليين. وتعكس حالة هذين الناشطين الوضع المأسوي لنشطاء كثيرين في منظمات غير حكومية في الصين تعتبرههم السلطات خطيرين بدلا من اعتبارهم متعاونين معها. وتنظر الصين للنضال في مجال حماية النظم البيئية على انه نشاط ضد التقدم والتنمية. بحسب فرانس برس.

والنشاطات البشرية هي التي تتسبب بالفعل بتراجع عدد خنازير البحر وانقراضها حتى، إذ استمرت على هذا المنوال. وقد شهد نهر يانغتسي تغيرات بيئية كبيرة، لا سيما من جراء سد الممرات الثلاثة الذي يزود أكبر محطة كهرومائية في العالم. فقد عرقل هذا السد نقل الرواسب وعدل النظام المائي، ما أثر على مواطن الثروة الحيوانية. وتفرغ كل سنة في نهر يانغتسي الملقب أيضا ب "النهر الأزرق" مليارات الأطنان من المياه الملوثة. وقد أدى هذا التلوث الشديد في النهر إلى انقراض الدلفين الصيني الذي كان يعيش فيه منذ حوالى 20 مليون سنة. وقد أنذر خبراء نفذوا مهمة علمية في المنطقة سنة 2006 باحتمال انقراضه.

سحالي والسلاحف والتماسيح

على صعيد متصل يساور مسؤولو الحياة البرية في الولايات المتحدة قلق متزايد في الآونة الأخيرة بعد هجوم كاسح من السحالي ذات اللونين الأبيض والأسود والتي يصل طول الواحدة منها الى اربعة أقدام. وكان هجوم السحالي -الذي تم تصويره بالفيديو وهي تقوم بسرقة بيض السلاحف والتمساح الأمريكي- قد رصد للمرة الأولى في جنوب ولاية فلوريدا ووسطها منذ نحو عقد من الزمن.

وقام علماء جامعة فلوريدا خلال الربيع والصيف من عام 2013 بوضع عدة كاميرات في منطقة ايفرجليدز حول الأعشاش التي تضم عشرات من بيض السلاحف والتماسيح. وكتب فرانك مازوتي الاستاذ بجامعة فلوريدا يقول عن عش للتمساح خلال الدراسة التي أجريت بالمشاركة مع هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية ولجنة فلوريدا للمحافظة على الاسماك والحياة البرية والتي تنشر هذا الصيف في دورية عن الغزو البيولوجي "التقطنا صورا للسحالي وهي تنقل ما يصل الى بيضتين في اليوم حتى كشف فحص للعش في 19 اغسطس عن اختفاء ما تبقى من البيض."

وقال مازوتي إنه يعتقد أن هذا النوع من السحالي -التي تعيش بصورة طبيعية في الأرجنتين ومناطق بأمريكا الجنوبية- وصل للولايات المتحدة أول مرة عبر تجارة الحيوانات الأليفة في مطلع الألفية الثالثة. ومنذ ذلك الوقت تزايدت أعداد السحالي بشكل هائل بفضل قدرتها على التكيف والصمود امام برودة الجو ووضع كميات كبيرة من البيض.

وقال مازوتي وهو عضو في فريق بارز من الباحثين في مجال الحياة البرية "أي نوع من الكائنات المفترسة يحتل مكانا بارزا في السلسلة الغذائية وحل ضيفا على بيئة جديدة لديه القدرة على إحداث أضرار بيئية جسيمة." وتؤوي فلوريدا لاسيما منطقة ايفرجليدز عشرات من الأنواع المفترسة التي هربت الى البرية أو اطلقها عشاق اقتناء الحيوانات الأليفة بعد ان كبرت كثيرا في الحجم. ويبذل مسؤولو الحياة البرية المشهورون جهودا مضنية لاحتواء الأفعى البورمية (الأصلة) وعادة ما تصادفهم بعض هذه الحيات التي يصل طول الواحدة الى ستة أمتار والتي تفترس التماسيح الصغيرة. بحسب رويترز.

وقال مازوتي إن السحالي نوعان يعيش الأول في ايفرجليدز والثاني قرب تامبا على الساحل الغربي للولاية. وتشير تقديرات لجنة فلوريدا للمحافظة على الاسماك والحياة البرية الى ان حجم مجموعة جنوب فلوريدا يصل الى الآلاف وقال مازوتي إنه تم اصطياد 400 من هذه السحالي في العام الماضي. وأردف قائلا "ليس بوسعنا السيطرة عليها."

الثور البري

من جهة اخرى تقضي خطة مؤقتة طرحها مسؤولون اتحاديون أمريكيون بأن قطعانا جديدة نقية وراثيا من الثور الأمريكي البري قد تجوب مرة أخرى منطقة الغرب الأمريكي التي غاب عنها هذا الحيوان الأيقونة منذ نهاية القرن التاسع عشر. وبات في حكم المؤكد ان هذه الخطة -التي بدأ مسؤولو متنزه يلوستون القومي حشد التأييد الجماهيري لها- ستثير معارضة شديدة من جانب أصحاب المزارع ممن ينتابهم القلق من ان قطعان الثيران الضالة قد تتسبب في نشر الامراض والتنافس على الكلأ وتدمير الممتلكات.

ويؤوي متنزه يلوستون الآن أكثر من أربعة آلاف رأس من الثور الامريكي البري مما يمثل أكبر نسبة من السلالة النقية في البلاد من هذا الحيوان. وكان قد تم إعادة توطين عشرات من قطعان يلوستون في السنوات الاخيرة في محميتين طبيعيتين بمناطق الهنود الحمر في مونتانا. ويحرص مسؤولو المتنزهات القومية وأنصار حماية الحياة البرية وجماعات السكان الاصليين على إعادة الثور الامريكي البري الى موطن معيشته الاصلي.

وخلص تقرير صدر في الآونة الاخيرة بشأن الثور الامريكي الى ان من المحتمل إعادة توطين الحيوان في أراض عامة في ولايات كولورادو واريزونا ونيومكسيكو ونبراسكا وساوث داكوتا دون ان يشكل ذلك أي خطر على الثروة الحيوانية. ويتمثل القلق الرئيسي في الاصابة بمرض البروسيلا الذي يتسبب في وفاة أجنة الابقار وقد تنتقل العدوى الى نصف اعداد الثور الامريكي في يلوستون اثر مخالطة الثور لقطعان الماشية. بحسب رويترز.

ويفكر مديرو الحياة البرية في المتنزه في خطة تبدأ بفرض حجر زراعي يستمر بضع سنوات على عشرات من هذه الثيران للحيلولة دون اصابتها بالبروسيلا. وقال ديفيد هالاك رئيس فرع العلوم والابحاث في يلوستون إن الثيران التي يثبت خلوها من البروسيلا يمكن توطينها في أماكن أخرى وتعتبر خالية من الامراض. وكانت الملايين من رؤوس الثور الامريكي تجوب سهول الغرب الامريكي في مسيسبي حتى أدت عمليات الصيد الجائر الى خفض اعدادها الى نحو 50 رأسا فقط ولجأت هذه الاعداد الى يلوستون في مطلع القرن العشرين.

قناديل البحر

الى جانب ذلك قال خبراء المحيطات ان ملايين من قناديل البحر وكائنات شبيهة غزت شواطيء الساحل الغربي الامريكي مما أعطاه وهجا أرجوانيا في أحيان لكن في أحيان اخرى تنبعث منه رائحة كريهة. ورغم انها في معظمها غير سامة قال ستيف رامريل الخبير بادارة اوريجون للمصائد والحياة البرية ان على المترددين على هذه الشواطيء توخي الحذر والابتعاد عن هذه الكائنات لانها قد تلسع العين او الفم.

ويطلق العلماء على هذه الكائنات اسم "فيليلا" لكنها تعرف لدى العامة باسم "بحارة الريح" وهي عادة ما تغزو بشكل جماعي الشواطيء. ويقول رامريل انه من غير المعتاد ان يغزو مثل هذا العدد الضخم الشواطيء في وقت واحد خاصة في وقت متأخر من الصيف. ويضيف انه بالاضافة الى الملايين التي وصلت الى الشواطيء في المسافة الممتدة من جنوب كاليفورنيا الى ولاية واشنطن هناك ملايين اخرى تسبح قرب سطح المحيط قبالة هذه المناطق. بحسب رويترز.

وقالت إرين باكستون المتحدثة باسم هيئة اوريجون للكائنات المائية الساحلية في أوريجون ان خبراء المحيطات لا يعرفون سببا للعدد الكبير الذي وصل هذا العام الى الشواطيء ولماذا جاءت متأخرة عن موعدها المعتاد. ويقول رامريل ان تغير المناخ قد يكون سببا لكن يستحيل تأكيد هذا بشكل قاطع. وأضاف "هذا حدث ناجم عن الرياح. والرياح غير معتادة هذا العام."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 7/آيلول/2014 - 11/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م