كيف تتنبأ بمصادر السعادة؟

 

شبكة النبأ: السعادة هدف مهم ومطلب اساسي يسعى اليه جميع البشر دون استثناء، ويرى بعض الخبراء ان سعادة الانسان يمكن ان ترتبط ايضا بعوامل ومؤثرات عديدة قد تكون سببا في خلق العديد من الازمات والمشاكل التي ترتبط بشكل مباشر بالواقع الاقتصادي او الامني او الصحي الذي يعيشه المجتمع وهو ما اثبتته الكثير من الابحاث والدراسات العلمية.

والـسعادة وكما تشير بعض المصادر هي "شعور بالبهجة والاستمتاع منصهرين سوياً"، والشعور بالشيء أو الإحساس به هو شيء يتعدى بل ويسمو على مجرد الخوض في تجربة تعكس ذلك الشعور على الشخص، و"إنما هي حالة تجعل الشخص يحكم على حياته بأنها حياة جميلة ومستقرة خالية من الآلام والضغوط على الأقل من وجهة نظره".

وهناك انواع للسعادة منها، السعادة القصيرة أي التي تستمر لفترة قصيرة من الزمن. والسعادة الطويلة التي تستمر لفترة طويلة من الزمن (هي عبارة عن سلسلة من محفزات السعادة القصيرة)، وتتجدد باستمرار لتعطي الإيحاء بالسعادة الأبدية. ولا يزال العلماء في مختلف دول العالم يواصلون أبحاثهم ودراساتهم الخاصة من اجل الوصول الى نتائج جديدة تخص اسباب الحصول على السعادة او الوصول اليها، وفيما يخص بعض هذه الدراسات والابحاث فقد خلصت دراسة إلى أن عشاق الشمس الذين يتركون شمال أوروبا بحثا عن أجواء أكثر دفئا ربما انهم أقل سعادة من اولئك الذين بقوا في بلدانهم.

وأظهرت عينة شملت أكثر من 300 مهاجر من بلجيكا وسويسرا وألمانيا وهولندا وفرنسا وبريطانيا انتقلوا للعيش في دول مطلة على البحر المتوسط انهم يشعرون بقدر أقل من الرضا عن حياتهم مقارنة مع عينة أكبر بكثير تضم 56 ألف شخص يعيشون في الدول الشمالية. وسجل عشاق الشمس نتيجة 7.3 من 10 في المتوسط على مقياس "السعادة" بينما حقق الذين بقوا في أوطانهم الأصلية متوسطا قدره 7.5 وفقا للدراسة التي نشرها الدكتور ديفيد بارترام كبير المحاضرين في قسم علم الاجتماع بجامعة ليستر في انجلترا.

وقال بارترام "النتائج الرئيسية من التحليل هي ان الذين هاجروا من شمال أوروبا إلى جنوب أوروبا أقل سعادة من الذين بقوا في شمال أوروبا." وقال إن المهاجرين أصبح لهم دخل مالي أكبر في المتوسط في الدول الجديدة التي انتقلوا اليها وتكهنت بعض النظريات بأن ان هذا سيجعلهم أكثر سعادة. واضاف ان ما حدث هو العكس ربما لأن "الهجرة في حد ذاتها يمكن ان تكون مدمرة لابعاد أخرى في حياة الناس مثل الروابط الاجتماعية والشعور بالانتماء وربما تكون لها عواقب سيئة على سعادتهم." بحسب رويترز.

وقال في بيان "ربما أن السلبيات الناجمة عن الاثار العامة المدمرة للهجرة الدولية على حياة الفرد تفوق أي نتائج موضوعية ايجابية." وتستند النتائج التي خلص اليها بارترام الي دراسة لبيانات جمعت في الفترة من 2002 إلى 2010 في المسح الاجتماعي الأوروبي وهو دراسة ميدانية تجرى عبر دول اوروبا كل عامين.

السعادة اللحظية

الى جانب ذلك فمن المعروف ومنذ فترة طويلة أن السعادة تتوقف على كثير من الظروف المختلفة في حياتنا اليومية. والآن وضع العلماء معادلة رياضية يمكنها التنبؤ بالسعادة اللحظية. ووجد الباحثون أن المشاركين يكونون أكثر سعادة عندما يؤدون عملهم بصورة أفضل من المتوقع خلال المهام التي تنطوي على مخاطر للحصول على مكافآت. وكشفت أشعة للمخ أن درجات السعادة ترتبط بالمناطق المعروفة بكونها مهمة للرفاهية.

ويقول الفريق البحثي إن المعادلة، التي نشرت في مجلة PNAS، يمكن أن تستخدم للنظر في اضطرابات الحالة المزاجية والسعادة على نطاق واسع. ويمكن أيضا أن تساعد الحكومة البريطانية على تحليل الإحصاءات المتعلقة بالرفاهية، والتي تجمعها منذ عام 2010. وقال روب رتليدج، المؤلف الرئيسي للدراسة ودكتور بجامعة يونيفرستي كوليدج في لندن: "يمكننا أن ننظر إلى القرارات والنتائج الماضية للتنبؤ بالضبط بمدى سعادتك في أي لحظة".

وأضاف: "يحاول المخ معرفة ما يتعين عليك القيام به في العالم لكي تحصل على مكافآت، ولذا فإن جميع القرارات والتوقعات والنتائج هي معلومات تستخدم للتأكد من اتخاذ القرارات السليمة في المستقبل. وتجتمع التوقعات والمكافآت الأخيرة لتحديد مدى سعادتك في الوقت الحالي". فعلى سبيل المثال، لو فكرت في الذهاب إلى أحد المطاعم ولديك توقعات أقل لهذا المكان، ثم وجدت الطعام أفضل من المتوقع فإن هذا سيجعلك أكثر سعادة، ولكن إذا كان لديك توقعات إيجابية فإن هذا قد يزيد من سعادتك حتى قبل بدء الوجبة، وذلك لأنك تترقب هذا الحدث.

قال مو فرح "هذه هي أفضل لحظة في حياتي" عندما فاز بسباق 5,000 متر لنهائي للرجال في أولمبياد لندن 2012 وحلل الفريق البحثي نتائج 26 شخصا يؤدون مهمة يختارون خلالها بين مكافآت نقدية واضحة ومؤكدة من جهة وبين مكافآت أخرى محفوفة بالمخاطر، وكان يطلب منهم الكشف عن مستوى سعادتهم بعد مرور بضعة تجارب.

وصور الباحثون مخ المشاركين باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي ووجدوا أن النشاط في منطقتين من المخ يرتبط بشكل إيجابي بمستوى السعادة؛ المنطقة الأولى هي "المخطط البطني" التي تعد مصدرا رئيسيا لإفراز مادة الدوبامين، أما المنطقة الثانية فهي "القشرة الإنعزالية"، وهي منطقة من المخ تؤثر على العديد من المشاعر، بما في ذلك السعادة.

وأجريت المعادلة على أكثر من 18,000 شخص شاركوا في لعبة على الهاتف الذكي تنطوي على مخاطر للحصول على مكافآت. وقال رتليدج إن التجربة كانت بالطبع بسيطة بالمقارنة بأحداث العالم الحقيقي، مضيفا: "كان من دواعي سرورنا أن نرى أن المعادلة تمكنت بشكل جيد من توضيح أسباب السعادة. وحتى في ضوء هذه المجموعة الكبيرة من المشاركين، ثمة علاقة ثابتة بين المكافآت والتوقعات والسعادة".

وأضاف: "أنا متفائل بأن هذه المعادلة الرياضية ستمكننا من فهم الأشياء التي نهتم بها بصورة أفضل، مثل شعورنا بالسعادة بشكل عام". وقال توم ستافورد، باحث معرفي بجامعة شيفلد، من الرائع أن تتنبأ المعادلة بمستوى السعادة بهذه الدقة "لاسيما في ضوء صعوبة التنبؤ بمشاعر البشر". بحسب بي بي سي.

وأشار إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت الدراسة قادرة على التطرق لبعض "الأسئلة الكبرى" المتعلقة بالسعادة في حياتنا الحقيقية، مثل اختيار شريك العمر على سبيل المثال. وقال أندرو أوسوالد، اقتصادي معرفي بجامعة وارويك: "وجدت الدراسة أيضا أن الشعور الفوري بالسعادة يعتمد على حجم الفجوة بين ما تنجزه وما تتوقعه".

المال

ربما تمنيت في مرحلة من مراحل حياتك أن تكون ثرياً، وهذا بالطبع ما لم تكن من الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، كما نقول! تعرف بالطبع مظاهر الثراء التي تثير الدهشة، كأن تربح اليانصيب مثلا، وتصبح حياتك كحياة الأثرياء والمشاهير الذين ينعمون ببيوت فارهة، تحفها المروج الخضراء الأنيقة، وتضم أحواضا كبيرة للسباحة، ويمتلكون جزراً بأكملها في بعض الأحيان، وسيارات سباق باهظة الثمن، وطائرات خاصة، وكذلك مبالغ طائلة من المال الذي يمكنك من أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء.

لكن ما الذي يحدث لهؤلاء المحظوظين القلائل الذين تتحقق أحلامهم؟ طرحنا هذا السؤال على موقع كورا (Quora) المتخصص في تلقي الأسئلة وإتاحة الفرصة للجمهور للإجابة عليها، لمعرفة ما إذا كان الأمر يستحق بالفعل أن نسعى إلى الثراء. والدخل الإضافي قد يحدث تغييراً في حياة الإنسان، وقد يكون ذلك إلى الأفضل أحيانا، أو إلى الأسوأ أحيانا أخرى.

وتروي كارول فيلو، إحدى مستخدمات موقع (كورا)، كيف تحول والداها من الفقر المدقع إلى أن أصبحا من أصحاب الملايين عندما حققت شركة للطباعة كانا يمتلكانها نجاحا كبيرا. وقد أثار ذلك النجاح الذي حققته الشركة شهية العائلة بأكملها نحو جني المزيد من الأموال. وتقول فيلو: "أدمنت أمي جمع المال، ولم يعد شيئا كافيا بالنسبة لها"، وتضيف: "ومع مرور الوقت، تلاشت العلاقات الأسرية، ولأنني عايشت التجربة بالكامل يمكنني القول إن الراحة والقناعة أهم من الثراء."

ويتفق مورات موريسون تماما مع ما تقوله فيلو، فقد أصبح ثرياً عندما باع شركة للنقل في أواخر التسعينيات. وقد تعلم شيئاً لن يبرح ذاكرته على الإطلاق، ويقول: "المال يجلب الراحة، لكن الراحة لا تعني بالضرورة السعادة أو الرضى. لقد شعرت بأنني شخص أجوف طوال السنوات التي أصبحت بعدها أحد الأثرياء. من المهم أن تكون مرتاحاً، لكن الأكثر أهمية هو أن تكون سعيدا."

ويقول بول بوكهايت: "الثروة تكشف خصال البشر"، ويضيف: "تعزز الثروة من الصفات التي كان الناس يتحلون بها قبل أن يصبحوا أغنياء. فإن كنت شخصاً سيئاً، من المرجح أن تجعلك الثروة أكثر سوءا. أما إذا كان لديك هدف أسمى في الحياة من مجرد جمع المال، فيمكن للثروة أن تمنحك الحرية للتركيز على تحقيق ما تصبو إليه."

أما ستو سويرمان، فيرى أن الهدف هو الاستمرار في الكد والعمل. ويقول: "عملت باجتهاد لمدة 15 عاماً، وقمت ببيع شركة البرمجيات التي كنت أمتلكها. وعندما حصلت على ثمنها الضخم أمضيت فترة تقاعد استمرت خمسة أيام فقط." ويضيف سويرمان: "أنت بحاجة إلى شيء تنشغل به. أسست على الفور شركة جديدة، وشعرت بسعادة أكبر من مجرد أن أحصل على المال وأتقاعد."

إن أول ما يتبادر إلى ذهنك عندما تقرأ أن سلبيات الثراء تفوق إيجابياته، هو أن تقول: أرجوك، دعك من هذا الكلام. فهذا مستخدم آخر لم يرد ذكر اسمه يقول: "عندما تكون ثريا، لا يُسمح لك بأن تشكو من شيء أبداً. فطالما يتخيل غالبية الناس أن الأغنياء يعيشون حالة من النقاء، وراحة البال، فليس مسموحاً في نظر العامة أن يكون لديك احتياجات بشرية أو مشاكل. ومع أنك مجرد إنسان، لا يعاملك غالبية الناس على هذا الأساس."

ومن السلبيات الأخرى للثراء أيضا تغير مستوى العلاقات مع الأصدقاء والعائلة. فمعظم الناس يتطلعون للاستفادة منك مادياً، وقد يصعب عليك أن تجزم ما إذا كان اللطف الذي يبديه أحدهم سببه محبته لك، أم أنه يطمع في ما لديك من مال". ويضيف: "أما إذا كنت أعزبا، فقد تكون في شك على الدوام بشأن ما إذا كان شريكك يحبك أم يحب مالك."

وأجاب معظم المتابعين على موقع (كورا) بأنه على الرغم من سلبيات الثراء، هناك إيجابيات كثيرة لوجود الثروة بين يديك. ويقول صاحب أحد التعليقات الذي لم يفصح عن اسمه، والذي أشار إلى أنه أصبح يمتلك 15 مليون دولار بعد بيعه شركة كان يمتلكها: "أن تكون ثريا أفضل من ألا تكون كذلك، ولكن ليس بالدرجة التي يتصورها البعض."

ويضيف: "من أول الأشياء التي يمنحها لك الثراء عند حصولك على المال هو عدم التفكير في الهموم المتعلقة بالمال بعد ذلك. وستظل هناك بعض النفقات التي لا تستطيع تحملها، لكن معظم النفقات العادية يمكنك تحملها دون تفكير، وهذا بلا شك أفضل من أن تكون بلا ثروة تمكنك من ذلك."

أما كريستوفر أنغوس الذي جمع ثروته من بيع أربعة مشاريع صغيرة، فيقول: "أفضل أن يكون لدي مال على أن أكون في حاجة إليه، فقد تمكنت خلال السنوات السبع الأخيرة كشخص ثري من خوض تجارب لا يمر بها كثير من الناس في حياتهم. فعلى سبيل المثال، قضيت في أحد الأعوام 25 عطلة ترفيهية، وفي أوقات أخرى، قد أنفق 20 ألف دولار في نزهة واحدة في نهاية الأسبوع."

ويقول المستخدم الذي لم يذكر اسمه: "مع وجود الثروة يتغير مستوى التوقعات، إذ أن الأمور كلها نسبية... فخلال الشهر الأول الذي تقود فيه سيارة من طراز "أودي"، وتتناول طعامك في مطعم فاخر، فإنك تستمتع بذلك حقاً". وأضاف: "وبعد ذلك سيصبح الأمر معتاداً بالنسبة لك. ثم تبدأ بعدها بالتطلع إلى ما هو أرقى وأعلى. وتكمن المشكلة في أنك تعيد ترتيب مستوى توقعاتك، ويصبح كل شيء دون المستوى الذي حددته غير قادر على إثارة إعجابك، ولا يحقق لك الرضا الذي تنشده."

وقال أنغوس أنه لم يكن يعرف كيف ينفق أمواله لكثرتها منذ أن كان في منتصف العشرينات من العمر، وأن الملل كان يتسرب إليه سريعا. ويقول أنغوس: "لقد وجدت أن توفر المال الكافي لشراء أي شيء مادي أو معنوي قد أفقدني الإثارة والرغبة في الأشياء التي كنت أسعى إلى اقتنائها قبل أن أصبح ثرياً." ورغم أنه اشتري خمس سيارات "بورش" وعدد آخر من السيارات الفارهة في ثلاث سنوات فقط، يقول أنغوس: "لقد أدمنت إقتناء تلك الأشياء لكي أسترعي الانتباه، وأغري الناس بقضاء وقت معي من أجل ما أملكه، ومن أجل ما يمكن أن أقدمه لهم." بحسب بي بي سي.

ويقول مستخدم آخر يعمل مبرمجا في مجال التكنولوجيا إنه شق طريقه بنفسه، وبات يمتلك 20 مليون دولار، لكنه يرى أن الثروة عبء حقيقي. وأضاف: "أصبحت ثريا وأنا في منتصف الثلاثينات من العمر. لقد أردت أن أكون ثريا، ونجحت في ذلك، لكنني أشعر أن هذا ليس هدفاً يستحق العناء. الوصول إلى الثروة بالتدريج أفضل لمستقبلي العملي، ولحياتي بشكل عام." ويضيف: "من المستحيل أن تتخلى عن المال، وأن تكون ثريا فذلك أمر قد لا يستحق العناء، لكنك إذا أصبحت ثرياً، فسوف ترغب في البقاء كذلك إلى الأبد."

امور اخرى

على صعيد متصل أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن الرجال في فرنسا يرون أن الجنس هو الطريق الأهم نحو السعادة لكن النساء يعتبرن أن الأطعمة الشهية هي مصدرها. ووجد الاستطلاع الذي أجرته وكالة "هاريس انتراكتيف" أن الشوكولا والجبن وطعام كبد الإوز تتصدر قائمة الأطعمة الجالبة للسعادة. وصنف الرجال والنساء كلا من الجنس والطعام كمصدر للسرور بدرجة متساوية هي 7.1 على مقياس من صفر إلى عشر درجات لكن درجة الجنس وحده في تقدير الرجال كانت 7.5 درجة وعند النساء 6.7.

وتصدرت الشوكولا قائمة الأطمعة بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء يليها الجبن وكبد الإوز والمحار والفراولة وشرائح اللحم والخبز. وبحسب الاستطلاع الذي شمل ألف شخص وأجري في مارس/آذار أبدت النساء استعدادا أكبر من الرجال للتقليل من ممارسة الجنس مقابل الأطعمة التي يحبونها.

في السياق ذاته قد يعترف الكثير من الناس بأن المال قد لا يجلب السعادة، لكن يمكن للمعظم أن يتفق بأن الإنسان يحتاج إلى ما يكفيه على الأقل. إذ أشار مسح للرأي في أمريكا إلى أن الناس ليسوا بحاجة إلى راتب مليونيّ ليعيشوا بأريحية، أجاب أكثر من نصف الأشخاص بأن راتباً يبلغ 100 ألف دولار سنوياً يمكن أن يكون مناسباً بالنسبة إليهم.

وما يقارب ربع من أجابوا عن مسح الرأي رأوا بأن راتباً يتراوح بين 50 ألف دولار وما يقارب 75 ألف دولار يمكن أن يكون مناسباً، وهذه تتطابق مع نتائج لدراسة أجرتها جامعة برنستون بأن الحياة النفسية والعاطفية تتحسن مع الدخل، ولكن المبلغ الأقصى لوقوع التحسن لا يزيد بكثير عن 75 ألف دولار سنوياً. بحسب CNN.

وبعبارات أخرى، فإن عوامل نفسية أخرى تلعب دوراً في تحقيق السعادة بعد الحصول على مبلغ معين، بل هنالك أشخاص لا يهتمون بالمال إذ أشار 10 في المائة من نسبة المجيبين عن مسح الرأي بأن سعادتهم يمكن أن تتحقق من دولار وصولاً إلى 30 ألف دولار سنوياً، بينما قال ستة في المائة منهم إن المال لا يمكن أن يجلب السعادة أبداً.

من جانب اخر فالأشخاص الراضون عن نمط حياتهم يتمتعون بصحة أفضل ويشيخون ببطء، ويعمرون طويلاً، مقارنة بالآخرين. ويقول العالم اندريه ستيبتو من كلية لندن الجامعية إن "المسنين الذين كانوا سعداء في حياتهم الماضية أكثر من أقرانهم، يشيخون ببطء ونادراً ما يعانون من مشاكل صحية. أي أنهم نادراً ما يصبحون معاقين أو غير قادرين على تبديل ملابسهم أو الاستحمام بمفردهم وما شابه ذلك".

 توصل ستيبتو وفريقه العلمي إلى هذه الاستنتاجات، بعد دراسة وتحليل لنتائج الاستطلاع الذي شارك فيه 3 آلاف مسن في بريطانيا. قسّم العلماء المشاركين في الاستطلاع إلى ثلاث مجموعات حسب العمر 60 -69 سنة و70 – 79 سنة و80 سنة وأكثر. وبعد ذلك درسوا ما ثبته كل منهم في الاستمارات التي وزعت عليهم خلال ثماني سنوات.

هذه الاستمارات كانت جزءاً من برنامج "ايلسا – ELSA" الخاص بدراسة عملية الشيخوخة والعوامل المؤثرة فيها. واكتشف العلماء شيئاً مهماً، وهو أن المسنين الذين كان "مؤشر السعادة" عندهم مرتفعاً، بغض النظر عن وضعهم المادي، كانوا نادراً ما يعانون من مشاكل صحية. ويقول ستيبتو بهذا الخصوص: "هذا لا يعني أن الأشخاص السعداء تكون صحتهم أفضل وأغنياء. لقد أثبتنا في دراسة سابقة أن المسنين السعداء لهم فرصة للبقاء على قيد الحياة 8 سنوات إضافية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/آيلول/2014 - 6/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م