بلاد الفراعنة ومحاولة استرداد الارث التاريخي والسياحي

 

شبكة النبأ: لاتزال الارض المصرية وعلى الرغم من الاكتشافات المهمة تحوي الكثير من الكنوز والاثار والشواهد المختلفة كما يقول بعض الخبراء، الذين اكدوا على ان بلاد الفراعنة اليوم وبالرغم من الاضرار الكبيرة والخسائر الفادحة التي سببها الانفلات الامني واعمال النهب التي اعقبت إسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، وما تلها احداث اخرى، قد اصبحت ساحة و هدف مهم لعلماء الآثار، حيث اسفرت أعمال البحث والتنقيب المتواصلة عن الوصول الى استكشافات فرعونية جديدة منها العثور على بعض المدن والمعابد والقبور المصرية القديمة.

وبحسب بعض المراقبين فان هذه الاكتشافات ستسهم بإعادة الحياة الى القطاع السياحي الذي تضرر بشكل خطير في الفترة الماضية، خصوصا وان الحكومة المصرية الجديدة قد اعتمدت خطط واجراءات جديدة في سبيل استعادة مكانتها السابقة، يضاف الى ذلك انها قد اعتمدت ايضا طرق خاصة من اجل استعادة بعض كنوزها واثارها.

حيث تسعى بلاد الفراعنة لاسترداد ارثه التاريخي والى معاودة التنقيب عن آثاره مجددا، بعد سنوات من وقف البحث التي تسببت به الاضطرابات الامنية والسياسية، في حين تطمح العديد من الدول والمنظمات نيل فرصة التنقيب الآمن في العراق كما هو الحال مع فرنسا، نظرا لأهمية ذلك تاريخيا وعلميا وسياحيا، إذ يمثل  هذا الإرث التاريخي هوية البلاد.

وفي هذا الشأن فقد أعلنت وزارة الآثار بمصر اكتشاف مقبرة أثرية عمرها نحو 5600 عام بمحافظة أسوان في أقصى جنوب البلاد وترجع إلى ما قبل 500 عام تقريبا على توحيد البلاد في حكم مركزي على يد الملك مينا نعرمر مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى. وقسم علماء المصريات والمؤرخون تاريخ مصر إلى فترة مبكرة تزيد على أربعة آلاف عام قبل الميلاد ولم يؤرخ لها ثم توحدت مصر جغرافيا وإداريا تحت حكم مركزي نحو عام 3100 قبل الميلاد على يد الملك مينا.

وفي عصر بطليموس الثاني الذي حكم مصر تقريبا بين عامي 284 و246 قبل الميلاد قسم الكاهن مانيتون أشهر المؤرخين المصريين تاريخ مصر إلى 30 أسرة حاكمة منذ توحيدها حتى الأسرة الثلاثين التي أنهى حكمها الإسكندر بغزو مصر عام 332 قبل الميلاد. وقال علي الأصفر رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار في البيان إن المقبرة اكتشفتها البعثة البريطانية بالتعاون مع وزارة الآثار بمدينة هيراكونبوليس القديمة بمنطقة الكوم الأحمر مركز إدفو وعثر فيها على مومياء صاحب المقبرة وتمثال من العاج يبلغ ارتفاعه 32 سنتيمترا ويجسد رجلا له لحية "ويعد من التماثيل الفريدة... ربما يمثل صاحب المقبرة بوجه ذي لحية أو ربما يجسد إحدي آلهات الحماية". وأضاف أن المعاينة المبدئية للمومياء تشير إلى وفاة صاحبها في سن مبكرة لا تزيد على 20 عاما. بحسب رويترز.

وتابع أن هذا الكشف سيسهم في معرفة "المزيد من التفاصيل" عن العقيدة المصرية القديمة والعادات الجنائزية التي كانت سائدة في تلك الفترة. وقال رينيه فريدمان رئيس البعثة في البيان إن المقبرة التي "لا تزال تحتفظ بمقتنياتها" ومنها 10 أمشاط من العاج وعدد من الأدوات والأسلحة ستوفر معلومات جديدة عن الشعائر التي كانت سائدة آنذاك "كما تعكس حجم مشاعر الاحترام والتقدير التي كان يكنها أصحاب عصر بداية الأسرات لأجدادهم في العصور السابقة."

تابوت لمغنية

الى جانب ذلك قالت وزارة الآثار المصرية إن بعثة فرنسية اكتشفت في رديم مقبرة مرضعة الملك توت عنخ آمون بمنطقة سقارة جنوبي القاهرة تابوتا خشبيا لمغنية الكورس المقدس "تا اخت" في عصر الإنتقال الثالث في مصر القديمة (1085-709 قبل الميلاد). وكانت منف القريبة من سقارة عاصمة لمصر منذ توحيدها ثم انتقلت العاصمة إلى طيبة "الأقصر" الجنوبية في عصر الدولة الحديثة (نحو 1567-1085 قبل الميلاد) التي ينتمي إليها توت عنخ آمون.

وقال علي الأصفر رئيس قطاع الآثار المصرية إن الكشف توصلت إليه البعثة الفرنسية بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية أثناء أعمال التنظيف ورفع الرديم الخاص بمقبرة "مايا" مرضعة توت عنخ آمون. وأوضح أن "مايا" هي الأميرة السابقة "ميريت آتون" ابنة اخناتون ونفرتيتي "وربما أخت أو أخت غير شقيقة لتوت عنخ آمون" في إشارة إلى مكانة العاصمة القديمة "منف" حتى بعد انتقال مقر الحكم إلى الجنوب. بحسب رويترز.

وقال إن الكشف يضم ثلاثة توابيت متداخلة صممت بشكل آدمي وتحمل زخارف ونقوشا "رائعة تمثل وجه المتوفاة" وما زال التابوتان الأوسط والداخلي بحالة جيدة من الحفظ. ورجح أن يكون التابوت الداخلي الذي لم يفتح بعد "يحتوي علي المومياء" الخاصة بصاحبة التابوت. وقال إن التابوت الأوسط عثر فيه على أدوات جنائزية منها مسندان خشبيان للرأس وصندوق خشبي مستطيل مطعم بالعاج يضم أدوات للزينة إحداها على شكل ملعقة بجسم غزالة طولها 14 سنتيمترا وعرضها 4 سنتيمترات ومكحلة للعين أسطوانية الشكل.

معبد إيزيس

في السياق ذاته أعلنت وزارة الآثار المصرية اكتشاف معبد أثري مشيد من الحجر الجيري للإلهة إيزيس في محافظة بني سويف الجنوبية من عصر الملك بطليموس الثاني الذي حكم البلاد نحو 38 عاما في القرن الثالث قبل الميلاد. وقال علي الأصفر رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار في بيان إن المعبد اكتشفته بعثة مصرية في منطقة جبل النور الأثرية بمحافظة بني سويف الواقعة على بعد نحو 130 كيلومترا جنوبي القاهرة وإن أهميته ترجع إلى أنه أول معبد في هذه المنطقة لبطليموس الثاني الذي حكم مصر بين عامي 284 و246 قبل الميلاد.

وأضاف أن الكشف "ربما يفتح المجال أمام المزيد من المعلومات التاريخية والتفاصيل الجغرافية عن هذا العصر كما يلقي الضوء على واحد من أهم ملوك العصر البطلمي". وقال إن المعاينة المبدئية للجزء المكتشف من المعبد "ترجح أنه كان مكرسا للإلهة إيزيس والتي احتفظت بشهرة واسعة على امتداد العصر البطلمي مثلما حظيت بمكانة رفيعة على مدار العصور الفرعونية." بحسب رويترز.

 وأضاف أن الجدران الخارجية للمعبد تضم مناظر للملك بطليموس الثاني ويظهر خلفه "حابي إله النيل (في مصر القديمة) في أشكال متتالية تمثله حاملا موائد تزخر بمختلف أشكال القرابين والتي تعكس ما تنعم به أرض مصر من خيرات." وقال الأصفر إن البعثة اكتشفت داخل أروقة المعبد عددا من الآنية الفخارية والقطع الحجرية التي تحمل أسماء بطليموس الثاني.

مقصورة و حجرة دفن

على صعيد متصل قالت وزارة الآثار والتراث بمصر في بيان إنها اكتشفت مقصورة أثرية من الحجر الجيري "الجيد" ترجع لأكثر من 3800 عام في محافظة سوهاج الواقعة على بعد نحو 450 كيلومترا جنوبي القاهرة بالقرب من معبد للملك سيتي الأول والد رمسيس الثاني. وقال ممدوح الدماطي وزير الآثار والتراث إن المقصورة التي تعود إلى عصر الأسرة الحادية عشرة (2050-1786 قبل الميلاد) عليها نقوش بارزة تحمل ألقاب الملك "نب حتب رع" المعروف باسم منتوحتب الثاني الذي أسس الأسرة الحادية عشرة وأعاد توحيد البلاد بعد فترات من الاضمحلال السياسي.

وأضاف أن المقصورة عثر عليها أثناء أعمال التنظيف قام بها المجلس الأعلى للآثار بعد أن رصدت شرطة السياحة والآثار قيام بعض أهالي منطقة عرابة أبيدوس بمحافظة سوهاج بالحفر خلسة بحثا عن آثار فرعونية وأسفر ذلك عن حدوث هبوط أرضي أمام أحد المنازل وأدى للعثور على المقصورة.

وقال إن منتوحتب الثاني "حرص على تسجيل عبارة على جدران مقصورته" سجل فيها أنه "كرسها للمعبود أوزير خنتي امنتي" إذ كان إله البعث في عموم مصر القديمة أوزير اتحد مع المعبود المحلي لأبيدوس "خنتي امنتي" في بدايات الأسرة الخامسة (نحو 2492-2181 قبل الميلاد).

من جانب اخر اكتشفت بعثة إسبانية جنوبي مدينة أسوان أقصى جنوب مصر حجرة دفن فيها تسعة توابيت في كل منها مومياء، وتعود إلى الأسرة الفرعونية السادسة والعشرين (نحو 664-525 قبل الميلاد). وفي بيان لوزير الآثار المصري قال محمد إبراهيم إن بعثة إسبانية اكتشفت جنوبي مدينة أسوان الواقعة في أقصى جنوب البلاد حجرة دفن "جديدة لم تمس من قبل" وبها تسعة توابيت لا تزال تحتفظ بمومياواتها وتعود إلى الأسرة الفرعونية السادسة والعشرين (نحو 664-525 قبل الميلاد).

كما اكتشفت أيضا تابوتا آخر في حالة جيدة من الحفظ وبداخله مومياء شخص "تشير المقتنيات الأثرية التي عثر عليها بين اللفائف الكتانية المحيطة بالمومياء إلى أنه ينتمي إلى أصول نوبية حيث عثر على خنجر نوبي يحمل ملامح ومميزات صناعة الأسلحة في العصر النوبي" حيث حكم ملوك النوبة مصر في الأسرة الخامسة والعشرين التي بدأ حكمها نحو عام 747قبل الميلاد. بحسب فرانس برس.

وقال البيان إن حجرة الدفن التي اكتشفتها البعثة الإسبانية بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية توجد داخل مقبرة اكتشفت من قبل وتضم مدافن لعائلتين من حكام أسوان المعاصرين للأسرة الثانية عشرة (نحو 1991-1786 قبل الميلاد) وأن الاكتشافات الجديدة "تؤكد على أن المقبرة أعيد استخدامها في العصر المتأخر" حيث تضم هذه المنطقة مقابر حكام الإقليم في وقت مبكر. وأضاف أن من أشهر مقابر الإقليم مقبرة الحاكم (حور خوف) الذي سجل سيرته وأعماله ورحلاته على جدران مقبرته.

بيع تمثال

الى جانب ذلك قال مسؤول في وزارة الآثار والتراث بمصر إن جهود بلاده لم تنجح في إيقاف بيع تمثال من الحجر الجيري الملون للكاتب الفرعوني "سخم كا" في العاصمة البريطانية وإن الوزارة ستواصل جهودها لاستعادته بعد معرفة الشخص أو الجهة التي اشترته. وأبدت الوزارة في بيان اعتراضها على قيام قاعة كريستي للمزادات بعرض التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 75 سنتيمترا ويعود إلى الأسرة الخامسة (نحو 2494-2345 قبل الميلاد) للبيع. وقالت إنها خاطبت المجلس الدولي للمتاحف (آيكوم) لإيقاف البيع. وبيع التمثال بمبلغ 14 مليون جنيه إسترليني.

وقال علي أحمد مدير إدارة الآثار المستردة بالوزارة إن الوزارة ترصد منذ عام 2012 "حركة التمثال" الذي كان في حوزة متحف نورثهامبتون في بريطانيا حيث أهدي التمثال إلى المتحف فى أواخر القرن الثامن عشر "ولم نتخيل أن يعرض للبيع... هذا يتنافى مع قيم المتاحف وأخلاقياتها." وأضاف "لم نتمكن من إيقاف بيع التمثال للأسف. بحسب رويترز.

كان الحل الوحيد أن تتقدم إحدى مؤسسات المجتمع المدني في مصر أو رجال الأعمال أو الجالية المصرية في لندن لشرائه (تمهيدا لإعادته لمصر)... الوزارة ليس لديها موارد لشرائه." وقال إن الجهة أو الشخص الذي اشترى التمثال لن يكون مالكا له بل "مجرد حائز" لأن التمثال ملك للحضارة المصرية وإن الوزارة ستبدأ في تتبع التمثال لبذل الجهود لاستعادته.

تمثال أبو الهول

على صعيد متصل تبدأ مصر تنفيذ مشروع لترميم تمثال أبو الهول الذي يرى أثريون أنه "أقدم مريض في التاريخ" نظرا لاحتياجه الدائم إلى ترميم بسبب أنه نحت من صخرة ضعيفة في هضبة الأهرام جنوب غربي القاهرة قبل أكثر من 4500 عام. والتمثال الذي يبلغ طوله 73 مترا وعرضه 6 أمتار وارتفاعه 20 مترا لمخلوق أسطوري له جسم أسد ورأس إنسان وهو أقدم المنحوتات الضخمة في العالم ويعتقد أن قدماء المصريين نحتوه في عصر الملك خفرع أحد أبرز ملوك الأسرة الرابعة (2613-2494) قبل الميلاد المعروفة بأسرة بناة الأهرام.

والاسم الأصلي للتمثال (حور إم أختي) ويعني (حورس في الأفق) نسبة إلى حورس أحد أبرز الآلهة في مصر القديمة. وقال ممدوح الدماطي وزير الآثار بمصر إن جسم تمثال أبو الهول سيخضع لمشروع ترميم وصيانة نظرا لأنه منحوت "في أضعف جزء من هضبة الأهرامات... للحفاظ عليه سواء بالتخلص من عوامل التلف أو التقليل من تأثيرها" ويستغرق مشروع الترميم شهرين. وأضاف أن الترميم الذي سيقوم به أثريون مصريون يستهدف الأجزاء الضعيفة التي تتعرض لنحر الرياح المحملة بالرمال وخصوصا الصدر والرقبة باستخدام مواد تزيد من صلابة أحجاره.

من جانب اخر طلبت مصر من مندوبها الدائم في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) اتخاذ الاجراءات اللازمة بعد قيام جهة صينية ببناء تمثال شبيه بـ"ابو الهول" بشكل "يشوه التمثال" ويشكل "تعديا على صرح ثقافي انساني". وقال وزير الدولة لشؤون الاثار محمد ابراهيم ان "التمثال الصيني الذي يحاكي تمثال ابو الهول بمنطقة الاهرامات الاثرية في الجيزة يشوه التمثال الاساسي من حيث المقاييس وسمات التمثال المصري الاصلي".

وطالب ابراهيم "اعضاء المنظمة العالمية بتطبيق ما جاء بالفقرة الثالثة من المادة السادسة لاتفاقية اليونسكو الموقعة عام 1972 لحماية التراث العالمي والثقافي والطبيعي التي تنص على تعهد كل من الدول الاطراف في هذه الاتفاقية الا تتخذ متعمدة اي اجراء من شأنه الحاق الضرر بصورة مباشرة او غير مباشرة بالتراث الثقافي والطبيعي والواقع في اقاليم الدول الاخرى الموقعة على هذه الاتفاقية". بحسب فرانس برس.

واشار الوزير المصري الى ان "وزارته ستقوم بمخاطبة المدير العام لمنظمة اليونيسكو ايرينا بوكوفا لاطلاعها على أن اعادة انتاج تمثال ابو الهول يلحق ضررا بالتراث الثقافي لمصر حيث انه مسجل على قائمة التراث العالمي" و"محظور علي اى دولة المساس بالقيمة الاستثنائية لهذا التراث". كما اكد ابراهيم انه "سيطلب من وزارة الخارجية مخاطبة سفارة الصين بالقاهرة وحثها على الالتزام باتفاقية اليونيسكو".

التحنيط عند القدماء

في السياق ذاته قال علماء إن تحنيط الموتى عند قدماء المصريين بدأ قبل أكثر من ستة آلاف سنة أي أقدم بكثير مما كان يعتقد. وقال العلماء إن المواد التي وجدت في أقمشة الدفن في أقدم المقابر المصرية القديمة المعروفة أظهرت ان حفظ الجثث بالتحنيط بدأ عام 4300 قبل الميلاد تقريبا. وتبين أن الكتان المستخدم في لف جثث الموتى وضعت عليه مواد كيميائية لتوفير عازل للحماية ومقاومة البكتريا.

ولم تكن هذه الطريقة دقيقة مثل عملية التحنيط التي استخدمت لاحقا لحفظ جثث الفراعنة أصحاب المناصب الهامة والنخبة وكثير من عامة المصريين لكنها جاءت قبل اكثر من 1500 سنة على التاريخ الذي اعتقد العلماء ان التحنيط بدأ فيه. وتوجد أدلة على التحنيط تعود لعام 2600 قبل الميلاد تشمل رفات الملكة حتب حرس أم الملك خوفو الذي أمر ببناء الهرم الأكبر. كما توجد أدلة من كتان احتوى على مادة الراتنج واستخدم في لف جثث الموتى عام 2800 قبل الميلاد تقريبا.

ودهش الباحثون عندما وجدوا أن المكونات النباتية والحيوانية والمعدنية المستخدمة في تجهيز المومياوات في مقابر منطقة المستجدة في سوهاج بصعيد مصر هي في الاساس نفس "وصفة" التحنيط التي استخدمت بعد آلاف السنين لاحقا في أوج الحضارة المصرية القديمة. وقالت جانا جونس عالمة المصريات بجامعة ماكواري في استراليا وأحد اعضاء فريق الباحثين "فوجئت بان المصريين القدماء الذين عاشوا في مجتمع قبلي قبل ألف سنة على اختراع الكتابة كانوا يملكون بالفعل العلم التجريبي الذي أصبح لاحقا التحنيط الحقيقي."

وحدد تحليل كيميائي مكونات التحنيط من أقمشة للدفن استخرجت من مقابر أثناء عمليات حفر تمت في فترتي العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي واحتفظ بها في متحف بولتون في بريطانيا. وشملت "الوصفة" زيتا نباتيا أو دهونا حيوانية مع كميات أقل من مادة الراتنج ومستخرج عطري وصمغ نباتي ونفط. بحسب رويترز.

وقال ستيفن باكلي عالم الاثار بجامعة يورك البريطانية والذي قاد فريق الباحثين "اعتقد قدماء المصريين ان بقاء الجسد بعد الموت ضروري حتى يعيش الانسان مرة ثانية في الآخرة ويصبح مخلدا.. وبدون جسد محفوظ لم يكن هذا ممكنا." ونشرت نتائج دراسة الباحثين في دورية (بلوس وان).

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/آيلول/2014 - 5/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م