السكتة الدماغية... موت مفاجئ مصدره الإمراض النفسية والمزمنة

 

شبكة النبأ: الحياة العصرية وعدم اتباع العادات الصحية والغذائية السليمة وقلة الحركة، اسهمت وبشكل فاعل بازدياد نسبة الإصابة بأمراض ضغط الدم والسكر وزيادة دهون الدم. والجلطة الدماغية وأمراض القلب والشرايين التي اصبحت اليوم وبحسب بعض الخبراء من أكثر الأمراض شيوعا وأخطارها، حيث تشير بعض التقارير الى انه وبحلول عام 2020 ستصبح أمراض القلب والشرايين السبب الرئيسي للوفاة في العالم وأكدت الاحصائيات العالمية أن أسباب الوفاة بهما تعادل كل أسباب الوفيات التي تحدث نتيجة للأورام السرطانية.

 اما الجلطة الدماغية التي تعد ثاني أكبر قاتل بعد أمراض القلب فهي تدفق الدم إلى منطقة من الدماغ. وتم بها تجلط الدم مما قد يمنع أحد الأوعية الدموية أو الشرايين، أو كسر جدار الأوعية الدموية. والجلطة تؤثر على خلايا المخ لقلة الأوكسجين. بدون العلاج الفوري، سوف يؤثر على خلايا الدماغ المحيطة ويسبب الموت.

والعوامل المسببة للإصابة بمرض شرايين القلب وغيرها من الامراض الخطيرة الاخرى تقسم إلى عوامل لا يمكن التحكم فيها : كالعمر والجنس والوراثة .عوامل يمكن التحكم فيها والسيطرة عليها كالتدخين وتعاطي المخدرات والادمان على الخمور، الضغوط النفسية ولقلق والتوتر وارتفاع كولسترول الدم وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر، وعدم القيام بالرياضة البدنية، والبدانة وغيرها.

الغضب والتوتر

وفي هذا الشأن قال باحثون أمريكيون إن الغضب غالبا ما يسبق الأزمات القلبية وقد يكون السبب الرئيسي للإصابة. توصل باحثون إلى أن الغضب قد يزيد من خطر الإصابة بأزمات قلبية أو سكتات دماغية. وقال الباحثون الأمريكيون إن الغضب غالبا ما يسبق الأزمات القلبية وقد يكون السبب الرئيسي للإصابة. وأشاروا إلى أن هناك فترة خطيرة تصل لنحو ساعتين بعد حالات الغضب الشديد يكون خلالها الشخص معرضا للإصابة بشكل أكبر.

وقال الباحثون، إن هناك، مع ذلك، حاجة إلى مزيد من العمل لفهم العلاقة بين الغضب والإصابة بالأزمات القلبية أو السكتات الدماغية، ومعرفة إن كانت تدريبات التغلب على التوتر، مثل اليوغا، يمكن أن تؤدي إلى تجنب تلك المضاعفات. وقال الباحثون لدورية القلب الأوروبية إن الأشخاص الذين لديهم بالفعل عوامل خطر الإصابة، مثل الذين يعانون من أمراض القلب، معرضون بشكل أكبر للإصابة بالأزمات القلبية.

وخلال أول ساعتين بعد الغضب الشديد، يزيد احتمال الإصابة بالأزمات القلبية قرابة خمسة أضعاف، كما يزيد خطر الإصابة بالجلطة الدماغية أكثر من ثلاثة أضعاف، وفقا للبيانات المستقاة من تسع دراسات شارك فيها آلاف الأشخاص. وقال باحثون من كلية الصحة العامة إن خطر الإصابة منخفض نسبيا في حالات الغضب الفردية – ويمكن توقع الإصابة بأزمة قلبية إضافية بين كل 10 آلاف شخص سنويا بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مخاطر قليلة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والذين يتعرضون لنوبة غضب واحدة في الشهر. ويزداد هذا العدد إلى أربعة أشخاص بين كل 10 آلاف بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتعد المخاطر عملية تراكمية، وهذا يعني أن الأفراد المعرضين للغضب بصورة أكبر سيواجهون خطرا أكبر للإصابة. وتؤدي خمس مرات من الغضب في اليوم إلى إصابة نحو 158 شخصا بأزمات قلبية بين كل 10 آلاف شخص ممن لديهم مخاطر أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويزيد هذا العدد إلى نحو 657 بين كل 10 آلاف شخص ممن لديهم مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حسب تصريحات الدكتورة إليزابيث موستوفسكي وزملائها.

وقالت موستوفسكي: "على الرغم من أن احتمالات الإصابة بنوبة حادة من أمراض القلب والأوعية الدموية منخفضة نسبيا، فإن المخاطر يمكن أن تتراكم مع تكرار نوبات الغضب". ويعلم الباحثون أن التوتر المزمن يمكن أن يساهم في الإصابة بأمراض القلب، ويرجع السبب في ذلك بصورة جزئية إلى أنه قد يرفع ضغط الدم، كما أن الناس يتعاملون مع التوتر بطرق غير صحية عن طريق التدخين أو شرب الكثير من الكحول، على سبيل المثال. ويرى الباحثون أنه يجب تجربة تدريبات التغلب على التوتر، مثل اليوغا. بحسب بي بي سي.

وقالت دوريان مادوك، الممرضة المتخصصة في أمراض القلب بمؤسسة القلب البريطانية: "أسباب هذا التأثير غير واضحة، فقد تكون مرتبطة بالتغييرات النفسية التي يسببها الغضب في أجسادنا، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث". وأضافت: "طريقة التعامل مع الغضب والتوتر مهمة أيضا، كما أن تعلم كيفية الاسترخاء يمكن أن يساعد على التخلص من حالات الضغط المرتفع. ويرى كثيرون أن النشاط البدني يمكن أن يساعد على التنفيس في نهاية يوم مليء بالتوترات". وقالت مادوك: "إذا كنت تعتقد أنك تعاني من مستويات ضارة من التوتر أو الغضب المتكرر فعليك الذهاب إلى الطبيب".

السكر ومريض القلب

على صعيد متصل كشفت دراسة أمريكية أن الإفراط في تناول السكر يزيد من إمكانية الوفاة في حال كان المريض مصاباً بأمراض القلب. وقال الباحثون إن "السكر الموجود في العديد من المواد الغذائية المصنعة يزيد من نسبة الإصابة بأمراض القلب القاتلة، كما أن العديد من الأمريكيين يأكلون كميات من الطعام أكثر مما هو مسموح به". وتوصلت الدراسة إلى أن أي شخص يتناول حوالي 2000 سعرة حرارية يومياً تزيد نسبة اصابته بأمراض في القلب، كما أن شرب حوالي 340 غراماً من المشروبات الغازية يزيد من مخاطر الاصابة بالقلب أيضاً، مشيرة إلى أن "المشروبات الغازية وغيرها من المشروبات التي تحتوي على السكر، يمكن اعتبارهم مصدراً رئيسياً للسكر.

وأفاد كواني يانغ المشرف على هذه الدراسة من مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن "نتائج هذه الدراسة واقعية، وهي أول دراسة أمريكية تنظر في تأثير السكر ودوره في الوفاة نتيجة الإصابة بالأمراض القلبية المميتة". ويجهل العلماء كيفية تأثير السكر على الأشخاص المصابين بالأمراض في القلب القاتلة، إلا أن الدراسة كشفت أن ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدلات الكوليسترول في الدم والدهون الثلاثية، تؤدي إلى الإصابة بالأمراض في القلب، وذلك بحسب راشيل جونسون رئيسية الجمعية الأمريكية للقلب.

وحلل يانع وزملائه بيانات صحية وطنية أجريت بين عام 1988 و 2010 تضمنت معلومات للحمية الغذائية التي اتبعوها، كما استخدموا بيانات الوفيات لمعرفة عدد المرضى خلال الـ 15 سنة المقبلة. وبلغ عدد المشاركين في هذه الدراسة حوالي 30 ألف أمريكي وبلغ معدل عمرهم حوالي 44 عاماً. وكانت دراسات طبية سابقة عن علاقة السكر بالإصابة بالأمراض القلبية غير القاتلة وكذلك بالسمنة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض القلبية، إلا أن هذه الدراسة الطبية الجديدة، لم تتطرق إلى النظر بين علاقة السمنة والنظام الغذائي المتبع للأفراد.

وقالت اخصائية صحية في جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو إن "تناول كميات كبيرة من السكر لا تجعلنا فقط بدناء بل تجعلنا مرضى. وركز الباحثون خلال هذه الدراسة على دور السكر في المأكولات والمشروبات ورقائق الحبوب، وأشاروا إلى أن السكر متواجد في الأطعمة التي ليس لها طعم حلو مثل: صلصة الطماطم وصلصة السلطة.

ويرى العديد من خبراء التغذية أن تناول كميات كبيرة من السكر أمر غير صحي، إلا أنه ليس هناك معيار لتحديد كمية السكر الضارة بالصحة. وقسم الباحثون المشاركون في هذه الدراسة إلى 5 أقسام تبعاً لكميات السكر الذي يتم تناولها يومياً، مجموعة تتناول أقل من 10 في المئة من السعرات الحرارية اليومية والتي تعد النسبة الصحية الأمثل، إلى مجموعة تستهلك أكثر من 25 في المئة من السكر يومياً.

وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن أكثرية البالغين يستهلكون كميات من السكر أكثر من النسبة التي ينصح بها، كما أن 1 من أصل 10 من البالغين بلغت نسبة السكر التي يستهلكها حوالي 25 في المئة من السعرات الحرارية يومياً. ورأت الدراسة أن البالغين الذين يحصلون على 25 في المئة من السعرات الحرارية من السكر المضاف للمواد الغذائية، هم عرضة 3 مرات للموت بسبب أمراض في القلب أكثر من أولئك الذين يستهلكون أقل من 10 في المئة من السكر. بحسب بي بي سي.

وأضاف الباحثون أن ملعقة واحدة من السكر تعادل 16 سعرة حرارية و360 ميلليتر من المشروبات الغازية تعادل 9 ملاعق من السكر أو حوالي 140 سعرة حرارية ، كما أن ملعقة كبيرة من البوظة بالشوكولا تعادل 5 ملاعق من السكر. وعلق الدكتور جوناثان بيرنيل المحاضر في جامعة أورغين للصحة والعلوم ان "هذا البحث لا يؤكد أن السكر قد يتسبب بالموت جراء الإصابة بأزمة قلبية، لذا فإن لس هناك أي دليل بأننا في حال حددنا كمية السكر التي نستهلكها قد تجعلنا نحيا حياة صحية أكثر أو نعيش لمدة أطول".

الوفيات في اوربا

في السياق ذاته وصلت بعض مناطق أوروبا إلى "نقطة تحول" لم تعد فيها أمراض القلب السبب الاول للوفاة، حسبما أفادت دراسة. وتراجعت نسبة الوفيات بسبب امراض القلب والشرايين في بعض دول اوروبا، ولكنها ما زالت تتسبب في اربع ملايين وفاة في أوروبا كل عام، وهو تقريبا نصف عدد الوفيات في اوروبا. ولكن تقريرا في دورية القلب الاوروبية يوضح أن تحسن الحالة الصحية للقلب في اوروبا يعني أن السرطان أكبر سبب للوفاة في بعض البلاد، مثل الدنمرك.

ولكن الحال بالنسبة لأمراض القلب لم يتحسن في دول اوروبا الشرقية. وانخفض عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والشرايين، والتي تشمل الازمات القلبية والسكتات الدماغية، على مدى العقود الماضية. وجاء ذلك نتيجة التحسن في اسلوب الحياة، مثل انخفاض التدخين وتحسن العلاج. واوضحت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد أن السرطان يتسبب في عدد وفيات اكبر من امراض القلب في اكثر من عشر دول: بلجيكا، الدنمارك، فرنسا، اسرائيل، لوكسومبورغ، هولندا، البرتغال، سلوفانيا، اسبانيا وسان مارينو.

وفي دولة واحدة فقط، وهي الدنمرك، اصبح السرطان هو السبب الاول لوفاة النساء بدلا من امراض القلب. وقال مايك رينار أحد معدي الدراسة "إنه نتيجة لانخفاض الاصابة بامراض القلب وليس زيادة في الاصابة بالسرطان". وأضاف "حدث تقدم في علاج امراض القلب ولم نر تحسنا مماثلا فيما يتعلق بالسرطان". ولكن 15 دولة من بين 52 دولة تم تحليل بياناتها أظهرت أن عدد النساء اللائي يتوفين جراء الاصابة بأمراض القلب يبلغ أربعة امثال اللائي يتوفين جراء وكانت أعلى معدلات للوفاة في دول شرق أوروبا.

وأوضحت الدراسة أن وفيات الرجال الذين تبلغ أعمارهم 55 الى 59 عاما في روسيا البيضاء وكازاخستان وقريغستان وروسيا وأوكرانيا جميعها اعلى من معدلات الرجال الفرنسيين الذين يفوقونهم عمرا بعشرين عاما. وقال الدكتور رينار "الاعداد الاجمالية للوفاة تنخفض في أوروبا، بصورة أسرع في بعض الدول عن الدول الاخرى، ولكنه بصورة عامة اكبر مسبب للوفاة في اوروبا". بحسب بي بي سي.

وقال سيمون غليسبي كبيرالمسؤولين التنفيذيين في الجمعية البريطانية للقلب "انها اخبار طيبة ان عدد الوفيات المبكرة الناجمة عن امراض القلب انخفض في اوروبا". وأضاف "ولكن الحقيقة ما زالت ان امراض القلب والشرايين والسكتات الدماغية اكبر مسببات للوفاة في أوروبا" وقال " مما يثير الدهشة أن عدد النساء اللاتي يتوفون جراء الاصابة بامراض القلب اكبر من الرجال".

عقاقير الستاتين

الى جانب ذلك قال المعهد الوطني للرعاية والتميز الصحي في بريطانيا إنه يجب على الاطباء وصف عقاقير الستاتين التي تخفض الكوليسترول بصورة أوسع لمرضاهم للوقاية من الازمات القلبية والسكتات الدماغية. وفي مراجعة لتوجيهات أصدرها عام 2008 أوصى المعهد بالبدء في تناول هذا النوع من العقاقير عندما تكون احتمالات الاصابة بأمراض القلب عشرة في المئة خلال فترة عشر سنوات بدلا من 20 في المئة في التوصيات السابقة.

ويتناول سبعة ملايين شخص في بريطانيا بالفعل عقاقير الستاتين بتكلفة سنوية تصل لنحو 450 مليون جنيه استرليني (738 مليون دولار) ومن شأن التوصية الأخيرة للمعهد أن تزيد هذا الرقم على نحو كبير. وقال المعهد إن مسودة التوجيهات الجديدة والتي تخضع للتشاور أخذت في الاعتبار أحدث الأدلة الطبية بشأن مخاطر الاصابة بأمراض القلب بالإضافة الى تراجع اسعار العديد من عقاقير الستاتين في السنوات الاخيرة بفضل المنافسة.

وقال مارك بيكر مدير مركز التجارب السريرية في المعهد "ثبتت فاعلية هذه الأدوية حاليا وانخفضت أسعارها." ونصح بيكر الاشخاص المصابين بارتفاع في مستوى الكوليسترول بتناول كميات أقل من الدهون المشبعة والسكريات وممارسة التمارين الرياضية وانقاص الوزن والاقلاع عن التدخين. بحسب رويترز.

وأدى تطور العقاقير واستراتيجيات الوقاية مثل حملات مكافحة التدخين الى تراجع معدلات الوفاة جراء الاصابة بإمراض القلب والاوعية الدموية في العقود القليلة الماضية. ولا تزال أمراض القلب والاوعية الدموية هي المسؤول الاول عن حالات الوفاة في بريطانيا وفي جميع أنحاء العالم. ويخشى العديد من الأطباء من تجدد وباء أمراض القلب في العقدين أو الثلاثة المقبلين مع بلوغ الشباب الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن مرحلة منتصف العمر.

تنشيط المخ

في السياق ذاته قال باحثون من جامعة ستانفور الأمريكية في دراسة لهم إن تنشيط الجزء المسؤول عن الحركة بالمخ قد يساعد في التعافي بعد الإصابة بالسكتة الدماغية. وخلصت الدراسة إلى أن تعريض أدمغة الفئران إلى الأشعة أدى إلى ازدياد حركتها وسرعتها بصورة أكبر من تلك الفئران التي لم تخضع للعلاج. ومن الممكن أن يساعد البحث في شرح طريقة تعافي المخ، وكذلك في اكتشاف وسائل علاج جديدة. ووصفت جمعية السكتة الدماغية البريطانية نتائج الدراسة بالمثيرة للاهتمام.

ويمكن للسكتات الدماغية أن تؤثر في قدرة الذاكرة والحركة وكذلك القدرة على التواصل مع الآخرين. وتتعرض خلايا المخ إلى التلف عندما تتوقف إمدادات الأوكسجين والسكريات من جراء التجلطات الدموية. وتركز رعاية حالات السكتة الدماغية على العلاج السريع لتقليل حجم التلف، لكن تعافي بعض الحالات أصبح ممكنا في الأشهر التالية من تنشيط المخ وظائفه بنفسه.

واستقصى فريق البحث في كلية الطب بجامعة ستانفورد العلاقة بين تنشيط المخ والتعافي في التجارب الحيوانية. واستخدم الفريق العلمي تقنية تسمى بـ "الأبتوجينيتكس" (Optogenetics) لتنشيط القشرة الحركية، وهو الجزء من المخ المسؤول عن الحركات الإرادية، عقب الإصابة بالسكتة الدماغية. وأشارت الدراسة إلى أنه بعد سبعة أيام من عملية التنشيط، كان في استطاعة الفئران الحركة بصورة متزايدة عبر أحد القضبان الدوارة أكثر من تلك الفئران التي لم تتعرض للتنشيط. وبعد عشرة أيام كانت الفئران تتحرك بشكل أسرع أيضا.

 ويعتقد الباحثون بأن عملية التنشيط تؤثر في طريقة تغير عمل المخ من جديد بعد السكتة الدماغية. ورصد الباحثون مستويات عالية من المواد الكيميائية المرتبطة بتشكيل اتصالات جديدة بين خلايا المخ. وقال غيري ستينبرغ، كبير الباحثين في هذه الدراسة، "كنا نكافح من أجل إعطاء الناس الأدوية لحماية خلايا المخ في الوقت المناسب حيث أن "الحيز الزمني ضيق للغاية" واضاف "أتوقع أن تلك الدراسة التي نقوم عليها حاليا ستقدم تنشيط المخ كعلاج للسكتة الدماغية، ويمكنك أن تتخيل مدى أهمية ذلك بالنسبة للملايين من مرضى السكتة الدماغية ذوي الإعاقة."

وتستخدم تقنية الأبتوجينيتكس أليافا بصرية لإرسال الضوء إلى المخ، والتي تقوم خصيصا بتنشيط الخلايا التي جرى تحويرها جينيا للاستجابة إلى الضوء. وقال فريق جامعة ستنافورد إن استخدام تقنية الأبتوجينيتكس ستسمح لهم باكتشاف ما يتغير تحديدا في المخ عندما يتعافى من السكتة الدماغية. وقال ستينبرغ "نبحث كذلك في ما إذا كان تنشيط أجزاء أخرى من المخ بتقنية الأبتوجينيتكس بعد السكتة الدماغية سيكون متساويا أو أكثر فعالية." بحسب بي بي سي.

وأضاف أن الهدف هو تحديد الدوائر الدقيقة التي ستكون أكثر قابلية للتدخلات في المخ البشري، بعد السكتة الدماغية، حتى نتمكن من تطبيق هذا النهج في التجارب السريرية". ومع ذلك، لا يمكن استخدام تقنية الأبتوجينيتكس على الأشخاص حتى الآن. ويتطلب ذلك تعديلا وراثيا للخلايا المستهدفة، لكن ستيبرغ قال إنه "ربما لا يكون بعيدا جدا في المستقبل أن نجري تنشيطا دقيقا بتقنية الأبتوجينيتكس."

خوذة بالميكروويف

على صعيد متصل طور علماء سويديون خوذة يمكنها أن تحدد بسرعة تعرض الشخص يرتديها بسكتة دماغية. ويمكن للخوذة الجديدة أن تزيد من سرعة تشخيص وعلاج السكتة الدماغية، وهو ما يعزز فرص الشفاء. وتطلق الخوذة موجات دقيقة على المخ لتحديد ما إذا كان هناك نزيف أو جلطة بالداخل. ويعتزم العلماء منح هذا الجهاز لطواقم الإسعاف لاختباره، بعد النتائج الناجحة التي أظهرتها الدراسات المبكرة على 45 مريضا.

ويتعين على الأطباء العمل بسرعة عندما يكون الشخص مصابا بسكتة دماغية، للحد من أي ضرر في المخ. وإذا استغرق الأمر أكثر من أربع ساعات للوصول إلى المستشفى وبدء العلاج، فقد تموت أجزاء من أنسجة المخ بالفعل. ولكن لكي يتم تحديد أفضل علاج، يحتاج الأطباء بحاجة أولا لمعرفة ما إذا كانت السكتة الدماغية ناتجة عن تسرب في وعاء دموي أو ناتجة عن جلطة.

ويظهر ذلك عن طريق الأشعة المقطعية، ولكن ذلك قد يستغرق بعض الوقت، حتى لو نقل المريض بصورة عاجلة إلى مستشفى به جهاز للفحص بهذه الأشعة. ويمكن أن يؤدي أي تأخير في هذه "الساعة الذهبية" من فرص العلاج إلى تأخير الشفاء. ولتسريع هذه العملية، توصل علماء سويديون، من جامعة تشالمرز للتكنولوجيا وأكاديمية ساهلجرينسكا ومستشفى جامعة ساهلجرينسكا، إلى جهاز محمول يمكن استخدامه في الطريق إلى المستشفى.

وتستخدم الخوذة موجات الميكروويف نفس الموجات المنبعثة من أفران الميكروويف والهواتف النقالة ولكن أضعف من ذلك بكثير لتكوين صورة عما يجري في جميع أنحاء المخ. ووجدت تجارب أجريت على نموذج أولي في وقت مبكر خوذة دراجة معدلة أن الخوذة يمكن أن تميز بدقة بين النزيف (السكتة النزفية)، والجلطات (السكتة الدماغية)، على الرغم من أن ذلك لم يكن بنسبة 100 بالمئة آنذاك.

وبدأ العلماء في تصميم واختبار خوذ مصنوعة خصيصا لتناسب الجماجم ذات الأشكال والأحجام المختلفة، وأجروا اختبارا عليها بمساعدة الممرضات والمرضى في أحد المستشفيات المحلية. وفي النهاية، يسعى الأطباء لأن تكون تلك الخوذ مناسبة للوسائد التي يضع عليها المرضى رؤوسهم. ويقول الباحثون إن تلك الأجهزة ما زالت بحاجة لمزيد من الاختبارات، لكنها يمكن أن تكون مفيدة في المستقبل.

وقال الأطباء لمجلة "ترانساكشنز اون بيوميديكال انجنيرينج" إنهم ما زالوا بحاجة إلى استخدام طرق أخرى للتشخيص. وقال المحقق ميكائيل بيرسون: "إمكانية التعامل مع النزيف في سيارة الإسعاف يعد إنجازا عظيما من شأنه أن يكون ذات فائدة كبيرة لعلاج السكتة الدماغية الحادة". وقال شميم كوادير، من جمعية السكتة الدماغية بالمملكة المتحدة:" عندما يصاب الشخص بالسكتة الدماغية، يحرم المخ من الأكسجين، وتموت خلايا المخ في المنطقة المتضررة. تشخيص وعلاج السكتة الدماغية في أسرع وقت ممكن هو أمر حاسم في حقيقة الأمر". بحسب بي بي سي.

وأضاف: "لا يزال هذا البحث في مرحلة مبكرة، لكنه يشير إلى أن النظم القائمة على الميكروويف قد تصبح تكنولوجيا قابلة للنقل وبأسعار معقولة، وهو ما يمكن أن يساعد في تحديد نوع السكتة الدماغية وعلاجها بسرعة". وأردف: "من خلال تشخيص وعلاج السكتة الدماغية في أسرع وقت ممكن، يمكننا تقليل الآثار المدمرة للسكتة الدماغية، والوصول لنتائج أفضل للمرضى، وإنقاذ الأرواح في نهاية المطاف. ضياع الوقت يعني تدمير المخ".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/آب/2014 - 30/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م