حرب التجسس.. أمريكا في مواجهة ألمانيا

 

شبكة النبأ: ما زال الخلاف بين الولايات المتحدة الامريكية وألمانيا (عملاق الاقتصاد الأوربي)، حول قضية التجسس المتبادل (والذي بدأته الولايات المتحدة الامريكية)، من دون ان يتمكن أي طرف من حسم هذا الخلاف لصالح العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وعلى الرغم من نفي البلدين تهم التجسس بصورة علنية، لكنها التزمت الصمت حول اتهامات، فيما وعدت بالتحقيق بشأن تهم تجسس أخرى، ويبدو ان الاتهامات بالتجسس والتي طالت حليفين مهمين، لم تحل حتى اللحظة عن طريق الحوار وتبادل وجهات النظر، كما اشارت مصادر مطلعة، فيما أشار خبراء امنيون ان هذه الاحداث الأخيرة، خلخلت مصداقية الحلفاء، بعد ان كشفت حجم الخروقات التي تجري بين الطرفين، والتي كان في السابق يعتقد انها كانت تجري في الخفاء لكن على نطاق محدود للغاية، وليس بهذا المستوى العالي.

وكان العديد من حلفاء الولايات المتحدة الامريكية قد سجلوا اعتراضات شديدة اللهجة بعد ان تم الكشف عن تجسس واسع النطاق قامت به الأجهزة الاستخبارية للولايات المتحدة الامريكية شملت حلفاء وأصدقاء للولايات المتحدة في قارة اسيا واوربا وامريكا الشمالية والجنوبية، إضافة الى استراليا وعدد من دول الشرق الأوسط، الامر الذي سبب أحرجا كبيرا للبيت الأبيض، بعد ان وعد الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) بإجراء تحقيق شامل بالأمر، ومنع تكرار مثل هكذا حوادث.

وقال كبار المسؤولين ان العديد من الدول تقوم بعمليات تجسس ضد بعضها البعض ضمن النطاق الطبيعي لسير العمل وان الحكومة الاميركية هدف كبير بحد ذاتها مضيفين ان الجميع هدف مشروع، من جانبها حذرت كارين دونفريد المديرة الكبيرة السابقة للشؤون الاوروبية في مجلس الامن القومي لاوباما قائلة "لا نعرف حتى الان حقيقة" اتهامات التجسس الجديدة، غير انها اقرت بانه "لا تزال هناك الكثير من التداعيات لفضيحة وكالة الامن القومي"، وتعتبر الولايات المتحدة المانيا "حليفا مهما جدا" في مسائل اقتصادية وقضايا متعلقة بالسياسة الخارجية مثل اوكرانيا وافغانستان، بحسب ما قالته دونفريد التي ترأس حاليا مركز الابحاث جيرمان مارشال فاند (صندوق مارشال الالماني)، واضافت "يبدو لي اننا لا نريد حصر العلاقة فقط" بمسألة التجسس.

في سياق متصل قالت مجلة دير شبيجل الألمانية وكالة المخابرات الخارجية الألمانية سجلت اتصالا هاتفيا واحدا على الأقل أجراه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وهو ما يمكن أن يحرج برلين التي انتقدت واشنطن بشدة لتنصتها على مسؤولين ألمان، وقالت المجلة نقلا عن مصادر لم تسمها إن عملاء الوكالة الألمانية تنصتوا على كلام كيري عندما كان في الشرق الأوسط للتوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتفاوض مع دول عربية، وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية لورا سيل في رسالة بالبريد الالكتروني حول تقرير دير شبيجل "نرفض التعليق"، وقالت المجلة إن التسجيل الذي كان لاتصال هاتفي واحد على الأقل لكيري تم محوه على الفور فيما يبدو، ولم تقدم أي دليل على ذلك.

وقالت وسائل إعلام ألمانية إن جهازا أمنيا ألمانيا سجل اتصالا هاتفيا لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون عندما كانت في المنصب وإن التسجيل لم يتم محوه على الفور، وبشأن اتصال كلينتون الهاتفي قالت مجلة دير شبيجل إن الاتصال تم عام 2012 بينها وبين الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي كان عائدا لتوه من مفاوضات في سوريا وأراد أن يطلع كلينتون على المفاوضات، ورفضت الحكومة الألمانية والمتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض التعليق على التقارير، ونقلت المجلة عن مصادر أمنية لم تسمها أن وكالة المخابرات الخارجية الألمانية اعترضت اتصالات عدة مسؤولين أمريكيين عبر الأقمار الصناعية لكن هذه التسجيلات تمت بشكل غير مقصود.

وقالت متحدثة باسم وكالة المخابرات الخارجية الألمانية إن ألمانيا لا تسجل الاتصالات الهاتفية للدول الحليفة وإن الولايات المتحدة ليست هدفا لها، وأضافت "أي تسجيلات عارضة تمحى فورا"، وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن من شأن لجنة الانضباط في البرلمان الألماني التعامل مع الاتهامات، ونقلت صحيفة فيلت عن موظف في جهاز مخابرات أمريكي إن الاتصالات الهاتفية لوزير الخارجية الأمريكي مشفرة تماما مثل مكالمات الرئيس ولذلك سيكون مثيرا إذا كانت وكالة المخابرات الخارجية الألمانية استطاعت فك الشفرة. بحسب رويترز.

وكانت العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا تعرضت لهزة العام الماضي بعد أن كشف المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودين أن واشنطن تنصتت على مسؤولين ألمان بينهم هاتف المستشارة أنجيلا ميركل، وتجدد الجدل في يوليو تموز عندما ألقى المدعي العام الألماني القبض على ماركوس آر (31 عاما) الموظف في وكالة المخابرات الخارجية الألمانية للاشتباه بتجسسه لحساب الولايات المتحدة، وقالت وسائل إعلام ألمانية إنها اكتشفت وثائق تظهر أن الحكومة الألمانية أمرت وكالة المخابرات الخارجية بالتجسس على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي لم تسمها، وقالت دير شبيحل إن تركيا كانت هدفا للتجسس ولا تزال.

حماية المعطيات الخاصة

الى ذلك لاحظت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان لكل من المانيا والولايات المتحدة "تصورا مختلفا حول حماية المعطيات الخاصة"، مشددة في الوقت نفسه على متانة العلاقات بين البلدين، وفي حين توترت العلاقات بين هذين البلدين العضوين في حلف شمال الاطلسي في الاسابيع الاخيرة في اعقاب توقيف المانيين بتهمة التجسس لحساب واشنطن، اعتمدت ميركل لهجة تصالحية خلال مؤتمرها الصحافي التقليدي الذي يسبق عطلة الصيف، وقالت ميركل ان "اعادة بناء الثقة يمكن ان يتم فقط عبر الحوار وتبادل وجهات النظر"، واضافت المستشارة التي اجرت محادثة هاتفية مع الرئيس الاميركي باراك اوباما حول مسالة التجسس "نقيم علاقة متينة جدا وعميقة مع الولايات المتحدة تستند الى قيم مشتركة".

وبحسب ميركل، فان بريطانيا تشدد، مثل الولايات المتحدة، على الامن وبدرجة اقل على حماية المعطيات الخاصة، في حين ان لدى المانيا "وجهة نظر مختلفة حول المسالة"، لكنها اعربت عن اعتقادها ان هذه الخلافات يمكن تجاوزها، وعلى اثر انكشاف حجم التسريبات حول التجسس الاميركي في المانيا، بما في ذلك مراقبة الهاتف النقال للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، ردت برلين بقوة بعد كشف جاسوسين مفترضين يعملان لحساب واشنطن ودفعت برئيس جهاز الاستخبارات الاميركية في المانيا لمغادرة البلاد، واعلنت الحكومة الالمانية من جهة اخرى مغادرة هذا المسؤول في مؤتمر صحافي، وذكرت صحيفة سودويتشي تسايتونغ الالمانية ان الرئيس الاقليمي لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ترك فرانكفورت متوجها الى الولايات المتحدة على متن طائرة تجارية. بحسب فرانس برس.

وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إن المزاعم الجديدة عن عمليات التجسس الأمريكية توضح أن برلين وواشنطن على خلاف تام حول طبيعة دور المخابرات وعبرت عن أملها في أن تؤدي اجراءات تتخذها ألمانيا إلى اقناع الولايات المتحدة بعدم التجسس على شركائها، وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست قال للصحفيين "عندما تظهر خلافات فنحن ملتزمون بحل تلك الخلافات من خلال القنوات الخاصة القائمة، لا نعتقد أن محاولة حلها من خلال الاعلام امر ملائم"، وأدت الفضيحة إلى فتور علاقات برلين مع واشنطن إلى مستويات لم تحدث منذ معارضة سلف المستشارة الألمانية للغزو الأمريكي للعراق عام 2003 كما تجيء في اعقاب مزاعم بأن هاتف ميركل تعرض للتجسس على أيدي ضباط مخابرات أمريكيين.

وسئلت عن مدى غضبها لدى سماعها بأمر الشخصين اللذين يشتبه بقيامهما بالتجسس وأحدهما كان يعمل لحساب المخابرات الألمانية فقالت ميركل "الامر لا يتعلق بمدى الغضب الذي شعرت به، بالنسبة لي انه دلالة على ان مفاهيمنا مختلفة تماما فيما يتعلق بعمل اجهزة المخابرات"، وأضافت "لا أستطيع القول سلفا إذا كانت (الاجراءات التي اتخذنها) سيكون لها تأثير، بالطبع آمل في حدوث تغيير، لكن الشيء المهم هو ان نبين كيف ننظر إلى الأشياء، وانه عندما تحدث اشياء كهذه فإنها ليست شراكة تعاونية"، وقالت ميركل ان هناك اشياء أكثر اهمية للتجسس بشأنها وإن التجسس على الاصدقاء يقوض الثقة، وتابعت "لم نعد في زمن الحرب الباردة ونتعرض لتهديدات مختلفة، يجب أن نركز على ما هو أساسي"، لكنها أضافت أن ضباط المخابرات الألمان يواصلون العمل مع الأمريكيين وعبرت عن أملها في أن يتواصل هذا العمل، واستبعدت ايضا اي توقف للمفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن اتفاق التجارة الحرة نتيجة هذا الخلاف.

وقال مسؤولون أمريكيون على اطلاع بالأمر إن مسؤول وزارة الدفاع الألمانية الذي يجري التحقيق معه لاتهامه بالتجسس كان على اتصال بمسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية وليس وكالات المخابرات الأمريكية مما يثير الشكوك في امكانية حدوث أي تجسس، ولم يتم اعتقال المسؤول الألماني، أما الرجل الاخر فهو رهن الاحتجاز بعد اعتقاله بتهمة التجسس، وكان قد أبلغ المحققين بانه نقل وثائق إلى المخابرات المركزية الأمريكية وأقر مسؤولون أمريكيون بشكل غير علني بانه فعل ذلك وان المخابرات المركزية الأمريكية تعتقد ان معلوماته كانت قيمة، ويأتي احدث خلاف بين ألمانيا والولايات المتحدة بعد عام من الكشف عن وثائق سربها المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية وتتعلق بعمليات تجسس أمريكية واسعة النطاق مما أثار موجة من الغضب في ألمانيا، وقال المتحدث باسم البيت الابيض إن واشنطن تقدر علاقتها الأمنية مع ألمانيا، وأضاف "الحلفاء الذين لديهم اجهزة مخابرات متطورة على بينة بالأنشطة وما تتضمنه من علاقات".

صداقة عظيمة

فيما شدد وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وهو يقف إلى جانب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة والتي تضررت بسبب مزاعم جديدة بأن واشنطن تتجسس على برلين، وقال كيري في فيينا على هامش محادثات نووية مع إيران "دعوني أؤكد أن العلاقة بين الولايات المتحدة وألمانيا هي علاقة استراتيجية، وبيننا تعاون سياسي كبير وتجمعنا صداقة عظيمة"، ولم يتطرق كيري إلى فضيحة التجسس الأحدث رغم أن تصريحاته بدا وكأنها تشير للموضوع، وقال "سنواصل العمل معا بنفس الروح التي أظهرناها خلال نقاش موسع للغاية".

وأكد شتاينماير أيضا على أهمية التعاون الأمريكي الألماني في العمل لحل الصراعات في أفغانستان والشرق الأوسط والأزمة النووية الإيرانية، وقال "العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا ضرورية ومهمة لكل منا، نريد أن نعمل على إحياء هذه العلاقة على أساس من الثقة والاحترام المتبادل"، وأضاف أن هذا ينطبق "على كل الصعوبات التي واجهتها العلاقات الثنائية في الأسابيع الأخيرة"، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن المزاعم الجديدة بشأن التجسس الأمريكي تظهر أن برلين وواشنطن على خلاف تام بشأن كيفية رؤيتهما لدور المخابرات وعبرت عن أملها في أن يساهم التحرك الألماني في إقناع الولايات المتحدة بعدم التجسس على شركائها، وجاءت تصريحاتها لتلفزيون زد.دي.إف الألماني بعد أيام من إبلاغ حكومتها لأكبر مسؤول للمخابرات المركزية الأمريكية في برلين بأن يرحل عن البلاد في رد فعل غاضب بعد أن كشف مسؤولون في وزارة الدفاع شخصين يشتبه في ضلوعهما بالتجسس.

وتعود اتهامات جديدة بالتجسس لتقوض جهود الولايات المتحدة لرأب الصدع مع المانيا بعد اسبوعين فقط على اطلاق البلدين الحليفين مبادرة دبلوماسية لتجاوز الخلاف حول فضيحة برامج مراقبة قامت بها وكالة الامن القومي الأميركية، والتزم البيت الابيض الصمت حول التجسس المفترض، فيما صب المشرعون الالمان جام غضبهم خلال زيارة لواشنطن وانتقدوا اللامبالاة الواضحة حول المسألة في الولايات المتحدة، وقال نوربرت روتغن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الالماني للصحافيين بعد محادثات مع اعضاء في الكونغرس ومسؤولي الامن القومي "نرى ان محادثينا على علم قليل جدا بالمشكلة"، واشتكى روتغن من ان وفده لم يحصل على "الاجوبة" بشأن فضيحة التجسس الاخيرة، محذرا من ان نشاطات الاستخبارات الاميركية في المانيا قد تؤدي الى "نزاع مجمد" في العلاقات بين جانبي الاطلسي.

واسف زميله المشرع نيلس آنين لان الاتهامات الجديدة تقوض "النوايا الحسنة" لما يعرف بالحوار الافتراضي، وهو منتدى دبلوماسي اطلقته المانيا والولايات المتحدة في 27 حزيران/يونيو الماضي لحل خلافاتهما حول جمع الاستخبارات وحماية البيانات، وقال آنين "كانت هناك برامج المراقبة لوكالة الامن القومي، والتجسس على هاتف (المستشارة الالمانية انغيلا) ميركل الخلوي والان تأتي قصة التجسس فوق كل ذلك"، واكدت السلطات الالمانية قضية تجسس محتملة ثانية بعد قيام محققين باستجواب رجل، وصفته وسائل الاعلام، بانه موظف عسكري الماني متهم بتمرير اسرار للولايات المتحدة.

وتأتي هذه القضية بعد انباء عن اعتقال عميل في الاستخبارات الخارجية الالمانية (31 عاما) قبل يومين للاشتباه ببيعه اكثر من 200 وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه)، وكرر المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست القول انه "ليس في موقف يسمح له بتأكيد او نفي او حتى التعليق على تقارير متعلقة بنشاطات استخبارات مفترضة"، لكنه قال للصحافيين ان "بعض المحادثات" بين دبلوماسيين المان واميركيين اضافة الى مسؤولي تطبيق القانون والمخابرات جرت "سعيا لحل بعض الملابسات بشكل مناسب"، واكدت ميركل في وقت سابق ان منسق جهاز الاستخبارات الالماني تحدث هاتفيا الى رئيس السي.آي.ايه جون برينان، كما التقى مسؤول كبير بوزارة الخارجية الالمانية السفير الاميركي جون بي امرسون للمرة الثانية في خمسة ايام. بحسب فرانس برس.

وقال ارنست ان محادثة هاتفية بين ميركل والرئيس الاميركي باراك اوباما حول قضية التجسس ليست مقررة "في هذه المرحلة"، وشكك عدد من الخبراء في ان تكون الجهود غير العلنية، كافية لتهدئة التوتر مع المانيا، وقال جاك جينز من المعهد الاميركي للدراسات الالمانية المعاصرة "اعتقد ان الطريقة الوحيدة لحل المسألة هي ان يقول اوباما شيئا، لكني لا اعتقد انه يستطيع او سيفعل ذلك"، واضاف "هذا يدع الامر اما لوزارة الخارجية بان تسعى لتهدئة المشاعر او لدائرة المشرعين على جانبي الاطلسي، ولا يوجد رغبة كبيرة في الكونغرس للتدخل هنا" وتوقع ان "يستمر ذلك لوقت طويل"، وفيما اعرب البيت الابيض عن القلق ازاء تضرر العلاقات الاميركية-الالمانية الحيوية، ابدى بعض المسؤولين بشكل غير علني تململا ازاء الطريقة التي تعامل بها الالمان مع القضية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/آب/2014 - 30/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م