الدور التركي في الارهاب الطائفي بمنطقتنا

علي الأسدي

 

نشر موقع The Monitor Pulse التركي مقابلة مع أحد قادة الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري السيد صالح مسلم تحت عنوان " قائد سوري كردي يقول تركيا تغمض عينها عن منظمة داعش"، أجرته معه الكاتبة والصحفية التركية أمبيرين زمان بتاريخ 25\6\2014 حول دور الحزب الكردي السوري في قتال داعش والتورط التركي في تبادل الأدوار مع هذه وغيرها من المنظمات الارهابية. ان ما سلطته المقابلة من ضوء على الدور التركي في دعم الارهاب لم يكن كافيا رغم كشفه لبعض الاساليب التي تتبعها الحكومة التركية للتنصل من دورها المشين في دعم الارهاب في سوريا والعراق ودول أخرى. وليس من المعقول أن تقوم تركيا بدورها المعادي لدول جوارها وهي العضو المهم في الحلف الأطلسي دون علم ومباركة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها اسرائيل.

وفي مستهل المقابلة كتبت امبرين زمان تقول " من بين الأسئلة التي تطرح اليوم، هل سيعاد النظر بخارطة الشرق الأوسط وموقع تركيا فيها، وما هو دورها في استقبال وتسهيل دخول المتطوعين الأجانب الذين يأتون من دول العالم الأخرى لينضموا الى داعش أو غيرها من منظمات الارهاب الدولية بعد مغادرتهم حدودها الى سوريا أو العراق أو اي دولة أخرى. لقد نفى وزير الخارجية التركي الانباء عن دعم حكومته للإرهاب مطالبا بأدلة عن ذلك الدعم، علما أن تركيا تضع داعش على قائمة الارهاب منذ سبتمبر\ ايلول 2013. ترجم الحوار من الانكليزية علي الأسدي

وادناه ما جاء في تلك المقابلة.

المونيتور: هل ساعدت تركيا داعش في الماضي؟

صالح مسلم: ان داعش نفسها تقول انها تحظى بدعم تركيا. وان الصحافة التركية قد ذكرت ان تركيا تقوم بتسهيل دخول المقاتلين الاجانب عبرها الى داعش. وبينما تنفي الحكومة التركية تقديم الدعم لداعش تفند داعش الادعاء الحكومي التركي. وقد ذكرت داعش انها استقبلت في الاسبوع الماضي اثتين من المتطوعين الاجانب كانوا وصلوا اليها عبر نقطة الحدود Gaziantep-Karkamis ولا اعتقد انهم يكذبون لأنه لا يوجد سببا يدعوهم للكذب.

المونيتور: لنقبل بان تركيا تغمض عينها عن داعش ونشاطها في تركيا، واذا كان الأمر كذلك فلماذا تحتفظ داعش بموظفي قنصليتها في الموصل كرهائن؟ اليس في ذلك تناقض؟

صالح مسلم: انا لا أعرف لماذا قاموا بذلك، فربما للحفاظ على حياة موظفي القنصلية، وربما اعتقلوا من دون علم قيادة داعش.

المونيتور: من دون علم داعش؟

صالح مسلم: ربما قامت بعض المنظمات المنضوية في داعش بالاختطاف دون اعلام الاخرين.

المونيتور: هل وفرت تركيا في الماضي أو الآن المساعدات العسكرية وغير العسكرية لداعش؟

صالح مسلم: في الصيف الماضي رأينا بوضوح في منطقة Serekaniye تقديم المساعدات والدعم. تركيا كانت تدعم داعش وهناك شهود. وفي ذلك الوقت قام الجيش الحر وجبهة النصرة وجماعة التركمان وأحرار الشام بخوض قتال ضدنا الى جانب داعش. وفي النتيجة قامت داعش بطردهم جميعا خارج المنطقة. واذا أردت أدلة عن مساعدة تركيا لعبور اجانب عبر الحدود فهذه بعضها. في شهر مايو \أيار الماضي قامت قواتنا بمهاجمة قرية Al Rawiya لطرد داعش منها وقد وجدنا في ملابس القتلى الذين تركوهم ورائهم مستندات تركية.

المونيتور: ماهي تلك المستندات؟

صالح مسلم: كانت هناك العديد من المستندات التي تثبت وجودهم في تركيا. لماذا يهاجمون المنطقة الكردية وهي منطقة محررة من قوات النظام السوري. ولماذا يشنون عمليات ضدنا اذا لم يكن ذلك في صالح تركيا وبأمرها؟

المونيتور: لكن الحكومة التركية تقول ان مثل هذه الاشياء تحدث من دون علمها، وهي لا تدعم داعش ولا غيرها، هل ترى ذلك صحيحا؟

صالح مسلم: لا أبدا. لنفرض ان الجهات الحكومية الرسمية لا تدعم داعش لكن أجهزة الدولة تقوم بذلك. لماذا لا تقوم الحكومة التركية بدراسة المستندات التي قدمناها لها؟ لماذا لا يساعدونا ضد داعش؟ لقد قلنا للحكومة التركية ان هناك منظمات تنتظر في المطار لاستقبال المتطوعين من جهات العالم ثم يقومون بنقلهم عبر الحدود الى سوريا وقد قلنا لهم ذلك لكنهم لم يتخذوا اي اجراء. ان تركيا تغمض عينيها عن داعش.

المونيتور: كيف تأثرت المنطقة الكردية بما حصل في الموصل؟

صالح مسلم: لقد حدثت عشرة مصادمات بين البشميركة وداعش على الحدود. وقد قامت داعش بنقل قوات واسلحة حصلت عليها من الموصل الى سوريا استعدادا للقيام بهجوم، لكننا مستعدون لصده.

المونيتور: هل اتصلت بكم جهات غربية؟

صالح مسلم: لا، لا أحد اتصل وكذلك تركيا.

المونيتور: هل تعتقد ان تركيا تحت تهديد داعش؟

صالح مسلم: ليس الآن.

المونيتور: هل قيامكم بهجوم على الأسد يعتبر عملية انتحارية؟ وهذا ما تريده تركيا أن يحدث، والحكومة التركية تقول: انه رغم تعهدكم بمهاجمة الأسد لم تقوموا بذلك وانكم بالعكس قويتم علاقتكم بالأسد.

صالح مسلم: لا ان ذلك كذب. لقد اجتمعنا في استنبول مع التحالف السوري ضد الاسد. وآخر لقاء كان مع ممثل التحالف في باريس احمد الجبرا. لكنهم حتى تلك اللحظة ينكرون وجود الكرد. انهم لا يريدون ان يعترفوا بالكرد والادارة التي اقمناها في Rojava. شرطنا الرئيسي هو الاعتراف بحق الكرد في مسودة الدستور الجديد لكنهم لا يريدون الحديث عن ذلك.

المونيتور: اذا تحقق لكم ذلك هل ستحاربون الاسد؟

صالح مسلم: لقد حاربنا الاسد عندما كان ذلك ضروريا لقد طردنا قواته من المنطقة. ونحن لا نرسل شبابنا الى دمشق لمحاربة النظام ونحن هنا ندافع عن انفسنا.

المونيتور: لكن هناك في القامشلي قوات الاسد؟

صالح مسلم: لا نريد ان ندخل في حرب مع العشائر العربية وبيننا قوات عربية. فهل تريدون ان نحارب فقط لانهم عرب؟ نحن لا نريد حربا عربية- كردية.

المونيتور: اذا أقامت الولايات المتحدة وتركيا منطقة لحضر الطيران في منطقة Rojava كالتي اقامتها في العراق عام 1991 هل يشعركم ذلك بالاستقرار؟

صالح مسلم: بالطبع، لكن لا أحد عرض علينا ذلك.

المونيتور: ماذا سيحدث في العراق؟

صالح مسلم: العراق يتجه للتقسيم ولا ادري فيما اذا سينقسم الى ثلاثة ولايات اتحادية أو ثلاثة دول منفصلة، ولكن اذا حاربت داعش الكرد فان الحرب ستنتشر.

المونيتور: هل ستنتشر نحو تركيا؟

صالح مسلم: من الطبيعي ان تحدث، تركيا هي البوابة التالية فأنت لا تعلم ما في بال داعش. اذا كانوا لا يرغبون بالمسلمين في سوريا ويعملون على ذبحهم تصور ماذا يمكن ان يفعلوا بمسلمي تركيا.

* امبرين زمان كاتبة وصحفية من استنبول تغطي الشئون السياسية التركية في تقارير تبعث بها لصحف الواشنطن بوست وانجلس تايمز الأمريكيتين، والديلي تلغراف والايكونوميست البريطانيتين واذاعة صوت أمريكا.

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/آب/2014 - 5/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م