سقوط الطائرة الماليزية.. كارثة تبطن حرب خفية

 

شبكة النبأ: الطائرة الماليزية التي أُسقطت شرق أوكرانيا في ظروف غامضة، أثارت جدلا كبيرا في المجتمع الدولية لاسيما بين روسيا وأوربا وأمريكا، فيما تسعى الجهات الإعلامية الى كشف ملابسات حادث التحطم الذي اودى بحياة اكثر 298 شخصًا كانوا على متن الطائرة بعد اصابتها بصاروخ مجهول المصدر، وقد تحطمت طائرة البوينغ 777 التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية في منطقة يسيطر عليها المسلحون الموالون لروسيا. وهو ما كان سببا في وتبادل الاتهامات بين كييف والانفصاليين بخصوص اطلاق الصاروخ المفترض الذي اسقط الطائرة. فقد اتهمت أوكرانيا "إرهابيين" باستهداف الطائرة، في إشارةٍ إلى انفصاليين شرق أوكرانيا الذين يقاتلون حكومة كييف وهو اتهام صريح الى روسيا، لكن الانفصاليين نفوا مسؤوليتهم عن الحادث لا يمتلكوا مثل هكذا تقنيات متطورة.

تلك الحادثة وبحسب بعض الخبراء يمكن ان تعمق الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية خصوصا وان الادارة الامريكية قد انتقدت سلوك موسكو، واتهمت بشكل صريح الانفصاليين بالوقوف وراء حادث تحطم الطائرة بمساعدة روسيا، التي قد تكون قد قدمت مساعدة للانفصاليين لإطلاق صاروخ أرض- جو من طراز (إس أ-11).

لكن يرى محللون آخرون ان سقوط الطائرة الماليزية متعددة الجنسيات من الركاب من ضمهم شخصيات هامة اضافة الى اختيار هذا التوقيت لإسقاطها هي برقية قوية من بوتين بوجه اوربا بانها اذا تمادت على روسيا ربما تحرق وتعلن حرب شرسة لكن السؤال الاهم هل من الممكن ان تشكل تداعيات اسقاط الطائرة الماليزية سببا في اظاهر الحرب الخفية بين روسيا واوربا الى العلن؟!.

سقوط واتهامات

وفي هذا الشأن سقطت طائرة ركاب ماليزية على متنها 295 شخصا بينهم 15 من أفراد طاقمها شرقي أوكرانيا. وتقول السلطات الأوكرانية إن الطائرة أسقطت قرب منطقة دونيتسك، أحد معاقل الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا. وأوضحت أن جميع من كانوا على متن الطائرة قتلوا في الحادث. ووصف الرئيس الأوكراني سقوط الطائرة بأنه "عمل إرهابي"، وطالب بإجراء تحقيق دولي بشأن الحادث.

لكن انفصاليي دونيتسك الموالين لروسيا نفوا أي مسؤولية عن إسقاط الطائرة، بحسب ما نقلته وكالة "انترفاكس". وقال المتحدث باسم الانفصاليين، سيرغي كافتاردزي، لـ"انترفاكس"، إن الطائرة أسقطت من قبل الجانب الأوكراني، ونحن ببساطة لا نحوز أنظمة دفاع جوي من هذا النوع". ونفت وزارة الدفاع الأوكرانية وجود أي مقاتلات تابعة لها وقت وقوع الحادث في المنطقة التي أسقطت فيها الطائرة. ونصحت منظمة الأمن الأوروبي الطيارين في مختلف أنحاء العالم بتجنب الطيران فوق منطقة الحادث. وأعلن بالفعل عدد من الخطوط الجوية - من بينها لوفتهانزا والخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية البريطانية وايروفلوت الروسية الخطوط الجوية التركية - أنها ستتجنب حاليا الطيران في المجال الجوي شرقي أوكرانيا.

وذكرت الخطوط الجوية الماليزية إنها فقدت طائرة كانت في رحلة رقم إم إتش17 من مدينة امستردام إلى كوالالمبور. وأضافت في تغريدة على حسابها على تويتر إن آخر مرة شوهدت فيها الطائرة كانت وهي في المجال الجوي الأوكراني. وأوضح مستشار لوزير الداخلية الأوكراني أن الطائرة - التابعة للخطوط الجوية الماليزية - أسقطت بصاروخ وهي على ارتفاع 10 آلاف متر.

وتناثرت الجثث في محيط ما يعتقد أنه حطام الطائرة قرب قرية غرابوف الخاضعة لسيطرة انفصاليين. بحسب بي بي سي.

وأمر رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك بالتحقيق فيما وصفها بـ "كارثة الطائرة" في شرق البلاد. وناشد وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين المواطنين بالتحلي بالهدوء، مؤكدا أنه يتابع الأمر مع رئيس الوزراء ووزيري الخارجية والنقل. وكان حسين مسؤولا عن متابعة حادث اختفاء الطائرة الماليزية "MH370" في مارس/آذار الماضي حيث كان حينها قائما بأعمال وزير المواصلات.انفصاليو دونيتسك الموالين لروسيا نفوا أي مسؤولية عن إسقاط الطائرة، بحسب ما نقلته وكالة "انترفاكس".

 امريكا وروسيا

على صعيد متصل اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الطائرة الماليزية التي تحطمت في شرق اوكرانيا اسقطت بصاروخ اطلق من منطقة تقع تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا. وبعد ان وصف الحادثة بانها "مريعة" شدد اوباما على ضرورة اجراء تحقيق مستقل وشفاف قبل اعطاء راي في الاسباب الدقيقة للمأساة. واوضح من جهة ثانية ان اميركيا واحدا على الاقل يدعى كوين لوكاس شانسمان كان موجودا على متن الطائرة.

وتابع الرئيس الاميركي في مؤتمر صحافي "ما نعرفه اليوم ان صاروخا ارض جو اطلق وهو الذي تسبب بسقوط الطائرة. ونعرف ايضا ان هذا الصاروخ اطلق من منطقة تقع تحت سيطرة الانفصاليين" الاوكرانيين الموالين لروسيا. واضاف "من المبكر جدا التكهن بنوايا الذين يمكن ان يكونوا قد اطلقوا الصاروخ" داعيا الى التمهل وعدم استخلاص استنتاجات سريعة.

وقال الرئيس الاميركي ايضا "قتل نحو 300 بريء. رجال ونساء واطفال لا علاقة لهم بالازمة الاوكرانية. ان هذه المأساة المثيرة للغضب تكشف ان الوقت حان لاقرار الامن والسلام في اوكرانيا"، معربا عن الاسف لان روسيا "رفضت مرات عديدة اتخاذ قرارات ملموسة" تتيح تخفيف حدة التوتر في اوكرانيا. ودعا اوباما نظيره الروسي بوتين الى "اتخاذ "القرار الاستراتيجي الجيد" متسائلا "هل سيواصل الروس دعم الانفصاليين العنيفين الذين يريدون اضعاف الحكومة الاوكرانية، ام انهم مستعدون للعمل مع هذه الحكومة للتوصل الى وقف لاطلاق النار والى سلام ياخذ في الاعتبار مصالح كل الاوكرانيين؟".

كما اعتبر اوباما ان "تفاقم النزاع في شرق اوكرانيا سيكون بالتأكيد اشارة خطر لاوروبا والعالم، مع كل ما يحمله ذلك من تداعيات" مضيفا ان هذا النزاع "لن يبقى محصورا ولن يكون بالامكان استيعابه، وهذا يذكرنا بان الرهانات مهمة ليس للاوكرانيين فحسب، بل ايضا لاوروبا".

من جانبها نددت روسيا بالاتهامات الأميركية التي أشارت إلى أن الانفصاليين الموالين للروس مسؤولون عن سقوط الطائرة التجارية الماليزية في شرق أوكرانيا بواسطة صاروخ على الأرجح. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالات الأنباء الروسية أن “بيانات ممثلي الإدارة الأميركية دليل على المفهوم المضلل جدا لواشنطن بشان ما يحصل في أوكرانيا”. وأضاف “على الرغم من الوضوح الذي لا يقبل المناقشة للبراهين التي قدمها الانفصاليون وموسكو، فان الإدارة الأميركية لا تزال تواصل أهدافها الخاصة”. وأضافت وزارة الخارجية الروسية في بيان “نصاب بالحيرة عندما نرى الممثلين الرسميين لبعض الدول يسارعون إلى تقديم رواياتهم للكارثة عبر التأثير بذلك على سير التحقيق”.

من جانب اخر قالت بعض وسائل الإعلام الروسية المؤيدة للكرملين إن طائرات حربية أوكرانية هي التي أسقطت طائرة الركاب الماليزية المنكوبة إم إتش 17 فيما خمنت وسائل إعلام أخرى أن القوات المسلحة في كييف هي التي أصابتها بالخطأ معتقدة أنها طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن في حين قدمت وسائل الإعلام المؤيدة للكرملين روايات مختلفة عن كيفية إسقاط الطائرة الماليزية إلا أنها متفقة على تحميل الحكومة الأوكرانية مسؤولية إسقاطها.

ويالنسبة لموسكو وكييف والانفصاليين المؤيدين لروسيا فإن حرب المعلومات التي تستهدف إقناع الرأي العام العالمي بمن الذي يتحمل مسؤولية الكارثة التي وقعت ستكون حاسمة في الكيفية التي ستتطور بها الأزمة في شرق أوكرانيا. فبعد ساعات من إسقاط الطائرة الذي أودى بحياة 298 شخصا أشار بوتين بأصابع الاتهام إلى نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو قائلا إن الكارثة ما كانت لتقع إذا كانت كييف قد أبقت على وقف إطلاق النار مع الانفصاليين.

ومنذئذ كانت تغطية وسائل الإعلام الروسية التي تخضع لسيطرة الكرملين المؤيدة للانفصاليين مؤيدة إلى حد كبير لاستنتاجات بوتين التي اختلفت بشدة عن تغطية واشنطن عن التغطية الغربية للمأساة. وعقدت وسائل الإعلام الروسية مقارنات مع إسقاط الجيش الأوكراني بالخطأ في عام 2001 طائرة ركاب روسية كانت تقل 78 شخصا عندما كانت تحلق فوق البحر الأسود. بحسب رويترز.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقابلة مع التلفزيون الروسي إن كييف تنسج الوقائع وتحاول خداع المجتمع الدولي بشأن ما يحدث في شرق أوكرانيا. وقال مصدر دبلوماسي غربي في موسكو إنه سيكون من الصعب للغاية إقناع الرأي العام العالمي بأن الانفصاليين ليسوا مسؤولين عن الحادث. وتجد روسيا بالفعل قدرا من التأييد غير الرسمي من الصين حيث قالت وسائل إعلام صينية إن مسؤولين من الولايات المتحدة واستراليا ودول غربية أخرى قفزوا إلى استنتاجات باتهام المتمردين في شرق أوكرانيا أو بإلقاء اللوم على روسيا.

هولندا في حداد

في السياق ذاته نكست الاعلام في هولندا التي تحاول معرفة المسؤولين عن الكارثة الجوية في شرق اوكرانيا التي اسفرت عن 298 قتيلا يحمل 154 منهم على الاقل الجنسية الهولندية. ولم تكتف الصحف بتخصيص صفحاتها الاولى للحادث بل نشرت ملفات مفصلة ايضا تضمنت صورا للحطام ولجوازات سفر هولندية عثر عليها في مكان الحادث وخرائط للسياح وصورا لضحايا او لاقاربهم وهم يبكون عند سماعهم الخبر. وتساءلت صحيفة الغيمين داغبلاد الشعبية اليومية "من اسقط الرحلة ام اتش 17 فوق اوكرانيا؟".

واكدت صحيفة فولكسكرانت (يسار الوسط) اليومية ان "كل المؤشرات تدل على المتمردين الموالين لروسيا"، موضحة ان "الكارثة الجوية تربك فلاديمير بوتين". واضافت الصحيفة ان "المتمردين الموالين لروسيا منوا بهزيمة يمكن ان تؤشر الى انطفاء مقاومتهم المستمرة منذ اربعة اشهر ضد الحكومة الاوكرانية"، مشيرة الى ان "المتمردين احرزوا تقدما في الايام الاخيرة بدعم من موسكو".

وقد نكست الاعلام على مقر الحكومة الهولندية في لاهاي وعلى جميع المباني الرسمية في هولندا. وكان ملك هولندا فيليم الكسندر اكد انه "يشعر بحزن عميق" من جراء الكارثة الجوية، فيما قال رئيس الوزراء مارك روته ان هولندا في حالة "حداد". وفتح عدد كبير من سجلات التعازي على الانترنت، نشرت عليها الاف الرسائل. وعلى سبيل المثال، كتب غردي سمايل "اتمنى ان يتحلى جميع ذوي الضحايا بقدر كبير من الشجاعة اينما كانوا في العالم". من جهتها كتبت يولاند "تحولت رحلة الى الشرق الساحر رحلة الى الابدية، يا للرعب".

وقد تحدث روته مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في شأن الكارثة، كما ذكرت وكالة الانباء الهولندية. واضافت ان "اوباما وروته متفقان على ضرورة اجراء تحقيق شامل". من جهته، قال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس انه تحدث مع عدد كبير من نظرائه في العالم. واضاف "ثمة دعم كبير جدا لاجراء تحقيق دولي مستقل حول ظروف المأساة". واوضحت صحيفة فولكسكرانت انها "واحدة من اسوأ الكوارث الحوية في تاريخ هولندا".

وهذه الكارثة هي الثانية الاكثر دموية في تاريخ هولندا، كما ذكرت وكالة الانباء الهولندية: ففي 1977، اصطدمت طائرتا بوينغ 747 في مطار تينيريف في جزر الكناري مما اسفر عن 853 قتيلا منهم 238 هولنديا. وفي ايار/مايو 2010، تحطمت ايرباص آي330 في العاصمة الليبية طرابلس فقتل 103 اشخاص منهم 70 هولنديا. والناجي الوحيد من الكارثة صبي هولندي كان آنذاك في التاسعة من عمره. ولم تحصل معجزة في اوكرانيا، اذ لم ينج احد. بحسب فرانس برس.

والذين لم يتمكنوا من الصعود الى الطائرة بسبب التأخر، او رغبة في التوفير او حتى يكونوا مع العائلة لم يأسفوا لتخلفهم عن هذه الرحلة المشؤومة. فقد طلب هاري سيم ان يستقل رحلة المساء مع عائلته بعدما ايقن انه لن يتمكن من السفر على الطائرة نفسها مع زوجته نور ازاني وابنهما الذي يبلغ شهره الثالث.

الخطوط الجوية الماليزية

الى جانب ذلك ارتفعت خسائر الخطوط الجوية الماليزية بعد اختفاء الرحلة رقم 370 منذ شهرين مما يثير تساؤلات حول مستقبل الشركة التي تعمل في مجال الطيران منذ 76 عامًا. وبلغ صافي خسائر الشركة 59 في المئة، أو ما يعادل 138 مليون دولار، في الربع الأول من 2014، وهو ما يُعد استمرارًا لمسلسل الخسارئر الذي تعانيه الشركة للربع الخامس على التوالي. وتعزي الشركة تلك الخسارة إلى "ظروف التشغيل الصعبة" و"المعنويات المنخفضة".

ولم يُبد المستثمرون في أسواق المال اهتمامًا للأخبار التي نشرت عن ارتفاع أسهم الخطوط الجوية الماليزية بواقع 2.4 في المئة. ويُذكر أن 30 في المئة فقط من الشركة هو ما يمكن طرحه في شكل أسهم في بورصة كوالالمبور، بينما تمتلك مؤسسة "خزانة ناسونال" الاستثمارية المملوكة للدولة الجزء الباقي. وتمتلك صناديق التقاعد وبعض المؤسسات الماليزية أغلبية الـ 30 في المئة من أسهم الخطوط الجوية الماليزية بينما يُترك قدر قليل من تلك الأسهم لمتداولي التجزئة.

وبصفة عامة، نستطيع القول أن أسهم الشركة فقدت هذا العام فقط حوالي 40 في المئة من قيمتها السوقية. وكانت الرحلة رقم 370 قد اختفت في الثامن من مارس/ آذار الماضي أثناء توجهها من كوالالمبور إلى العاصمة الصينية بكين، وهو ما ترتب عليه عمليات بحث وإنقاذ على نطاق واسع لا تزال مستمرة حتى الآن، وربما تصل تكلفتها إلى ملايين الدولارات.

وتعتقد الحكومة الماليزية أن الطائرة أنهت رحلتها بالسقوط في المحيط الهندي، لكن لا يوجد أي أثر للطائرة ولا لحطامها حتى الآن. وأدت تلك الأزمة إلى إلغاء عدد كبير من رحلات الخطوط الجوية الماليزية بالإضافة إلى الإضرار الكبير بالسمعة المهنية للشركة ، وهو ما أسفر عن تراجع مبيعات الشركة للصين بواقع 60 في المئة.

وكان أكثر من 239 صينيًا على متن الرحلة رقم 370 للخطوط الجوية الماليزية قبل أن تختفي، مما تسبب في مقاطعة وكلاء السفر الصينيين للخطوط الجوية الماليزية. وقال رئيس الشركة، أحمد جوهري يحيى، إن اختفاء الرحلة رقم 370 أضاف إلى النتائج المالية الضعيفة التي كانت على حد وصفه "غير متوقعة". وأضاف يحيى أن "النتائج ازدادت سوءا لتأثر السفر بالطيران بصفة عامة في أعقاب اختفاء الرحلة رقم 370. كما ظهرت ردة فعل سلبية من جانب السوق بصفة عامة تمثلت في تباطوء الطلب على الطيران."

وأكد على أن الشركة "تحتاج إلى تكثيف الجهود من أجل تحسين عائداتها، وتحتاج أيضًا إلى إدارة أفضل لتكلفة التشغيل المرتفعة." وذكر أن هناك حاجة ماسة إلى التحرك الفوري في اتجاه بقاء واستمرارية الشركة في المستقبل، وذلك في وقتٍ لا تظهر فيه أي إشارات تسمح للشركة بالعودة إلى دائرة المنافسة في السوق.

كما أن شركة الخطوط الجوية الماليزية تصارع من أجل البقاء في مواجهة التقلبات في أسعار الوقود، والتذبذب في أسعار العملات، واحتدام المنافسة بين الشركات الإقليمية التي تمتلك روؤس أموال كبيرة. وقالت الشركة في بيان لها: "تتُخذ المزيد من الجهود لتدبير تكلفة الوقود الذي ارتفعت أسعاره بواقع 14 في المئة، وذلك رغم تراجع أسعار وقود الطائرات." وكانت خسائر الشركة عن الأعوام الثلاثة الماضية قد بلغت 1.3 مليار دولار، في حين يتوقع محللون المزيد من الخسائر في المستقبل. وقال وزير الدفاع الماليزي، هشام الدين حسين، إن الحكومة ليس لديها مخططات للإنقاذ المالي للخطوط الجوية الماليزية.

في غضون ذلك، صرح مسؤولون بالشركة أن جزءا كبير من التكلفة التي تكبدتها الشركة جراء اختفاء الرحلة 370 سوف تغطية شركات التأمين. ورغم ذلك، تصدرت العناوين الرئيسة للصحف ووسائل الإعلام تكهنات بأن الشركة ربما تضطر إلى إشهار إفلاسها أو ربما تتعرض للتصفية رغم أن أغلبها مملوك لمؤسسة استثمارية تملكها الدولة. ويشير مايكل بير، محلل سوق النقل في سيتي بانك، إلى أن الموقف لا يزال غير محسوم بالنسبة لتحركات سهم الخطوط الجوية الماليزية، ولكنه يؤكد في نفس الوقت على أن ارتفاع السهم أو تراجعه يتوقف على الاستراتيجية التي تتبناها الشركة. بحسب بي بي سي.

وأضاف بير أن "المعنويات السلبية وبيئة العمل التنافسية التي تتواجد بها الشركة من الممكن أن يكونا من بين العوامل التي تقوض قدرة الإدارة على تصحيح مسار الشركة في وقتٍ قريب." ورغم تلك التوقعات التي تدعو للتشاؤم فيما يتعلق بالمستقبل المالي للخطوط الجوية الماليزية، يخطط رئيس الشركة للاستمرار في الجهود التي تستهدف تغيير مسار الشركة وتحولها إلى جني الأرباح بدلًا من الخسائر. وقال يحيى: "لا يزال لدينا الكثير من العمل للتعامل مع الواقع الذي تعيشه الشركة، خاصةً فيما يتعلق بالمنافسة التي تمثل إحدى خصائص العمل، بالإضافة إلى تغيير نهج التشغيل وتحويله إلى نهج أخر أكثر سرعة."

هجمات قاتلة

من جهة اخرى ومنذ عام 1967 قتل أكثر من 700 شخص في 19 حادثا منفصلا يشمل هجمات بذخيرة حية وفقا لمؤسسة فلايتجلوبال أسيند الاستشارية التي تحتفظ بقاعدة بيانات تفصيلية لحوادث الطائرات. وكان أحدث هجوم في يناير كانون الثاني 1999 عندما أسقطت طائرة لوكهيد هيركيوليز تقوم بتشغيلها شركة ترانس أفريك بالقرب من بيلوندو في أنجولا مما أدى الى مقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم التسعة الذين كانوا على متنها.

وفيما يلي قائمة بأكثر خمسة حوادث فتكا :

ايران اير 1988 في الطريق من طهران الى دبي أسقطت طائرة ايران اير في رحلتها 655 بواسطة سفينة حربية أمريكية قبالة ساحل ايران مما أدى الى مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 290 شخصا. وقالت البحرية الامريكية انها أخطأت الطائرة الايرباص إيه 300 على انها طائرة مقاتلة معادية من طراز إف-14 تابعة للقوات الجوية الايرانية.

طيران كوريا 1983 اعترضت مقاتلات سوفيتية طائرة كورية من طراز بوينج 747 وأسقطتها بعد ان ضلت مسارها الى المجال الجوي السوفيتي خلال رحلة من انكوراج في الاسكا الى سول في كوريا الجنوبية. وقتل جميع الركاب وافراد الطاقم وعددهم 269 .

طائرة الخطوط الجوية الليبية 1973 عد اعتراضها واطلاق النار عليها من جانب القوات الجوية الاسرائيلية تم تدمير الطائرة البوينج 727 التابعة للخطوط الجوية الليبية أثناء محاولة هبوط اجباري. كانت الطائرة قد ضلت طريقها الى المجال الجوي الاسرائيلي بسبب خطأ ملاحي وتحطمت في صحراء سيناء على مسافة 150 كيلومترا شمال شرقي القاهرة وقتل 106 أشخاص من بين 113 كانوا على متنها.

طائرة الخطوط الجوية التابعة لجورجيا 1993 أسقطت طائرة توبوليف تي.يو-154 تقوم بتشغيلها الخطوط الجوية لجورجيا اثناء اقترابها من الهبوط بصاروخ باحث عن الحرارة في اراضي ابخازيا الجورجية المتنازع عليها. وسقطت الطائرة على المدرج واشعلت فيها النيران وقتل 108 أشخاص من بين 132 من الركاب وافراد الطاقم. يعتقد ان الرحلة كانت تستأجرها وزارة الدفاع الجورجية لنقل الجنود للمساعدة في القتال حول سوخومي عاصمة أبخازيا. بحسب رويترز.

طائرة الخطوط الجوية السودانية 1986 بعد وقت قصير من اقلاعها من ملكال في جنوب السودان اسقطت طائرة تابعة للخطوط الجوية السودانية بواسطة "جيش التحرير الشعبي" وقتل جميع الركاب وافراد الطاقم الذين كانوا على متنها وعددهم 65 شخصا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22/تموز/2014 - 23/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م