في رمضان.. عنف متصاعد على وقع النزاعات السياسية

 

شبكة النبأ: يرى بعض المراقبين ان شهر رمضان هذا العام قد شهد زيادة ملحوظة في اعمال العنف في العديد من المجتمعات والدول وخصوصا تلك التي تعاني من مشكلات امنية وصراعات وازمات سياسية مختلفة، القت بظلالها القاتمة على اعمال وفضائل هذا الشهر الكريم الذي يعد من افضل الشهور عن المسلمين الذين يشكلون اكثر من 23% من سكان العالم.

اعمال العنف تركزت وبحسب بعض المراقبين في بعض المناطق والدول، التي تعاني من انتشار بعض المجاميع الاسلامية المتشددة، التي تسعت الى تكثيف جهودها واعمالها الاجرامية في سبيل تحقيق بعض المصالح والمكاسب الميدانية، ففي سوريا التي دمرتها الحرب حيث لا يزال القتل اليومي مستمراً وهو ما اسهم بازدياد معاناة الملايين من السوريين، وفي العراق ايضا لاتزال المعارك مستمرة بين قوى الامن وعصابات "داعش" وهوما تسبب في وقوع العديد من الضحايا ونزوح الكثير من العوائل.

ولا تزال الاضطرابات الامنية سائدة ايضا في ليبيا ومصر واليمن والصومال حيث تشكل حركة الشباب خطراً مستمراً بهجماتها التي تستهدف الحكومة والمدنيين، هذا بالإضافة الى المشكلات الامنية التي تعاني منها باكستان وميانمار وجمهورية أفريقيا الوسطى وغيرها من الدول الاخرى. اما في الضفة الغربية فلا تزال اسرائيل تواصل اعمالها الاجرامية وحصراها ضد ابناء فلسطين وسط صمت دولي وعربي خطير خصوصا وان الاعمال العسكرية والغارات الجوية على قطاع قد ادت الى مقتل واصابة الكثير من الاشخاص هذا بالإضافة الى تدمير العشرات من المنازل والمؤسسات الانسانية والحكومية.

وفي هذا الشأن قالت وكالة الأنباء اليمنية ومسؤول محلي إن ما لا يقل عن خمسة جنود يمنيين وأربعة يشتبه في أنهم متشددون إسلاميون قتلوا في هجومين بجنوب اليمن مع بدء شهر رمضان. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن أربعة مهاجمين وجنديين قتلوا عندما هاجم من يشتبه في أنهم متشددون مستشفى في بلدة القطن بجنوب شرق اليمن كما أصيب ثلاثة جنود.

وفي بلدة الحوطة بمحافظة لحج قال مسؤول محلي إن من يشتبه في أنهم متشددون يركبون دراجات نارية هاجموا نقطة تفتيش تتبع الجيش فقتلوا ثلاثة جنود. ويشن متشددون إسلاميون مرتبطون بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب حملة عبر جنوب اليمن ضد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وتعيش البلاد في حالة اضطراب منذ اندلاع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في 2011 والتي أدت لتنحي الرئيس علي عبد الله صالح.

غزة ضحية

من جانب اخر وبدلا من الاستمتاع بالاحتفالات والولائم الليلية يمضي الفلسطينيون في غزة شهر رمضان قابعين في بيوتهم والملاجئ المؤقتة خشية القنابل الإسرائيلية. وفي العادة تشهد شوارع غزة المزدحمة أجواء احتفالية عقب الإفطار في رمضان إذ تزدان الحارات بالفوانيس ويقبل الأطفال على التهام الحلويات ويلعبون حتى الساعات الأولى من الصباح.

وكانت سهير أبو جليلة وابنتاها ضمن حوالي 17 ألف فلسطيني فروا من منازلهم في غزة إلى مدارس الأمم المتحدة المزدحمة بعدما حذرت إسرائيل من أنها ستقصف أحياءهم. وقالت الطائرات الإسرائيلية بدون طيار تحلق فوق الرؤوس "لا توجد بهجة هذا العام. ننام على حشايا في ردهات مكتظة. يمدوننا بالإفطار لكننا في أحيان أخرى نأكل العصيدة والزعتر." وتابعت "نال منا التعب والخوف. نتمنى بشدة أن نعود وأن نشعر ببعض الأمان قريبا."

ويواجه قطاع غزة أجواء كئيبة بالفعل في رمضان بسبب ارتفاع البطالة والفقر لكن الشهر تزامن مع معركة بين طائرات إسرائيلية تقصف القطاع ونشطاء حركة حماس الذين يطلقون صواريخ على إسرائيل. وقتل 180 فلسطينيا على الأقل في القتال وفشلت هدنة اقترحتها مصر. والمتاجر مغلقة الآن ويلزم الناس بيوتهم ينصتون لأزيز الصواريخ وانفجارات القنابل.

وغاب المصلون عن أداء الصلاة في المساجد بعدما دمرت إسرائيل مسجدا وتضرر 34 مسجدا آخر حسبما ذكر مركز الميزان لحقوق الإنسان. وقالت الجمعية إن حوالي 260 منزلا مدنيا دمرت وتضرر 1034 منزلا آخر. وقالت إسرائيل إن المسجد كان يستخدم لتخزين صواريخ وتقول إن هجماتها تستهدف فقط النشطاء وأسلحتهم وإنها تكافح لتجنب الخسائر البشرية بين المدنيين.

وعادة ما تحتفي حركة حماس التي تدير قطاع غزة بشهر رمضان بإقامة موائد الرحمن وتوزيع مقررات مالية على موظفي القطاع العام. لكن أعضاءها السياسيين اختفوا الآن في حين أصبح المقاتلون في صدارة المشهد مما جعل المزيد من الموظفين البسطاء يكدون للتعايش مع الأزمة. ومثل أغلب موظفي الحكومة الآخرين لم يتسلم الأطباء في عنبر علاج الصدمات في مستشفى الشفاء الرئيسي في غزة راتبا منذ ثلاثة أشهر وكانوا يحصلون على نصف راتبهم فقط على مدى أربعة أشهر سابقة بسبب أزمة نقدية في حكومة حماس والمشاحنات السياسية الفلسطينية الداخلية.

ورغم ذلك يعمل المسعفون في نوبات مدتها 24 ساعة يوما بعد يوم ويعالجون سيلا متدفقا من المرضى المخضبين بالدماء وقد بترت أطراف بعضهم. وهم يصومون النهار ويجلسون لتناول إفطار متواضع حين تسمح ظروف العمل. وقال الطبيب محمد بلعمي "الوجبة في المستشفى ليست عظيمة بالطبع لكن حين ترى وضع الناس تشعر بالامتنان لما لديك." وأضاف "نعرف أننا سنحصل على أجورنا في نهاية الأمر وأيضا على حقوقنا كدولة. في تلك الأثناء من الجيد أن تساعد الناس.. ويساعدني ذلك على نسيان الضغط النفسي والحالة المعنوية المتدنية التي أمر بها." بحسب رويترز.

وجلس محمد سلمي بجوار فراش ابن أخيه (14 عاما) الممدد بالمستشفى يتأوه ويتلوى بين الحين والآخر من شدة الألم وقد غطت جبيرة ذراعه وجزءا كبيرا من جانبه الأيسر. وقال عمه إن ضربة جوية أصابت حارة كان يلعب فيها مع مجموعة من الأولاد الآخرين. وأضاف "بالنسبة لنا.. فسد طعم رمضان. سيذكره دوما كأسوأ شهر في حياته."

الصومال

على صعيد متصل هدد الاسلاميون الصوماليون في حركة الشباب بتكثيف هجماتهم واعتداءاتهم في مقديشو خلال شهر رمضان. وقال شيخ علي محمد حسين المسؤول عن عمليات الشباب في مقديشو في تسجيل صوتي بثته اذاعة الاندلس للاسلاميين الصوماليين وموقع اسلامي ان "وتيرة الهجمات ستتكثف والانفجارات ستستمر وستبقى مقديشو خطا للجبهة اسوأ من اي وقت مضى". واضاف المسؤول في حركة الشباب "كل ما يتصل بعبادة الله خصوصا الجهاد سيكثف خلال شهر رمضان المبارك ولتحقيق هذه الغاية سيزيد المجاهدون ضرباتهم ضد العدو".

وفي رسالة متلفزة الى السكان بمناسبة حلول شهر رمضان اكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد ان الحكومة اتخذت كافة التدابير للتصدي لتهديد الشباب خلال الشهر المبارك. وقال "لقد وضعنا خطة تفاديا للعنف ونعلم بان الافراد الذين يمارسون العنف يريدون منع الناس من ممارسة شعائرهم لكننا سنتصدى لهم بالقوة ليؤدي السكان واجباتهم الدينية بسلام". وانتشر شرطة مجهزون ببنادق هجومية في الجادات الرئيسية في مقديشو يعمدون الى تفتيش السيارات.

وقال المتحدث باسم الشرطة قاسم احمد روبل "اتخذنا اجراءات عديدة لضمان الامن خلال شهر رمضان" خصوصا انشاء وحدة تدخل. واضاف ان شاطئ الليدو سيغلق خلال شهر رمضان امام الجمهور. واوضح "لا حاجة للتجمع في الليدو خلال رمضان. سيغلق الشاطئ خلال الشهر الفضيل". ورغم تطمينات السلطات اعرب سكان في المدينة عن قلقهم.

وقال حسن عثمان المقيم في حي وابري "نشر رجال شرطة للقيام بعمليات تفتيش امر جيد (...) لكن اعتقد ان الشباب سينجحون في ضرب مواقع اساسية خلال شهر رمضان لقد توعدوا بذلك وعادة ما يفون بوعودهم". وقال احمد يوسف من سكان الحي "اننا قلقون جدا (...) يريد الشباب تكثيف العنف خلال رمضان هذا ما يفعلون كل سنة".

والشباب الذين طردوا من مقديشو في 2011، فقدوا كل معاقلهم تقريبا في جنوب ووسط البلاد الواحد منها تلو الاخر، لكنهم ما زالوا يسيطرون على مناطق ريفية واسعة ويشنون حرب عصابات. ويستهدفون باستمرار المؤسسات الصومالية والقوة الافريقية التي تعد حوالي 22 الف رجل. وكثف الشباب الصوماليون اخيرا الهجمات ضد دول تشارك بقوات في قوة الاتحاد الافريقي التي تدعمها الامم المتحدة وتقاتلهم منذ 2007 في الصومال.

واستهدفوا خصوصا كينيا معلنين مسؤوليتهم عن المجزرة التي وقعت في مركز وست غيت التجاري في نيروبي في ايلول/سبتمبر 2013 (67 قتيلا على الاقل)، وعمليتين اسفرتا عن سقوط نحو ستين قتيلا على الساحل الكيني. وفي جيبوتي حيث اعلنوا مسؤوليتهم عن عملية انتحارية في ايار/مايو اسفرت عن سقوط قتيل.

الى جانب ذلك قتل متشددو حركة الشباب بالرصاص ثلاثة جنود صوماليين في العاصمة مقديشو وهو رابع هجوم تنفذه الحركة منذ بداية شهر رمضان الذي هدد الاسلاميون باستهدافه. وقال الشيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم الشؤون العسكرية لحركة الشباب ان مقاتلي الحركة نفذوا الهجوم في حي بجنوب مقديشو. وقال أبو مصعب "قتلنا بالرصاص تسعة من جنود الحكومة في مقديشو منذ بدء شهر رمضان. سنواصل ونكثف العملية". بحسب رويترز.

وقالت الحركة في السابق ان مسلحيها قتلوا بالرصاص ثلاثة أشخاص ي وقتلوا ثلاثة موظفين حكوميين آخرين في تفجيرين منفصلين. وصعدت الحكومة وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي الاجراءات الامنية في محاولة لمنع هجمات حركة الشباب خلال شهر رمضان. وتنفذ الحركة حملة منذ سبع سنوات لفرض تفسيرها للشريعة الاسلامية. وقال الشرطي نور جاماك ان مسلحي الشباب قتلوا بالرصاص ثلاثة جنود في الرأس وهم يتحدثون في الشارع.

شهر رمضان في آسيا

في السياق ذاته بدأ شهر الصوم في آسيا اسوة بمعظم الدول الاسلامية ومنها اندونيسيا حيث تهدد تنظيمات راديكالية بمهاجمة مقاه وحانات عرض مباريات كاس العالم باعتبارها "مدنسة" دون ان تؤثر على حماسة هواة كرة القدم. لكن في اندونيسيا اكبر بلد مسلم في العلم بعدد السكان (225 مليون مسلم من اصل 250 مليون نسمة) هددت الجماعات الاسلامية المتشددة بمهاجمة الحانات التي تبيع المشروبات الكحولية او تبقى مفتوحة حتى وقت متأخر من الليل خلال رمضان.

وكان زعيم جبهة المدافعين عن الاسلام في العاصمة جاكرتا سليم الاتاس اعلن ان جماعته "ستترصد كل نشاط يتنافى مع الاخلاق في رمضان". واضاف "اذا لم يفعل المكلفون الحفاظ على النظام العام شيئا ضد النشاطات اللااخلاقية، فسنبذل ما بوسعنا لوقف ذلك بوسائلنا الخاصة".

لكن هذا التهديد ليس له تأثير كبير له في هذا البلد المسلم المعتدل الذي تتمتع فيه كرة القدم بشعبية كبيرة. لذلك تدفق هواة ومشجعو كرة القدم على حانات جاكرتا التي اكتظت بالاندونيسيين والاجانب. وقد جلسوا يراقبون بحماس شاشات التلفزيون التي تبث مباريات كأس العالم 2014 في البرازيل، وقال اينتانيا برماتا الطالب البالغ من العمر 22 عاما والذي تابع المباراة بين البرازيل وتشيلي في مطعم اميركي جنوبي مكتظ "الصيام لا يؤثر على حماسي للمونديال". بحسب فرانس برس..

والحماس نفسه عبر عنه اينديكا سيتيادي بوترا (27 عاما) الذي رأى انه بقدر ما تقترب نهاية مباريات كأس العالم يتزايد عدد الذين تجذبهم المونديال خلال شهر رمضان. وكان مونديال 1982 الذي جرى في اسبانيا تزامن مع رمضان. واحتفل الكثير من الاندونيسيين بحلول رمضان مع عائلاتهم او شاركوا في الصلاة في جاكرتا حيث تدفق آلاف المصلين الى مسجد الاستقلال اكبر جامع في جنوب شرق آسيا.

دعوات لوقف الصراع

من جانب اخر دعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى وقف إطلاق النار وكافة الأعمال القتالية في سوريا خلال شهر رمضان، وناشد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي كافة الأطراف لوقف العمليات العسكرية تخفيفا للمعاناة ولإفساح المجال أمام عمل منظمات الإغاثة. ووجهت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي نداء مشتركا إلى وقف إطلاق النار وجميع أعمال العنف والقتال في سوريا خلال شهر رمضان.

وفي بيان ناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي "جميع الأطراف العسكرية المتحاربة في سوريا الإلتزام بالوقف الشامل لإطلاق النار وجميع أعمال العنف والقتال بكافة أشكالها، وذلك بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك". وذلك "حقنا لدماء السوريين وللتخفيف من معاناتهم القاسية ولإفساح المجال أمام منظمات الإغاثة للقيام بواجباتها وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمناطق المنكوبة في جميع الأراضي السورية" كما أضاف البيان.

وحثت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي "جميع الأطراف والقوى الإقليمية والدولية الفاعلة المعنية بمجريات الأزمة السورية إلى دعم هذا النداء المشترك وتضافر الجهود لحث الحكومة السورية وجميع الأطراف العسكرية المتحاربة على الإلتزام بإعلان هدنة والوقف الشامل لإطلاق النار وجميع العمليات العسكرية".

وبدأت الأزمة في سوريا في آذار/مارس 2001 بانتفاضة سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد قبل أن تتحول إلى نزاع مسلح أوقع أكثر من 162 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما دفعت الأزمة بأكثر من تسعة ملايين سوري إلى مغادرة منازلهم، أي حوالي نصف السكان، بحسب الأمم المتحدة. بحسب فرانس برس.

على صعيد متصل ناشد مفتي البوسنة والهرسك الحاج حسين كفازوفيش جميع المسلمين في العالم الى وقف الصراعات والاقتتال بينهم في شهر رمضان المبارك واستلهام هذا الشهر الفضيل في التوقف عن العنف واراقة الدماء. واكد المفتي البوسني كفازوفيش ان مناسبة شهر رمضان المبارك فرصة كبيرة ليتوقف المسلمون عن العنف والتوجه نحو العبادة وتصفية القلوب والاحقاد.

ودعا كفازوفيش الى ان يجتمع كل المسلمين على الصيام والقيام والتوجه الى العلي القدير بطلب الرحمة والمغفرة معتبرا ان من المحرمات ان يقاتل المسلم اخاه المسلم وخصوصا في شهر الصيام الذي فرضه الله سبحانه وتعالى على المسلمين جميعا متسائلا كيف لمسلم صائم ان يقتل اخاه المسلم الصائم الاخر.

واعتبر المفتي البوسني التي تعتبر بلاده اكبر تجمع اسلامي في منطقة شرق اوروبا ان شهر رمضان ليس فقط للامتناع عن الطعام والشراب بل للتقرب الى الله والى العباده والتضامن والتواصل بين المسلمين مشيرا الى ضرورة ان يقوم علماء وقادة الامة بفتح صفحة جديدة من العلاقات بين بعضهم وينسجوا ولو الحد الادنى من التسامح. لكن المفتي كفازوفيش عبر عن الامل في ان عوامل الخير اكثر من عوامل الشر وان المسلمين الطيبين اكثر من غيرهم مشيرا الى ثقته بنهوض الامة واستعادة عافيتها في المستقبل القريب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21/تموز/2014 - 22/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م