في العالم... مدن ذكية وأخرى أكثر جاذبية وغلاء

 

شبكة النبأ: تطوير المدن والاهتمام بها في ظل ما يشهده العالم من نمو اقتصادي وآفاق صناعية وعلمية متسارعة، بات من الامور الحثيثة لدى الكثير من الدول والحكومات خصوصا تلك التي تسعى الى تحقيق بعض الاهداف الاقتصادية المهمة، هذا بالإضافة الى تحسين سبل العيش وتوفير الراحة لسكان تلك المدن، خصوصا وان اغلب مدن العالم قد اصبحت اليوم وبسبب الاعتماد على بعض البحوث والدراسات الإحصائيات المعتمدة من بعض الجهات المتخصصة محط اهتمام وسائل الاعلام المختلفة، حيث أظهرت دراسة أن العاصمة البريطانية تصدرت للمرة الأولى مدن العالم من حيث الجاذبية الإجمالية في حين تراجعت باريس وراء لندن خمس درجات.

وصعدت لندن درجتين على مؤشر برايس ووترهاوس كوبرز لتطيح بنيويورك من المركز الأول. وتراجعت العاصمة الفرنسية - التي تتصارع مع منافستها على الجانب الآخر من القنال الانجليزي لجذب رأس المال والسياح - درجتين لتأتي في المركز السادس بين 30 مدينة عالمية.

وأفادت الدراسة السنوية التي تعتمد على دراسات لصندوق النقد الدولي وغيره من الهيئات الدولية بالإضافة الى دراسات يجريها برايس ووترهاوس كوبرز نفسه أن المدينتين تتحركان أيضا في اتجاهين عكسيين في فئة القوة الاقتصادية إذ ارتفعت لندن درجتين في حين تراجعت باريس درجتين. وجاءت نيويورك في المرتبة الثانية بين أكثر مدن العالم جاذبية وحلت سنغافورة في المركز الثالث تليها تورنتو ثم سان فرانسيسكو. وجاءت باريس في المركز الأول من حيث كونها "عاصمة الفكر والابداع".

أغلى 10 مدن

في السياق ذاته كشف تقرير "ميرسير العام 2014" عن اعتبار المدن الأفريقية والأوروبية والآسيوية من بين أغلى المدن للمغتربين بسبب تقلبات أسعار العملات وتأثير التضخم على السلع والخدمات. ويهدف المسح الذي أجرته "ميرسير" إلى مساعدة الشركات متعددة الجنسيات والحكومات من أجل تحديد بدلات التعويض لموظفيها المغتربين. ويغطي المسح 211 مدينة في خمس قارات، ويقيس التكلفة بناء على أسعار السكن والمواصلات والطعام والملابس والسلع المنزلية والترفيه.

واحتلت بيروت المرتبة 63 في اللائحة بوصفها أغلى مدينة في الشرق الأوسط بالنسبة للوافدين، ودبي في المرتبة 67، وأبو ظبي في المرتبة 68. أما مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، فاحتلت المرتبة 175، بوصفها المدينة الأرخص للعيش في الشرق الأوسط. وتجدر الإشارة، إلى أن كراتشي، احتلت المرتبة 211، أي المدينة الأقل كلفة في العالم بالنسبة إلى الأشخاص الوافدين إليها.

وفيما يلي، لائحة تتضمن أغلى 10 مدن في العالم: لواندا، أنغولا: وتعتبر لواندا من بين المدن الأكثر غلاء في العالم بالنسبة للأمريكيين للعام الثاني على التوالي. أما العيش بسلام في بلد عانى من الحرب الأهلية لفترة ثلاثين سنة، فيعتبر ثنا باهظا، خصوصاً للأشخاص الذين يبحثون عن شقق آمنة.

نجامينا، تشاد: وتعتبر العاصمة التشادية نجامينا، مدينة رخيصة نسبياً. لكن، تبوأت نجامينا قائمة "ميرسير" بسبب صعوبة الحصول على شقق آمنة نسبياً، فضلاً عن متطلبات الحياة الضرورية اليومية والتي يصعب العثور عليها من قبل المغتربين، أي البضائع التي يتم استيرادها.

هونغ كونغ: وتعتبر الإيجارات مرتفعة جداً في هذه المدينة، والتي تعد واحدة من بين الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم. وبالإضافة إلى الشقق الغالية الثمن، فإن العمالة الوافدة تعتبر مثقلة بكلفة المواد الغذائية المستوردة. ويذكر أن غالونا واحداً من الغاز تبلغ كلفته 8 دولارات.

سنغافورة: واعتبرت سنغافورة لوقت طويل واحدة من بين أغلى المدن في العالم. وتعتبر المدينة مركزا إقليميا للعديد من الشركات الكبيرة.

زيوريخ: ويعمل حوالي ربع سكان زيوريخ في البنوك، أو شركات الاستثمار. لذا، لا عجب أن يظن بعض الأشخاص أن المدينة مكلفة جدا. ويبلغ سعر وجبة همبرغر سريعة ما قيمته 15 دولاراً.

جنيف: ومن المعروف أن جنيف تعتبر وجهة للتسوق الدولي، بوجود علامات تجارية فاخرة تنتشر في جاداتها مثل "لويس فويتون،" و"شانيل،" و"هيرميس وكارتييه." وتبلغ كلفة حضور فيلم سينما في المدينة ما قيمته 42 دولاراً.

طوكيو: وتعتبر أشعار الشقق مرتفعة الثمن في طوكيو، ما يجعل المدينة مكلفة للغاية. وقد يبلغ سعر بنطال من الجينز ما قيمته 123 دولاراً.

برن، سويسرا: ويمكن للأشخاص الأمريكيين أن يدفعوا ما قيمته 14 دولاراً لقاء وجبة همبرغر في العاصمة السويسرية. بحسب CNN.

موسكو: ويسبب ارتفاع معدلات التضخم بجعل العاصمة الروسية مدينة مكلفة جداً بالنسبة للأمريكيين. ويبلغ سعر ليتر من الحليب ما قيمته 7 دولار، مقارنة بمتوسط السعر في مدينة نيويورك أي ما قيمته 1،19 دولار.

شنغهاي: وتعتبر واحدة من بين المدن الصينية الكبرى، إذ يبلغ عدد السكان حوالي 24 مليون نسمة. وتعتبر واحدة من بين أغلى مدن العالم بسبب تعزيز عملة اليوان.

لندن

على صعيد متصل فإذا وجدت أي حقيقة فيما يقوله المثل القديم، حول إن شوارع لندن غطيت بالذهب قديماً، فقد يعني الأمر ربما أنها غطيت بالأموال التي جردت من جيوب السياح. وليس مفاجئاً لأي شخص أن يرى أن ميزانيته تبخرت في غضون ثوان قليلة بعد خروجه من الفندق المرتفع الثمن، إذ صنفت العاصمة البريطانية بأنها أغلى وجهة سياحية على الإطلاق.

وقارن موقع السفر "تريب أدفايسير" الأسعار في 48 وجهة سياحية رائدة، للوصول إلى استنتاج مفاده أن لندن تفوقت على العاصمة النرويجية أوسلو باعتبارها عاصمة العالم للتفاخر والإنفاق غير المتعمد. ووفقا لمؤشر المدن الذي يقوم به الموقع سنوياً، احتلت سبع مدن أوروبية لائحة المدن العشر الأغلى في العالم. وفي المقابل، احتلت المدن الآسيوية غالبية المواقع ضمن لائحة المدن بأسعار معقولة، لقضاء الإجازات.

وأشار المؤشر إلى أن كلفة قضاء سهرة والإقامة ليلة واحدة في فندق من فئة أربع نجوم في لندن، تبلغ ما قيمته 523 دولاراً، أي أكثر من ثلاثة أضعاف كلفة الإجازة ذاتها في هانوي، والتي صنفت بأنها أفضل مدينة بأسعار معقولة للسياح. وذكر المؤشر أنه يجب تحذير المسافرين المتجهين إلى العاصمة الفرنسية باريس من إغراءات تناول الكثير من مشروبات الكوكتيل قبل تناول وجبة العشاء، إذ تشتهر المدينة الفرنسية بأنها المكان الأغلى لتناول مشروبات الكوكتيل في المساء.

وتعتبر مدينة نيويورك الأمريكية المكان الأغلى للفنادق باهظة الثمن، فيما كشف المؤشر أن العاصمة السويدية استوكهولم تعتبر المكان الأغلى لتناول وجبة طعام في المساء. ويذكر أن نيويورك تتصدر قائمة الفنادق الأكثر كلفة للسنة الثانية على التوالي، إذ تبلغ كلفة إمضاء ليلة في فندق من فئة أربع نجوم حوالي 365 دولار، أي أربعة أضعاف السعر في بانكوك. وتعتبر المدينة النرويجية أسلو الأغلى فيما يرتبط بسيارات التاكسي، إذ أن أي رحلة قصيرة في سيارة التاكسي تبلغ كلفتها على الأقل ما قيمته 57 دولاراً. بحسب CNN.

من جانب اخر سجل سوق العقارات في لندن رقما قياسيا مرتفعا جديدا مع بيع شقة سكنية غير مفروشة مقابل 140 مليون جنيه استرليني (237 مليون دولار). ومع تدفق اموال من اثرياء روس وصينيين ومن عرب الخليج اصبحت لندن واحدة من أغلى الاسواق العقارية على الكرة الارضية مما يثير مخاوف قبل انتخابات برلمانية في 2015 من ان ابناء العاصمة البريطانية قد لا يجدون لانفسهم مسكنا.

واشترى مواطن من اوروبا الشرقية شقة بنتهاوس في مجمع وان هايد بارك السكني الفاخر مقابل 140 مليون استرليني وهو مبلغ قياسي حسبما قال مصدر على دراية بالامر. والرقم القياسي السابق لثمن شقة سكنية في بريطانيا سجل قبل ثلاث سنوات عندما دفع الملياردير الاوكراني رينات اخيمتوف 136 مليون استرليني في شراء بنتهاوس وشقة في وان هايد بارك ليضمهما معا. وبلغت قيمة المبيعات حتى الان اكثر من ملياري دولار في المجمع السكني الذي يقوم على تطويره مشروع مشترك بين (سي بي سي جروب) وشركة ووترنايتس الخاصة المملوكة للقطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

ولندن هي المدينة التي تأوي أعلى نسبة من أثرياء الأرض، حيث يقيم فيها وحدها 72 مليارديرا، هذا وفق ما جاء في دراسة نشرتها صحيفة "صنداي تايمز". وجاء في دراسة نشرتها صحيفة "صنداي تايمز" أن العاصمة البريطانية، لندن تحتضن أعلى عدد من مليارديرات هذا العالم. وتقول الدراسة إن العاصمة البريطانية تحتضن 72 من أصل 104 مليارديرا يقيمون في البلاد، تليها موسكو حيث يقيم 48 مليارديرا، ثم نيويورك مع 43 مليارديرا. وتضيف الصحيفة، أن مدينة سان فرنسيسكو تأوي 42 مليارديرا في حين يقيم 38 ثريا في لوس أنجلوس و34 في هونغ كونغ. ويبلغ حجم الثروة التي يملكها المليارديرات الذين يقيمون في بريطانيا حوالي 368،75 مليار يورو.

المدن الذكية

على صعيد متصل بدأ مفهوم المدن الذكية، يتردد على مسامعنا أكثر من أي وقت مضى، بعدما اعتادت آذاننا على عبارات مثل الهاتف الذكي، والتلفزيون الذكي، والسيارة الذكية، والمنزل الذكي. ويبدو أن "الذكاء" أصبح بحجم كرة كبيرة تتدحرج لتضم مدناً بكاملها في عصر باتت فيه تقنية المعلومات

والاتصالات ركن أساسي في حياتنا اليومية. ولكن ما هو مفهوم المدن الذكية، وما هي خصائصها؟ وكيف تتم تلبية خدمات السكان؟ وفي أي بقعة في العالم، بدأت هذه المدن تزدهر؟ وهل من الممكن أن يعيش كل البشر في مدن ذكية في المستقبل؟ وما الهدف منها ومتطلبات وجودها؟ وهل تعتبر المدن الذكية مكان فاخر لبعض المواطنين، أو مكان مفتوح لجميع السكان؟

وتعتبر المدن الذكية بمثابة نموذج عن التطور في حياتنا الحضرية فضلاً عن ابتكار بيئة تكنولوجية توفر الإتصالات السلكية واللاسلكية وتطوير استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، والخدمات المبتكرة.

ويمكن لسكان المدن الذكية الوصول إلى أي تطبيق، والتحكم بوظائف متعددة بلمسة زر. وتعرف المدينة الذكية بأنها مدينة رقمية، أو إيكولوجية، إذ تعتمد خدماتها على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل أنظمة مرور ذكية تدار آلياً، وخدمات إدارة الأمن المتطورة، وأنظمة تسيير المباني، واستخدام التشغيل الآلي في المكاتب والمنازل، واستخدام عدادات للفوترة والتقارير.

وفي هذا السياق، قالت مديرة قسم تطوير الأعمال في شركة "أريكسون" لخدمات تكنولوجية الإتصالات أندريا بيتي إنه "ليس هناك تعريف واحد للمدينة الذكية. وتتأثر المدن الذكية بنفوذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لحل المشاكل الحضرية الأساسية مثل المياه والطاقة والسلامة والنقل،" مضيفة أن "تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعتبر مكون أساسي لتسريع الحياة الحضرية، وآداة لتمكين الحلول المبتكرة لقضايا مرتبطة باتجاهات التحضر، والتي ستجلب المزيد من البشر للعيش في المدن الكبيرة في المستقبل."

وأشارت بيتي إلى أن "أهداف المدن الذكية يمكن تصنيفها تبعاً لثلاث فئات: زيادة الاستدامة، وتحسين حياة المواطن، والنمو الاقتصادي، أي ما نسميه في إريكسون خط القاع الثلاثي،" موضحة أن "هناك ضرورة في بلورة رؤية واضحة للأهداف، لنجاح مبادرة المدن الذكية، فضلاً عن وجود معايير قياس صلبة لتتبع التقدم المحرز مقابل الأهداف." وأكدت بيتي: "نحن في إريكسون نعمد إلى قياس نضوج شبكة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلدان والمدن الرئيسية في جميع أنحاء العالم من أجل تعقب تحديد موقعها النسبي ومسار تقدمها على طول مسار نمو هذه التكنولوجيا."

أما الرؤية فيجب أن تكون واضحة لجميع أصحاب المصلحة، وتتلاءم مع صناعات رئيسية مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ووسائل النقل، والمياه، والكهرباء والسلامة العامة. ولكن ما هو تأثير المدن الذكية على البيئة، والمياه، والكهرباء، والطاقة؟ ويؤدي استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى ايجاد حلول مبتكرة لقضايا مثل الاستدامة الحضرية والمياه والكهرباء والنقل.

وقالت بيتي إنه "يمكن لوسائل النقل المتعددة الوسائط خفض وقت تنقل المواطن من خلال السماح له بالتخطيط مقدماً لرحلته والوصول إلى الوجهة النهائية بكفاءة، ما سيزيد من استخدام وسائل النقل العام والحد من استخدام السيارات وانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون." وينطبق الأمر ذاته، على إدارة حلول الطاقة للعملاء، والتي تتيح لمزودي الطاقة لإدارة الطلب على الطاقة والاستثمارات في محطات توليد الطاقة.

وأوضحت بيتي رداً على سؤال حول الأمور المطلوب تنفيذها من قبل الحكومات والمواطنين، أن "وكالات حكومية مختلفة يجب أن تكون قادرة على رسم استراتيجيتها بطريقة مستقلة عن بعضها البعض وتتلاقى في الوقت ذاته، مع الرؤية المحددة مسبقا للمدينة الذكية، من خلال نموذج المعاملات الاتحادية حيث المواطن وأصحاب المصلحة ينفذون المعاملات ذات الصلة."

وفي هذا الإطار، يشكل المواطنون الجزء المركزي في المدينة الذكية، إذ أنهم الفئة الأكثر استفادة. ويعتبر إشراك المواطنين بمثابة المفتاح في أي نقطة اتصال مختلفة. أما الخدمات وتبني المبادرات فستعمد إلى إحداث فرق بين النجاح وفشل مفهوم المدن الذكية. أما الأمر الذي يلفت النظر فيتمثل، بازدهار المدن الذكية في دول مجلس التعاون الخليجي. وهنا، يطرح سؤال ملح: ما هي المدن المرشحة أن تصبح ذكية في العالم العربي؟

وقالت بيتي إن "ما يجعل المدينة الذكية ليست مجموعة من المبادرات المستقلة ولكن بدلا من ذلك، مقاربة شمولية متكاملة، والتي يتم تطبيقها عبر وكالات صناعية وحكومية مختلفة،" مضيفة: "أرى قليلاً فقط من المدن تبدأ بهذه الرحلة، ولكن ما زلنا بحاجة إلى عدة سنوات حتى يتم تطبيق هذا النموذج في العالم الحقيقي." أما المدن التي تنمو باضطراد مثل أبو ظبي والدوحة ودبي فهي من المتوقع أن تتقدم بطريقة أسرع على هذا المسار، إذ أن بنيتها التحتية هي الأحدث نسبياً، فضلاً عن العديد من التطورات في مجالات البيئة الخضراء.

وفي المقابل، قد تبدو المدن الكبرى مثل القاهرة وإسطنبول تواجه صعوبة أكبر في تبني مصطلح المدن الذكية، لأن البنى التحتية والمنظمات الراسخة منذ زمن بعيد تتطلب نظام تحديث بدلاً من اتباع نهج بناء فقط." ولكن، متى يتبنى العالم أجمعه مفهوم المدينة الذكية؟ قد يحتاج الأمر إلى اعتماد مقاربة التكيف. وأكدت بيتي أن "الأمر يتطلب اعتماد تدريجي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأداة تمكينية لمعالجة التحديات الحضرية بأساليب جديدة في المدن الكبيرة، ولكن هذا سيتطلب إتاحة بنية تحتية للاتصالات التي يمكن الاعتماد عليها."

ويبقى أن العوامل التي يمكن أن تساهم في زيادة عدد المدن الذكية، ترتبط بالتحديات الحضرية، ومحدودية الموارد الإقتصادية، بالإضافة إلى نضوج شبكة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. واعتباراً من وقتنا الحالي، فإن مفهوم المدينة الذكية والأمثلة الحية أصبحت متاحة للأشخاص القيمين على المدن وأصحاب المصلحة كمنصة جديدة لإشراك المواطنين. أما تبني ذلك، فسيحصل تدريجيا مع نضوج شبكة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. بحسب CNN.

ولفتت بيتي إلى أن "ما نحتاجه هو بنية تحتية للاتصالات موثوق بها، فضلاً عن أهمية النظر إلى الإستثمارات من جهة، والمكاسب في الكفاءة من جهة أخرى، وتوفير توليد الطاقة، واستخدام المياه، وانبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون، وتدفق رأس المال نتيجة للنمو الاقتصادي. ورداً على سؤال حول تصنيف المدن الذكية كمكان فاخر لبعض المواطنين أو مكان مفتوح لجميع الناس، أكدت بيتي أن "المدن الذكية تعتبر بمثابة تجربة، والمكان الأمثل للجميع أي المواطنين والسياح ورجال الأعمال."

لوس أنجلوس

من جانب اخر ورغم أن مدينة لوس أنجلوس الأمريكية أصبحت مشهورة بفضل أمور كثيرة على مر السنين ومن بينها منطقة هوليوود الفاخرة وجوائز الأوسكار، إلا أن المعيشة في وسط المدينة لم تكن واحدة من تلك الميزات حتى الفترة الأخيرة. ولكن، هل يتمكن النجوم الكبار الذين يظهرون على الشاشة الفضية، من مقاومة إغراء العيش في القصور في ضواحي بيل إير وبيفرلي هيلز؟، وحالياً، تهدف مجموعة من المشاريع التطويرية الجديدة في المدينة إلى تغيير كل ذلك. ويتم العمل على ما لا يقل عن نصف دزينة من المشاريع العقارية الكبرى في مناطق وسط المدينة في لوس أنجلوس.

وستعمد واحدة من أكبر شركات المشاريع العمرانية "ماك أوربان" إلى تحويل مجموعة من مواقف السيارات في منطقة ساوث بارك في المدينة إلى 1500 وحدة سكنية جديدة. وقال المدير التنفيذي في "ماك أوربان" بول كيلير: "نتوقع أن تتطلب مشاريع البناء بين ثماني إلى عشر سنوات، ما يعتبر استثماراً لخطط التنمية على المدى الطويل." وتهدف الشركة إلى استثمار حوالي 750 مليون دولار في منطقة "ساوث بارك"، بسبب قربها الجغرافي من مجمع "لوس أنجلوس لايف" والذي يتضمن مركز "ستابلز سنتر"، ومسرح نوكيا، والعديد من الفنادق والمطاعم والحانات . وتأمل "ماك أوربان" أن هذا المشروع، سيجذب الزبائن الذين يتطلعون إلى العيش والعمل والتسلية في المنطقة ذاتها.

وأوضح كيلر، في إشارة إلى مركز "ستابلز سنتر" أن ما يقود مشاريع الاستثمار والتنمية في منطقة ساوث بارك يتمثل باستمرارية الإستثمارات الضخمة، التي شجعتها مجموعة "أي إي جي" مع تطوير الساحة في وسط المدينة." ومن المتوقع، أن تشهد منطقة ساوث بارك مشاريع تمتد على 300 ألف متر مربع، من المباني السكنية التي سيتم ترويجها على شبكة الإنترنت بحلول العام 2020. بحسب CNN.

وأشارت شركة العقارات التجارية "جي أل أل" إلى أن "مبيعات الأراضي في المنطقة يبلغ سعرها حوالي 500 دولار للمتر المربع الواحد، أي أكثر من ضعف ما كان عليه المعدل قبل خمس سنوات فقط ." ويولي المستثمرون الدوليون مثل "مجموعة غرينلاند" اهتماماً وثيقا بهذه الأرقام. وقد أنفقت إحدى شركة الاستثمارات العقارية الصينية بالفعل أكثر من 140 مليون دولار على شراء موقف للسيارات تبلغ مساحته 2.5 فدان، إذ تخطط لتحويله إلى مشروع عمارات ضخمة تسمى متروبوليس. وتتوقع "غرينلاند" إنفاق حوالي مليار دولار على بناء متروبوليس، ما سيجعل من وسط المدينة بالإضافة إلى مشاريع عمرانية أخرى، قبلة لنجوم الأفلام الأثرياء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/تموز/2014 - 17/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م