في فيتنام.. الخسارة في كأس العالم لعبة مختلفة تماما

 

شبكة النبأ: يجلس دوان مينه توان وحيدا في ركن بحانة في العاصمة الفيتنامية هانوي.. يدفن رأسه بين يديه وهو يتابع ركلة الترجيح التي صعدت بهولندا للدور قبل النهائي في كأس العالم، حزنه ليس على انهيار حلم كوستاريكا في البطولة لكن توان البالغ من العمر 32 عاما مدمن مراهنات وتكبد لتوه خسارة مؤلمة. بحسب رويترز.

وقال توان الذي أشار إلى 250 ألف دونج (12 دولارا) موضوعة على الطاولة أمامه "لقد بعت كل شيء في منزلي.. التلفزيون والدراجة البخارية والثلاجة والآن خسرت المنزل نفسه. لم يعد لدي شيء الآن"، وأضاف "راهنت على جميع المباريات منذ انطلاق كأس العالم. اللعنة على حياتي.. أخسر دائما. لقد حصلوا على منزلي هذا المساء واضطرت زوجتي لحمل طفلتنا إلى منزل أمها. لم يعد لدي ما أخسره الآن وسأنام الليلة في الشارع".

وحالة توان ليست سوى قمة جبل الجليد في بلد يتفشى فيه داء المراهنات غير المشروعة، واشتهرت فيتنام بالمراهنات بكل أشكالها: من لعب البطاقات إلى اليانصيب أو القمار عبر الانترنت وقتال الديكة في الشارع. وتقتصر المراهنات المشروعة على اليانصيب الرسمي وسباقات الكلاب والجياد في بعض المناطق، لكن كرة القدم هي محبوبة الكل خاصة حين يأتي كأس العالم.

وتتراوح قيم المراهنة من دولار واحد بين الأصدقاء إلى مئات الآلاف لكن الخسائر يمكن أن تعني الاستحواذ على ممتلكات من سماعات الأذن إلى الدراجات النارية والساعات والمجوهرات في حالة الفشل في سداد قيمة الرهان.

وفي بعض الحالات الصارخة ينتهي الأمر بالبعض لقتل نفسه إذ أوردت وسائل إعلام بأنه وقعت ثلاث حالات انتحار تتعلق بكأس العالم إحداها لرجل تجرع السم بعد فوز إيطاليا 2-1 على انجلترا في الرابع عشر من يونيو حزيران الماضي.

ولا يوجد تقدير رسمي لقيمة المراهنات البعيدة عن أعين الدولة في فيتنام لكن يعتقد أن الرقم الحقيقي ضخم. ولا يعرف حجم الشبكات التي تديرها عادة عصابات المافيا، ومع توقعات بزيادة المراهنات في بلد يعشق أهله المراهنة على مباريات الدوري الاوروبية تشدد السلطات الرقابة أثناء كأس العالم وحتى الآن شنت حملات على عصابات جمعت خلالها 6.3 تريليون دونج (307 ملايين دولار) منذ انطلاق البطولة في الثاني عشر من يونيو حزيران، لكنه صراع محموم للقضاء على ممارسة متجذرة في المجتمع ويبدو من يدير أعمال المراهنات متفوقين دائما بخطوة على السلطة. وأضافت الانترنت صعوبة للشرطة حيث تستخدمها العصابات في إدارة عملها في الشارع من خلال مواقع تدار من الخارج. بحسب رويترز.

وقال مسؤول مطلع على عمليات المداهمات طلب عدم ذكر اسمه "بعد بضع غارات خلال السنوات الماضية غير المشرفون على المراهنات طرقهم.. لقد أصبحوا أكثر تعقيدا"، وتتجاوز المشكلة خطورة الأفراد وتلام شبكات المراهنات تحت الأرض على مشكلة التلاعب في نتائج المباريات وهي مشكلة مزمنة تسببت في اعتقال عشرات اللاعبين. ومنع مدرب للمنتخب الوطني لاعبيه منع استخدام هواتف محمولة أثناء البطولات لتجنب سقوطهم في براثن المراهنين، كما ضغط المشرفون على كرة القدم باتجاه تقنين المراهنات في الرياضة للقضاء على مشكلة التلاعب في النتائج والتصدي للجريمة وزيادة إيرادات الضرائب وطرحت وضع سقف قدره مليون دونج (نحو 50 دولارا) للمراهنات لكن وبعد 14 عاما لم يذهب بهم ذلك لشيء، والأمر بالغ الحساسية في فيتنام التي لا يزال حكامها الشيوعيون يلتزمون النهج المحافظ ويعتبرون في المراهنة شرا اجتماعيا يثير الفوضى ويدمر الأسر.

والجانب المضي الوحيد في مشكلة المراهنات بفيتنام هي اعتقاد بعض أصحاب الأعمال في هانوي بأن الأمر قد تراجع بعض الشيء. وتقول محلات الرهن وتجار الدراجات البخارية المستعملة - وهؤلاء عادة هم مصدر الحصول على مال سريع لسداد ديون المراهنات - إنهم لم يعملوا بنفس الانشغال أثناء كأس العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/تموز/2014 - 16/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م