ماذا تشاهد في شهر رمضان؟

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: جميع الفضائيات العربية، وكدأبها في كل عام تقدم عددا من المواد والبرامج، التي تعتقدها جاذبة لاذواق المشاهدين، وهي في استهدافها لهذه الاذواق تريد ان تحقق نسب مشاهدة عالية، وبالتالي ينعكس هذا على فقراتها الاعلانية وجذب المعلنين اليها، من خلال تلك البرامج.

تحتل المسلسلات الرمضانية جانبا مهما من اجندة الفضائيات البرامجية، وتحظى بمتابعة كبيرة من الجمهور تبعا لمواضيعها، والتي تتراوح بين التاريخي، والسياسي، والاجتماعي، اضافة الى امكانية اشتمالها على تلك العناصر جميعها.

كاتب السطور، ليس بصديق لشاشة التلفزيون، ليس في رمضان المبارك وحده، بل في جميع الشهور، الا اللهم من بعض التقارير التلفزيونية، والتي اتابعها عن طريق الصدفة.

شاشة الكومبيوتر، وبعض الكتب التي لم يتسن لي قراءتها في اوقات سابقة، هي مدار مشاهدتي ومتابعتي وقراءتي.

رمضان هذا العام، ترافق مع حدث كروي عالمي هو بطولة كاس العالم، والذي بدأ نصفه الاول قبل الشهر الفضيل، واختتم فعالياته في نصفه الثاني خلال الايام العشر الأولى منه، وهو ما فرض تغييرا في اوقات المتابعة بالنسبة للكثيرين رجالا ونساءا، وتغييرا في عادات المشاهدة، بغض النظر عن حجم المتابعة او الاهتمام.

كيف دخلت النساء الى خط المتابعة لهذه الفعالية الكروية؟

انها مواقع التواصل الاجتماعي، وصور المشجعين والمشجعات التي يتم تناقلها من خلال المتفاعلين عبر هذه المواقع. ولم تعد كرة القدم والاهتمام بها كما يرى الكثيرون من الخبراء لعبة ذات هوية ذكورية فقط، انها وفي هذه البطولة قد غيرت من (جندريتها) واصبحت لها متابعات ومشجعات نسويات.

حدث اخر يحظى باهتمام الكثيرين من الناس، عراقيا على الاقل، وهو داعش وكل ما يتعلق بها من (الدعشنة والدواعش والتدعيش)، وهو ايضا شكل تغييرا في عادات المتابعة والمشاهدة التلفزيونية، اضافة الى مايحمله هذا الحدث من بعض التاثيرات النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية.

في هذا الاستطلاع توجهت الى عدد من الكتاب والمثقفين حول مشاهداتهم التلفزيونية في هذا الشهر وما الذي يفضلون متابعته وهل يعد التلفزيون هو الفسحة الوحيدة للمتابعة وقضاء الساعات الطويلة امامه داخل المنزل، ام ان هناك اهتمامات اخرى خاصة مع انقطاع الكثيرين عن الذهاب الى جامعاتهم خلال الشهر الكريم؟.

تنوعت الاجوبة وتعددت، تبعا لاهتمامات المستطلع اراؤهم.

القاص والروائي حسين عبيد، وهو يقترب من عقده السادس، لايجد فيما تقدمه الشاشة الصغيرة على اختلاف اطباقها الرمضانية من البرامج والمسلسلات حافزا لتغيير ماتعود عليه طيلة العام، فهو يبقى وفيا لادوات تواصله مع العالم ومع الاخرين عبر الانترنت ومتابعة جميع الاحداث من خلاله، وخاصة الحدث الداعشي وتاثيراته السياسية والامنية على العراق.

اضافة الى ذلك، فهو ايضا وفيّ لتقاليد القراءة التي يستمر عليها خلال هذا الشهر، مما توفره له فرصة التفرغ الكامل في منزله لقراءة الكثير من الاعمال الروائية والقصص لكتاب عرب واجانب، مع بعض التنويعات القرائية الاخرى.

ولا ينسى ان يضيف حسين عبيد الى برنامجه، وهو الطاريء لهذا الشهر، مباريات كاس العالم، حيث شاهد قسما منها وهو الذي يشجع الفريق الالماني دون الفرق الاخرى، لما يراه من ثقافة اجتماعية تختفي خلف كل هذا التنظيم والدقة والقوة لدى اللاعبين، والتي تنعكس على ادائهم فوق ارض الملعب.

الدكتور علي محمد ياسين، استاذ النقد الادبي في جامعة كربلاء، لا تختلف إجابته كثيرا، فهو ايضا لا يتعاطى مع الشاشة الصغيرة بكثرة، الا بمقدار متابعة بعض القنوات الاخبارية والتي يعتقد برصانتها، امام الغث الكثير والخطابات المؤدلجة لعدد من الفضائيات.

مع الاهتمام الطاريء لمباريات كأس العالم، وخاصة للفريق الهولندي والالماني اللذان يشجعهما، وهو يعتقد ان الفرق الاوربية بطريقة لعبها المنظمة بدقة، تعكس ثقافة اجتماعية رفيعة، مثل الدقة والانضباط والتنظيم.

الانترنت ياخذ حصة كبيرة من اهتمام علي ياسين، وهو يستفيد منه في الاطلاع على الكثير مما يكون قد فاته خلال الاشهر السابقة، ولو انها عملية صعبة ان تتابع كل ماتريده في هذا البحر الواسع.

مرتضى معاش، رئيس مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، وكعادته قبل شهر رمضان المبارك، لا يغير برنامج متابعاته ومشاهداته، فقناة (البي بي سي) العربية هي وجهته لمتابعة الاخبار اولا بأول، ولا يعني هذا ان يثق بكل ما تقدمه تلك القناة، فهي لديها خطاب مراوغ ومخاتل، وتعرف كيف تدس السم بالعسل، على حد تعبيره، ويتساءل كثيرا حول مايختفي خلف برامج تلك القناة ومن يخطط لها بهذه الحرفية العالية.

مباريات كاس العالم لم تستاثر باهتمام معاش، فوقته موزع بالكامل على شبكة النبأ، وتحديث موادها اليومية، ولا فسحة للطارئ او الهامشي لديه.

محمد مصطفى مدير العلاقات العامة لمؤسسة النبأ، لم يغير كثيرا ما تعود عليه طيلة شهور السنة، وهو متابعة الفيس بوك رغم الحظر المفروض عليه، فهو قد اعتاد على اختراق هذا الحظر عبر برامج معينة والتواصل مع اصدقائه في مختلف المناطق من العراق.

وهو من خلال هذه المتابعة يرصد تفاعل من يتواصل معهم حول الاحداث السياسية والامنية والتي على رأسها داعش وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

اضافة الى متابعة بعض مباريات الحدث الكروي العالمي، وهو ايضا مشجع للفريق الالماني لما يتمتع به من سمعة كروية عالية، وما قدمه من اداء رفيع المستوى في جميع مبارياته في البطولة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/تموز/2014 - 16/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م