الحرب المفتوحة مع الإرهاب

زاهر الزبيدي

 

في الساعة الحادية عشرة من صباح هذا اليوم داهمت مجموعة إرهابية كلية الأمام الكاظم في مدينة الشعب وقتلت الحرس الجامعي في بوابة الكلية والأخبار عن دخول إرهابيين الى داخل الحرم الجامعي مع أحزمتهم الناسفة.. الحرم الذي أستبيح الآن من قبل من أقذر إرهابيي العالم وابشعهم صفة، وفي ظل الصراع السياسي المحموم بين الكتل السياسية للوثوب الى الإنتخابات التشريعية الجديدة وفي ظل تراخ واضح لسيطرة الدولة على كافة مفاصل الوطن؛ يبدأ الإرهاب بفتح جبهات عديدة لحربه على وطننا أملاً في الحصول على فرص محدودة لإعادة تنظيم نفسه أو لوصول تعزيزات مختلفة تساعده في تدعيم سيطرته على الأرض التي يتناوب، في بعض الأحيان، السيطرة عليها مع القوات الأمنية ومن تلك الجبهات ماهو غير متوقع البتة إلا من خلال المقالات الإفتراضية التي يكتبها البعض..

 نرى أننا اليوم أمام حرب مفتوحة مع الإرهاب لا تستثن شيء أبداً وكل مايقع بيد الإرهاب ممكن أن يتم إستخدامه اليوم في حربه الإستنزافية مع الحكومة كان أخرها قطعه مياه نهر الفرات عن بعض المحافظات وتسببه في إغراق مساحات من أرض مدينة الفلوجة سبقها بحرب على الجسور التي تربط المدينة ومحافظة الأنبار مع العراق من خلال تدمير مايقارب الـ 20 جسراً منها.

وحتى مساء الخميس بعد السيطرة على البقعة النفطية التي تسببها كسر في أحد صمامات النفط في كركوك في إنسيابها في نهر دجلة وبسبب قيام البعض بإحراق البقية على أمل الخلاص منها؛ إندلع حريق كثيف غطى بعضاً من مدينة تكريت وإصابة بعض المواطنين بإختناق، سبق ذلك توقعات برلمان بإمكانية إستهداف نهر دجلة من قبل التنظيمات الإرهابية وتلويثه وقبلها كانت الحرائق التي تشعل في أهم مناطق بغداد كان أخرها حريق سوق الصابون في الشورجة الذي أندلع في نهار الخميس الماضي وما سبقه من حريق كبير في ذات المكان.

أنها حرب مفتوحة يخوضها العراقيون بدمائهم بحثاً عن الأمل المفقود بالإستقرار الكامل في وطنهم وهم على يقين تام بأن لم تعد لهم أذية على أحد وهم كشعب ليست لهم أية مسؤولية أمام ما قامت به الحكومات السابقة من حروب وإنتهاكات صارخة بحق الدول الشقيقة.

ارى إن الحرب لازالت مشتعلة وتنذر بسوء كبير تتناقله وسائل الإعلام الفضائية بتلذذ كبير ـ ونشير بذلك الى القنوات الفضائية التي تؤجج الصراع من خلال إيهامها الأخرين بأن الحكومة الحالية "المستبدة" " الديكتاتورية" تريد إثارة الطائفية وتريد ذبح مكون ما من خلال حربها على الإرهاب.

تلك القنوات الفضائية التي تتبع كتل معينة توهم ناخبيها بإنهم هدف للقوات الحكومية أملاً في حصولها على مكاسب إنتخابية من ذلك وهي تعلم علم اليقين بأن الخاسر الأخير من الحروب الطائفية الملعونة هو الشعب المظلوم بل هو الخاسر الأكبر فيها.

لا نعلم كيف ستتمكن الكتل الفائزة من محاربة الإرهاب؟ هل ستهادنه على حساب ضحايا الشعب؟ والسماح له بالبقاء وبناء دولته اللاإسلامية.. أم تدفع له الجزية وتخلص دماء حكومتها والشعب منه أم تقاتله.. وكيف ستقاتله وهم متمترس خلف أجساد اخواننا في مدن الغربية وما أن تطلق طلقة واحدة حتى تصيب صدر أخ لنا بالدين والدم شاءت الظروف أن يستعبده الغريب وهو في وطنه من المفترض أن يكون عزيزاً أبيا.

الحرب المفتوحة تلك لها حسابات خاصة بالمواجهة تتعدى صنوف السلاح وآلياته وتتعدى كل ستراتيجيات المواجهة العسكرية المعروفة أنها تتمحور في القابلية الكبيرة على قواتنا المسلحة بكافة صنوفها لتتدارك نقاط الضعف لديها بأسرع وقت وأن تضرب بقسوة محسوبة التقدير وأن تعزل المتخاذلون من رجالها ممن لم يؤدوا الأمانة كما يجب وفي أعناقهم أرواح كل العراقيين بكافة طوائفهم وأن يتجاوزوا التخلف المقيت الذي يعشعش في عقولهم عندما يتركوا الغفلة القاتلة الذي تفسح المجال أمام من تسول له نفسه العبث بأرواحنا وأبناءنا وأطفالنا ممن يحولون شق طريق مستقبلهم وسط ألغام الإرهاب وتخلف من يواجهه.

لأكثر من مرة تعرضت تلك الكلية الى التهديدات الأمنية.. كان الأحرى بحماة أرواح أبناءها أن يكونوا على قدر المسؤولية ويتفوقوا على حجم التهديدات الكبيرة وفي رقابهم أمانة أرواح العشرات من أبنائنا الطلبة.. أنها الحرب المفتوحة التي تفتح معها كل سبل المواجهة والكل اليوم أن يدخل في إنذار يفوق الألوان ويتعداه لكي لا يصبح بلون دمنا المهدور.. حفظ الله العراق وشعبه.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21/نيسان/2014 - 19/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م