واشنطن عين على دمشق... غياب استراتيجي ام تغيب تكتيكي؟

 

شبكة النبأ: الازمة السورية ومنذ اندلاعها، أحدثت شرخاً واضحاً في وجهات النظر وطريقة تعاطي المجتمع الدولي مع احداثها، وقد زاد من تعقيد القضية الخلافات التي دبت بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها التقليديين في منطقة الشرق الأوسط، إضافة الى الخلاف الواضح بين ساسة وقادة الولايات المتحدة نفسها، الامر الذي انعكس سلباً على ايه تفاهمات او حلول دبلوماسية مقترحة.

ففي الوقت الذي عول فيه أوباما وادارته على المفاوضات التي عقدت في جنيف بين المعارضة والنظام، وبحضور الدول الداعمة للطرفين، باستثناء إيران، كان هناك أطراف أخرى ترفض اللجوء الى هكذا مفاوضات وتدفع باتجاه الحلول العسكرية لإنهاء الازمة بالطرق الحربية.

وقد أدى هذا الصراع بين مختلف الأطراف، مع عدم تبلور مقترح يتفق عليه الجميع، الى تدهور الوضع الإنساني في سوريا، إضافة الى تنامي قوة المجاميع المتطرفة وتمكنها من السيطرة على مساحات كبيرة في سوريا.

يذكر ان الطريق الدبلوماسي اخذ بالتضاؤل، وسط اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بالإسهام في افشال هذه المفاوضات، سيما وان المعارك التي تجري في سوريا قد اشتدت وتيرتها مؤخراً، من اجل اثبات الوجود، او دفع الطرف الاخر الى الاعتراف بواقع الحال، فيما تغيب الولايات المتحدة الامريكية عن المشهد العام، مع امتناعها عن القيام بخطوات تسهم في وضع حد لسيناريو الازمة السورية، كما يشير المحليين.  

حيث يرى اغلب المحللين بان أجندة ومصالح واشطن أهم من استقرار سوريا على المدى البعيد، وربما تشكل الزيارة وجها سياسيا جديدا لأمريكا بروح برغماتية، خصوصا ان اهتمامات الولايات المتحدة وتوجهاتها في السياسة الخارجية ستتجه الى القارة الآسيوية بدلا من منطقة الشرق الاوسط التي يخسر فيها اوباما استثمارات سياسية كبيرة، وعليه تظهر المؤشرات آنفة الذكر بأن سياسة الولايات الخارجية في الوقت الراهن ستكون ذات طابع متوازن سياسيا في المرحلة المقبلة،

لذا يعزو معظم المحللين أن سياسية النأي بالنفس لأمريكا جاءت لأنها لا ترغب أيضا في القيام بأي تحرك يزيد من الازمة في سوريا، فهي لا تريد التسرع في الحكم على احداث سوريا الاخيرة وأنها ما زالت تفضل مسك العصا من المنتصف والتعامل مع هذا الحدث بأكثر واقعية وابعد عن الشعارات خلال المرحلة القادمة، حفاظا على مصالحها الإستراتجية الأهم في الشرق الأوسط مما يساعدها على التعامل مع التطورات المتلاحقة الجديدة على الأصعدة كافة.

سياسية أوباما

فقد انتقد مشرعون أمريكيون طريقة تعامل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الحرب في سوريا وطالبوا برد أمريكي أقوى على الصراع وتحسين سبل اطلاع الكونجرس على خطط البيت الأبيض في هذا الصدد، وأعرب السناتور الديمقراطي روبرت منينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ عن خيبة أمل شديدة بعدما رفضت آن باترسون مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى الإجابة على سؤال عن الاستراتيجية في محفل عام.

وقال منينديز خلال جلسة استماع للجنة "لدي مشكلة مع إجابة عامة على سؤال عام إذ لا يمكن أن أصدق أن ذلك سري"، وأبرزت مناقشات ساخنة خلال استجواب باترسون وتوم كانتريمان وهو مساعد آخر لوزير الخارجية الانقسام العميق بشأن السياسة الخارجية بين الكونجرس سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين وإدارة أوباما.

جاءت جلسة الاستماع بعد يوم من إسقاط الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إصلاحات لصندوق النقد الدولي تسعى إليها إدارة أوباما من مشروع قانون مساعدات لأوكرانيا قائلين إنهم شعروا إن دفع مشروع القانون سريعا هو أكثر أهمية، ويشعر أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بخيبة أمل لفشل الإدارة في فعل المزيد في سوريا حيث قتل 140 ألف شخص وتحول الملايين إلى لاجئين وتدرب آلاف المقاتلين المتشددين الأجانب على حمل السلاح للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ووصف السناتور بوب كوركر الجمهوري البارز في اللجنة احدى إجابات باترسون بأنها "هراء مضلل".

وقال "لا أستطيع أن أتخيل أن تقولي ذلك في هذا الإطار، سيعطي ذلك للناس انطباعا بأن لدينا استراتيجية عسكرية مرتبطة بسوريا وذلك، أبعد ما يكون عن الحقيقة"، وقال جون مكين السناتور الجمهوري وهو منتقد دائم لسياسة أوباما الخارجية إن السياسة الأمريكية إزاء سوريا تمثل "فشلا ذريعا"، وقال مكين "تقف أعظم أمة في العالم بلا حراك وهي تشاهد هذه الإبادة الجماعية تحدث". بحسب رويترز.

وصوتت لجنة العلاقات الخارجية في مايو آيار للسماح بإرسال مساعدات عسكرية للمعارضة السورية ووافقت في سبتمبر أيلول على استخدام القوة العسكرية الأمريكية في الصراع، لكن لم ترسل واشنطن مساعدات فتاكة وتخلى البيت الأبيض بعد ضغط أعضاء آخرين في الكونجرس عن خطط لقصف سوريا بعد الاتفاق مع روسيا على تدمير أسلحة الأسد الكيماوية.

واختلف كوركر مع ما قاله كانتريمان المسؤول عن قضايا انتشار الأسلحة بأن خطة الأسلحة الكيماوية كانت بناءة، وقال كوركر "أنا أختلف معك بشدة، مع احترامي أعتقد أنك واهم"، وانتهت الجلسة بعد أن طلبت اللجنة عقد جلسة سرية لسماع شهادة عما يجري بشأن بحث القيام بعمل عسكري والإجراءات التي يجري اتخاذها وإفادة عن تدمير أسلحة الأسد الكيماوية، وقال منينديز "إذا كنتم لا تقدرون على ذلك عرفونا بذلك حتى لا يضيع أحد منا الوقت".

فيما قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الولايات المتحدة مستعدة لزيادة المساعدات السرية للمعارضة السورية في إطار خطة تناقشها مع حلفائها بالمنطقة ومن بينهم السعودية، وذكر الكاتب المتخصص في الشؤون الخارجية ديفيد اجناتيوس في مقال نشرته الصحيفة إن الخطة تشمل تدريب المخابرات المركزية الأمريكية لنحو 600 مقاتل بالمعارضة السورية كل شهر في السعودية والأردن وقطر.

وسيضاعف ذلك من عدد القوات التي تتلقى التدريب في المنطقة حاليا، وبحسب ما ورد في المقال تدرس إدارة الرئيس باراك أوباما حاليا فكرة الاعتماد على قوات العمليات الخاصة الامريكية أو عناصر أخرى من الجيش في تدريب المقاتلين وهو الأمر الذي يقول المعارضون السوريون إنه سيكون له آثار سياسية جانبية أقل من الاعتماد على المخابرات المركزية.

وجاء في المقال أن قطر عرضت توفير الأموال خلال العام الأول للبرنامج الذي قد يتكلف مئات الملايين من الدولارات، وأضاف أن البرنامج سيسعى لتحقيق الاستقرار في سوريا بمساعدة المجالس المحلية وقوات الشرطة في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الأسد فضلا عن إقامة ممرات آمنة للمساعدات الانسانية.

اللجوء للقوة

الى ذلك ورغم أن هناك مراجعة أمريكية وشيكة لخيارات التعامل مع الأزمة السورية أشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس باراك أوباما لا يزال قلقا من أي تدخل مباشر في الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات، ويبدو أن السياسة الأمريكية إزاء سوريا تقترب من مفترق طرق مع فشل محادثات السلام بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة المسلحة وعزوف روسيا عن الضغط على حليفها الأسد للتخلي عن السلطة أو عدم قدرتها على ذلك.

وصرح مسؤولون أمريكيون بأن البيت الأبيض سيشرع في إلقاء نظرة جديدة على الخيارات في سوريا وهي عملية قد تستغرق أسابيع، لكن جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أشار إلى أن أوباما متشكك في أي خطوة مقترحة تورط الولايات المتحدة في الحرب الأهلية السورية وهي نتيجة يحرص على تجنبها.

وقال كارني في إفادة صحفية "علينا دراسة البدائل التي قد يطرحها البعض وما إذا كانت في مصلحة أمننا القومي وما إذا كانت الرغبة في القيام بشيء حيال ذلك قد تقودنا وتقود الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء يمكن أن يتسبب في تلك العواقب غير المدروسة التي شهدناها من قبل".

ولم يذكر كارني تفاصيل لكنه كان يشير على ما يبدو إلى رغبة أوباما في تجنب التورط في حرب أخرى في العالم الإسلامي، ومن غير الواضح كيف يمكن لواشنطن -باستبعاد القوة العسكرية- التأثير على مسار الحرب الأهلية التي يحظى فيها الأسد بدعم إيران وروسيا، ودافع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في اجتماعات عديدة في البيت الأبيض عن فكرة اتخاذ موقف أكثر صرامة إزاء سوريا بما في ذلك تسليح جماعات المعارضة.

وصرح مسؤولون حاليون وسابقون في وزارة الخارجية بأن هذا الاقتراح رفض مرارا داخل البيت الأبيض، غير أن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأمريكية قال في حديث إلى الصحفيين قبل اجتماع أوباما مع العاهل الاردني الملك عبد الله إن زيادة المساعدات لقوات المعارضة احتمال وارد لكن إن هي دفعت الجانبين نحو التوصل إلى حل دبلوماسي.

وتبقى مجموعة من الخيارات الأخرى على الطاولة بما في ذلك فرض منطقة "حظر طيران" لحماية المدنيين واتخاذ إجراءات لإيصال الإغاثة الإنسانية لمن هم بحاجة إليها، وقال عدد من المسؤولين إن مراجعة الوكالات الأمريكية للخيارات بشأن سوريا لم تبدأ رسميا، وقالوا إنه سيتم حصر الاقتراحات في اثنين أو ثلاثة قبل عرضها على أوباما، وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الجيش يراجع باستمرار الخيارات حيال سوريا إذا استدعى الأمر تدخلا ما.

وقال وزير الدفاع تشاك هاجل "دورنا هو تقديم الخيارات للرئيس، نواصل فعل ذلك، نقدم للرئيس أفضل وأصدق نصائحنا"، وأضاف أن الجيش مستعد للتحرك إذا طلب أوباما، لكن ما هي الخطوات العسكرية المستساغة سياسيا بعد أن رفض عدد كبير من المشرعين العام الماضي توجيه حتى ضربات عسكرية محدودة ردا على هجمات بالأسلحة الكيماوية يزعم أن الحكومة السورية أقدمت عليها في ريف دمشق؟

وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط إن هناك شعورا داخل واشنطن وحلفائها بالقلق من أن ثقة الأسد في ساحة المعركة تقوض محادثات السلام، واعترف الدبلوماسي بأن واشنطن "تعيد النظر" في سياستها إزاء سوريا لكنه قلل من شأن أي تلميح إلى أن الولايات المتحدة ترحب بتحركات عسكرية قوية قد تطيح بالأسد، وقال كيري خلال زيارة قصيرة إلى تونس انه لم ييأس من التوصل لحل دبلوماسي.

وأضاف "محادثات جنيف عملية مستمرة، لا يتوقع احد حلا في اجتماعين أو ثلاثة"، وذكر أنه تحدث مع نظيره الروسي سيرجي لافروف هاتفيا "لتحريك العملية"، وقال مسؤول بالإدارة الأمريكية إن الإدارة كانت تأمل في أن تبدي روسيا استعدادا أكبر للضغط على الأسد لكن بات هناك إدراك بأن هذا لن يحدث.

ومع ذلك يقول مسؤولون أمريكيون إن من الممكن أن يحصل قرار للأمم المتحدة بالمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا على موافقة مجلس الأمن الدولي حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) من قبل لحماية سوريا.

أسلحة متطورة

فيما قال مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة تعارض تزويد قوات المعارضة السورية بصواريخ تطلق من على الكتف ويمكنها إسقاط طائرات حربية، وكاد المسؤول الذي يرافق وزير الخارجية جون كيري خلال زيارته لتونس يرد على تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أفاد بأن السعودية عرضت تزويد المعارضة السورية بأنظمة دفاع جوي محمولة صينية الصنع وصواريخ موجهة مضادة للدبابات من روسيا.

ونقلت الصحيفة هذه الأنباء عن دبلوماسي عربي وعدد من مصادر المعارضة على علم بهذه المساعي، وقال المسؤول في إدارة أوباما طالبا عدم نشر اسمه "الإدارة لا تزال تعارض أي تقديم لأنظمة الدفاع الجوي المحمولة للمعارضة السورية."

وقالت وول ستريت جورنال إن الحلفاء العرب للولايات المتحدة الذين يشعرون بخيبة أمل من محادثات السلام السورية وافقوا على تسليح المعارضة السورية بمزيد من الأسلحة المتطورة، وتعارض الولايات المتحدة منذ فترة طويلة تزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات خشية أن تسقط في أيدي قوات ربما تستخدمها ضد أهداف غربية أو طائرات تجارية، وأضافت الصحيفة أن السعوديين أحجموا على تقديم مثل هذه الأسلحة في الماضي بسبب المعارضة الأمريكية.

من جهتها تعرض تسجيلات مصورة لقطات لمقاتلين سوريين يستخدمون أسلحة يقول خبراء إنها تبدو من هيئتها صواريخ أمريكية مضادة للدبابات وذلك في أول ظهور ملفت لعتاد أمريكي في الحرب الأهلية الدائرة بالبلاد، وهذه الأسلحة تنذر بتدويل أوسع نطاقا للصراع بعد رصد صواريخ جديدة يعتقد أنها واردة من روسيا وطائرات بلا طيار من إيران بين أيدي قوات الرئيس بشار الأسد.

إلا أن أيا من هذه الآليات لا يعتبر كافيا لتحويل دفة المعركة التي يكتنفها الجمود الآن مع هيمنة الأسد على وسط سوريا وبطول ساحل البحر المتوسط وسيطرة مقاتلي المعارضة على أجزاء في عمق الشمال والشرق، ويتعذر التحقق بشكل مستقل من مصداقية شرائط الفيديو أو الجهة التي قدمت صواريخ بي.جي.إم-71 تاو المضادة للدبابات التي ظهرت بها.

وتحدث بعض المحللين عن احتمال قدومها من دولة أخرى مثل السعودية -حليفة الولايات المتحدة- بموافقة واشنطن على الأرجح، وأحجم المسؤولون الأمريكيون عن التحدث عن الصواريخ التي ظهرت في سوريا في ذات الوقت تقريبا الذي ذكر فيه أن واشنطن قررت المضي في خطط زيادة المساعدات لمقاتلي المعارضة بما في ذلك تقديم أسلحة أقل مستوى.

ويقول المسؤولون الأمريكيون في أحاديثهم الخاصة إنه لاتزال هناك حدود واضحة للدعم الذي يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة للمعارضة المسلحة نظرا للدور الطاغي الذي يلعبه الإسلاميون المتشددون هناك، وخضع اقتراح بتزويد المعارضة بصواريخ أرض/جو من طراز مانباد للبحث لكنه رفض.

وصرحت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بأن إدارة أوباما تقدم دعما لم تحدده، وقالت ردا على سؤال بشأن التسجيلات التي ظهرت فيها الصواريخ "الولايات المتحدة ملتزمة ببناء قدرات المعارضة المعتدلة باستخدام وسائل منها تقديم العون لأعضاء المعارضة المسلحة المعتدلة الذين تم التحري عن سجلهم"، وأضافت "كما نقول دوما، نحن لا نسرد بالتفصيل كل نوع من أنواع المساهمة التي نقدمها".

ويقول محللون إنه على الرغم من أن عدد الصواريخ الأمريكية التي شوهدت لايزال ضئيلا فإن الأنباء التي تتحدث عنها تنتشر سريعا، وقال تشارلز ليستر الزميل الزائر بمركز بروكينجز الدوحة وأحد أوائل الخبراء الذين حددوا نوع الصواريخ "مع رؤية صواريخ تاو الأمريكية الصنع المضادة للدبابات في أيدي ثلاث جماعات في شمال سوريا وجنوبها، يمكننا أن نقول إن هذا أمر جلل".

وأضاف ليستر قائلا إن أول ثلاثة تسجيلات مصورة أذيعت في الأول والخامس من أبريل نيسان، وأزيل اثنان منها من على المواقع لكن مازال هناك واحد على موقع يوتيوب، واستعرض أيضا خبراء أسلحة آخرون ومدونون عن الصراع السوري التسجيلات المصورة، من بين هؤلاء إليوت هيجنز المتخصص الهاوي في الأسلحة وشرائط الفيديو والمقيم في بريطانيا والذي برز كواحد من أشهر المرجعيات بشأن قوة النيران الأجنبية التي تصل سوريا، وتحمل مدوناته اسم "براون موزيس".

ولم يعلق الفصيل المقاتل الذي ظهر وهو يتعامل مع الصواريخ الأمريكية في التسجيلات الأولى وهو فصيل علماني معتدل نسبيا يحمل اسم "حركة حزم"، لكن واحدا من النشطاء المعارضين المقيمين في جنوب شرق تركيا وكان عضوا سابقا في حركة حزم قال إن الصواريخ قدمها الأمريكيون.

وقال النشط السوري الذي عرف نفسه باسم سامر محمد إن حركة حزم تلقت عشرة صواريخ مضادة للدبابات هذا الشهر قرب حلب وإدلب اللتين مزقهما قتال عنيف وتقعان بالقرب من الحدود الشمالية مع تركيا، وأضاف أن حركة حزم أطلقت خمسة من هذه الصواريخ لتدمير أربع دبابات والفوز بمعركة دارت في ضاحيتي بابولين والصالحية في ريف إدلب وأن هذه كانت المرة الأولى التي تظهر فيها مثل هذه الأسلحة الأمريكية في القتال السوري.

وقال ليستر إن تسجيلات فيديو أظهرت الصواريخ وهي في أيدي جبهة ثوار سوريا وجماعة أخرى هي ألوية وكتائب الشهيد أحمد العبدو، ويعد الفصيلان أيضا من الفصائل المعتدلة نسبيا، وطالما عزفت الدول الغربية عن الوفاء بوعود متكررة بتزويد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح خشية أن يسقط في أيدي جهاديين أو يستخدم في إراقة مزيد من الدماء في صراع أودى بالفعل بأرواح أكثر من 150 ألف شخص وشرد الملايين على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وقال ليستر إنه إذا كانت واشنطن تعزف عن تقديم صواريخ تاو بنفسها فسيكون المصدر في الغالب هو السعودية التي لديها آلاف المقذوفات المضادة للدبابات في ترسانتها، وسيكون لزاما على السعودية بموجب شروط عقد البيع الأصلي أن تبلغ واشنطن إن كانت ستنقلها إلى أي طرف ثالث.

وقال ليستر "بالنظر إلى الجماعات التي شوهدت بالفعل وبحوزتها هذه الأنظمة الصاروخية ومع الأخذ في الاعتبار ما يعرف عن السعوديين بالفعل عن تقديم أسلحة لجماعات، معتدلة يبدو أن السعودية هي المرشح الأكثر ترجيحا في هذه المرحلة".

ويقول محللون إن قطر -المؤيد الرئيسي الآخر في المنطقة لمقاتلي المعارضة السورية- لا تملك على الأرجح مثل هذه الصواريخ في مخازنها العسكرية المعتادة وربما تكون قد اشترت سلاحا صينيا من مكان آخر -ربما السودان- لنقله إلى مقاتلي المعارضة العام الماضي.

ويقول خبراء سلاح إن صواريخ اتش.جيه-8 الصينية الصنع الموجهة المضادة للدبابات مازالت أحد المكونات المألوفة نسبيا في ترسانة مقاتلي المعارضة، وظهرت هذه الصواريخ بوضوح في أيدي جماعات إسلامية في أوائل العام الماضي وربما تكون قد جاءت من قطر، ورصدت شحنات في الآونة الأخيرة في أيدي فصائل تميل إلى العلمانية نسبيا ويعتقد المحللون أنها مقدمة من السعودية.

يقول مراقبون إن استخدام الإسلاميين المتشددين لصواريخ مانباد المضادة للطائرات تضاءل في الأشهر الأخيرة، ووصلت هذه الصواريخ العام الماضي ويعتقد أيضا أنها جاءت من قطر في تطور أثار قلق الدول الغربية بوجه خاص، وقال المدون "براون موزيس" "أعتقد أن هناك موجتين من الأسلحة الصينية تتجهان إلى الجماعات المختلفة، الأولى من قطر والثانية من السعودية."

وشكت الولايات المتحدة ودول عربية خليجية أخرى من مسلك قطر في تسليح قوات المعارضة والذي جعل العديد من الأسلحة تسقط في أيدي مقاتلين ينتهجون نهج القاعدة وإسلاميين متشددين آخرين، ويحجم المسؤولون القطريون والسعوديون عن التحدث تفصيلا عن السياسة إزاء سوريا.

وتشعر الدول الخليجية بالانزعاج أيضا لتزايد علامات الدعم الإيراني لجيش الأسد، وعن أحدث قطعة من السلاح الإيراني ظهرت على أرض المعركة -وهي الطائرة شاهد 129 التي تنطلق في الأجواء بلا طيار والتي التقطت صور لها فوق دمشق- تقول إيران إنها تحمل أسلحة وتقوم بمهام مراقبة.

وقال "براون موزيس" إن التطور المهم الآخر الذي حدث على ساحة الصراع السوري هذا العام هو تزايد استخدام الحكومة لقاذفات الصواريخ بي.إم-27 وبي.إم-30 الروسية الصنع لإسقاط قذائف عنقودية، ففي حين أنه من المعروف منذ فترة أن النوع الأول يمثل جزءا من ترسانة الأسد لا ينطبق الأمر على النوع الثاني.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 20/نيسان/2014 - 18/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م