رئاسة أمريكا... سباق محموم قبل موعده؟

 

شبكة النبأ: يستعد أغلب السياسيين من الحزبين البارزين "الجمهوري والديمقراطي" للسباق نحو كرسي الرئاسة للولايات المتحدة الامريكية، والتي ينظر اليها باعتبارها الحدث الانتخابي الأهم، للدولة رقم واحد على المستوى العالمي.

ويتخذ التنافس التقليدي بين الحزبين الحاكمين في أمريكا، بتاريخهما الطويل، والرؤساء اللذين مثلوهم، اشكال مختلفة، ويشتد الخلاف فيما بينهما بحسب البرامج الانتخابية التي تركز على أبرز القضايا التي يتبناها الحزب وربما يعارضها الطرف الاخر.

ولكي يتمكن الرئيس القادم من الترشح والفوز، عليه ان يحظى بدعم حزبه اولاً، من خلال انتخابات داخليه خاصة بالحزب لترشيح الشخص الذي تجتمع عليه اغلب الأصوات، بعدها ينطلق الفائز ليعلن ترشحه اما المواطنين الامريكان.

ويرى بعض المحللين انه قد تشهد الانتخابات الرئاسية القادمة بعد سنتين، تنافساً قوياً بين مرشحين أقوياء، سيما وان الجمهوريين يحاولون استعاده الرئاسة من منافسهم القوي، الذي ربما سيرشح امرأة (هيلاري كلنتون) في سابقة تحسب له، كما حسبت سابقه أوباما من قبل.

فقد يدرس كل من هيلاري كلينتون زوجة بيل كلينتون وجيب بوش الشقيق الاصغر لجورج دبليو وابن جورج اتش دبليو امكانية الانطلاق في السباق لبيت الابيض ولو ان أيا منهما لم يعلن رسميا انه سيترشح للانتخابات الرئاسية عام 2016، وان كانت الام باربرا بوش اعلنت العام الماضي ان البيت الابيض عرف "ما يكفي من عائلة بوش"، الا ان جيب بوش (61 عاما) يثير شائعات متزايدة يمتنع عن نفيها، لا بل يشجعها.

واثار الا عاصفة في الاوساط السياسية اذ اعلن انه سيحسم امره بحلول نهاية السنة، وعدد وريث عائلة بوش الذي كان حاكما لفلوريدا عند انتخاب شقيقه الاكبر عام 2002 بفارق ضئيل، المبادئ التي سيقوم عليها ترشيحه في حال قرر التقدم، وهي رؤية "متفائلة" للسياسة تتعارض مع النهج الحزبي والنبرة اللاذعة اللذين طبعا الانتخابات التمهيدية الجمهورية عام 2012.

واوضح خلال حفل اقيم بمناسبة الذكرى ال25 لبدء ولاية والده انه في حال انطلق في السباق الى الرئاسية فسوف يبقى بمنأى عن "المعارك القذرة"، وقال ان "الحملات الانتخابية ينبغي ان تركز على الاستماع والتعلم وسبل التقدم" مضيفا "اعتقد اننا فقدنا حسنا بالمنطق".

وهو ينتقد الالتزام الايديولوجي والتشدد اللذين يطبعان سياسة حركة حزب الشاي المحافظة المتطرفة معتبرا ان المرشح الجمهوري ينبغي ان يبني نهجه على "العزم على الفوز بانتخابات وليس على تسجيل نقاط ايديولوجية"، وخلافا للموقف الجمهوري الحالي، يطالب جيب بوش بإصلاح كامل لنظام الهجرة من اجل تشريع وضع ملايين المهاجرين غير الشرعيين المقيمين في الولايات المتحدة.

ويردد "نعم، هم خالفوا القانون لكن هذه ليست جريمة بل فعل حب" مؤكدا ان هؤلاء المهاجرين دخلوا الى الولايات المتحدة "لمساعدة عائلاتهم"، ويسعى جيب بوش من خلال تقديم نفسه على انه وسطي منطقي، الى بناء صورة شخصية جامعة، محركا من اجل ذلك شبكته السياسية الواسعة ومجموعة الداعمين له الكثر في الطبقة السياسية.

وهو يترأس اليوم معهد الامتياز في التعليم، وهو موضوع يحظى بالإجماع يراهن عليه منذ سنوات، ويقول عنه السناتور الجمهوري ليندسي غراهام "انها مرشح جذاب جدا" ويقول السناتور جون ماكين "ما زال الوقت مبكر جدا، هناك الكثير من المرشحين المحتملين ولا أدرى ان كان سينطلق، لكنني لطاما كنت أكن له الاحترام".

غير ان الاعتدال ليس على الدوام ورقة كاسبة، فالانتخابات التمهيدية التي تجري داخل الاحزاب تشجع عادة المرشحين الاكثر نزوحا الى اليمين، وفي 2012 قام المليونير ميت رومني المصنف بين الوسطيين بانعطافه نحو مواقف محافظة متطرفة ليفوز بعد معركة محتدمة في الانتخابات التي يصوت فيها الناشطون الاكثر ميلا الى المواقف المحافظة، واوضحت وندي شيلر من جامعة براون "قد تكون شعبيا على المستوى الوطني، قد تكون معبود وسائل الاعلام، لكن ان اردت الفوز في الانتخابات التمهيدية الجمهورية في ايوا او نيوهمشير او كارولاينا الجنوبية، لن تفوز بالترشيح". بحسب فرانس برس.

ويثير اسم بوش التململ داخل الفصيل المؤيد للحريات الفردية والانعزالي في اليمين الاميركي الذي لا يزال يذكر باستياء شديد نزعة التدخل في الخارج التي انتهجها الرئيس جورج دبليو بوش، واوضحت وندي شيلر "انهم لم يحبوا جورج بوش بسبب الديون الحروب، وجيب بوش لن يتمكن من تخطي ذلك"، ولا يثير اسم بوش ذكريات سيئة لدى اليمين فقط.

فمع احتمال ترشح هيلاري كلينتون في صفوف الديموقراطيين، سوف تذكر انتخابات 2016 الناخبين بالعام 1980، بعد 28 عاما على المنافسة بين بيل كلينتون والرئيس جورج بوش الاب، وقال روبرت واتسون الاستاذ في جامعة لين في فلوريدا "ان القسم الاكبر من البلاد لم يعد يريد ان يسمع باسم بوش، وفكرة بوش ثالث او منافسة جديدة بوش-كلينتون تبدو مبالغا بها بعض الشيء"، لكنه يضيف "انه مرشح شرعي، الناس هنا يتكلمون عنه باستمرار".

من جانب اخر تفرغ الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، منذ انتهاء ولايته الرئاسية، للرسم، وهو الآن أنجز لوحات بورتريه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ستعرض على شاشة التلفزيون قبل أن تشارك في معرض.

وقال بوش في مقابلة أجراها مع ابنته جينا، وهي صحافية في محطة "إن بي سي"، إنه أنجز 24 رسم بورتريه لقادة في العالم، من باب "الصداقة"، ومن هؤلاء القادة فلاديمير بوتين وتوني بلير والدلاي لاما، ولم يطلع أحد من الرؤساء والقادة الذين رسمهم الرئيس السابق على لوحاتهم، وقال بوش "حين سيرون اللوحات سيقولون يا إلهي جورج بوش رسام حقا".

وستعرض هذه اللوحات في معرض فني يحمل اسم "فن القيادة: الدبلوماسية الشخصية لرئيس"، ويقام في المكتبة الرئاسية في دالاس في ولاية تكساس الجنوبية، وفي المقابلة نفسها قالت زوجة بوش لورا إن زوجها "منضبط جدا ويعمل يوميا" على لوحاته، وتولى جورج بوش البالغ اليوم 67 عاما سدة الرئاسة بين العامين 2001 و2009، في ولايتين شهدتا أحداثا جسيمة منها هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، وحرب العراق وأفغانستان، وهو الآن يعيش حياة وادعة في دالاس مكرسا وقته للرسم.

هيلاري كلينتون

من جانب اخر قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ردا على سؤال يدور في أذهان كل متابعي الشأن السياسي الأمريكي إنها تفكر في الترشح لانتخابات الرئاسة لعام 2016، ووجه مذيع في مؤتمر للتسويق في سان فرانسيسكو سؤالا لكلينتون التي تعتبر على نطاق واسع أقوى المرشحين الديمقراطيين لخوض سباق الرئاسة "ما هي خطتك؟ هل ستفعلينها؟ يمكنك إعلان ذلك هنا لو أردت".

فردت كلينتون مازحة في البداية فقالت "أنا هنا للحصول على المشورة بشأن التسويق"، ثم أضافت "أنا ممتنة لهذا الإطراء ويشرفني أن يسألني الناس ويشجعونني، وأنا أفكر في الأمر ولكنني سأواصل التفكير لبعض الوقت"، وقوبل ردها بحماس من قبل الحضور.

وأوضح تسجيل مصور وضع على الإنترنت لهذا اللقاء أن كلينتون قالت "جزء من الأمر يعود إلى أن الأسئلة الصعبة ليست من قبيل: هل تريدين أن تكوني رئيسة؟ هل تستطيعين الفوز؟ بل إن الأسئلة الصعبة هي: لماذا، لماذا تريدين أن تفعلي ذلك وما الذي يمكن أن تقدميه بحيث يحدث فرقا؟".

وخسرت السيدة الأولى السابقة وعضو مجلس الشيوخ الأمريكي أمام الرئيس باراك أوباما في الانتخابات الداخلية للحزب الديمقراطي عام 2008، وقالت إن الولايات المتحدة تشهد فترة من الخلل السياسي، وقالت كلينتون "رأيت الأمر من بعيد حين كنت وزيرة ووجدت أن من المحبط بل والمحرج أن يدور جدل بين الناس بشأن تركنا نعجز عن سداد ديوننا.

وتتجنب كلينتون التي تلقي كلمات في مختلف أنحاء البلاد منذ تركها لوزارة الخارجية العام الماضي الأسئلة بشأن طموحها المتعلق بالرئاسة، وقالت إنها تفكر في خوض السباق ولكنها لن تتخذ قرارها قبل نهاية العام، وأضافت "سوف أحجم عن اتخاذ القرار لبعض الوقت، أنا مستمتعة بحياتي في واقع الأمر". بحسب رويترز.

فيما قال محللون إنها تبدو كمحاولة لأن تنأى بنفسها عن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إذ أنها ربما تستعد لخوض السباق القادم إلى البيت الأبيض، وخلال ظهورها في مناسبات عامة استخدمت كلينتون لهجة متشددة في قضايا تشمل إيران وروسيا حتى حين عبرت عن تأييد كبير لعمل أوباما وخليفتها وزير الخارجية جون كيري.

وقالت كلينتون في نيويورك إنها كانت "متشككة بشكل شخصي" في التزام إيران بالتوصل إلى اتفاق شامل بشأن برنامجها النووي، وقالت "شاهدت سلوكهم على مدى سنوات" وأضافت أنه في حالة فشل المسار الدبلوماسي "لا تزال كل الخيارات الأخرى على الطاولة"، واضطرت كلينتون إلى التراجع بعدما قارنت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم النازي أدولف هتلر خلال مناسبة مغلقة لجمع التبرعات.

وفي تصريحات سربها أحد الصحفيين المحليين الذين حضروا هذا الحدث إلى وسائل الإعلام قالت كلينتون إن مبررات بوتين لتصرفاته في منطقة القرم أقرب إلى تحركات هتلر في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية، لكنها تراجعت في اليوم التالي وقالت خلال مناسبة في لوس انجليس "بالقطع أنا لا أعقد مقارنة لكني أوصي بأننا قد نتعلم من هذا التكتيك الذي استخدم من قبل."

وكانت كلينتون كوزيرة للخارجية لاعبة رئيسية في الجهود الأمريكية الرامية إلى إعادة ضبط العلاقات مع روسيا وهي سياسة يقول منتقدون إنها تبدو الآن قد حققت فشلا ذريعا، وتأتي تصريحات كلينتون الأخيرة عن إيران وروسيا في إطار الاهتمام المتجدد بالسياسة الخارجية من جانب السيدة الأمريكية الأولى السابقة زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وعضو مجلس الشيوخ السابقة عن نيويورك والتي تعتبر على نطاق واسع الأقرب لترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة في 2016 إذا اختارت الترشح.

وألقت كلينتون كلمات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة منذ تركت وزارة الخارجية لكن كلمة كانت أول كلمة علنية في الأشهر الأخيرة تركز فقط على العلاقات الدولية، وقال جون هوداك زميل معهد بروكينجز وخبير الحملات الانتخابية الرئاسية "تنأى الوزيرة كلينتون بنفسها قليلا عن الإدارة في قضايا السياسة الخارجية في الآونة الأخيرة، هذه ممارسة معتادة لكل من يتطلع إلى خلافة الرئيس حتى داخل الحزب نفسه"، وأضاف "هذه أولى خطواتها لتقول إنها ليست نفس المرشح".

ووعد الجمهوريون بتسليط الضوء على سجل كلينتون في وزارة الخارجية إذا ترشحت لانتخابات الرئاسة من خلال التركيز على هجوم 2012 على البعثة الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية والذي أسفر عن مقتل أربعة أمريكيين من بينهم السفير كريس ستيفنز، وأدانت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري معالجة كلينتون لهجوم بنغازي وقالت في مذكرة بحثية في الآونة الأخيرة إن "بنغازي لا تزال لحظة فارقة في فترة كلينتون كوزيرة للخارجية."

وقد افرجت السلطات الاميركية عن مجموعة كبيرة من الملفات التي توثق لعهد الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون، ونشر جهاز الارشيف الوطني أكثر من 3500 صفحة من المذكرات الداخلية والملاحظات وغيرها من الوثائق ونشرها على موقع مكتبة رئاسة كلينتون.

ومن بين مجموعة الوثائق سجلات من المؤتمرات الصحافية ووثائق تتعلق بمحاولته الفاشلة لإصلاح النظام الصحي في مطلع التسعينات خلال الولاية الاولى لزوجها، كما تضم تلك السجلات وثائق امن قومي وملاحظات تتحدث عن تحديات رئيسية للسياسة الخارجية في فترة شهدت اضطرابات في هايتي، والاستجابة البطيئة للفظائع التي ارتكبت في رواندا، والهجمات الارهابية التي سبقت هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

الا ان اصدقاء وخصوم هيلاري سواء بسواء سيبحثون في هذه الملفات عن مؤشرات على دورها في رئاسة زوجها وكيف يمكن ان تؤثر المعلومات الجديدة على سمعتها وسط توقعات بترشحها لسباق الرئاسة في 2016، وكشفت وثائق عن اجتماع جرى قبل عشرين عاما بين السيدة الاولى السابقة التي قادت فريق لإصلاح نظام الرعاية الاجتماعية، وقادة الكونغرس الديموقراطيين، عن صعوبات تشبه ما يواجه حاليا الرئيس باراك اوباما في طرح مثل هذه المبادرة المثيرة للجدل.

وتعكس الوثيقة التي تحمل تاريخ 9 ايلول/سبتمبر 1993 الجدل الحالي حول نظام اوباما الصحي الذي أطلق عليه "اوباماكير" الذي ينص على شراء معظم الاميركيين تامينا صحيا، والذي تمكن من تمريره في الكونغرس في 2010 بدون دعم الجمهوريين، وجاء في الوثيقة ان كلينتون قالت امام اعضاء الكونغرس "ربما تكون هذه حقيقة غير سارة لبعضنا من الديموقراطيين، ولكن لن نربح النقاش بالتحدث عن غير المشمولين بتامين صحي".

مرشح المحافظين المفضل

الى ذلك فاز السناتور راند بول الذي يعتبر نفسه جمهوريا تحرريا في تصويت رمزي لاختيار المرشح المفضل للحركة الاميركية المحافظة الى الانتخابات الرئاسية في 2016، وحصل بول (51 عاما) على 31% من اصوات الـ2459 مقترعا الذين شاركوا في اقتراع المؤتمر الكبير للحركة المحافظة الاميركية "سيباك"، وتنافس فيه 25 مرشحا، بحسب ما اعلن المنظمون.

وفي العام السابق فاز بول ايضا بهذا الاقتراع الذي لا يعتبر المشاركون فيه عينة تمثيلية تعكس حقيقة ميول الناخبين الجمهوريين، ذلك ان المشاركين في هذا المؤتمر هم في العادة اكثر تشددا من بقية الجمهوريين.

وحل في المرتبة الثانية السناتور تيد كروز (43 عاما) يليه جراح فاعل جدا في هذه الحركة يدعى بين كارسون، في حين حصل حاكم نيو جيرسي كريس كريستي (51 عاما) على المرتبة الرابعة، ولم يعلن اي جمهوري بعد عزمه الترشح للانتخابات التمهيدية لانتزاع بطاقة الترشيح الحزبية الى الانتخابات الرئاسية، علما بان هذه الانتخابات تنطلق في شباط/فبراير 2016 في انتخابات تنظم في ولايتي آيوا ونيو هامشر.

ولكن منذ الان هناك حوالى عشر شخصيات جمهورية تفكر بصوت عال في خوض هذا السباق، وسيكون علينا ان تعلن موقفها رسميا خلال العام المقبل وفي اي حال بعد الانتخابات التشريعية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر 2014.

وبحسب موقع ريلكليربوليتيكس فان المعدل الوسطي لست استطلاعات رأي جرت منذ كانون الثاني/يناير اظهر ان الحاكم السابق لولاية اركنسو القس مايك هوكابي والحاكم الحالي لنيو جيرسي كريس كريستي يتصدران نوايا التصويت لناخبي الحزب الجمهوري.

وقد إتهم السناتور الجمهوري راند بول الرئيس باراك أوباما بالحد من الحريات المدنية وحث المحافظين على الوقوف إلى جانبه في انتخاب رئيس يحمي الحريات الشخصية، وأدان بول عملية التجسس التي قامت بها وكالة الامن القومي الامريكية وبرامج الاعتقال بلا محاكمة وما وصفه بانتهاكات الحقوق المدنية الاخرى في ظل إدارة أوباما.

ولكن على عكس المتحدثين الجمهوريين الآخرين خلال مؤتمر العمل السياسي للمحافظين الذي استمر ثلاثة أيام قال بول ان هذه القضايا أكبر من الحزبين السياسيين الرئيسيين، وقال بول "ربما تعتقدون أنني أتحدث عن انتخاب الجمهوريين ولكن الامر ليس كذلك، إنني أتحدث عن انتخاب محبي الحرية."

وقوبل بول برد فعل حماسي من الحشد لاتهامه أوباما بضرب عرض الحائط بالحرية الشخصية بسبب برامج مثل التجسس الالكتروني لوكالة الامن القومي الامريكية، وطلب من الحاضرين "تخيل وقت يشغل فيه البيت الابيض من جديد أحد أصدقاء الحرية".

حركة حفل الشاي

بدورها احتفلت أكبر مجموعة في حركة حفل الشاي الامريكية المحافظة بالذكرى الخامسة على تأسيس الحركة متعهدة بجعل الكونجرس يميل الى ناحية اليمين أكثر والسيطرة على البيت الابيض عام 2016.

وأقيم الحفل في فندق لا يبعد كثيرا عن مقر الكونجرس في كابيتول هيل وشارك فيه مشرعون متحالفون مع وطنيين من حركة حفل الشاي قالوا ان حركتهم نضجت وتطورت من مجرد احتجاج على نمو حجم الحكومة الى حركة تتعامل مع الجهاز الاداري الحكومي للدفع بأجندة أكثر محافظة.

وقال السناتور مايك لي وهو جمهوري من حركة حفل الشاي انتخب عام 2010 "الامر متعلق بالفوز في مناظرة أهلية لا الفوز في حرب أهلية"، واستطرد "الاهم بدلا من مجرد الانخراط في عراك ان نتحرك قدما بشيء ما، اذا أمسكنا بأجندة سنباغت المؤسسة في العاصمة واشنطن على حين غرة."

ودارت معظم الاقتراحات التي طرحها المشرعون حول العدول عن قانون اصلاح الرعاية الصحية للرئيس باراك اوباما والميزانية الاتحادية والعدول عن احكام تعتبرها الحركة جائرة واستبدال النظام الضريبي بأهداف عبر عنها كثيرا التيار الرئيسي للجمهوريين.

ونشأت حركة حفل الشاي من حركة شعبية خلال الاضطرابات التي حدثت في الازمة المالية 2008-2009، وانتشرت جماعات حفل الشاي في شتى انحاء البلاد ونجح نفوذها في دفع عشرات من المرشحين المحافظين الى الكونجرس في انتخابات عام 2010 مما جعل الجمهوريين يسيطرون على مجلس النواب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/نيسان/2014 - 14/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م