سكينة بنت الحسين (ع) بنت النبوة، وربيبة الرسالة

 

شبكة النبأ: لم تزل أنفاس آل الزبير تنفث سمها وحقدها وعدائها الأهوج على أهل البيت (ع) منذ يوم الجمل، عندما فتح الزبير وابنه عبد الله باب العداوة والبغضاء بين الأسرتين بخروجهما لقتال أمير المؤمنين (ع) ونكث بيعته.

واستفحل هذا العداء عند عبد الله بن الزبير الذي كان السبب في نكث بيعة أبيه وشحنه بالعداوة والبغضاء وتحريضه على حرب وصي رسول الله (ص) وخليفته، حيث بلغ الحد بهذا الولد العاق أن نعت أباه بالجبن حينما أراد الزبير مغادرة المعركة بعد سماعه مواعظ أمير المؤمنين(ع) حين ذكره (ع) بحديث الرسول (ص) عندما سأل (ص) الزبير: (هل تحب علياً؟) فقال له: نعم فقال الرسول (ص): ستخرج عليه وأنت له ظالم. لكن الزبير أخذته العزة بالإثم حينما سمع كلمات ابنه العاق التي نعته فيها بالجبن فرجع الى محاربة الحق والوقوف الى جنب الباطل.

فهذا الولد هو كتلة من البغض لآل البيت (ع) منذ أن شب الى أن قتل تلك القتلة الشنيعة وصلب على أستار الكعبة على يد الحجاج بن يوسف الثقفي وتدلنا كلمة لأمير المؤمنين (ع) وصف بها عبد الله بن الزبير على مدى خبثه وعداوته لأهل البيت (ع) حين قال (ع): (لازال الزبير منا أهل البيت حتى شب ابنه عبد الله).

فمن يتتبع حياة هذا الرجل يجدها تفيض بالحقد الأعمى تجاه أهل البيت فكان لا يدع فرصة دون النيل والإنتقاص منهم فعندما بدأ حركته واستولى على مكة بعد مقتل الحسين (ع) جمع بني هاشم في الشعب وجمع الحطب وأراد حرقهم وهم أحياء لولا إرسال المختار قائده الجدلي فخلصهم.

وفي فترة استيلائه على مكة بقي أربعين جمعة لا يصلي على النبي (ص) في خطبه وعندما أنكر عليه الناس ذلك قال: (إن له أهل بيت سوء إذا صليت عليه أو ذكرته أتلعوا أعناقهم واشرأبوا لذكره وفرحوا بذلك فلا أحب أن أقر أعينهم بذلك)!!.

هذه نبذة يسيرة من جرائم وفظائع عبد الله بن الزبير تجاه أهل البيت (ع) وقد توارث أولاده من بعده هذا الحقد الأعمى فكانوا لا يدعون فرصة للنيل والإنتقاص من أولاد علي والإفتراء والتجسس عليهم وتلفيق الإتهامات لهم وتحريض الحكام عليهم لإراقة دمائهم.

فكان آل الزبير سعاة حكام بني أمية وبني العباس وجواسيسهم ومتملقيهم في كل زمان ومكان على أبناء علي ولا يفتأون في حوك الدسائس والمؤامرات للإيقاع بآل علي وتأليب الحكام عليهم وقد بدأ هذه السعاية عبد الله بن الزبير لدى معاوية ضد الإمام الحسن (ع) وتوارث هذه المهنة القذرة أبناؤه كلهم فكان عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله الزبير وراء قتل يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب على يد هارون العباسي وكانت العداوة لدى ابنه بكار أشد فكان يبلغ هارون عنهم ويسئ بأخبارهم ويدلس عليهم وقد قدر هارون العباسي له هذا البغض لأهل البيت وجازاه على ذلك البغض فولاه المدينة وأمره بالتضييق على آل علي فلم يألُ جهداً في ذلك.

وكان لبكار هذا ابناً اسمه الزبير فاق أباه وجده في شدة بغضه لآل علي فابتكر أساليباً دنيئة للنيل منهم فلم تقتصر أعماله على السعاية بهم فقط بل تعدت الى الطعن في أعراضهم ووصمهم بما ليس فيهم بمفترياته وأكاذيبه لا إله إلا الله !!!.

أجل لقد بلغت به الخسة والوضاعة أن يدلس ويفتري على أقدس وأطهر بيت في الوجود والذي قال فيه القران الكريم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ويتعرض له بما يشينه وهو ما جعل بني علي يثورون عليه للإنتقام منه وقطع هذا اللسان القذر كما ذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان بقوله: (كان ــــ أي الزبير بن بكار ــــ يضع المفتريات في رجالهم ونسائهم حتى أرادوا قتله ففر من مكة الى بغداد أيام المتوكل).

وكأن هذا الرجل لم يشف حقده ما أريق من دمائهم الطاهرة على يد الأمويين والعباسيين فبلغت دناءته أن مد اللسان في أعراضهم والطعن فيهم والحط من قدرهم بمفترياته فنفث الشيطان على لسانه ليروي أن السيدة الطاهرة سكينة بنت الإمام الحسين (ع) التي قال فيها أبوها سيد الشهداء (ع) عندما طلب يدها ابن عمها عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب: (إنها شديدة الإستغراق مع الله) كان يجتمع عندها الشعراء والمغنون ويحكمونها فيما شجر بينهم من التفاضل بين الشعراء ليحول الإستغراق مع الله الى استغراق في مجالسة الشعراء والمغنين ثم يروي إن الشاعر عمر بن أبي ربيعة تغزل بها في محضرها ــــ أعوذ بالله من هذا الشيطان الرجيم ــــ

ولكن إن عُمي من نقل هذه الروايات أو تعاموا عن الحقيقة فإن التاريخ كفيل بإظهارها فالشواهد التاريخية تدل على أن هذه الروايات كان (أبطالها) آل الزبير أنفسهم وهذه الوصمة ملتصقة بالزبير بن بكار نفسه فأراد أن يتنصل منها ودله حقده على إلصاقها بغيره فنسبها إلى أطهر بيت في الوجود كما سنوضح ذلك في هذا الموضوع.

وقبل أن نلج في الموضوع هناك أبيات للشريف الرضي ما أحراها في الرد على الزبير بن بكار هذا وقد رأيناها مناسبة تماما بأن يخاطبه هذا الشريف العلوي بها وهي:

وإن مقامَ مثليَ في الأعادي........مقامُ البدرِ تنبحهُ الكلابُ

رموني بالعيوبِ ملفقاتٍ........وقد علموا بأني لا أعابُ

ومثلي لا تدنّسه المخازي........ومثلي لا يروّعه السبابُ

ولما لم يلاقوا فيَّ عيباً........رموني من عيوبهمُ وعابوا

أجل لم يجد الزبير ما يشين هذا النبوي الطاهر فألصق به ما لحق بنسبه من وصمة كما سنوضحه في هذا الموضوع.

تتلخص الرواية التي وضعها الزبير بن بكار ونقلها أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني (ج16ص165) إنه اجتمع كل من راوية جرير، وكثير، وجميل، ونصيب، والأحوص (الشعراء الأمويون) فافتخر كل واحد منهم بصاحبه فحكّموا سكينة بنت الحسين فحكمت بينهم بعد أن ذكرت بيتاً غزلياً لكل واحد من أصحابهم ثم أعطت رأيها في كل واحد منهم والرواية طويلة آثرنا عدم ذكرها مفصلاً فمن شاء الإطلاع عليها فقد أشرنا الى المصدر.

وهذه الرواية الموضوعة تنفي نفسها بنفسها فكيف يجتمع رواة أكبر خمسة شعراء في ذلك العصر عند امرأة عرفت بالعبادة كما قال أبوها عنها ولم يسمع منها شعراً سوى سبعة أبيات رثائية مفجعة قالتها في رثاء والدها وهي في حالة الأسر يستطيع قولها أي إنسان في ذلك الوقت فقد عزيزاً عليه فكيف وهي وقد رأت ما جرى على أبيها وأخوتها وأعمامها وبني عمومتها وأهل بيتها من فجائع ومصائب في كربلاء تجل عن الوصف وهذه الأبيات السبعة لا تؤهل قائلها أو قائلتها لمثل هذا المنصب في ذلك الوقت الذي كان يعج بالشعراء والشاعرات فلو نُسبت هذه الرواية الى الخنساء لما استطاع أحد تصديقها لفجيعتها بأخيها صخر وهو إنسان عادي فكيف بمن فقدت أباها سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة وأهل بيتها.

لعن الله واضع هذه الرواية وناقلها، وقد سئل الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء (قدس سره) عن هذه الرواية فقال: (لم يذكرها ابن قتيبة ولا ابن طيفور في بلاغات النساء مع انهما أقدم من أبي الفرج)، وقال في كتابه جنة المأوى (ص232):

(أبو الفرج كتابه كتاب لهو وقد يأخذ عن الكذابين والذي جاءت عنه الرواية كذاب).

وقال الشيخ جعفر النقدي في كتابه (فاطمة بنت الحسين) (ص13):

(أما وصف الحسين (ع) لابنته سكينة من غلبة الاستغراق مع الله تعالى فيكذب الأنقال المروية عن الزبير بن بكار وأضرابه من النواصب كعمه مصعب الزبيري من اجتماع الشعراء عندها ومحاكمتها بينهم وأمثال ذلك مما ينافي في شأن خفرة من خفرات النبوة وعقيلة من عقائل بيت العصمة وان تعجب فاعجب من أبي الفرج الأصفهاني ومن حذا حذوه أن ينقلوا مفتريات هؤلاء في كتبهم من غير فكر ولا تروي على أن الزبير بن بكار كان عدواً لآل علي بل لسائر بني هاشم وكان يصنع المفتريات في رجالهم ونسائهم حتى أرادوا قتله ففر من مكة الى بغداد أيام المتوكل ذكر ذلك ابن خلكان في تاريخه وفيات الأعيان).

ومما يدل على كذب واضع هذه الرواية أيضاً هو أن أبا الفرج الأصفهاني نفسه روى في كتاب الأغاني (ج14 ص158) نفس هذا الاجتماع مع الشعراء ونفس الحديث ولكن برعاية عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمي، كما روى اجتماعاً مشابهاً في نفس الكتاب (ج1 ص360) برعاية امرأة من بني أمية زعم أن صاحب الرواية قد أخفى اسمها! ولكن هذا الزعم لا ينطلي على القارئ في إخفاء الأصفاني اسم تلك المرأة الأموية إذ أنها تمت له بصلة قرابة فهو من المعروف من بني أمية وأراد ستر فضائح بني أمية فاستحى من ذكر اسمها ولكنه لم يستح من إلصاق ما لحق به من العار ببنات الرسول والصحابة.

وهناك شيء آخر ينفي هذه الرواية ولا يخفى على كل ملم بالأدب العربي وهو ان النقد الذي وضعه الراوي على لسان سكينة بنت الحسين يتضح عليه أثر الصنعة الذي لا يدع مجالاً للشك في أن هذه الرواية ملفقة جمعها من كلمات لنقاد وشعراء فقد ورد مثل هذا النقد تماماً في الشعر والشعراء لابن قتيبة الدينوري (ج1 ص412) في خبر دخول الأقيشر الشاعر على عبد الملك بن مروان وعنده قوم فتذاكروا الشعر عنده.

وأظن أن هذه الأدلة القطعية كافية لنفي هذه الرواية الموضوعة وإتماماً للفائدة وبياناً للسبب الذي جعل الزبير بن بكار الكذاب أن يضع هذه الرواية سنذكر رواية ثانية لأنها ستوضح الكثير من الأمور الخافية وهذه الرواية رواها أبو الفرج الأصفاني في الأغاني (ج1 ص162) عن الزبير بن بكار أيضاً وملخصها هو:

(اجتماع نسوة من من أهل المدينة من أهل الشرف فذكرن عمر بن أبي ربيعة وشعره فتشوقن اليه وتمنينه فقالت سكينة بنت الحسين أنا لكن به فأرسلت اليه رسولا وواعدت صواحباتها فوافاهن عمر على راحلته فحدثهن حتى أضاء الفجر...).

نكتفي بهذا القدر من هذه الرواية التي مُلئت إفكاً وزوراً وبهتاناً من قبل لؤم زبيري وحقد أموي وهي والله تقرح القلب لعن الله الزبير بن بكار وأبا الفرج الأصفهاني ولكن الحقيقة يجب أن تظهر مهما طال بها الزمن فستعرف عزيزي القارئ أية سكينة هذه التي واعدت عمر بن أبي ربيعة.

فقد ذكر الأصفاني نفس هذه الحادثة في نفس الكتاب (ج1 ص105) ولكنه لم ينسب سكينة الى الحسين واكتفى باسم سكينة فقط ولكنه ذكر في (ج1 ص165) إن عمر بن أبي ربيعة كان يلتقي بـ (سكينة بنت خالد بن مصعب بن الزبير) وذكر نفس الاجتماع معها في (الجنبذ) ــــ أي القبة ــــ ومعهما جاريتان له تغنيان هما (البغوم) و(أسماء). وقد ذكرهما عمر بن أبي ربيعة في شعره بقوله:

صرمت حبلك البغوم وصدت........عنك في غير ريبة أسماء

 وأظن أن الأمر اتضح الآن فقد أراد الزبير بن بكار دفع العار الذي لحق به وإلصاقه بآل النبي.

ونورد هنا رد الدكتورة بنت الشاطئ في كتابها موسوعة آل النبي (ص941) حيث ردت رداً شافياً على هذه الرواية بدأته باستنكار شديد بقولها:

(متى ظهرت سكينة في المجتمع طليقة متحررة وشاركت في التاريخ الأدبي بعصرها؟!...).

ثم تفند هذه الرواية بقولها:

(المؤرخون يقررون أن المدينة كانت في مأتم عام لسيد الشهداء وأن أمها الرباب قد أمضت عاماً بأكمله حادة حزينة حتى لحقت بزوجها الشهيد وأن أم البنين بنت حزام بن خالد العامرية زوج الإمام علي بن أبي طالب كانت تخرج الى البقيع كل يوم فتبكي أبناءها الأربعة أعمام سكينة الذين استشهدوا مع أخيهم الحسين في كربلاء: عبد الله وجعفر وعثمان والعباس بني علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فتلبث نهارها هناك تندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها فيجتمع الناس اليها يسمعون منها فكان مروان يجئ فيمن يجئ لذلك فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي.

فهل ترى كان يحدث هذا وسكينة تعقد مجالس الغناء في دارها وتواعد عمر ذات ليلة استجابة لرغبة نسوة شاقهن مجلس ابن أبي ربيعة؟!.

هل كان مروان بن الحكم يسمع أم البنين تندب أعمام سكينة فيبكي لها وسكينة تبكي بدموع ذوارف على الخدين والجلباب لفراق عمر بن أبي ربيعة وتصغي الى شدو المغنين؟.....

ثم تقول (الذين أرخوا للسيدة زينب ذكروا وفاتها في شهر رجب سنة 62ه وقد ثوت في مرقدها الأخير هناك وآبت سكينة من رحلتها مضاعفة اليتم لتشهد بعد ذلك ثورة أهل المدينة على بني أمية وخروجهم على يزيد بن معاوية لقلة دينه وهي الثورة التي انتهت بموقعة الحرة بظاهر المدينة حيث استشهد من أولاد المهاجرين والأنصار (306) شخصاً وعدد من بقية الصحابة الأولين وهجر المسجد النبوي فلم تقم فيه صلاة الجماعة لمدى أيام....

وشغل العالم الإسلامي بعد ذلك بقيام حركة التوابين في العراق الذين قادهم الندم على عدم نصرة الإمام الحسين الشهيد فلم يروا كفارة دون القتل في الثأر له ولصحبه فهل يا ترى كانت سكينة تصم أذنيها عن هتاف التوابين لترغيم (ابن سريح) على الغناء في دارها مع عزة الميلاء وتفتنه عن توبته عن الغناء؟)!!!.

هذا رد الدكتورة بنت الشاطئ القاطع على كذب الزبير بن بكار وافتراء أبي الفرج وكل ما وضعاه من مفتريات عن السيدة الطاهرة سكينة والأسماء التي ذكرتها الدكتورة في نهاية قولها الذي اقتطعناه قد دست في هذه الروايات لتدعيمها ولم نذكر هذه الروايات لأنها والله مما يسخط الله ورسوله فلو افترى انسان على امرأة عادية كان ذلك مدعاة لغضب الله وملائكته ورسله عليه فكيف بابنة الرسالة وربيبة النبوة وهي التي لم يشغلها مقتل أبيها وأهل بيتها وما جرى عليهم من القتل وما جرى عليها وعلى عماتها وأخواتها من السبي عن الإلتزام بالحجاب والصيانة حيث روت جميع المقاتل والمصادر قولها وهي أسيرة في الشام لسهل بن سعد الساعدي لما رأت الناس يتطاولون في النظر إليها والى عماتها وأخواتها:

(قل لصاحب هذا الرأس أن يقدم الرأس أمامنا حتى يشتغل الناس بالنظر إليه ولا ينظروا الى حرم رسول الله (ص)) ففعل سهل.

الله أكبر حتى في ذلك الموقف الرهيب الذي يفقد أشد الناس فيه إرادته وشعوره فإن هذه السيدة العظيمة بنت الزهراء وخديجة كانت على أروع صورة من العزة والشرف والعفة.

إن العجيب على من يدعي العلم والأدب ويعتمد على هذه الروايات المكذوبة المفترية فيبلغ به هوسه وعماه الى أن يحولها الى دراما يتفنن في توسيعها مما تجود له مخيلته الخرفة، وعقليته المريضة كما فعل زكي مبارك الذي يُطلق عليه لقب (دكتور) ـــــ وما أكثر الدكاترة العميان ــــ ولا نحب هنا سرد ما تخبط فيه من تزويق هذه الروايات في كتابه (حب ابن أبي ربيعة) وما دله عليه مجونه وولعه بالمفتريات ونكتفي برد الدكتورة بنت الشاطئ عليه في كتابها موسوعة آل النبي (ص934) الذي أفحمته فيه حيث تقول:

(ولا تسأله أين كان بنوا هاشم وأين الإمام زين العابدين، وعمر يرفع عقيرته بالغزل في سكينة وبيتها قد صار (مألفا للمغنين ملاذا للشعراء المخلصين لما خلقوا من عبادة الطرف الساحر والقد الرشيق) فمثل الإمام زين العابدين من لا يغضب لأخته حتى غضب (ابن أبي عتيق) فيما نقل الدكتور لأبنة عمه زينب بنت موسى الجمحية لما تغزل فيها عمر على السماع... ومثل بني هاشم وآل البيت من لا يغضبون لابنتهم كما غضب بنوا تيم بن مرة وولد طلحة بن عبيد الله لأختهم عائشة وتوعدوا عمر إن تغزل بها أن يؤدبوه فأقسم بالله ان لا يذكرها بشعر أبدا مثلهم من لا يغار على سكينة كما غار أبو الأسود الدؤلي على زوجته أو كما غار الحجاج بن يوسف الثقفي على فاطمة بنت عبد الملك ـــ وليست من ثقيف ـــ فكتب الى عمر يتوعده بكل مكروه إن ذكرها في شعره أجل لا تسأل عن هذا فإنما يسأل من يحاسب قلمه وينقي الحق والضمير فيما يكتب ويحترم عقله وعقول الناس).

زادك الله رفعة أيتها السيدة الجليلة أجل لقد ترفعت أيتها الدكتورة الفاضلة عن محاسبة من مات ضميره وسخر قلمه للدس في بنات الرسول والإفتراء عليهن ولدينا إضافة الى ما ذكرناه الكثير من الأدلة والعديد من الأقوال المعتبرة التي تنفي هذه الروايات ولكن وجدنا في ما ذكرناه كافياً وداحضاً للروايات الفاسدة والكاذبة التي تعرضت الى السيدة الطاهرة سكينة بنت الحسين في هذا الموضوع.

ونختتم الموضوع بقول أبيها الإمام المعصوم الشهيد الحسين سيد شباب أهل الجنة في حقها:

(وأما سكينة فغالب عليها الإستغراق مع الله)

وقال (ع) لها يوم عاشوراء مصبراً لها على فقده

سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي........منك البكاء إذا الحمام دهاني

لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة........ما دام مني الروح في جثماني

فإذا قتلت فأنت أولى بالذي........تأتينه يا (خيرة النسوان)

أجل هي خيرة النسوان وهي السيدة الطاهرة المطهرة من بيت طاهر مطهر كما وصفه تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 14/نيسان/2014 - 12/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م