ايها الناخب اياك والاستغفال....

م. قاسم الزبيدي

 

رسالتي الى الناخب ان لا يكرر الخطأ وان يحترم تكليفه كــ (لا يلدغ من جحر مرتين) واحتراما لمواقفه وتأريخه وحبا لوطنه وابناءه عليه ان لا يخضع لثقافة الاستغفال التي كثرت وسائلها وتعدد اصحابها بين التضليل والوعود والاماني والانجاز وللأسف كلها لا تتجاوز صوت قائلها فلقد شعرت وانا استمع الى بعض المرشحين وهم يتحدثون عبر الفضائيات للتعريف ببرامجهم الانتخابية، ان بعضهم لا يعرف الى اين ذاهب؟ وماذا يريد؟ وماذا سيفعل وكيف؟ وما هي حدود مسؤولياته اذا جلس تحت قبة البرلمان؟.

ايها الاحبة تهيئة المقدمات هي التي تحدد نوع النتائج والتحضير الدقيق لأمر ما يساهم في دقة إنجازه ونحن نمر اليوم في انعطافه مهمة من تاريخ العراق وحدث يؤسس لما بعده الانتخابات تعني البيعة بالمفهوم الاسلامي وهي تأصيل لنظرية العقد الاجتماعي بالمفهوم السياسي بمعني انك تختار من يمثلك بهذا الصوت الذي قد يجهل قيمته البعض احيانا وانا هنا في هذه الكلمات البسيطة سوف اركز على الناخب اكثر من تركيزي على المرشح بمعنى هنالك مواصفات يجب ان يتحلى بها الناخب واليات عمل عليه ان يستحضرها ليعرف لماذا ينتخب هذا المرشح او ذاك.

1. ان يحدد القائمة التي تمتلك المشروع والرؤية واليات العمل لان كثير من البرامج الخاصة بالمرشحين او القوائم برامج مثالية فاقدة للوسائل التنفيذية واحيانا بعضها يتعارض مع بعض التشريعات الدستورية والقانونية، لذلك ان لانتخب المرشح الجيد في القائمة الفاشلة ولا المرشح الفاشل في القائمة الجيدة لان الاول محكوم بنمط الكتلة التي ينتمي اليها والثاني يعجز عن تقديم أي شيء.

2. ان يصنف المرشحين الى قسمين:

• المرشحين من اعضاء مجلس النواب الحاليين: وهنا اول شيء يجب التركيز عليه هو تقييم عطاءه خلال الدورة البرلمانية الحالية واهم ما في ذلك تحديد مستوى التزامه بحضور الجلسات البرلمانية وعدد ايام الغياب لديه لان بعض النواب لم يحضر الا الجلسة الاولى وبعضهم اعطى لنفسه اجازة مرضية طيلة هذه الدورة والبعض الاخر يترفع عن حضور الجلسات، كذلك يجب التحقق من مدى حرصة على اقرار القوانين وتفاعله مع هموم المواطن واحتياجاته بالإضافة الى تواصله مع ابناء محافظته، فضلا عن كفاءته ونزاهته واستقامته.

• المرشحين الجدد: وهنا نحتاج ان نضع جملة من المعايير لتحديد الاصلح.

- قراءة السيرة الذاتية (لا تنتخب شخص لا يقدم سيرته الذاتية) والتركيز على التحصيل الدراسي والتخصص الدقيق والخبرة العملية وسنوات الخدمة لان مجلس النواب ليس مكان للتعلم ولا محطة للاسترزاق عليه ينبغي ان نصوت لمن نعلم انه يتميز بصفات تمكنه من انتاج الافكار وتحولها الى مشاريع قوانين.

- كاريزما المرشح وشخصيته وقدرته على الحديث والتأثير بالجمهور وارتجاليته بالحوار والدقة بالأجوبة والموضعية بالتحليل، ومن المهم جدا ان يجيد حسن الاصغاء والاستماع للناخبين والاطلاع عن كثب على مشاكلهم وهمومهم لأنه سيكون صوتهم في البرلمان لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم.

- جماهيرية المرشح وشعبيته تعطي رسالة على مدى ديناميكية المرشح وتفاعله مع الناس لكنها لوحدها لا تكفي لا نتاج برلماني مؤهل لتحمل مسؤولية بلد وتمثيل شعب في مؤسسة تصنع القوانين والنظم لذلك لا تنحاز الى العقل الجمعي في تحديد الكفء.

- والاستقامة والقدر على التشخيص: لان البرلماني يجب ان يتميز بالنظافة والاستقامة ليتمكن من ممارسة دوره الرقابي ومحاربة الفساد ومحاسبة المقصر وان يتمتع بمقدرة تشخيصية عالية لرصد الخلل او الحاجة وتقديم الحلول والبدائل الناجعة برؤية تخصصية دقيقة لان المتورط بالفساد لا يكون رقيبا لمحاربته وفاقد التشخيص عاجزا على رصده.

3- لا تنتخب على اساس العشيرة والولاء القبلي او المناطقي لان هذه ليست معايير صحيحة في حسن الاخيار.

ان السلطة التشريعية هي السلطة العليا في هرم الدولة والاهم في بناءها وهي الرحم الذي ينتج الحكومة وتصنع لها التشريعات وتراقب اداء كافة المؤسسات وتستجوب وتستدعي وتعزل من يخالف او يقصر لذلك اذا صلح المشرع صلح البلد.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 9/نيسان/2014 - 7/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م