حذارِ من أبواب وأبواق السلطة!!.

علي ال غراش

 

الإعلام سلاح خطير جدا، ولهذا على من يريد التعامل مع وسائل الإعلام أن يكون على دراية من خطورة هذا السلاح "الاعلام"، وأن يتحلى بالوعي الكافي وبفنون التعامل مع وسائل الإعلام، وتزداد الخطورة أكثر مع الاعلام الرسمي في مثل هذه الفترة والظروف الراهنة وصعوبة الأوضاع في الوطن، وحاجة السلطة إلى من يدعم ويقوي سلطتها، حيث تعمل على استغلال كل من يظهر على وسائل إعلامها، وبالتالي من يظهر على وسائل الاعلام الرسمية ويتعرض للاستغلال وتشويه كلامه وحديثه... فلايلومن إلا نفسه، ولا يلوم الاخرين!!.

وجود الفقر والفساد والتمييز والتفرقة والسرقة واستغلال المنصب والظلم والتهميش والحرمان للمواطنين في الوطن حقيقة واضحة للجميع، والكثير تحدث عنها، وفي هذه الفترة بدأت حملة شعبية كسر حاجز الخوف من قبل الشباب الغاضب بالتحدث حولها، ومازال الحراك للمطالبة بالاصلاح الشامل مستمرا، كما ان مظلومية المواطنين في السعودية واقع حقيقي.

نشرت الصحف الرسمية على لسان الشيخ كاظم العمري: "«مظلومية» الشيعة في المملكة أكذوبة اخترعتها قنوات الفتنة والتهريج". ومن يعرف الشيخ كاظم العمري عن قرب لا يتوقع أن يظهر مثل التصريح منه مهما كانت الأسباب !!. لانه شخصية واعية ويدرك مخاطر ذلك الكلام لأنه غير حقيقي.

الشيخ كاظم العمري تعرض للاعتقال والسجن بسبب دفاعه عن مظلومية الشيعة، ووالده - رحمه الله - صاحب تاريخ نضالي مشرف، أعتقل وسجن لفترات طويلة بسبب رفضه للظلم والدفاع عن مظلومية الشيعة.

كما ان مظلومية الشيعة في السعودية واضحة و راسخة، وهي جزء من مظلومية الشعب، وقد دفع المواطنون وبالذات الشيعة الضريبة كثيرا منذ عشرات السنين ولغاية اليوم: تهميش وتمييز وحرمان وتكفير وبالخصوص في الكتب المدرسية وعلى المنابر ووسائل الاعلام و إساءات واعتقالات وسجن للبعض بسبب انه من مذهب محدد أو الدفاع عن معتقده أو بسبب جلب أو حمل كتاب عن عقيدته ومذهبه او احياء امر أهل البيت (ع)، ومازال هناك عدد من المعتقلين لهذه الاسباب، وهناك منع لبناء دور العبادة والمقابر كما يحدث في حاضرة الدمام!!.

وكما قلنا من يعرف الشيخ كاظم العمري لا يتوقع منه أن يظهر منه مثل هذا التصريح مهما كانت الأسباب لان الشيخ كاظم حر وشريف..، وقد تعرض للظلم والإعتقال والتنكيل بسبب دفاعه عن حقوق المواطنين ورفع المظلومية عن أبناء طائفته.

الأحرار والشرفاء من المواطنين يقدرون الدور القيادي للشيخ العمري الأب والأبن، ويرفضون ما جاء ونقل على لسانه - الشيخ كاظم - في الاعلام من مخالفة صريحة للواقع، وحتما الشيخ كاظم العمري يرفضه، ويحتاج أن يبادر الشيخ العمري بالنفي لأنها كلمة حق وسيسجل التاريخ له هذا الموقف البطولي، وسينال مكانة أكبر.

كنا نتمنى أن يكون ما نقل عن الشيخ حقيقة، بحيث لا يتعرض أي مواطن للمظلومية والتمييز والتفرقة والإنتهاك والاعتقال والحرمان من حقوقه الوطنية، ولكن الكلام الذي قيل عن لسان الشيخ العمري يخالف الحقيقة، بل هو كذب وافتراء للواقع المؤلم لأن الشيخ العمري كان ضحية للتمييز والتفرقة والحرمان ودفع ثمن دفاعه عن مظلومية الشيعة بالاعتقال والسجن.

الاعلام سلاح خطير

ولأهمية وحساسية التعامل مع الوسائل الاعلامية وبالخصوص التابعة للسلطة في الوقت الراهن وبالخصوص من قبل الشخصيات، وما ينتج عنها من تداعيات كبيرة وخطيرة..، نود الإشارة إلى التالي بعيدا عن الشخصنة:

أولا: الإساءة والتجريح للأشخاص بسبب اختلاف الرأي مرفوض، وإنما المطلوب هو النقد ورفض ما جاء على لسانه إذا كان غير حقيقي وبعد التأكد من ذلك بدون الاساءة الشخصية.

ثانيا: على من يريد التعامل مع وسائل الاعلام أن يكون على دراية من خطورة هذا السلاح الخطي"الاعلام"، وأن يتحلى بالوعي الكافي وبفنون التعامل مع وسائل الإعلام والحنكة السياسية، ويحذر من الغرور.

ثالثا: السلطة في هذه الفترة بحاجة إلى من يدعم سلطتها وهي بالتالي ستوظف اي شخص لصالحها فقط. وأعلام السلطة سيستغل كل شخص بما يخدمها ويقوي سلطتها.

الإعلام في زمن الفتنة

اننا نعيش في زمن الفتنة، فينبغي الحذر ثم الحذر من التعامل مع اعلام الحكومة بل حتى مع السلطة، ونحن نتفهم الظروف الصعبة الراهنة، وإذا كان الشخص غير قادر على قول كلمة حق ودعم العدالة - رغم كسر حاجز الخوف من قبل شريحة من الشعب وارتفاع صوت المطالبة بالحقوق وتغيير النظام - فليصمت كي لا يستغل ويتحول إلى لعبة للاثارة واشغال المجتمع بقضايا جانبية عن الهدف الرئيس وهو المطالبة بالاصلاح والحقوق والحرية وتطبيق العدالة والمساواة. وعلى الشخصيات الحذر من التصريح للإعلام بل التواجد عند أبواب السلطة في هذه الفترة الزمنية انها الفتنة.

ولهذا على اي شخص يستغل من قبل السلطة من كلام او صورة فلايلومن إلا نفسه. ولا يلوم الناس بالغضب منه وربما بالإساءة إليه نتيجة ما ينقل عنه في وسائل الاعلام، ولا يبرر ويفند ويقول قد تم تغيير الكلام او حذف وبتر الحديث، فالشخص الواعي الفطن لا يسقط في هذا المستنقع بل ينبغي ان يكون على حذر شديد!!.

كما ينبغي على الشخص الذي يتعرض للخداع والاستغلال من قبل السلطة والإعلام أن يتحمل نتيجة موقفه، وأن يملك الشجاعة - كما ذهب وصرح لإعلام السلطة - أن يصرح ويوضح بما حدث ويبين الحقيقة ويعترف بأنه استغل، فالاعلام البديل مفتوح ويقدم اعتذاره للمجتمع، ويوضح اذا كان مجبرا وتعرض للترهيب بالذهاب والتصريح.

الحذر ثم الحذر من الاندفاع وراء الاعلام الحكومي الذي يبحث عن أي شخص يصرح له وبالخصوص من قبل الشخصيات،.. انه زمن الفتنة... فالحذر والحذر من ابواب وابواق السلاطين!!. وليتذكر المرء الحكمة التي تؤكد على الموقف السليم في الفتنة كما قال أمير المؤمنين الامام علي (ع): "كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب ".

وللأهمية نود التنبيه بأنه ليس من حق أي شخصية وبالخصوص الدينية الزج بالطائفة والتصريح باسمها في خدمة السلطة والقضايا الوطنية بنفس طائفي وبكلام غير صحيح ومخالف للحقائق، بل فيه تجاوز للمحذور الديني والاخلاقي.

الكرة في ملعب من تحدث وصرح للإعلام وتم تشويه وتبديل وتقطيع كلامه، مما أدى إلى سخط وغضب المواطنين وتعريض نفسه للنقد الشديد واللوم وربما الإساءة من قبل الشارع.

هل يملك هولاء - من ظهروا على وسائل الاعلام - الشجاعة والمبادرة بنفي ما نشر في وسائل الاعلام عنهم، والتوضيح وقول الحقيقة، والعمل لتحقيق مطالب وحقوق المواطنين والدفاع عن المظلومين، ورفع المظلومية عن كافة المواطنين؟

حفظ الله وطننا الغالي من كل شر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/نيسان/2014 - 6/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م