روحاني والمعادلة الصعبة بين المحافظين والإصلاحيين

 

شبكة النبأ: يوصف الرئيس الإيراني "حسن روحاني" بالمعتدل، كونه ينهج سياسة خارجية أكثر مرونة ودبلوماسية، سيما في تعامله مع الملف النووي الإيراني، إضافة الى دعواته الإصلاحية للشأن الداخلي في الجمهورية الإسلامية، والتي تشمل حقوق الانسان وحريات التعبير وعدم تقييد الصحافة والانترنت وغيرها، كما يشير المراقبين.

لكن الرئيس روحاني، الذي ما زال يحاور الغرب املاً في الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية تعزز طموحاته وتحقق الوعود التي أطلقها خلال حملته الانتخابية للشعب الإيراني، اصطدم في أكثر من سابقة بجدار المحافظين المتنفذين عميقاً في النظام الإيراني الذي يقوم على أساس نظرية "ولاية الفقيه" الدينية، كما تعرض للضغط، ايضاً، من قبل الإصلاحيين اللذين طالبوه بتطبيق الحريات ورفع القيود المفروضة على الكثير من الحريات العامة.

ويبدو ان المعادلة الصعبة في إرضاء الطرفين والموازنة فيما بينهما هي ما يعتمد عليه روحاني من اجل البقاء في السلطة اولاً وتحقيق الوعود على المستوى الداخلي والخارجي ثانياً.

يذكر ان المفاوضات التي تجري بين الغرب وإيران حول الملف النووي صعبة ومعقدة للغاية لكن الاتفاق حول صيغة نهائية ليس بالأمر المستحيل، كما وصفها المتابعون والمختصون، فيما تعرضت حكومة روحاني الإصلاحية للكثير من الانتقادات الأممية لعدم كفايتها وجديتها الإصلاحية التي وصفت بالمحدودة، وحثتها على تقديم المزيد من الإصلاح والتقدم على مستوى الحيات العامة.

فقد قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الرئيس الإيراني حسن روحاني لم يفي بوعود حملته الانتخابية بالسماح بمزيد من حرية التعبير وإنه حدثت زيادة حادة في تطبيق أحكام الإعدام منذ انتخابه، وأبرز بان في تقرير مقدم إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة شيوع تطبيق عقوبة الإعدام في إيران ودعا إلى الإفراج عن نشطاء ومحامين وصحفيين وكذلك سجناء سياسيين قال إنهم محتجزون لممارستهم حقوقهم في حرية التعبير والتجمع.

وقال بان في تقريره "لم تحقق الحكومة الجديدة أي تحسن ملموس في تعزيز حرية التعبير والرأي وحمايتها على الرغم من وعود الرئيس خلال حملته الانتخابية وبعد تنصيبه"، وأضاف قوله "لا تزال منافذ الأخبار عبر الإنترنت والوسائط غير الإلكترونية تخضع لقيود منها الإغلاق".

وقال ان الإيرانيين الذين يعبرون عن وجهات نظر أو معتقدات معارضة يتعرضون للاعتقال والمقاضاة، واستحسن بان الإفراج عن 80 سجينا سياسيا منذ سبتمبر أيلول ومنهم محامية حقوق الانسان نسرين سوتوده وإعادة بعض طلاب الجامعات والمحاضرين إلى وظائفهم، وقال بان إنه يوجد "عدد كبير من السجناء السياسيين" منهم محامون وناشطات حقوقيات وصحفيات.

واشار بان إلى حقيقة أن مهدي خروبي وميرحسين موسوي مرشحي الرئاسة في انتخابات عام 2009 رهن الإقامة الجبرية منذ عام 2011 مع أنه لم توجه إليهما تهم بارتكاب جريمة، وقال التقرير "يحث الأمين العام الرئيس على النظر في الإفراج الفوري عن زعيمي المعارضة وتسهيل حصولهما الفوري وبدرحة كافية على الرعاية الطبية". بحسب رويترز.

فيما دافع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن حرية الصحافة منتقدا إغلاق الصحف وذلك خلال خطاب أمام ممثلي وسائل الإعلام الإيرانية نقله التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة، وفي إشارة إلى إغلاق صحيفتين يوميتين إصلاحيتين خلال الأشهر الماضية، قال روحاني إن "إغلاق ومنع (صحيفة) هو الحل الأخير، إذا ارتكب أحدهم خطأ، يجب التحرك ضده شخصيا وضد مدير الصحيفة، ولكن لماذا إغلاق الصحيفة بالكامل وتوقيف موظفيها وصحافييها جميعهم عن العمل؟".

وكان تم توقيف الصحيفة اليومية "بهار" (الخريف) في تشرين الأول/اكتوبر الماضي بعد نشرها مقالا اعتبر مسيئا للطائفة الشيعية، وقد صدر قرارا قضائيا بوقفها عن العمل ستة أشهر، كذلك، أغلقت الصحيفة اليومية الإصلاحية "أسيمان" (سماء) في شباط/فبراير الماضي لنشرها مقالا اعتبر مسيئا للشريعة الإسلامية في إيران.

ويسيطر المحافظون على القضاء في إيران، وهم ينتقدون دائما مواقف الحكومة التي يجدونها ليبرالية جدا، وخصوصا التصريحات الأخيرة لوزير الثقافة علي جنتي الذي تحدث فيها عن رغبته في إنهاء الحظر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والسماح بإعادة نشر بعض الكتب التي منعت خلال السنوات الأخيرة، وأكد روحاني ان "المعارضين والأشخاص المعادين للحكومة أحرار في التعبير، ولكن يجدر أن يمتلك الموالون للحكومة أيضاً الحرية والأمان ذاته"، وأضاف ان "الحكومة منحازة إلى حرية التعبير مترافقة مع تحمل المسؤولية، إذا أسكتنا الأشخاص وكسرنا أجنحتهم، فإن الثقة بيننا ستدمر"، وكان روحاني الرئيس الذي تلقى دعم الاصلاحيين والمعتدلين، وعد بسياسة متحررة أكثر على الصعيدين الاجتماعي والثقافي.

تصريحات عدائية

في سياق متصل حث الرئيس الإيراني حسن روحاني قادة الجيش على إتاحة فرصة للدبلوماسية لمعالجة التهديدات الخارجية في إشارة واضحة للجهود الرامية لإنهاء النزاع النووي وعقود من العلاقات العدائية مع الغرب، وقال روحاني في اجتماع مع كبار قادة الجيش "من المهم جدا صياغة الجمل والخطب بشكل لا يفسر على أنه تهديد ونية لتوجيه ضربة".

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عنه قوله "علينا أن نكون حذرين للغاية في حساباتنا، إطلاق الصواريخ وإجراء مناورات عسكرية لتخويف الجانب الآخر ليس طريقة جيدة للردع رغم أنه يكون ضروريا في مكانه المناسب"، وسعى روحاني وهو معتدل انتخب رئيسا بأغلبية ساحقة في يونيو حزيران الماضي إلى حل وسط مع الولايات المتحدة وحلفائها بشأن تخصيب اليورانيوم وهو قضية حساسة أدت إلى فرض عقوبات اقتصادية عالمية على إيران.

لكن هذه الجهود تتعارض مع الشعارات النارية التي تصدر عن المتشددين الذين يسيطرون على قوات الحرس الثوري الإيراني وعلى الجيش النظامي بدرجة أقل، وعندما كان المفاوضون النوويون الإيرانيون يجرون مفاوضات مع القوى العالمية في فيينا الشهر الماضي كان كثير من قادة الجيش يدقون طبول الحرب في إيران ويستعرضون عضلاتهم العسكرية.

وقال قائد الحرس الثوري محمد على جعفري "أجدادنا أعدونا للمعركة الحاسمة"، وغابت هذه النبرة عن كلمة روحاني وقال الرئيس الإيراني "سياستنا الخارجية تقوم على التهدئة وبناء الثقة مع العالم، هذا ليس مجرد شعار"، وتابع قائلا "إيران جادة في قولها إنها لا تنوي مهاجمة أحد، العدوان خط أحمر لنا، وأسلحة الدمار الشامل خط أحمر لنا".

وقال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري "يجب التساؤل لماذا البعض مستعد لبيع عظمة وقوة ايران بسعر بخس للحصول على انهاء العداء مع الولايات المتحدة"، وكان يتحدث خلال مهرجان "الموت لامريكا" الشعار الذي يطلق خلال كل تظاهرة رسمية، وبالنسبة لايران، من غير الوارد بعد اعادة العلاقات الدبلوماسية مع "الشيطان الاكبر" التي قطعت في 1980 بعد عملية احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في طهران من قبل طلاب اسلاميين.

واستدعي السفير السويسري الذي تمثل بلاده المصالح الاميركية في ايران، الى مقر الخارجية الايرانية للاحتجاج على العقوبات الاميركية الجديدة على اشخاص وشركات يشتبه في انها التفت على العقوبات الدولية او دعمت شبكات إرهابية، وفي وقت سابق، اعلن ظريف ان المفاوضات المقبلة ستكون صعبة لا سيما بسبب "انعدام الثقة" بين ايران والولايات المتحدة، واتهم آية الله علي خامنئي المسؤولين الاميركيين "بالكذب" حين يؤكدون انهم لا يريدون تغيير النظام في ايران.

كما نقلت وسائل اعلام ايرانية عن الزعيم الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي قوله إن الولايات المتحدة ستطيح بالحكومة الايرانية إن استطاعت مضيفا ان واشنطن تتبنى نهجا يتسم بالهيمنة والتدخل في شؤون البلاد الداخلية، وفي كلمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والثلاثين للثورة الاسلامية اضاف خامنئي وهو اقوى شخصية في ايران ان المسؤولين الذين يسعون لانعاش الاقتصاد يجب الا يركنوا الى رفع العقوبات في آخر الامر وانما عليهم الاعتماد على الابتكار المحلي.

ونقلت وكالة انباء فارس شبه الرسمية عنه قوله "المسؤولون الامريكيون يقولون علانية انهم لا يسعون لتغيير النظام في ايران، هذه اكذوبة، فهم لن يترددوا لحظة في ان يفعلوا ذلك ان استطاعوا"، ولم يتطرق خامنئي الى المحادثات بين ايران والقوى العالمية الهادفة الى تسوية نزاع مستمر منذ عشر سنوات بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، لكنه أكد مجددا انه يتعين على ايران عند التعامل مع "الاعداء" الاستعداد لتغيير الاساليب دون ان تتنازل عن مبادئها الاساسية.

واضاف خامنئي "الحل لمشكلاتنا الاقتصادية هو ليس، رفع العقوبات، نصيحتي لمسؤولينا دائما هي ان نعتمد على امكاناتنا الاصلية غير المحدودة"، وتابع "موقفنا (العدائي) تجاه الولايات المتحدة يرجع الى اتجاهها المهيمن والفضولي"، وتعكس تصريحات خامنئي بشأن العداء خصومته القديمة للولايات المتحدة التي يعتبرها المسؤولون الايرانيون العدو اللدود لبلادهم، ولا توجد علاقات رسمية بين الولايات المتحدة وايران منذ 1980 بعدما احتل طلاب ايرانيون مبنى السفارة الامريكية في طهران واحتجزوا 52 دبلوماسيا رهائن احتجاجا على استقبال واشنطن للشاه السابق بعدما اطاحت به الجمهورية الإسلامية.

النووي يزيد التوتر

الى ذلك بدت مقالة نشرتها وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية روتينية اذ نقلت عن وزير الطرق والتنمية العمرانية قوله إن الوزارة لم توقع عقدا مع شركة خاتم الأنبياء للإنشاءات لاستكمال طريق سريع رئيسي من طهران إلى الشمال، لكن أمرين ميزا الخبر، الاول ان خاتم الأنبياء واحدة من كبرى الشركات التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني والثاني ان رئيسها عباد الله عبد اللهي قال قبل ثلاثة أيام فقط إن الشركة وقعت العقد مع الوزارة.

وكان تقرير الوكالة في ديسمبر كانون الأول إحدى الإشارات إلى أن الرئيس حسن روحاني الذي تولى السلطة في أغسطس اب يستخدم الزخم السياسي بعد تحسن العلاقات مع الغرب بسبب البرنامج النووي الإيراني في كبح جماح النفوذ الاقتصادي للحرس الثوري، وشكك وزراء في عقود قائمة بين الحكومة والحرس بل ألغيت بعض العقود -مثل عقد الطريق السريع- بعد أن ظلت عالقة منذ وصول روحاني للرئاسة خلفا لأحمدي نجاد.

وانتقد قادة كبار في الحرس الذي تأسس قبل نحو 35 عاما للدفاع عن نظام حكم رجال الدين في إيران المحادثات النووية لكنهم كانوا أكثر تكتما عند الحديث عن القيود على مصالحهم الاقتصادية، وقال الميجر جنرال محمد علي جعفري في ديسمبر كانون الأول إن حكومة أحمدي نجاد كانت تصر على مشاركة الحرس في الاقتصاد.

وأضاف في إشارة إلى وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "لكننا أخبرنا السيد روحاني بأنه إذا شعر أن القطاع الخاص يمكنه تنفيذ هذه المشروعات فإن الحرس الثوري مستعد للتنحي جانبا بل وإلغاء العقود"، وبنفس اللهجة انتقد جعفري المفاوضات النووية ونقلت فارس عنه قوله إن إيران خسرت الكثير ولم تكسب سوى القليل واستهدف حديثه روحاني بصورة مباشرة أكثر وقال "أهم ساحة تهديد للثورة الاسلامية -ومن واجب الحرس حماية مكتسبات الثورة- هي ساحة السياسة، ولا يمكن للحرس التزام الصمت حيال هذا".

وقال محسن سازكارا أحد الأعضاء المؤسسين للحرس الثوري ويعيش الآن في الولايات المتحدة إن الأمر لم يكن مفاجئا، وأضاف "كان من المتوقع أن يكون للحرس رد بارد وقاس، "وهذا لأنهم يرون أنفسهم يديرون الأمور، والأهم من ذلك أنهم ليسوا سعداء بإبعاد أياديهم عن بعض مشروعات النفط والطاقة والطرق، وأظهروا هذا الاستياء بعدة طرق"، ويهدد الاتفاق المؤقت الذي توصلت اليه ايران مع الغرب في نوفمبر تشرين الثاني الاساس الايديولوجي لقوة الحرس الثوري الذي تشكل لموازنة قوة الجيش وحماية الثورة الاسلامية من التدخل الخارجي والداخلي.

ويحد الاتفاق من البرنامج النووي -الذي يصفه قادة الحرس بأنه مصدر للزهو الوطني- مقابل رفع لبعض العقوبات وتحسين العلاقات الدبلوماسية مع دولة دائما ما يقول الحرس الثوري إنها اكبر اعدائه الا وهي الولايات المتحدة، ورغم الانتقادات التي توجهها القيادة العليا للحرس الثوري للاتفاق النووي الا ان الحرس الثوري ليس على قلب رجل واحد وهناك عناصر ردت بطريقة اكثر عملية وجاهر قائد كبير على الاقل بدعمه للاتفاق.

وفي الوقت الحالي ابقى دعم الزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي -صاحب اعلى سلطة في البلاد والذي يتعين على الحرس الاذعان لرأيه على الاقل في العلن- العناصر المحافظة داخل صفوف الحرس تحت السيطرة، وهناك ايضا ادراك بأن الحالة المزرية للاقتصاد والتي تسببت فيها العقوبات الى حد بعيد لم تترك للبلاد خيارات تذكر، وقال سازكارا "خامنئي نفسه يدعم المحادثات، ومن جانب اخر ليس امام الحرس من خيارات كثيرة نظرا للوضع الاقتصادي الذي يثير فزع الجميع".

ويسيطر الحرس الثوري على قطاعات واسعة من الاقتصاد وينخرط ايضا في الانشطة السياسية والثقافية، وقالت وزارة الخزانة الامريكية في تبريرها لفرض العقوبات ان الحرس الثوري يسيطر على "اعمال بمليارات الدولارات"، وفي بعض الاحيان تتداخل اعمال الحرس التي تشمل حصة في كبرى شركات الاتصالات في البلاد وشركات انشاء وتعمل عن كثب مع منظمة يسيطر عليها الزعيم الاعلى التي يقدر ان قيمتها تقارب 95 مليار دولار.

وكانت رويترز نشرت في نوفمبر سلسلة من ثلاثة اجزاء تبحث فيها كيف ان المنظمة التي تعرف بالفارسية باسم استاد إجرائي فرمان حضرة امام (هيئة تنفيذ اوامر حضرة الامام) اصبحت احد اقوى الكيانات في ايران، وخلال حكم الرئيس السابق احمدي نجاد الذي استمر لفترتين وسع الحرس الثوري من اهتماماته وانشطته الاقتصادية مع تسريع العقوبات، والان يستغل روحاني ثغرة فريدة اوجدها الاتفاق النووي لتقليص وجود المؤسسة الاقتصادي وبالتالي نفوذها الاوسع في البلاد.

وقال علي الفونيه الباحث الكبير بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والخبير في شؤون الحرس الثوري ان الحكومة استخدمت حجتين رئيسيتين لإلغاء العقود، وقال الفونيه في رسالة بالبريد الالكتروني "الحكومة لا يمكنها تحمل عبء العقود ولم تعد الدولة خاضعة لنظام العقوبات ولا توجد ثمة حاجة لحالة طوارئ تعلن فيها الحاجة لمشاركة الحرس الثوري".

ويقول محللون انه في الوقت الذي ابرز فيه استغلال روحاني المفاوضات النووية لتقليص النفوذ الاقتصادي للحرس الثوري حالة التوتر بين الجانبين فإن قضية المحادثات الجارية بشأن البرنامج النووي للبلاد اكثر اثارة للجدل بالنسبة للحرس الثوري، فبعض قادته الكبار اوضحوا ان وقف تخصيب اليورانيوم بالكلية قد يكون مطية لتفكيك البرنامج النووي الايراني الذي يخشى الغرب ان تكون له اهداف عسكرية.

ويؤكد قادة الحرس الثوري وكبار مسؤولي الحكومة الايرانية على سلمية البرنامج النووي لبلادهم. ويقولون ان التخصيب -وهو نقطة مثيرة للخلاف في المحادثات مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا- ضروري للأغراض الطبية وتلك المتعلقة بالطاقة.

وحذر رسول ساناي راد النائب السياسي للحرس الثوري من تقديم الكثير من التنازلات مشيرا الى ليبيا حيث وافق الزعيم الراحل معمر القذافي على تفكيك برنامجه النووي لكنه تعرض لاحقا لهجوم من تحالف من الدول الغربية، وقال في مقابلة مع وكالة فارس في واحد من الهجمات شبه اليومية من قادة الحرس على الاتفاق "ليبيا تخلت عن كل منشآتها لكم ما هي النتيجة التي حصلوا عليها؟"، ورد روحاني في خطاب قال فيه ان هناك فقط ثلة من الاشخاص "الجهلاء" الذين يهاجمون الاتفاق وطالب الاكاديميين بالتعبير عن دعمهم علانية.

لكن اذا ذهب روحاني الى مدى بعيد في المفاوضات المقرر ان تبدأ هذا الشهر بشأن اتفاق طويل الامد فقد يسحب خامنئي دعمه الذي سيسمح للمحافظين في صفوف الحرس الثوري بالتدخل، وكتب الفونيه "البيانات العامة لقادة الحرس الثوري الايراني المناهضة للولايات المتحدة وحلفائها توضح بجلاء محاولة قادة الحرس تقويض انفتاح روحاني على الغرب."

القوة العسكرية

من جانبها نقلت وكالة فارس الايرانية للأنباء عن ضابط بالبحرية الايرانية قوله ان اوامر صدرت لعدد من السفن الحربية بالاقتراب من الحدود البحرية الامريكية كرد على نشر سفن امريكية في الخليج، ونقلت الوكالة عن الاميرال افشين رضائي حداد قائد الاسطول الشمالي بالبحرية الايرانية قوله ان "الاسطول العسكري الايراني يقترب من الحدود البحرية للولايات المتحدة وان لهذه الخطوة رسالة".

ونقلت عنه قوله ان السفن بدأت رحلتها صوب المحيط الاطلسي عن طريق "المياه الواقعة قرب جنوب افريقيا"، ولم يتسن التأكد من تقرير فارس بشكل مستقل ولم يتضمن التقرير تفاصيل بشأن السفن، وفي واشنطن شكك مسؤول دفاعي امريكي طلب عدم نشر اسمه في اي ادعاء باقتراب سفن ايرانية من الحدود البحرية الامريكية، ولكن المسؤول اضاف ان "السفن حرة في العمل في المياه الدولية".

وتجري الولايات المتحدة وحلفاؤها مناورات بحرية في الخليج بشكل منتظم قائلين انهم يريدون ضمان حرية الملاحة في ذلك الممر المائي الذي يمر من خلاله 40 في المئة من صادرات النفط العالمية المحمولة بحرا، وتتضمن التسهيلات العسكرية الامريكية في المنطقة قاعدة لأسطولها الخامس في مملكة البحرين، وقالت فارس ان البحرية الايرانية طورت وجودها في المياه الدولية منذ 2010 وترسل بشكل منتظم سفنا في المحيط الهندي وخليج عدن لحماية السفن الايرانية من القراصنة الصوماليين الذين يعملون بالمنطقة.

قيما اعلنت ايران انها "اختبرت بنجاح" صاروخين جديدين عشية الذكرى الخامسة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية على حكم الشاه في ايران، وقال وزير الدفاع حسن دهقان حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية "تم بنجاح اجراء اختبار على الجيل الجديد من صاروخ بالستي برأس انشطاري، وصاروخ موجه باللايزر ارض ارض وجو ارض".

واعلن الجنرال دهقان ان "الجيل الجديد لهذا الصاروخ قادر على الافلات من الانظمة المضادة للصواريخ ويمكنه استهداف عدة اهداف مختلفة مع قدرة تدمير عالية جدا"، من دون توضيح مداه، واضاف ان "الصاروخ الموجه بواسطة الليزر يمكن اطلاقه من طائرة او منصة اطلاق لضرب جسور ودبابات وتجهيزات عسكرية ومراكز قيادة مع نسبة عالية جدا من الدقة".

وهنأ الرئيس الايراني حسن روحاني الشعب الايراني والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية على "الاختبار الناجح" للجيل الجديد من الصاروخ البالستي، وطورت ايران في السنوات الاخيرة برنامجا بالستيا واسعا يثير قلق الدول الغربية وإسرائيل، وتبنى مجلس الامن الدولي قرارات عدة لإدانة البرنامج البالستي الايراني بينما تبنت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات ضد هذا البرنامج.

لكن طهران اكدت للتو انها سترفض بحث برنامجها البالستي اثناء المفاوضات الجديدة التي ستبدأ في 18 شباط/فبراير في فيينا حول برنامجها النووي مع القوى الست الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والمانيا).

وكشفت ايران عن قمرين صناعيين للاتصالات اثناء حفل بمناسبة يوم التكنولوجيا الفضائية، كما ذكرت وسائل الاعلام الإيرانية، و"خليج فارس" هو قمر صناعي صغير مخصص "للاتصالات الآمنة داخل وخارج الحدود"، بنته جامعة مالك اشتار التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، والجامعة التي تأسست في 1986 تقوم بمشاريع ابحاث في المجال العسكري ولا سيما في مجال الفضاء، وهي واردة على لائحة العقوبات الاوروبية التي تطال المؤسسات المرتبطة بالبرنامج الفضائي الايراني. بحسب رويترز.

وقمر "تدبير" الذي بناه مركز الابحاث الفضائية في جامعة العلوم والصناعة في طهران، قادر من جهته على اجراء مهمة تصويرية بدقة تقريب تصل الى 100 متر، ويزن القمر 50 كيلوغراما وسيوضع على علو 250 الى 375 كيلومترا، ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن مساعد رئيس منظمة الفضاء الايرانية حميد فاضلي قوله ان "ايران ستطلق قمرا صناعيا في الفضاء بحلول نهاية السنة" الايرانية التي تنتهي في 20 اذار/مارس، لكنه لم يحدد اي قمر صناعي تشمله عملية الاطلاق هذه.

ويثير البرنامج الفضاء الايراني قلق الدول الغربية واسرائيل التي تشتبه في ان طهران تخفي اشغالا ترمي الى تطوير صواريخ قادرة ربما على نقل شحنة نووية، على الرغم من نفي ايران المتكرر، واعلنت ايران في منتصف كانون الاول/ديسمبر انها استعادت قردا سليما معافى كانت ارسلته الى الفضاء على علو 120 كلم على متن صاروخ في ثاني رحلة في المدار في اطار برنامج بالستي ايراني مثير للجدل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 24/آذار/2014 - 21/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م