التطبيقات الخدمية بديلة عن مثيلاتها التقليدية

 

شبكة النبأ: يزداد الاهتمام، في الآونة الأخيرة، على فكرة التطبيقات ذات الفائدة العملية، بالاعتماد عليها في مختلف المجالات العلمية والمنزلية والاقتصادية والصحية، وحتى في المجالات الأمنية او العسكرية.

ويشير الخبراء والمختصون في مجال تكنولوجيا المعلومات، ان التعاون كبير بين المبرمجين والشركات المختصة في مجال التسويق والترويج لمثل هكذا تطبيقات مستقبلية، وهو سوق واعد وكبير، سيما وان بعض هذه التطبيقات والخدمات التقنية قد اثبتت نجاحها ولاقت شعبية وترحيب كبيرين من قبل المستخدمين.

ويبدو ان سهولة الاستخدام وسرعة التجاوب ودقة المعلومات المقدمة من قبل هذه التطبيقات واتاحتها للجميع، اسهم بشكل كبير في رواجها والاعتماد المتزايد عليها.

من جانب اخر فان الاعداد المتزايدة من جمهور الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية أعطت زخماً اضافياً لمزيد من الابداع والابتكارات الجديدة، خصوصاً وان فكرة التطبيقات الخدمية تتناسب مع كل الاذواق والحاجات وهي في تطور مستمر وينتظرها مستقبل واعد، كما يشير الخبراء.

تطبيقات منزلية

في سياق متصل هل سئمت التحقق مما اذا كانت الغسالة الكهربية قد أكملت دورتها أو ما اذا كانت الانوار تركت مضاءة بالمنزل؟، الآن اصبح الامر مختلفا فالتطبيقات الالكترونية باتت تساعد الناس بوتيرة متزايدة في مراقبة الاجهزة المنزلية والتحكم فيها عن بعد عبر هواتفهم المحمولة.

فمن غسالات متصلة بالانترنت وثلاجات ذكية إلى اجهزة ذكية أخرى لقياس الوزن يزداد استخدام الاجهزة المتصلة بالانترنت داخل المنازل حيث تمثل التطبيقات الالكترونية وسائل لمراقبتها والتحكم فيها.

وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إنه بحلول 2022 ستمتلك كل اسرة لديها طفلان في المتوسط حوالي خمسين جهازا متصلا بالانترنت مقابل عشرة اجهزة تقريبا الان، ويسمي هذا التطور "بانترنت الاجهزة"، وقال ستيفن برنتيس نائب رئيس شركة (جارتنر) للاستشارات "التطبيقات الالكترونية هي غاية الناس من انترنت الاجهزة."

ويمكن على سبيل المثال التحكم عن بعد من غسالات ومجففات من انتاج شركة سامسونج بتشغيلها وغلقها والتحكم في درجات حرارتها بواسطة تطبيق اندرويد اذ يحصل المستخدمون على تنويهات بانتهاء عمليات هذه الأجهزة، كما يمكن التحكم في لمبات سقف تسمى (فيليبس هيو) من خلال تطبيق آي-فون أو اندرويد بإيقادها واطفاءها وتحديد مدة الاضاءة ونوعيتها.

كذلك تقوم التطبيقات والاجهزة الالكترونية بدور في مراقبة الصحة مثل متابعة الوزن عبر تطبيق (ويزنجز هيلث ميت) لأجهزة آي-فون واندرويد والذي يراقب الوزن بربطه بجهاز ذكي لقياس الوزن لشركة (ويزنجز) ومقرها باريس.

كما يمكن لمن يريدون تحسين قوامهم استخدام جهاز (لوموباك) الذي يتم ارتدائه حول الخصر ويكون متصلا بتطبيق آي-فون ويقوم بتنبيه المستخدمين بشأن قوامهم على مدار الوقت.

ضد السرقة

من جهتها تعتزم شركة ابل اضافة خاصية تساهم في مكافحة السرقة لنسخة جديدة من نظام تشغيل الهواتف الذكية الخاصة بها في خطوة تجيء وسط ضغط من جانب السلطات والزبائن على الشركات لفعل المزيد لمواجهة زيادة في سرقات هذه الهواتف، وقال مديرون تنفيذيون في نشرة خلال المؤتمر السنوي للمطورين بالشركة إن الخاصية الجديدة تلزم ادخال بيانات بطاقة هوية المالك الشرعي للجهاز وكلمة المرور قبل امكانية مسح البيانات الموجودة عليه أو استعادتها بعد مسحها عن بعد.

وستكون الخاصية الجديدة متاحة مع طرح نظام التشغيل (اي.او.اس 7) في الاسواق الخريف القادم، ويعتزم اريك شنايدرمان المدعي العام لولاية نيويورك وجورج جاسكون مدعي سان فرانسيسكو مع ممثلين عن شركات ابل وموتورولا موبايلتي التابعة لجوجل وسامسونج اليكترونكس ومايكروسوفت المقبل مناقشة قضية سرقات الهواتف.

وانتقد شنايدرمان وجاسكون شركات الهواتف المحمولة لما قالا انها عدم رغبة ملحوظة من جانب هذه الشركات في حل هذه المشكلة المتفاقمة، وقال جاسكون إن قرابة نصف حوادث السرقة التي وقعت العام الماضي استخدمت فيها هواتف محمولة مسروقة، وقال مكتب جاسكون إن دراسة اخيرة وجدت إن الزبائن خسروا 30 مليار دولار في 2012 بسبب فقدان أو سرقة الهواتف المحمولة. بحسب فرانس برس.

واتخذت بعض الشركات اجراءات بالفعل لإعادة الهواتف الذكية لأصحابها، وتتيح شركة ابل خدمة (فايند ماي اي فون) التي تسمح للمستخدم تتبع هاتفه المفقود عبر خريطة أو غلقه أو مسح البيانات عن بعد.

مكافحة البدانة

فيما اظهرت تجربة نشرت مؤخراً ان استخدام تطبيق بسيط لهاتف ذكي لتصوير وجبات الطعام التي يتناولها الفرد يشكل وسيلة مفيدة للمساعدة على تخفيض الوزن عند الاشخاص الذين يعانون وزنا زائدا، ويهدف التطبيق الذي صممه اطباء بريطانيون الى الترويج "لذاكرة الاكل" حتى يتذكر الافراد ماذا اكلوا ويشجعون على عدم تناول وجبات صغيرة غنية بالسعرات الحرارية.

ويتضمن التطبيق ثلاثة أجزاء، الجزء الاول يقوم على التقاط الفرد صور لما سيقدم على استهلاكه من اكل وشرب قبل الشروع بتناوله، وبعد الانتهاء من الاكل او الشرب يلقي المستخدم نظرة الى الصورة الملتقطة ويرد على اسئلة تتعلق بتجربة الاستهلاك هذه من قبيل: "هل انهيت الوجبة بالكامل؟ و"هل تشعر بالشبع"؟.

وقبل تناول المزيد من الوجبات بعد ذلك، يلقي المستخدمون نظرة الى ملف الصور التي التقطوها خلال النهار ويحصلون على رسالة تشجعهم على ان يتذكروا ما تناوله حتى الان، وقد تابع الباحثون 12 رجلا وامرأة يعانون من البدانة او الوزن الزائد لمدة اربعة اسابيع في دراسة صغيرة. وقد لجأ المتطوعون الى التطبيق ما لا يقل عن خمس مرات في اليوم بشكل وسطي.

وخلال مدة الدراسة خسر المشاركون 1,5 كيلوغرام من وزنهم بشكل وسطي، وقال اريك روبنسون الباحث من جامعة ليفربول "ان ما تحقق من خلال الدراسة قد يأتي بنتائج، بما ان التجربة كانت قصيرة ولم يتم خلالها توفير اي نصائح تغذية او اي دعم اخر، نجد ان نتائجها واعدة"، وقد عرضت نتائج الدراسة في المؤتمر الاوروبي حول البدانة في ليفربول في شمال غرب انكلترا.

القدرة على الانجاب

من جهة اخرى اطلق احد مؤسسي موقع الدفع عبر الانترنت "باي بال" تطبيقا جديدا لهواتف "آي فون" يهدف الى مساعدة الازواج على معرفة الوقت المناسب لانجاب الأطفال، ماكس ليفكين وشركاؤه الماليون بدأوا بتسويق التطبيق "غلو" (بريق) عبر متجر "ابل ستور" الالكتروني، ويدعم بعض المستثمرين هذا المشروع بمبلغ ستة ملايين دولار.

ويقول ليفكين رئيس "غلو" واحد مؤسسيه ومقره في سان فرانسيسكو "ثمة الكثير من الطرق لتحسين الصحة والرفاه عبر علم البيانات"، ويوضح "ان تحليلا اعمق (للبيانات الشخصية) يؤدي الى قرارات وتشخيصات موثقة بشكل افضل والى علاجات مبكرة والى سياسة صحية اقل كلفة ويمكن للجميع الوصول اليها في نهاية المطاف".

ويمكن للنساء تحديث "غلو" باستمرار وفقا لوضعهن الجسدي فيما يقوم التطبيق بتحليل البيانات لتحديد الوقت الافضل لإنجاب الأطفال، وعلى المدى الطويل ينوي "غلو "استخدام "معلوماتية الملبس" وهو الميل الجديد الذي يقوم على استخدام اساور وساعات واكسسوارات اخرى لتسجيل المعطيات عن جسم الانسان.

وتوضح غونس اركان التي اضطرت الى ترك عملها في وول ستريت للخضوع لست دورات من التلقيح الاصطناعي لانجاب طفليها "غلو يساعد النساء على الاطلاع بشكل افضل على صحتهن التناسلية"، وقد عملت بشكل وثيق مع مصممي "غلو" لتطوير التطبيق.

وتقول ان "غلو" يوفر للنساء "امكانية التركيز على حياتهن المهنية والتفكير بالأطفال بعد فترة اذا اردن ذلك"، وقد اسست الشركة الناشئة للرد على حاجات عدد متزايد من النساء اللواتي يخترن تأجيل انجاب الاطفال للتركيز في غالب الاحيان على حياتهن المهنية في حين ان علاجات العقم لا تغطيها شركات التأمين في الولايات المتحدة على ما يؤكد مصممو "غلو".

وتفيد الارقام التي طرحتها "غلو" ان نحو عشرة ملايين من الازواج يحاولون سنويا الانجاب في الولايات المتحدة ونصفهم فقط ينجح في ذلك، وتقدر "سوق العقم" بحوالي خمسة مليارات دولار وتستمر في النمو في حين ان واحدة من كل ثلاث نساء يرغبن في الانجاب في سن 35 الى 39 عاما لا تنجح في الحمل بعد سنة من المحاولات.

وتقول اركان "انا سعيدة جدا بان اكون ضمن شركة تساعد الناس على حل مشاكلهم من خلال تحليل البيانات وفي هذه الحالة بالذات مشكلة عدم القدرة على الانجاب"، وشكلت "غلو" ايضا مؤسسة لا تبغي الربح لمساعدة الازواج على دفع تكاليف العلاجات العالية جدا، ويمكن للمشاركات المساهمة بخمسين دولارا شهريا على مدى عشرة اشهر فيما توزع الاموال التي جمعت على النساء اللواتي لم ينجحن في الحمل رغم استخدام تطبيق "غلو"، وقد تبرع ليفكين بمبلغ مليون دولار الى المؤسسة.

والى جانب "بايبال" شارك ليفكين في تأسيس "سلايد" وهو موقع العاب اشترته غوغل قبل ثلاث سنوات واقفل منذ ذلك الحين، وساهم ليفكين واصله اوكراني، ايضا في انشاء موقع النقد وتبادل الخبرات عبر الانترنت "يلب"،وانضم ايضا في العام 2012 الى مجلس ادارة "ياهو!".

تطبيقات حكومية

بدورها اطلقت الحكومة الاميركية تطبيقا للهواتف الذكية يسمح لمستخدميه بالإبلاغ عن كل مشتبه به في الاعتداء جنسيا على طفل، ومن خلال هذا التطبيق المجاني على هواتف "آي فون" والذي سيصبح متاحا "عما قريب" لمستخدمي الهواتف الذكية الاخرى، يتمكن المستخدمون من إرسال معلومات عبر البريد الالكتروني أو الهاتف، على ما اعلنت وزارة الامن الداخلي في بيان.

ويتضمن التطبيق ايضا لائحة بأسماء المتحرشين بالأطفال الرئيسيين الذين تبحث عنهم الشرطة في العالم، ودعت السلطات المواطنين إلى التعاون معها من أجل إلقاء القبض على هؤلاء والابلاغ عن كل سلوك مشبوه يصدر عن اشخاص غير مذكورين في اللائحة، ويتصدر لائحة المتحرشين التسعة الخطرين الفارين رجل أبيض يتراوح عمره بين 45 و55 عاما مطلوب بتهمة إنتاج أفلام إباحية للأطفال وقد يكون متواجدا "في أي مكان في العالم".

ومن بين المشتبه بهم الآخرين المطلوبين من العدالة بتهمة تصوير أفلام إباحية للأطفال او توزيعها او حيازتها مواطن هندي يبلغ من العمر 35 عاما شارك عبر الانترنت في لائحة مخصصة لمزودي مواد اباحية للأطفال، يذكر ان مكتب التحقيقات الفدرالي أطلق تطبيقا مشابها يشمل ايضا الجريمة والارهاب ويتضمن لائحة بالأطفال المفقودين.

كما تعوّل السلطات اللبنانية على تطبيقات الهواتف الذكية وأنظمة انذار اخرى لتعزيز التدابير الهادفة الى الكشف عن المتفجرات ومنع اراقة المزيد من الدماء، وهزت ثلاثة هجمات اللبنانيين خلال الفترة الاخيرة اوقعت عشرات الضحايا، تفجير سيارتين مفخختين في مدينة طرابلس الشمالية الاسبوع الماضي، وسيارة اخرى في ضاحية بيروت الجنوبية قبل ذلك بثمانية ايام.

وأعلن الجيش اللبناني اطلاق تطبيق "لاف شيلد" على الهواتف الذكية يتيح للمواطنين تسجيل فيديو او التقاط صور سيارات مشبوهة او اجسام غريبة وارسالها الى قيادة الجيش، ويسمح ذلك للمواطنين ايضا بالتعرف على "المواقع الخطرة" مثل التي شهدت احداثا امنية من خلال خريطة تفاعلية.

وأكدت قيادة الجيش في بيان نشرته على موقعها الرسمي على الانترنت سعيها الى "اشراك اكبر عدد من المواطنين في حماية الوطن"، ودعت السلطات اصحاب السيارات الى وضع اسمائهم وارقام هواتفهم في مكان واضح على سيارتهم عند ركونها وحثت المواطنين بشكل عام على توخي المزيد من الحذر.

وقال مسؤول امني ان "غرفة العمليات في قوى الامن الداخلي تتلقى اكثر من الف اتصال يوميا منذ تفجير بيروت، من مواطنين من كل انحاء لبنان يفيدون عن سيارات مشبوهة"، وأضاف: "في بعض الحالات، يبدو واضحا ان السيارات غير مشبوهة، وفي مرات أخرى اضطرت الشرطة الى تحطيم الزجاج وخلع الابواب لتفتيش السيارة"، وحتى الآن "كل الانذارات كانت كاذبة" بحسب المسؤول.

والصور التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر ايضا رسائل تركها سائقون متوترون على الزجاج الامامي لسياراتهم لتجنيبها الاضرار، ويتردد بعض اهالي بيروت في ترك احيائهم خشية انفجار سيارة مفخخة يسيرون بمحاذاتها، ويقول اصحاب المطاعم والموظفون في شارع الحمرا الذي يعج عادة بالحركة، ان عدد الزبائن اقل من الايام العادية، وجاءت الانباء على قرب حصول ضربة عسكرية غربية على سوريا لتزيد المخاوف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/آذار/2014 - 6/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م